شهيد – ياسر خنجر
ياسر خنجر
لا يُغمِضُ الشُّهداءُ أعيُنَهُم عَن الحُلمِ،
هواجِسَهُم تَشَظَّت في قُلوبِ النّاسِ أُغنيةً.
لا نَسأَلُ الثّأرَ ولا نَنْقُم،
ولَكِن، نُكمِلِ الدَّربَ الّذي بَدَأوا.
********
أُصَدّقُ وَجهَ الشّهيدِ.
عَيناهُ لا تَكذِبانِ وإن أُغمِضَتا قَهراً،
أطبَقَ شَفَتَيهِ قَبلَ أَن يَروي حِكايَتَهُ،
كأنَّ القاتِلَ يخافُ أحرُفَ الكلِماتِ.
أُصَدّقُ قَلبَ الشّهيدِ،
ظَلَّ يَخفِقُ بَعدَ أَن أصابَتهُ الرصاصَةُ،
ظَلَّ يَصرُخُ: قَنّاصَةُ…
قَنَّاصَةٌ يَخشَونَ ما في القَلبِ مِن حُبٍّ ومِن بَوح.
أُصَدّقُ حُلمَ الشّهيدِ، يُراوِدُهُ بِغتَةً.
يُؤَرِّقَهُ العَيشُ ظلاً،
فَيَغفِرُ لِلوَقتِ أَن خَذَلَ البَوحَ مِن قَبلُ،
ثُمَّ يَتوبُ إلى جِسمِهِ قانِعاً بالنِّهايَةِ
ما دامَ مِن حَولِهِ الأَصدِقاءُ،
يزفّونَ حُلمَهُ قَمحاُ يُغطّي جَبينَ الحُقول.
أُصَدّقُ جِسمَ الشّهيدِ
وَقَد ثَقَبَتهُ الرّصاصَةُ.
أُصَدِّقُ روحَهُ حينَ تُضيءُ المساءَ كنَجمٍ،
وَتَكنِسُ عتمَ المكان.
********
لا تأخذوا جَمرَ عينيةِ صوبَ الرماد،
لا تُغلِقوا النَوافِذَ عَن قَلبِهِ،
سيَعودُ وَهجاً عمّا قريب،
سيَعودُ صبحاً أو مطر.
********
لَو أَنَّ لي روحَ الشّهيدِ
ما كُنتُ إِلّاهُ، وما اختَرتُ غَيرَ أَحلامِهِ.
ما كُنتُ إلّاهُ،
ما
كُنتُ
إلّاهُ
********
آهٍ … كَم تَنقُصيني أيّتُها الحُرّيّةُ.
خاص – صفحات سورية –
اللوحة للفنان السوري بشار العيسى