صانع البسكويت/ فخري رطروط
حلزون أجّرني بيته على ظهره
أستخدمه ككرفان متنقل وأطوف العالم
لا أملك عنوان بريد.
■
لا معنى لكل هذا
أفعل مثلكم وأقلدكم في محاولة العيش
دون أن أعرف لماذا
الحياة محاولة يائسة لمحو خطوط الموت العريضة
الجمال الزائد عن حدّه خطر
كشّاف صغير يسلّط ضوءه على عقد الحرمان
الجمال الزائد مرآة نظيفة تعكس قذارات العالم.
■
ليست الحياة مغامرة جريئة
بل خطوة في قصة يموت كل أبطالها وهوامشها في زنازين فردية
ضجيج السلاسل يملأ الأرض.
■
سفينتي وصلت آخر البحر واصطدمت بالشمس
يتبعني غراب يلهث، معه كفني.
■
للخلود رائحة الشمع الذائب
للملائكة رائحة الشمع المحترق
السر في النار.
■
ربما كان يوجد ألف سبب لبقائي حيا، منها:
أني شاعر عاطل عن الحياة
أني صانع بسكويت فاشل
يحلم بجدارية سوداء ويخاف من كرسي الكهرباء
لأني حيوان بري مفرد لا قطيع يقبل أن ألتصق به
لأني أطالب بكفن أسود يتطابق مع المنطق.
■
لست مركزا ولا منبعا ولا مصبّا ولا نهرا ولا مجرى
مع ذلك حاول أن تكون نهرا يولد صدفة بين الجبال الميتة.
■
قلت لك إنني بركان بارد خمد قبل مليون سنة
لا أحد يعرف لماذا تستيقظ البراكين فجأة
لكل بركان حسناء يعرفها إن مرت بسفحه تذكر حاجته للقرابين.
■
لقد رهنت العالم واشتريت
بالنقود ورقا وأقلاما وقهوة وتبغا لأكتب عن:
شتلة بطاطا تخبّئ جزرة
دجاجة ترقد على بيضة ديناصور
إنسان يعيش في رأس قملة
أشجار النعناع تثمر حبات أناناس
وحيد قرن يرقص الباليه في حقل ألغام
الخردة التي تملؤ رؤوسنا
مرايا لا ترينا وجوهنا
حرب عبرت شوارعنا الخلفية خلسة
نورس يبيع التبغ والمارغوانا لبحارة وسط البحر
مقابل سمك مجفف
أموات يبادلون أكفانهم بصناديق سجائر
ضمادات على جسد النهار ليقاوم الليل
فريق ياباني يحاول تحنيط مومياء في الألفية العاشرة
فم ملّ مذاق الطعام ويريد تجريب أشياء أخرى
نساء يلبسن الفرو في الصيف.
■
مقاتلون من أجل أحلام لا تتحقق
نحن ممتصي صدمات
يتم سحقنا بأعقاب البنادق
لا نملك غير معاطفنا الممزقة
أشعلنا فيها النار احتجاجا على النظام
أطلقوا عليها ثورة المعاطف.
■
محقق مجهول
في يده وردة سوداء
يلوح بها في وجهي
لا أعرف ماذا يريد
إذا تذكرت شيئا فاتصل بي
ترك المحقق بطاقته.
■
تهتف مظاهرة غاضبة ضدي
أنا على رأس المظاهرة
لا أحد يعرف ماذا يريدون مني.
■
لا أحد عرف كيف حدث هذا
في ليلة واحدة امتلأت الشجرة بثمار المانجا.
■
الذكريات
حرارة الحياة تذوب في فمك
قرع طبول ميتة
أنت متوتر تريد اقتراض حياة لائقة
لست “سبايدرمان”
تجلس على مقعد حجري في مدينة ما
رائحة لحم بشري محروق
تتسلل إليك دون ان تستطيع مد يدك لتساعد أحدا
لا تقدر إنه ألم قليل وينتهي الأمر.
■
كالعادة لا نجد ما ذهبنا للبحث عنه
نتعثر بأشياء تافهة تبدأ باللمعان والتعاظم
تصير هي الغنائم
ننسى ما انطلقنا نبحث عنه
هناك صدف فارغ على الشاطئ يكفي الجميع.
■
تغيير الخطط في اللحظة الأخيرة
ولا مرة ساروا وفق الخطة الأصلية
هذا دائما يربكنا ويتركنا بلا إنجازات.
■
أنا حشرة السوس الملعونة
أكره الشمس
قلبك حبة فاصولياء
إن نجحت الشمس بقتلي
سيظل الثقب الذي حفرته في قلبك يعلن كم كنت قاسيا وملعونا
كل حشرات السوس التي ستسكن هذا الثقب من بعدي
لن تضيف إلى قلبك أي شيء آخر.
■
حشرة السوس حلمها صنع ثقب في حبة الفاصولياء
لن تحلم بشيء آخر
الشمس والهواء والأيادي القذرة ستقتلها
أنا تلك الحشرة الملعونة
أنهيت صنع الثقب ولا أحلم بشيء.
■
كنت أبحث عنك في وريدي
أنا لم أحاول الانتحار
الخلود لا أريده إن لم تكن معي.
■
قبعتي القش المهترئة حيّت الكثير من:
الغيوم، الشموس، الكواكب المتحطمة،
القصائد، الشعراء، الكلاب المشردة،
الأنبياء الجوالين، العيون الجميلة العابرة
قبعتي تستحق أن توضع في متحف.
■
هذا البريق في عيني ليس تألقا
إنه سمّ العالم يطفو فوق الروح.
■
– سيرة ذاتية –
لأربعين سنة لم يتقدم مترا واحدا
روحه تطير للأعلى
أمام المتراس الأول، في النقطة صفر، على تخوم السماء السابعة
– إحداثيات رجل لم يتقدم لأربعين سنة مترا واحدا للأمام.
* شاعر فلسطيني أردني مقيم في نيكارغوا
العربي الجديد