صبرا لـ «الحياة»: العرب منقسمون إزاء سورية… و «الائتلاف» لم ينل الدعم الكافي
الدوحة – محمد المكي أحمد
قال جورج صبرا رئيس «المجلس الوطني السوري» ونائب رئيس «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» إن «العرب منقسمون إلى قسمين إزاء سورية، وإنه ما زال في النظام العربي أصدقاء للنظام السوري، باستثناء دول الخليج العربي التي تقف إلى جانب الشعب السوري بقوة». وجدد صبرا في حديث إلى «الحياة»، دعوته المجتمع الدولي إلى تقديم أسلحة «نوعية للجيش الحر وإقامة منطقة حظر جوي تمهيداً لتشكيل حكومة انتقالية». وقال رداً على دعوة روسيا المعارضة السورية إلى تقديم مقترحات للحوار مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إنه «لا حوار مع بشار ونظامه». كما اعتبر زيارة رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي إيران «دليلاً على تهتك الوضع داخل سورية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً».
«أسلحة نوعية» للمعارضة
وعن اجتماعات المعارضة في اسطنبول، قال صبرا «إن المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري سيجتمع أولاً، ثم يعقد اجتماعاً للهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهو أول اجتماع لها. وستبحث التطورات السياسية بعد الخطاب الأخير لبشار الأسد والذي أغلق فيه الباب في وجه كل المبادرات الممكنة، وأولها مبادرة المبعوث العربي – الدولي الأخضر الإبراهيمي. كذلك، تلتقي الهيئة السياسية لتضع خطة تحرك للائتلاف في الإطار العربي والدولي ويعقب ذلك اجتماع الهيئة العامة للائتلاف (جميع قوى الائتلاف) لإنهاء ترتيب مؤسسات الائتلاف السياسية ولتقويم المرحلة الماضية. وستبحث أيضاً الخطط المقبلة، وعلى رأسها موضوع الحكومة الموقتة».
وعن التصورات لخطط الفترة المقبلة، أوضح «التوجه نحو الداخل هو نقطة التحرك الأساسية في الفترة المقبلة. ويحمل ذلك منحنيين: أولهما العمل العسكري داخل البلاد بعد الانتصارات التي أحرزها الجيش السوري الحر على رغم ضعف الإمكانات والاختلال الكبير في ميزان القوى بين قدرات النظام العسكرية المتعاظمة والتي تزوده بها روسيا وإيران وهذا الاختلال يعوضه قدرات الجيش الحر وشجاعته وكان آخر تلك الإنجازات في مطار تفتناز حيث نجح في طرد قوات النظام من المطار وهو مستمر الآن في محاصرة عدد من المطارات في حلب وإدلب ودير الزور».
وتابع موضحاً: «الأولوية الثانية هي محور الإغاثة لشعبنا في الداخل. وهذا محور صعب لأن جميع ما قدم في الإطار العربي والدولي ومن المنظمات الإنسانية الدولية هو أقل بكثير من احتياجات الشعب السوري وما برز من مآسٍ الأسبوع الماضي في مخيم الزعترى في الأردن يشكل فضيحة للمجتمع الدولي حول تقصيره في واجباته تجاه اللاجئين السوريين».
وحول أسباب عدم تلقى الجيش الحر دعماً كافياً، قال صبرا «ليس خافياً على أحد أن الجيش الحر في حاجة إلى دعم أكثر بكثير مما يقدم حتى الآن. ونحن في المعارضة السورية نستند إلى الوعود التي تلقيناها عند تشكيل الائتلاف بالدعم المادي والسياسي والعسكري، خصوصاً بعد أن أقر مؤتمر مراكش حق الشعب السوري في الدفاع عن نفسه، وهذا يعني أنه لا بد من تمكينه من هذا الدفاع بتزويده الوسائل اللازمة».
وأردف «ندعو مباشرة إلى تزويد الجيش الحر الأسلحة النوعية المضادة للدبابات والدروع والأسلحة المضادة للطائرات لأنه من غير المقبول أن يستمر النظام في إرسال الموت عبر صواريخ سكود إلى المدن السورية وطائرات ميغ 23 وميغ 29 تحت سمع العالم وبصره ومن دون أن يتمكن السوريون من رفع آلة الموت عن أطفالهم وبيوتهم وحياتهم. والمطلوب أيضاً، وهذه نقطة نعيدها ربما للمرة الألف، هو حاجة السوريين لمنطقة حظر جوي. وقد أصبحت ضرورية أكثر فأكثر، ليس فقط من أجل منع طيران النظام السوري من الفتك بالمواطنين. وإنما لتمهيد السبيل لنشوء الحكومة الموقتة على أرضها أيضاً».
عاملان وراء تأخر الحكومة الانتقالية
وعن موعد إعلان الحكومة الموقتة، وهل تشكيلها مرتبط بفرض حظر جوي، أوضح صبرا «الحكومة الموقتة هي موضوع مطروح على طاولة البحث في اجتماع الائتلاف، في اسطنبول، وما يقف حجر عثرة أمام ولادتها بالسرعة اللازمة هو نقطتان: أولاً تأمين الدعم الدولي للحكومة الموقتة، أي الوفاء بالالتزامات التي تمت في مؤتمر مراكش لأن ولادتها تشترط أن يكون لها مهمات وذلك يقتضي بأن يكون لها صندوق ليشعر الشعب السوري بأنه أصبح لديه حكومة ويشعر بأنها تصل إليه عسكرياً بحمايته والدفاع عنه، وتصل إليه إغاثياً بتقديم ما ييسر له أسباب الحياة التي تزداد ضيقاً يوماً بعد يوم داخل البلاد. أما ما يتعلق بالحظر الجوي فهي مهمة وهذا لأنه من الضروري أن تُوفَّر للحكومة الموقتة منطقة آمنة يمكن أن تمارس عليها مسؤولياتها وحياتها داخل البلاد. ونحن نأمل بأن تتوافر الشروط اللازمة لولادة الحكومة الموقتة على أرضها وتباشر منذ اليوم الأول مسؤولياتها».
وحول ما إذا كانت هناك خلافات بين المعارضة حول من يشارك في الحكومة الموقتة، قال صبرا «ليس هناك أية مشكلات، نحن في المعارضة علينا واجبات اختيار رئيس للحكومة يكون مقبولاً من المجتمع السوري والثورة السورية، أي أنه جزء من الثورة، واختيار رجال أكفاء لإدارة الملفات المعقدة والمهمة لحياة السوريين وعلى المجتمع الدولي أن يوفر للحكومة صندوقاً حقيقياً تستند إليه ويوفر لها منطقة آمنة تعمل عليها».
وحول الأسماء التي تردد أنها مرشحة لرئاسة الحكومة الموقتة وبينها رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، أكد صبرا «ليس هناك أسماء محددة… وما جرى الحديث عنه في شكل جدي ومسؤول هو المعايير التي يجب أن يتم عليها اختيار رئيس الحكومة وأولها أن يكون وزراء الحكومة من فريق الثورة السورية ومن الذين ساندوها منذ اليوم الأول، ومن الذين يتمتعون بالكفاءة اللازمة والسمعة الجيدة، وعندما يتم تحديد هذه المعايير لا يعود صعباً اختيار الأسماء».
وعما إذا كانت اجتماعات اسطنبول ستحسم تشكيل الحكومة الانتقالية، قال المعارض السوري «لا يبدو أن توافر الشروط جاهز في هذه الأيام القليلة لكن، من المؤكد أن تدفع اجتماعات اسطنبول موضوع ولادة الحكومة الموقتة إلى الأمام».
«الائتلاف» لم ينل الدعم الكافي
وحول التساؤلات عن دور «الائتلاف» بعد شهرين من ولادته وهل يواجه أزمة، أوضح جورج صبرا «محق من يثير هذه التساؤلات لأن الوعود قبل ولادة الائتلاف كانت كبيرة وفضفاضة ونجدها للأسف بعد شهرين محدودة على كل الصعد. سياسياً فإن الاعترافات التي قدمت، على رغم أنها واسعة، لا تتطابق تماماً مع الحاجة الحقيقة. وعدد قليل من الدول قدم اعترافاً حقيقياً بالائتلاف ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري. وهناك شيء آخر هو أنه لم يوجد مع الائتلاف أي دعم سياسي حقيقي فعلي يزيد من عزلة النظام الدولية والعربية ويدفع الائتلاف نحو منصة التمثيل الحقيقي للشعب السوري. وإذا استثنينا بعض الممثلين الذين عينوا سفراء يمثلون المعارضة السورية، وهذا شيء معنوي ورمزي أكثر من أن يكون شيئاً فعلياً يخدم الثورة والسوريين، فإن أهم من ذلك حتى الآن هو عدم ورود الدعم المادي الحقيقي للائتلاف».
وحول احتياجاتهم في الائتلاف، قال: «لدينا خطط واضحة قدمتها وحدة الدعم الإغاثي للدول المانحة في أكثر من مؤتمر، ومشاريع في المكتب الاقتصادي. ما قدم حتى الآن شيء يسير باتجاه الإدارة المحلية. وقدم 8 ملايين دولار للإدارة المحلية من قطر وهي شبه رمزية لو وزعت على 14 محافظة. وهناك احتياجات لتلبية الحاجات اليومية للسوريين الآن في المخيمات داخل البلاد. لدينا في المخيمات 138 ألف طالب من عمر 5 إلى 17 سنة. وإذا كان معدل كلفة الطالب في السنة الدراسية هو ألف دولار هذا يعني أننا محتاجون إلى 138 مليون دولار فقط لندخل طلاب المخيمات إلى المدارس. وفي شكل عام الكلفة المطلوب تبلغ البلايين. والرقم المقدر لسورية في الفترة الانتقالية للملمة جراحها ودفع البنية التحتية للاستمرار وإعادة البناء تبدأ من 60 بليون دولار. وهذا رقم أفصحنا عنه في مؤتمر دبي الذي أشرفت عليه وتتولاه حكومة الإمارات والحكومة الألمانية للبحث في شأن إعادة إعمار سورية».
قلق من عجز ديبلوماسي
وحول ما إذا كان لدى المعارضة مخاوف من فرض تسوية على السوريين، قال «القلق موجود لدى الشعب السوري وعبّر عنه بقوة. وما استولد ذلك هو طول المدة التي قضتها الثورة السورية في التضحية كل يوم من دون أن تلقى استجابة موازية من المجتمع الدولي حتى أن المشاريع السياسية والمبادرات مثل خطة السيد كوفي أنان وكذلك مهمة الإبراهيمي تمضي الكثير من الوقت في الزيارات والتصريحات يستفيد منه النظام في أعمال القتل، ما ولد لدى السوريين مشاعر بأنه ليس هناك فرق كبير بين أصدقاء النظام السوري وأصدقاء الشعب السوري (في عدم الاكتراث بالشعب السوري والمآسي التي يمر بها). فأصدقاء النظام السوري يوفرون له أدوات القتل، وأصدقاء الشعب السوري يوفرون له الوقت اللازم. يؤلمنا أن نقول هذا الكلام، لكن السوريين ممتلئون بمشاعر من هذا النوع وعلى المجتمع الدولي أن يفصح أكثر عن وقوفه إلى جانب الشعب الذي يتعرض يومياً للمجازر وأن يقف ويمنع النظام المجرم الذي أدانه مجلس حقوق الإنسان بارتكاب مجازر ضد الإنسانية. وما جرى (قبل 3 أيام) بطلب أكثر من 50 دولة بتقديم طلب للأمم المتحدة لتحويل الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية هي خطوة في الاتجاه الصحيح. لكن نتمنى أن تقرن بإحالة رئيس النظام السوري بالذات وشخصياً إلى محكمة الجنايات الدولية لأنه هو المسؤول الأول والأخير».
وعن نتيجة الاتصالات الأميركية – الروسية، أوضح صبرا «لا يوجد سوى ما يجرى تسريبه همساً، وأحياناً يكون صائباً وأحياناً غير صائب، ومن خلال صلتنا المباشرة مع الجانب الروسي حتى الآن لم نكتشف معالم تغيير حقيقي في السياسة الروسية، هناك بوادر صغيرة جداً وهي أقل من أن تذكر وسرعان ما تبددها التصريحات التي تعيدنا إلى المربع الأول وتضع السياسة الروسية دائماً ظهيراً لنظام بشار الأسد بل ظهيراً له شخصياً، على رغم الادعاءات المتكررة للسياسة الروسية بأنها لا تساند بشار الأسد».
وحول دعوة موسكو المعارضة السورية إلى تقديم مقترحات للحوار، قال «عن أي حوار يمكن الحديث؟ حوار مع نظام القتل؟ وهل يتم حوار مع طائرات وصواريخ سكود وقاذفات؟ وهل يتم الحوار مع استعراض القوة الذي تصنعه السفن الروسية أمام الشاطئ؟ للأسف، نحن ليس لدينا مدمرات وحاملات طائرات لنحاور وليس لدينا طائرات وصواريخ مقابلة لصواريخ بشار الأسد لنحاوره، هذه هي المادة المطروحة للحوار. بشار الأسد ونظامه القاتل غير صالحين للحوار. لا يصلح إلا أن يرحل بالفعل. ولن يجد بشار الأسد سورياً واحداً معارضاً حقيقياً يمكن أن يجلس معه على الطاولة».
ورفض صبرا فكرة أن تتجه قوى دولية وتطلب من المعارضة التفاوض مع الأسد كطريق للحل، موضحاً: «بشار الأسد لن يتم الحوار معه على الإطلاق، إن العتبة الأساسية والضرورية واللازمة للعبور إلى أي مشروع سياسي هو رحيل بشار وزمرته ومرتكزات حكمه عن المسرح السياسي السوري أولاً. ثم بعد ذلك يمكن أن يُفتح الباب أمام مفاوضات مع رجال الدولة السوريين ومع الذين لم تتلطخ أيديهم بدم الشعب السوري ومع الذين لم يسرقوا قوت الشعب. يمكن أن تجرى مفاوضات حول تفاصيل المرحلة الانتقالية لتأمين انتقال سلمي وآمن وسلس للسلطة من نظام الموت والقمع والاستبداد».
خلافات مع واشنطن حول «جبهة النصرة»
وعن الموقف الأميركي، قال صبرا «في اللقاءات الأخيرة التي حصلت مع الجانب الأميركي على هامش مؤتمر مراكش جرت حوارات صريحة. وأصدقاء الشعب السوري عموماً ومنهم الولايات المتحدة تعلن بوضوح أن بشار الأسد لم يعد صالحاً للتعامل معه ولا يمكنه أن يشكل شيئاً من مستقبل سورية. لذلك، لا بد من البحث عن طرق لرحيل النظام ما قد يفتح الباب أمام أي مشروع سياسي. لكن، هناك نقطة أثارت خلافاً بيننا وبين السياسة الأميركية وهي تتعلق بإعلانهم جبهة النصرة على قائمة الإرهاب. نحن اعتبرنا أن هذا القرار مجحف بحق الثورة السورية. جميع البنادق اليوم في الثورة السورية التي تتوجه لإسقاط نظام بشار الأسد هي بنادق الثورة. ونعتقد بأن هذا القرار كان يشتهيه نظام بشار وهو يخدمه بخاصة أنه ليس هناك أية براهين واقعية على الأرض بأن جبهة النصرة مارست إرهاباً داخل البلاد أو خارجها، وقلنا للجانب الأميركي إن هذه القضية ستبقى قضية خلافية بيننا ومفتوحة للحوار لأننا نعتقد بأنه طالما أن هناك الإرهابي الكبير والنظام لا يزال يرسل أدوات الموت إلى الشعب السوري، يكون من الإجحاف للثورة السورية الحديث عن منظمات إرهابية».
وحول كيف يرون زيارة رئيس الوزراء السوري إيران أمس، قال صبرا «نتعجب من أن يخرج رئيس الوزراء السوري في شأن سياسي، لأنه معروف في سورية أن آخر من يكون معنياً في الشأن السياسي هو رئيس الوزراء. لكن خروجه اليوم ربما للمرة الأولى يدل على أن النظام السوري أصبح منهاراً على الأرض. هناك حاجة اقتصادية حقيقية بعد تدهور الأوضاع في البلاد لدرجة لا تصدق. وأصبحت حياة الناس اليومية شبه مستحيلة. والنظام السوري أمام التحديات الكبيرة التي تلاقيه في الداخل بخاصة في الجانب العسكري، فإنه يحاول دفع حلفائه الأساسيين في طهران إلى مزيد من الدعم. ونحن نرى في الزيارة مؤشراً إلى تهتك الوضع داخل البلاد».
وعما إذا كان هناك «مخرج» للرئيس السوري، قال صبرا: «كل الذين قابلوه في الفترة الأخيرة يتحدثون عن إصراره على البقاء وهذا مفهوم من رجل ارتكب ما ارتكب أمام سمع العالم وبصره من جرائم لا تعد ولا تحصى وهي من أبشع ما حصل في تاريخ المنطقة. ونقول من الطبيعي أن يخشى أي خروج إلى أي مكان. وبالنسبة لنا نحن السوريين نحب أن نرى الأسد في سورية أمام محكمة عادلة وخلف القضبان ليأخذ جزاءه العادل هو وجميع الذين ارتكبوا جرائم مماثلة في سورية. الأسد نهايته وضعت منذ زمن… لكن، من المؤسف أن الظروف الدولية تطيل عمر النظام ليس كحاكم للبلد وإنما كمحتل له. وتطيل فترة وجود الأسد في دمشق ليس كرئيس وإنما كمغتصب للسلطة وجلاد».
وعن الدور العربي ومهمة الإبراهيمي، قال «في شأن الجهد العربي الذي انتهى بما قدمته جامعة الدول العربية برفع القضية إلى الأمم المتحدة وفشل المبادرات السابقة على صخرة رفض النظام السوري لأية استجابة للمحيط العربي لا بد أن نعترف أن هناك نقطة ضعف كبيرة في الموقف العربي وهي عدم توحده. بكل أسف لا زال في النظام العربي أصدقاء للنظام السوري هم من جنسه وهم خائفون من الثورة مثله. الوطن العربي منقسم إلى قسمين: قسم خائف من الثورة يريد أن يدعم نظام بشار الأسد سراً وعلناً. وقسم خائف على الثورة التي حصلت عنده لأن عود الثورة لا يزال طرياً وقد تتعرض لتحديات. وباستثناء دول الخليج العربي التي تقف إلى جانب الشعب السوري بقوة يؤلمنا أن نقول إن الموقف العربي أقل بكثير مما يستحقه السوريون. أما فيما يتعلق بمهمة الإبراهيمي فنجاحها وفشلها ليسا مرتبطين بالنظام السوري بل بالسياسة الروسية والإيرانية التي لا زالت حتى اليوم تحكم إقفال الأبواب أمام أي مشروع سياسي حقيقي باستمرارهما بدعم نظام الأسد، في الوقت الذي يعرفون جيداً أن هذا النظام لم يعد صالحاً إلا للرحيل».
ووجه صبرا «رسالة إلى شعبنا الصابر وإلى أهلنا في المخيمات الذين يتعرضون لشتاء قاس فوق قساوة المجتمع الدولي والعجز العربيعن مد يد العون إليهم أقول: اعذروا تقصيرنا في المعارضة والمجلس الوطني السوري لأن العين بصيرة واليد قصيرة. ولم نستطع أن نقدم إلا ما وصل إليكم وأن ما تقدمونه يعلو على كل التقديمات. العالم كله سيتحرك بفضل جهدكم. وبكل ألم وأسف نقول إن الدم السوري الذي يراق داخل سورية هو الآن المعول عليه لكسر كل المعادلات وأولها المعادلة الدولية».
الحياة