طفل جميل هو الموت
انس العباس
سجادةً حمراءَ .. يقبص الموت خيط نزفه ويسلُّه مبتعداً
سفينةً إلى كبد البحر .. طائرةً ورقيةً في العدم
طفلٌ جميلٌ هو الموت
طفلٌ مخيفٌ هو الموت
أحشو بالكذب فوهات اليقين الصدئة .. أطلي الجدران بالماء
والعضلة الماجنة بين الضلوع تجفُّ كلّما أبصرت الخيط
ملعونةٌ جثّتكَ .. إذ يشيّعونها على عربةٍ بعجلاتٍ مربّعة
طفلٌ جميلٌ هو الموت
طفلٌ مخيفٌ هو الموت
الوردة فوق الركام أرملةٌ تشرئبّ
والعصفور يطلق لحيته وينبح حديقةً ملطّخةً بالشقائق
طفلٌ جميلٌ هو الموت
طفلٌ مخيفٌ هو الموت
لكنني أجد مسماراً
أحفر به على مراحيض السماء
العبارة التي سقطت من جيب كافكا
(ثمة وقتٌ كافٍ للحزن خارج الكتابة)
مشاع
في مشاعٍ يخلع التكرار ويعدو نحو الصفر
أعدُّك مغمضاً عينيَّ على قسماتك المبلولة بالثواني
في مشاعٍ يلبس الخراب .. فيزداد إغواءً كجسد ريديميس
أجني النار من جنان صدرك .. أتلوى قبالة أنياب المرآة
كوني في متسعٍ من الحياة
قريةً تسافر فوق غيمة .. شجرة ملهوفة تغازل الدروب حفيفاً
فمحاولة الإمساك برائحتك أشبه بمحاولة إنقاذ جلمود رصاص من الغرق
هي أسرع من شهيقي .. أوافيها في القاع ثم لا أخرج
انظري الآن كم نحن حيوانات بحرية تضيء عتم الأعماق
السفير