شمس الحب/ سحر العبدالله
قالَ مستمعٌ شغوف لعازفِ كمانٍ محترف : أدفعُ حياتي لأن أعزف مثلك، أجابهُ العازف لقد فعلتُ ذلك.
عصافيرُ الصدف (وهو تعبير ُ ل ميلان كونديرا بكتابه الجميل خفة الكائن)
كانت تحوم حولي وتلقي بإشاراتها لعنوان جميل هو قواعد العشق الاربعون للكاتبة التركية أليف شافاق( أو شفق)
رواية عشق تتجاوز أي قاعدة وكثير من القواعد او لنقل القصص المتداولة عن العشق
تتمحور الرواية أساساً حول شخصية مركزية هي: شمس التبريزي أحد أعلام التصوف في القرن الثاني عشر للميلاد
شمس كاسم ورمز، تدور في فلكه كل الحكاية أو الحكايات لتتناسل وتعود لتنتهي في مركز الدائرة أو الشمس.
مصائر معظم شخصيات الرواية ـأو لنقل الفترة التي رصدتها الرواية تبدأ بشمس لتنتهي به أو على خطاه
في مكان ما من الرواية تظن ايلا وهي القارئة الأدبية لرواية”الكفر الحلو” الرواية التي كُتبت عن شمس والرومي..مخاطبة الكاتب عزيز سائلة اياه هل أنت شمس؟
شمس التبريزي الطفل الذي تقلقه الرؤى وأحاديث الملائكة معه تجعل طفولته صعبة وتجعله محط سخرية أقرانه ووالده حيث يهرب منه ومن المكان لمدن كثيرة لتنتهي حياته بإحداها وهي مدينة قونيا (بتركيا الحالية)حيث التقى شمس بجلال الدين الرومي بعد رؤية تجلت له عدة مرات على شكل نداء من شخص يجب أن يلتقيه” كانت تحصل باالمقابل أشياء مشابهة لجلال الدين الرومي نفسه عبر حلم متكرر أوكابوس ما فتئ يصيب الرومي مرة تلو الأخرى يأيته في الحلم شخص يمسك شمعدانا بيديه كي يتم الرومي صلاته او كتابته ليجفل الشيخ حين يرى ان الشمعدان هي اصابع الملاك أوالشخص نفسه
تأخذ الرؤية شمساً لحتفه راضياً مصمماً في ذلك حتى النهاية غير آبهٍ بفعل أي شيئ يرد الردى عنه..
ليقلب حياة الرومي وحياة كل تلاميذه ومريديه واهل بيته الانقلاب الذي سيطيح برأس شمس ويغير مسار حياة الرومي من خطيب وفيلسوف الى شاعر صوفي سيصبح بعد قرون قبلة المتصوفة في العالمين الشرقي والغربي
اعتمدت الكاتبة في بنية الرواية على التقطيع الزمني للاحداث بين عوالم متعددة أولها وأهمها زمن الرواية المكتوبة الآن وزمن الحدث الأساسي وهو الماضي مقسمة روايتها عبر أبوا ب أو فصول اوحكايات كل مرة بعنوان شخصية
شمس التبريزي ،الرومي، سلطان ولد وهوبِكر الرومي من زواجه الاول ، علاء الدين ثاني أولاد الرومي ،كيرا الزوجه الثانية وكيميا احدى تلميذات الرومي في تعلم القرآن.والبغي وردة الصحراء..
زمن الرواية الحديث اقتصرعلى ايلا وعزيز زهاراكاتب رواية الكفر الحلو والتي قادت ايلا كقارئة متخصصة لصالح وكالة ادبية ستنشر رواية عزيز ، لمصير آخر على خطى الكاتب نفسه أي عزيز وخطى شمس والرومي وكل شخوص الرواية التي تغيرت حياتهم كتلك الحجرة التي ترمى على سطح بحيرة لن تعود هي هي ولا سطح البحيرة هوهو
والجميع يدور في فلك فكرة اوثنائية “العاشق والمعشوق ” العلاقة بين الذات والاخر والتي يتم التعبير عنها صوفياً بحب أو عشق صافي بين المتصوف وإلهه، تدور الأحداث في دائرة متكررة ومكورة كرداء الصوفي ورقصته بعكس عقارب الساعة في محاول التقرب من الإله.
تظهر الرواية شمساً كشخص بمواصفات خارقة تتعدى الذكاء العادي لتصل حدود التبصر وقراءةالاقكار والرؤية من خلف الابواب فهنا في مقطع ما يعبر لأحدهم حين نهرهُ بالابتعاد عن الرومي فيرد شمس ساخطاً: ماذا قدمتم للرومي يامن تدعون حبه ، أما أنا فقد دفعت رأسي ثمناً لذلك مستشرفا موته القادم على يد ابن الرومي علاء الدين وابن عمه بيبرس وراس الواوي أحد حراس ومرتزقة مبغى قونية الذي ستهرب منه بغي الصحرا ءبتحريض من شمس التبريزي مما ولد ضده نقمة مضاعفة في المبغى وخارجه.
يسحر شمس كل من يراه سواء بما يقول من كلمات أو عبر ما يرمي من جمل ترنُ في دواخل سامعيها لفترات تمتد بعد أن ينتهي من كلامه ويغادر.. كأنه يرمي مريديه في دوامة تساؤلات لا أجوبة سهلة لها او نهائية..
أهمهما سؤال الوجود والعشق… أي معنى….؟
عينا شمس تضيئان بئر روح الرومي.. الذي كتب ألاف الأبيات الغزلية.. موقعاً إياها باسم شمس…بعد مقتله
هذا الكتاب يحتوي على اقتباسات تصلح لكل زمان ومكان ولكل حالة عاطفية…
يُنصح به بقوة…
إن السعي وراء الحب يغيرنا، فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحب، حتى تبدأ تتغير من الداخل ومن الخارج