طز في هيك معارضة
درويش محمى
الجميع يعرف, ضعف المعارضة السورية وهشاشتها, لكن ان تصل الامور بمعارضتنا الكريمة الى ما وصلت اليه اليوم, من فشل ذريع وتقصير كبير وانتهازية, واخيرا وليس آخرا اللامسؤولية, فهو امر ما كان لنا ان نتوقعه يوما ما.
بعد مضي نحو الستة اشهر من عمر الثورة السورية. ستة اشهر من القتل والسحل والتعذيب والاهانة. ستة اشهر من الحصار والتهجير والترهيب والبطش والاعتقال, ستة اشهر والشباب السوري يصارع الجيش”العربي” السوري وقوات الامن والشبيحة بصدره العاري. ستة اشهر خلفت وراءها نحو ثلاثة الاف شهيد وعشرات الالاف من المعتقلين وعشرات الالاف من المشردين والمهجرين, ستة اشهر مرت من عمر الثورة السورية والمعارضة السورية تنتقل من عاصمة الى عاصمة اخرى, ومن فندق خمس نجوم الى فندق خمس نجوم اخر, من دون ان تتفق ولو بشبه اجماع على هيئة او جمعية او منظمة او مجلس او مرجعية, تثبت من خلاله للمجتمع الدولي وجود بديل افضل للنظام السوري.
الكل يعرف حق المعرفة, ان الثورة السورية الباسلة هي صناعة شبابية صرف, والمعارضة السورية, سواء في الخارج او الداخل, لا دخل لها بالامر, اللهم الا الدعم والمؤازرة, والكل يعرف حق المعرفة, ان الاتفاق على الدعم الحثيث لثورة الشباب السوري ومؤازرته, هو اقل ما يمكن ان تفعله المعارضة المصونة, لكن معظم من خرج على شاشات الفضائيات من الاخوة المعارضين السوريين, ومعظم من كتب في الشأن السوري من هؤلاء الاخوة, برر تباطؤ وفشل المعارضة السورية في اداء دورها المذكور, بحالة القمع التي كانت تتعرض لها من النظام, وهذا جزء من الحقيقة, لكنه ليس كل الحقيقة.
من منا لا يقبل ان تكون سورية دولة مدنية متطورة? من منا يتجرء على رفض سورية جديدة ديمقراطية تقوم على مبدأ التداول السلمي للسلطة, من منا بامكانه انكار حقيقة سورية التعددية طائفيا وقوميا, من منا يرفض ان يرفع علم الاستقلال فوق كل ارجاء الوطن السوري بدل علم البعث الحالي? من منا لا يرغب بعودة الجولان? خطوط عريضة كان من الممكن وخلال ايام قليلة فقط الاتفاق عليها, وتشكيل جبهة عريضة تضم كل اطياف ورجالات المعارضة السورية, لتكون سندا لاهلنا في الداخل السوري, ونؤكد للجميع ان سورية ستكون بافضل حال من دون حزب البعث وبشار الاسد.
مع احترامي الشديد لكل معارض سوري, وعذرا من كل معارض سوري يتحلى بروح المسؤولية, اقول وبنية حسنة: طز في “هيك” معارضة.