طَريقِـي فـي الشِّعـر/ صــلاح بوســريف
أن نطلُبَ من كاتِب أو شاعرٍ الكلامَ أو الكِتابةَ عن تجربته، فهذا معناه أن نطلب شهادةً من أهل نفس البيت، أو من صاحبِه، وفق ما جاء في المثل العربي ‘شهد شاهد من أهلها’، وهي على كُلٍّ، شهادة مشكوك فيها، وغير قابلة لأن تكون بنفس شهادة من ينظر للأمر من خارجه، وبنوع من التَّجَرُّد والحياد. لكن، ما دامَتِ المسألة مُرْتَبِطةً بتقديم ‘التجربة الشِّعرية’ أو ‘الاحتفاء بالشَّاعِر’، الذي اخترتُم أن تُسَمُّوا دورة الشِّعر والزجل هذه باسمه[1]، فلابُد مِمَّا لا بُدَّ منه.
لن أتَحَدَّث عن تجربتي، فهذا ما يقوم به النُّقادُ والدَّارسون ومن يشتغلون في مجال البحث العلميّ أو المعرفي، كما أحب أن أُسَمِّيه، رغم أنَّ هذه التجربة، لم تُقْرأ بعدُ، وظلتْ مطمُوسةً، ومحكوماً عليها بالصَّمْت والتَّجاهُل، أو أن تعمل في صمتٍ، وهذا ربما من مواطن قُوَّتِها، أو ما أتاحَ لي أن أعمل، على الأقل، في منأًى عن كل الضجيج واللَّغَط الذي أحاط بكتابات كَشَفتْ، في ما بعد عن ضَيْقِها وقُصُورِها، ليس باعتبارها شعراً بل باعتبارها ظاهرةً إعلامية، كانتْ تدعمُها المؤسسات الحزبية أو الثقافية، ليس أكثر.
فأنا عِشْتُ عُزْلَةَ الكِتابَة والبحث والتأمُّل، وبقيتُ أعمل في وَرْشَةٍ شخصيةٍ، لا أَهْتَمُّ فيها بغير ما أتعلَّمُه من ماضِي الشِّعر العربي القديم، ومن ماضي الشِّعر الإنساني، في نصوصه المُؤَسِّسَةِ الأولى، التي اكتشفْتُ أنَّها ذات أهمية خاصَّة بالنسبة لطبيعة تجربتي، ولطبيعة ما أُفَكِّرُ فيه، لأنَّ هذه النصوصَ، سواء أكانت مقدَّسَة أم دنيويةً، فهي كانت، في ثناياها، تَحْتَفِظ بتلك الرَّعشات الأولى لِكاتِبِيها، أو مَنْ وَسْوَسْوا وهَجَسُوا بها.
هذا الرَّعَشات هي ما كنتُ أتأمَّلُه وأُنْصِتُ إليه، وكانتْ تُشْعِلُ في نَفْسِيَ الحنينَ لبداياتِ الإنسان، ولِلَحْظَةِ اللِّقاءِ الأول، أو المُواجَهَة الأولى مع اللغة. أنْ نكتبَ، معناه، وفق هذه النصوص المُؤَسِّسَة، وما فيها من أسرار وَحُجُبِ البداياتِ، أن نتعلَّم اللُّغَةَ، ليس كمفرداتٍ، وتعابيرَ، بل كتراكيب وصُوَر، هذا الخاصَّ المُفردَ الذي هو توقيعُنا الشخصي، أو دَمُنا الذي نُودِعُه في ثنايا ما نكتبُه ونقوله.
لم يكن رِهانِي على الوزن، رغم أنَّنِي كتبتُ به، وهو ليس شيئاً أجْهَلُه، كما عند كثيرين ممن راهنوا على ما سَمَّوْه ‘قصيدة النثر’، باعتبارها طَوْقَ نَجاةٍ، أو قِنَاعاً يخْتَبِؤون خلفَه، أو هي عندهُم تعبيراً عن نقص في معرفة الوزن، وغيره من الضّرورات التي تفرضها القصيدة’. فأنا، حين اخْتَرْتُ ‘الكِتابةَ’، كنتُ اقْتَنَعْتُ بأنَّ هذا الاختيار، هو نفسُه اختيار البدايات، هو تلك الرَّعَشات الأولى التي أتاحَتْ للإنسانِ الأوَّل، الذي عانَى اللغةَ، أن يُقاوِمَ ‘المعنى’، أو الشَّيْءَ الذي يريد تمثيلَه أو التَّعبيرَ عنه، لأنَّ هذا الشَّاعِرَ الأوَّلَ، بعكس الجاحظ، اكْتَشَفَ أنَّ المعانيَ ليست مطروحةً في الطريق، وأنَّها كامِنةٌ في العبارة التي تحتاج لطريقةٍ في التّركيب، وفي التصوير، وفي صياغة الجُمَل والعبارات، تكون خالِيَةً من العام، أو مِمَّا يجري على الألسنة، مما هو معروف ومُتداوَل ومُتاحٌ.
للقبض على الشَّيْءِ، أو تطويعِه، وإتاحةِ بعض أسراره، وما فيه من مجهولاتٍ، لا ينبغي للغة أن تبقى هي نفسها، وأن يخرج الشَّاعِر من السياقات العامة التي يتداولها الناس، بما فيها الاستعارات التي تفقد بُعدَها الاستعاري بحكم الاستعمال والتكرار، إذا أراد أن يفتح المدلولات على مجهولاتها، وعلى ما فيها من ‘انزياحاتٍ’، أو استثناءاتٍ، لا يمكن القبض عليها، أو كشفُها، دون أن تكون اللغة هي غير اللغة التي في يَدِ الجميع، وأعني اللُّغَة المَشاع.
هذا ما حَدا بي إلى توسيع أفق النص الشِّعريّ الذي أكتبُه، وأن أُلَبِّيَ نِداءَ اللاَّنِهائِيِّ، أو ‘الخطَرِ’، كما سمَّاه جبران، بكل ما يمكن أن يَحْدُثَ في الطريق من خساراتٍ، أو احتمالاتِ الخسارةِ.
وَجَدْْتُ أنَّ هذه النُّصوصَ المُؤَسِّسَة، التي لم يَقْرأْها الشُّعراء باعتبارها شِعراً، أو تأْسَيساً لِأُفُقٍ تعبيرِيٍّ جمالِيٍّ، بل بَقِيَتْ حُكْراً على عُلماءِ الحفرياتِ والمؤرِّخين، يتعاملون معها كوثائق لكشف بعض معطيات وحقائق الماضي البعيدِ، هي نُصوصٌ ذاتُ قيمة جماليةٍ استثنائية، وفيها الكثير مِمَّا مهَّد للنصوص المقدَّسَة لِتَكُونَ بالتأثير الشِّعريِّ والجمالي التي هي عليه، بما فيها القرآن نفسه.
اكْتَفَيْنا بالنظر للشِّعرِ من خلال ‘القصيدة’، وعَمَّمْنا هذا المفهوم الذي لم يخرج من ماضيه، حتى على ‘النثر’، دون أن نبحث عن مفهوم، أو مفاهيم، يمكن أن تُمَثِّل عُمْقَ ما يجري من تحوُّلاتٍ في النص الشِّعري العربي المعاصر.
الوزنُ والقافية والبيتُ الشِّعريُّ والتَّوازي الصَّوتي أو الصَّرفي، هذه وغيرها من المُكَوِّنات التي اتَّسَمَتّْ بها الشِّعرية العربية القديمة، انْحِداراً من القصيدة الجاهلية، كما تُسَمَّى في العُرْف العام، لم تعد اليومَ تعمل بنفس آليات اشتغالها التي كانت عليها في بنية ‘القصيدة’، التي سَمّضاها الشَّاعِرِيُّون، وليس الشُّعراء. فهي لها مكانُها، ولها تعبيراتُها الشِّعرية والجمالية، ولها ذَوْقُها الخاصّ، لكنَّنا حين نعمل على تعميمها، أو اعتبارها المعيارَ الذي نَزِنُ الشِّعرَ بِهِ، ونحكم عليه من خلالها، فهذا سيكون لحظةَ عطبٍ في ثقافتنا، وفي فكرنا، وفي تكويننا، وما نسعى للانفراد به كحساسيةٍ جمالية وشعريةٍ، أو كجيل، لا يمكنه أن يبقى عالةً على غيره، أو يعتمد على ‘السَّلَف’، بما تعنيه الكلمةُ من ماضويةٍ، وبما تعنيه من اقتراضٍ واعتمادٍ على مُدَّخَرات الآخرين.
كَشَفَتْ لي هذه النصوص المُؤَسِّسَةُ، أنَّ اللغةَ فيها، لا تمييز فيها بين ‘نثر’ و’شعر’ بمعنى ‘النَّظْم’. فهؤلاء الذي اقْتَرفُوا هذه الكتابات الأولى، اسْتَثْمَرُوا اللغةَ دون تمييزٍ، ولم يكن وارِداً في ذهنم أنَّ اللغةَ يمكن أن تكون بهذا التَشَتُّت والتَّفريق، في الأسلوب، أو في التَّعبير. وهذه من الأمور التي جعلت هذه النصوصَ مُلْغِزَةً وعظيمةً، لأنها نصوص كُتِبَتْ بِكُل ما تُتِيحُه اللغة، دون فَرْقِ الوزنِ وغير الوزن. أليس القرآنُ كتاباً لا يقبل التَّجْنيسَ، ولا يمكن اعتباره نثراً ولا شعراً؟ أليس هذا هو ما فَعَلَتْه النصوص الأولى، وهي تواجه مدلولاتِها بدوالّ مفتوحة على مجهولات اللِّسان، أو على شقوقه وتَصَدُّعاتِه؟
هذا ما وَضَعَ، في لحظةٍ ما، التَّصَوُّفَ في طريقي، وانهَمَكْتُ في قِراءَةِ النُّصوص الصُّوفِيَة بنوعٍ من الدَّهْشَةِ والإعجابِ، وكان النَّصّ الصُّوفِيّ عندي، قبل أن يصيرَ التصوُّف مُوضةً في الشِّعر في ما بعد، ليس هو ‘القصيدة’ الموزونة بالضَّرورة، بل اكتشَفْتُ أنَّ في النثر الصوفيِّ، بتعبير أبي حيان التوحيدي، كثير من الشِّعر، وهذا ما نجده في كتاب التوحيدي العظيم ‘الإشارات الإلهية’، كما نجده في ‘الفصول الغايات’ للمعري، الذي تَعَرَّفْتُ عليه من خلال طه حسين، وفي بعض أجزاء ‘الفتوحات المكية’ لابن عربي، وفي غيرها من هذه الكتب التي وَصلَتْنا، بما فيها من شعر ظلَّ كامناً في هذا ‘النثر’، خُصوصاً في التواث الصُّوفِيِّ الفارسي، مع جلال الدين الرومي وفريد الدين العطار وحافظ الشيرازي، وغيرهم.
في اشتغالي النَّظريّ، أو النَّقديّ، على الشِّعر، في الثقافة العربية، وفي ما هو قريبٌ منها، أو كان على صلة بها، كانتْ يَدِي تَقودُني، دائماً لـ’الكتابة’. بالمعنى الذي أشرتُ إليه هنا، وما كنتُ ناقشْتُه بشكل معرفيّ في أطروحتي التي هي منشورة ومُتاحَة ‘حداثة الكتابة في الشِّعر العربي المعاصر’. وفي كتاب ‘الشفاهي والكتابي في الشعر العربي المعاصر’، وفي الكتاب السابق عليهما، وكان بمثابة المقدمة لهذه الأعمال، وهو ‘مضايق الكتابة، مقدمات لِما بعد القصيدة’ الذي صدر في العام 2002.
هذه الأعمال النظرية، كنتُ فيها أشيرُ لِما اكتَشَفْتُه من طُرُقٍ، أو ما أعتبرُه الطُّرُقَ التي اخترتُ السَّيْرَ فيها. لم أعْبَأ بما قد يَحْدثُ بيني وبين القاريء أو الناقد أو الباحث، من سوء فَهْم، لكننني كنتُ مُقْتَنِعاً أنني أكتبُ بطريقة لا تَلْتَفِتُ للآنيِّ والعابر، بل لذلك المستقبل الذي يجعل من كل كِتابةٍ تذهبُ إليه ‘حجاباً’، بتعبير البغدادي، الذي اعتبر ‘المُعاصَرَةَ حِجاباً’ في مقدمة ‘خزانة الأدب’.
لا أدَّخِرُ المُكْتسبات، ولا أعتبر ما في يدي هو نهاية الطريق. دائماً، في كل ما نَبْلُغُه ما لمْ نبلُغْه، وما لا يمكن بُلوغُه، كما في كل وصولٍ شُروعٌ في السَّيْرِ، وخَطْوٌ آخرَ. الاطمئنانُ للمُكْتسباتِ، ضدَّ الإبداع، وضدَّ الصيرورة، وضدَّ الاختلاق والابتكار والتجديد. المُكْتَسَب يَقِينٌ، وكل يقين هو انحسارٌ وتكرار. وكما أنَّ الطبيعةَ تأْبَى الفراغَ، فالشِّعر، هو طبيعةٌ، لكن الفراغ في الشِّعر، هو مزيَّةٌ من مزاياه، وهو ما يجعل الكُسُورَ والتَّصَدُّعاتِ والشُّقوقَ، هي بين ما يُضفي عليه صفةَ النُّقْصان. لا يقينَ في الشِّعر، ولا مُكْتَسَبَ. الشِّعر هو مُلتقى رياحٍ، أو هو المَهَبُّ الذي من شِعابه تخرج هذه الرياح لِتَعْصِف بكل ما يبدو شَجراً تَجذَّر في التُّراب.
هذه من الأمور التي طَبَعَتْ تجربتي، ووَضَعَتْنِي في مضائِقَ الشِّعر، قبل مسالكه. في الكتابة، يحدُث القِرانُ، وتعود الأشياء المنفصلةُ لاتِّصالِها، ويصبح الفصل بين النظم’ و’النثر’، وبين السَّرد والشِّعر، أو ما يفصل بين الأنواع الكتابية من حدود ومعايير، غير قابل للاشتغال، كما أفهم اليومَ الكتابةَ وأُمارسُها.
وأودُّ معكم، هنا أن أُوَضِّحَ مسألةً في غاية الدِّقَّة، لم يستوعبها حتى الشُّعراء، وهي العلاقة الممكنة بين ‘الشَّفاهَة’ و’الكتابة’. ثمَّة التباسات في الموضوع، أرجو العودة لكتابي ‘حداثة الكتابة في الشِّعر العربي المعاصر’ لفهمها بالصورة التي أقْتَرِحُها، لأنَّ في هذا الكتاب ـ البيان، كنتُ، بقدر ما أبْحَثُ عن أُفُقٍ لشعرية الكتابة، وبعض الذين زَاوَلُوها في الشِّعرية العربية المعاصرة، بقدر ما كنتُ أكْشِف، لمن لم يَتَنَبَّه للفرق بين الشَّفاهة الكتابة، ولِما يحكم بنيةَ كُلٍّ منهما، ما أنا بصدد فِعْلِه في المُمارسة النَّصِّيَة، التي هي قَطْعٌ مع ‘القصيدة’، وانْفِكاكٌ من أسْرِها الذي لم يَنْجُ منه، حتَّى أولئك الذين خَصَّصّوا بياناتٍ للكتابة، لكن، دون وَعْيِ الكتابة، كشرطٍ نَصِّي، أي في الممارسة، لأنَّ الشَّفاهِيَ بَقِيَ حاضراً في ما كتبوه، لتكونَ الكتابةُ عندهم، رَسْماً إملائياً، وليست تعبيراً عن المفهوم الواسع لكلمة ‘شعر’ من جهة، وللِصَّفْحَة كدالٍّ ساعَدَ في تكثيف الدَّوَال وتكثيرها.
أوْهَمَتْنا التجربة ‘الكاليغرافية’، عند من كَتَبُوهَا، أنَّ الكِتابةَ هي الشَّرْط، وهي لحظة الانتقال، أو هي بتعبير بعضهم ‘الإبدال’ الذي سيخرج بالشِّعر من التقليد إلى الحداثة، لكن هذا الخط، كان رَسْماً، ليس أكثر، ولم يستطع، في البنية التعبيرية للنص، وفي شعريته وبُعْدِه الجماليِّ، أن يخرج من هيمنة الشَّفاهَة، التي هي بنية الإنشاد، أي بنية ‘القصيدة’، بكل مكوناتها، وتوزيعها الخَطِّيّ الذي كان نَقْلاً شفاهياً بدوره، بطبيعة تقسيم البيت الشِّعري إلى ‘صَدْر’ و’عَجُزٍ’.
اسْتِثْمارُ السَّرْد، الذي ليس طارئاً على الشِّعر، أو دَخَل إليه من الرواية أو القصة، كما يحاول البعض تبريرَ ذلك، وهو ما تفضحه الملاحم الكبرى عند الآشوريين والبابليين، وبعدهم اليونان، وحتى عند الفرس والهنود. واستثمار المعمار، في مجال البناء، وتأثيث الفضاءات الفارغة، واستثمار الجينيرك، بالطريقة التي يتوزَّع بها على الشَّاشة، واستثمار الفراغات والشقوق والتّصَدُّعات، والتشكيل، وتشويش العلاقة بين الأنواع الكتابية، أو ما سَمَّيْتُه بـ ‘التشويش الأجناسي’.. هذا كُلُّه يفتح الكتابة على دوالّ لم تكن من قبل تدخُل الشِّعرَ، أو ‘القصيدةَ’ التي بقيتْ شبه مُغْلَقَة على نفسها، ماتُضيفُه يبقى محصوراً في هذه البنية اللِّسانية ذات البُعد الشَّفاهي، الذي هو توقيع خطابٍ له ظروفُه، وسياقاتُه، وله زمنُه الذي ليس هو ظرفُنا، ولا سياقُنا، ولا زمنُنا.
أنا اليومَ، أكتُبُ مُتَحرِّراً من كل هذه الأمور، لا أكتبُ بمحض الصُّدْفَة، أو وفق ما يأتيني، هكذا، دون تفكيرٍ وتدبيرٍ. كل ما أذهبُ إليه، لَه ما يُسَوِّغُه، ويُؤَسِّس له، ويحكُم بنيتَه، عندي على الأقل. وإذا كانت الكتابة أو الإبداع طُرُقٌ، داخِلَ غابة مُعْتِمَة ‘سوداء’، بالتعبير الهايدغري، فهذه طريقي في الشِّعر، وفي الكتابة، وهي طريق، بما فيها من الْتِواءاتٍ وتعرُّجاتٍ ومَزالِق، وبما فيها من أهوال السَّفَر ومَطَبَّاتِه ومآزِقِه، ولَسْتُ نادماً على هذا الاختيار، الذي هو اختيارٌ، في ظنِّي، له ما يشرحُه ويَفُكّ بعض ألغازه. وهو اقتراحٌ في الشِّعر، مثل غيره من الاقتراحات التي لا ننتبه لجَسَارتِها وجُرْأتِها، إلاَّ بعد حين، وهذا هو رهاني، وهو رهانٌ على المستقبل، الذي أفْتَرِضُ أنني منه أَجِيءُ.
[1] نص الشهادة، أو المُداخَلَة التي قدمتُها في الملتقى الأول للشعر والزجل بزاوية الشيخ، التي حملت دورته اسمي، يوم الأحد 13 أبريل 2014. كان اليوم الأول منها قراءة في تجربتي الشِّعرية. شارك في تقديمها عبد الغني فوزي ومحجوب عرفاوي وصالح لبريني.
القدس العربي