صفحة الحرية لرزان غزاوي و جائزة البوبز العالمية
أعلنت مؤسسة دوتشيه فيليه الألمانية عن اسماء الفائزين في مسابقة البوبز العالمية للمدونات العالمية و قد فازت صفحة “الحرية للمدونة رزان غزاوي Free Syrian Blogger&Activist Razan Ghazzawi” بجائزة أفضل حملة ألكترونيّة لهذا العام. الصفحة التي أنشأت بـُعيد َ الإعتقال الأوّل للمدونة و الصديقة رزان غزاوي في أواخر العام الماضي و التي قد تحوّلت بعد َ الإفراج الأوّل عن رزان إلى صفحة دعم للمعتقلين السوريين و عادت لتضمّ إسم رزان غزاوي اليم بعد َ استهداف المركز السوري اللاعلام و حرية التعبير في 16 شباط\فبراير 2012.
بعد َ الإفراج الأوّل عن رزان، في ديسيمبر 2011، كان َ أكثر ما أثار سخطها هو حجم الضجّة الإعلاميّة التي نالتها صفحة الدعم الخاصة بها و الحملة الإعلامية الكبيرة التي حظيت بها. في إحدى محادثاتنا بعد َ الإفراج عنها بأيام قالت ساخرة ً: الكلّ يكتب و يهتم لقضيّة المدوّنة، حاملة الجواز الأميركي، و لا أحد يهتم لآلاف أخرى من المعتقلين !
في ذلك الاسبوع، قبل الإفراج الأوّل عن رزان، و في أيميل عنوانه “رزان” كتب َ الصديق و المدون حسين غرير ( المعتقل بدوره حاليا ً )، ”كانت تزعجني في بعض الأحيان بتقلبات مزاجها إلا أني كنت أحب نشاطها وحركتها الدائمة، إنها رزان غزاوي الطفلة التي تأبى أن تكبر. كانت طفلة بمزاجيتها وأحلامها بالعدل والمحبة والمساواة. “ يتابع، “هي التي قالت “في سوريا لا شيء يحدث, هنا ظلم كثير ومظلومين كثر, لكنّ الجميع مرتاح لعدم الحديث عن أنواع الظلم وعن محاربة أنواع الظلم”. ساءها دائماً أن يشيح الإنسان بوجهه عن أخيه المظلوم فقتلت الصمت بداخلها.”
يكمل متحدثا ً عن اعتقاله الأوّل، “عندما خرجت من أقبيتهم الباهتة قبل أيام، أردت أن أضمها وأقول لها: شكراً من أعماقي لأنك لم تتركي زوجتي تقف وحيدة في مواجهة الألم، لكنهم سبقوني إليها وأخذوها… وسوف تعود الطفلة.”
و قد شاءت الصدف، أو تفاصيل أخرى غير الصدف، أن يتم اعتقال كلّ من رزان و حسين معا ً عندما داهمت قوات الأمن مقر المركز السوري للإعلام و حرية التعبيرالواقع في شارع 29 أيار في دمشق و اعتقلت كل من رزان و حسين و مدير المركز مازن درويش و زوجته يارا بدر و هنادي زحلوط وميادة خليل وثناء زيتاني وجوان فرسو وأيهم غزول وبسام الأحمد وعبد الرحمن حمادة ومنصور حميد وهاني الزيتاني و شادي يزبك، الأخير تمّ الإفراج عنه ُ في 12 آذار\مارس 2012. أمّا باقي الإناث فقد تم ّ الإفراج عنهنّ افراجا ً شكليّا ً بعد َ يومين من الإعتقال ( أي في 18 شباط\فبراير) على أن يراجعن َ فرع الأمن الجوي في دمشق بشكل ٍ يوميّ و من الثامنه صباحا ً حتّى الثالثة ظهراً .
من سخرية القدر أن تربح صفحة الحريّة لرزان الجائزة اليوم و رزان و أصدقائها و زملائها و الآلاف الأخرى من المعتقلين يقبعون خلف َ أبواب مغلقة تحاول اغتيال حريتهم، نعرف اسماء بعضهم و نجهل أسماء معظمهم. معتقلون من جميع الفئات العمرية و الاجتماعية و الثقافية في سوريا، منهم قد لا يمتلك مدونات أو صفحات خاصة بهم على فيس بوك ليسمعنا صوته أو نعرف عنهُ، هؤولاء هم القضية، هذه الفسيفساء من المجتمع السوري الذي يتمّ اعتقاله ُ هي التي تجعل من قضيّة أيّ معتقل معروف، قضيّة كلّ معتقل غير معروف.
من سخرية القدر أن تعلن الجائزة فوز الصفحة و رزان تجلس اليوم خلف َ قضبان ٍ تنتظر ُ استنئناف محاكمه عسكريّة لها و لعدد من زملائها و أصدقائها في المركز الإعلامي. لطالما كانت قضيّة رزان هي قضيّة كلّ مظلوم و لطالما كان هدفها بالحياه تحقيق العدل، لذا أعتقد بأنّ هذه الجائزة هي بدورها جزء من القضية، من قضيّة كلّ المعتقلين ابتداءً برزان و انتهاءً بالمعتقل المجهول الذي لا نعرف ُ عنه ُ شيئا ً.
الحريّة لرزان، الحريّة لمعتقلي المركز السوري للاعلام و حرية التعبير، الحرية لكل المعتقلين ، الحرية التعبير.