صفحات سورية

عبارة: -إتخاذ كافة الوسائل اللازمة- لاتكفي


محمد زهير الخطيب

المجلس الوطني والمعارضة السورية في كثير من مكوناتها دندنت حول عدم الرغبة في التدخل الخارجي بنصوص واضحة على مدى أشهر عديدة منذ بداية الثورة السورية المجيدة التي شارفت على إنهاء سنة كبيسة من الكفاح.

المجتمع الدولي عنده هذه النصوص من المعارضة السورية ومن المجلس الوطني بعدم التدخل الدولي في سورية، قال هذا السفير الاميركي في سورية وقالته كلنتون وقاله وزير الخارجية الكندي، حيث برر منذ أيام عدم توجه كندا نحو التدخل العسكري في سورية بأن المعارضة السورية لم تطلب التدخل، بالاضافة إلى عوامل اخرى..

اليوم وبعد أن أثبت النظام السوري للمتشككين والمترددين وللعميان والطرشان وحتى للصخور الصماء أنه لن يتوقف عن البطش إلا بالقوة. المجلس الوطني وكثير من قوى المعارضة الرئيسية يطورون خطابهم على استحياء حتى وصلوا بعد لأي إلى مطالبة المجتمع الدولي باتخاذ كافة الوسائل اللازمة لحماية الشعب السوري!!! إنه كلام من المتشابهات التي تحتمل التأويلات، وكأنهم لا يدرون أنه لا اجتهاد في مورد النص وأن النصوص القديمة لن تلغى إلا بنص جديد واضح كالشمس وليس بفوازير ملتبسة قد يهرب قائلها من معناها الحقيقي عندما يواجه به.

إنها فزورة على المجتمع الدولي أن يحزرها!!! ولئن سألتهم هل تريدون التدخل الدولي العسكري؟ عادوا إلى اللف والدوران والهروب من الاجابة الصريحة الصحيحة.

وللأسف ففي المعارضة السورية قد يظن كل واحد أن الكلام لغيره وأن الملاحظة لا تخصه، ولذا أجد نفسي مضطراً لذكر بعض الامثلة –على سبيل المثال وليس الحصر- لأقوال وبيانات وتصريحات كي نضع النقاط على الحروف.

جاء في البيان الاعلامي للمجلس الوطني مؤخراً قوله: انه يحث مجلس الأمن على اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف عمليات الإبادة مهما كانت طبيعتها بما في ذلك التدخل العاجل والحازم لردع النظام بكل الوسائل التي تمنع استخدامه لآلة الموت والقتل والتدمير.

وهذا غير كافٍ،

ومجلة المجلة تسأل الاستاذ رياض الشقفة –المراقب العام للاخوان المسلمين- هل تتخوفون من تكرار السيناريو الليبي في سوريا؟

ـ الجواب: مع تأكيدنا لمطلب حماية المدنيين الذي هو التزام دولي قانوني وإنساني.. فلا نعتقد أن السيناريو الليبي يمكن تكراره في سورية.

وهذا غير كافٍ، فنحن نحتاج إلى السيناريو الليبي كحد أدنى، بل قد نحتاج إلى أضعاف زخمه وثقله.

وبيان حزب الشعب الديمقراطي السوري منذ أيام يقول:

المهمة الأساسية في هذه المرحلة تتلخص في لجم الآلة العسكرية التي ترمي بحممها على السكان العزّل، وهذا يتطلب مزيداً من الضغط على الأوساط العربية والدولية لتحمُّل مسئوليتها واتخاذ تدابير عملية بهذا الشأن.

وهذا غير كافٍ

نريده نصاً صريحاً واضحاً يلغي نصاً قديماً بطلَ مفعوله وانتهت صلاحيته.

ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أشكر لعدد من شخصيات المعارضة الذين حزموا أمرهم وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل العسكري بوضوح مثل –مع حفظ الالقاب- هيثم المالح ووليد البني وكمال اللبواني وعمار القربي وعقيل هاشم وعبد الحليم خدام، ومأمون الحمصي ودرويش محمى وغسان مفلح… وكثير غيرهم وذلك بغض النظر عن تقييمهم، فالكلام عن نظرتهم البعيدة وموقفهم الواضح من هذه المسألة، من ضرورة التدخل العسكري الدولي للجم عصابات الاحتلال المافوي التي تعيث فساداً في سورية.

البديل الثاني للتدخل العسكري الدولي هو دعم الجيش الحر وتسليح المنشقين وهو مطلوب كذلك، ولكنه لن يغني عن التدخل الدولي لأنه لوحده سيُدخلُ سورية في حرب أهليه بين مليشيات متنامية وجيش متفكك وآلة عسكرية بين أيديهم تكفي لقتل الملايين، فالاسراع إلى طلب التدخل العسكري الدولي سيمكن الجيش الحر والمقاتلين المنشقين من الحسم بطريقة أسرع وأقل كلفة بالارواح والدمار.

إنه قدرك ياسورية أعانك اللهُ عليه، وإن كنتم يا أهل سورية تألمون فان عصابة الاجرام يألمون كما تألمون، وأمامكم نصر وحرية وكرامة وأمامهم عار وخسران وجلب إلى العدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى