شبيحة إعلام آل الأسد
غازي أبو ريا
لا أعرف عدد أجهزة الأمن السورية، قد تكون خمسة أو عشرة أو أكثر، ولا أعرف تعداد أفرادها، قد يكون عشرات الآلاف، أو مئات الآلاف، والعلم بعد الله لبشار الأسد، فهو الوحيد من البشر الذي يعرف كم يحتاج من البشر لحماية عرشه، وهو الذي يعرف كم ألف معتقل يحتاج حتى ينام على سرير من الأمن، وهو الذي يعرف كم يجب أن يغادروا الحياة الدنيا تحصينا لحكم سلالة الأسد.
آل الأسد استعملوا سوريين لقتل سوريين آخرين، استعملوا صنفين من البشر، الصنف الأول عدوانيون مجرمون، والثاني من الجبناء الذين لا يشعرون بقيمتهم إلا حين يحملون السلاح ويطلقون النار على الأبرياء، وآل الأسد يستعملون المجرمين والجبناء لقتل الأحرار.
لكن أسوأ عبيد آل الأسد هم جوقة التطبيل والتزمير لكل ما يصدر عن آل أسد، فإذا عطس بشار الأسد تطل علينا الجوقة لتشرح لنا تأثير عطسة بشار على مسيرة الشعب السوري نحو التطور، وإن فشل بشار في لفظ حرف السين وجعله “ثاءً”، يخرج علينا حاملو الطبول بلائحة من عيوب حرف السين، وقائمة مطولة من ثواب من ثاب إلى حرف الثاء وثماره. هذه الجوقة تفكر وتنطق تحت السقف الذي حدده الرئيس، فتبقى التعددية الحزبية تطاولا على الرئيس والوطن ومدخلا للعمالة لأمريكا، ولما يعلن الرئيس أنه سيسمح بالتعددية، تغير الجوقة زاوية ميلان اللسان، وتصبح التعددية حلا عبقريا تفجر من النباهة الفذة التي يمتاز بها بشار عن غيره من عباد الله. وهذا لا يضر بأحد إنما يفضح زمر المنافقين، مثلهم كمثل الشعراء الذين يجعلون من الجبان بطلا مغوارا، ومن الحقير سيد الأكرمين.
لكن هذه الزمر الإعلامية العاملة لبيت الأسد، تجاوزت كل حدود العيب، وراحت تدافع بوقاحة مغيظة عن جرائم بيت الأسد، فإذا كان الشبيحة يضربون الناس، ويدوسون بأحذيتهم على ظهور ورؤوس الشرفاء، فإن شبيحة إعلام بيت الأسد يدافعون عن كل صنائع الشيطان، يدافعون عن مجرم يقلع أظفار طفل، يدافعون عن مجرم يطلق النار على صدر شاب، ويسخرون من كل أم ثاكل، يخرجون على الفضائيات وقد دهنوا وجوههم بكل أوساخ بيت الأسد، يغيظون الناس بكلمات أقسى من الرصاص، بكلمات أقسى من الظلم والقمع.
شبيحة إعلام بيت الأسد يجب أن يكونوا أول من تقدمهم الثورة إلى المحاكم، ويجب أن تعلن أسماؤهم منذ الآن لعلهم يتوبون قبل فوات الأوان، هؤلاء الشبيحة هم من الصحفيين ورجال الإعلام والجامعيين، مثل هؤلاء في الدول الديموقراطية يرتجف المسؤولون من أقلامهم ومواقفهم، هؤلاء الشبيحة أصحاب اللسان السليط على الشعب، يرتعدون فرقا كلما تحدثوا عن الرئيس خشية ألّا تعجب الرئيس مداخلاتهم في الدفاع عن مفاسد الرئيس، بينما هؤلاء في بلاد الغرب يرتعد المسؤولون منهم والرئيس، وهم في بلاد الغرب محامي الشعب في وجه فساد الحاكم والمسؤولين.
سأذكر لكم بعض شبيحة إعلام آل الأسد، وكل قارئ يحكم بنفسه على هؤلاء، وأي عقاب يستحقون، ومن لم يسعده الحظ في سماع حمم الحقد فيهم على الشعب يمكنه البحث عنهم في الفضائيات حتى يدرك إلى أي درك يمكن للأشرار أن يهبطوا.
هل رأيتم وسمعتم طالب إبراهيم؟ أحمد صوان؟ شريف شحادة؟ خالد عبود؟ عصام تكروري؟ أحمد الحاج علي؟ عمران الزعبي؟
مصطفى مقداد؟ بسام أبو عبد الله؟ توفيق داوود؟ فايز عز الدين؟
قد يزعم أحد هؤلاء المطبلين والمزمرين لبيت الأسد، بأنهم يقولون رأيهم، ومطالبتي بمحاكمتهم تدخل باب كم الأفواه وقمع حرية الرأي، لكنني أعتقد أن هؤلاء لا يتحدثون تحت عباءة حرية الرأي، بل يتحدثون أمام التاريخ، يقفون أمام الشعب عبر أجهزة الإعلام ويدلون بشهادات كاذبة دفاعا عن قتلة ومجرمين، وكل الذين وردت أسماؤهم هم شهود زور، وشهود الزور مجرمون يجب تقديمهم للعدالة ومعاقبتهم بدون ذرة من رحمة.
ثوار سوريا ما زالوا ودعاء أكثر من اللازم، وعليهم أن ينقلوا المعركة إلى بيوت وقلوب السفاحين وأعوانهم، لا أقصد بأن على الثوار استعمال القوة، بل عليهم إنذار وتحذير كل قاتل ومدافع عن القاتل، وليس من الخطأ لو أصدرت الثورة السورية بيان عفو عام عن كل الذين شهدوا زورا لصالح القتلة إذا انفك هؤلاء عن بيع ضمائرهم للشيطان، وإذا توقفوا عن هجاء ضحايا نظام آل الأسد.
إن الشبيحة الذين يقتلون ويعذبون ويعتدون على كرامة الناس، يفعلون ذلك بعيدا عن العيون، ويهربون من الكاميرات، فهم يخجلون من جرائمهم، لمن شبيحة الإعلام يخرجون إلى الشاشة ويكذبون بكل وقاحة وصلف على رؤؤس الأشهاد، يزورون ولا يستحون، وكأنهم يقفون على منصة الشهود أمام القضاة ويقولون، إن هذا المجرم برئ، وأن هذا القتيل مخرب، ودموع هذه الأم الثاكل باطلة.
وسواء أعلن الثوار السوريون تحذيرهم لشبيحة إعلام نظام آل الأسد أو لم يعلنوا، فإن هؤلاء سيساقون إلى القضاء، وسط ملايين الناس الذين سيصرخون، الانتقام الانتقام من شبيحة النظام وفي طليعتهم شبيحة الإعلام.