صفحات سورية

عشرة قواعد لتحويل العنف ديموقراطياً


أحمد عمر *

العنف حتمي، ولا مفر منه. فلا يمكن صنع العجة من غير كسر البيض كما يقول مثل فرنسي. ماو تسي تونغ يذهب أبعد قائلاً: السلطة السياسية تنتج من ماسورة البندقية، أما العنف أميركياً فهو «مثل فطيرة محشوة بالكرز» كما يقول راب براون. القوة من دون العدل استبداد، والعدل من غير قوة ترسيه غير مجد. الأنظمة السياسية جميعها ترتكز على العنف ويكمن هدفها الحقيقي في احتواء طاقات الآخرين العنيفة. بل يعدّ العنف، كما يعتقد رينيه جيرار، من الناحيتين الجمالية والوظيفية وسيلة رائعة قد تنحدر لتكون غاية مرضية.

يضع أستاذ العلوم السياسية في جامعة ويستمنستر جون كين في كتابه «العنف والديموقراطية» عشرة قواعد أو وصايا يوجهها للديموقراطيين من أجل تحويل العنف، أو نزع الصفة الطبيعية عنه، أي جعله تابعاً للمؤسسات ولطرائق العيش الديموقراطي. وقد يكون مناسباً استعراضها بمناسبة الربيع الديموقراطي العربي. الوصية الأولى: حاول أن تفهم دوافع العنيفين وبيئتهم، والوقوف على أسباب العنف الحقيقية. الوصية الثانية: تجنب أقصى الحلول والإجراءت وتحاشَ الحرب والاستئصال، كما يطالب أصحاب نظرية الضرورة. القاعدة الثالثة: لا يمكن مساعي السلطة اللاجئة للعنف الحد منه من غير تنمية التمدن ورفع مستوى الحريات. الرابعة: ابذلوا أيها الديموقراطيون مقدر الإمكان جهوداً لصدّ خصخصة وسائل العنف أو منعها. الخامسة: في البحث عن السلام بين المدنيين وحكوماتهم كونوا متأهّبين لمقترحات غير عملية وحلول عسيرة مقيدة بتناقضات الوسائل والغايات. السادسة: عندما تواجه الديموقراطيات بمعارضة عنيفة يتعين عليها أن تكون مستعدة لاستخدام كميات مدروسة من العنف عند إخفاق الاستراتيجيات غير العنيفة، مع أن الاستخدام المعمم للعنف يتناقض مع روح الديموقراطية. السابعة: استخدموا كل وسيلة اتصال متاحة لفضح أعمال العنف بغية جعل أسبابها وتأشيراتها موضع نقاش عام وحلول مسؤولة. الثامنة: دققوا تدقيقاً متأنياً بالعمليات الأخلاقية المتجلية عند الجمهور المتعرض لتصورات رمزية عن العنف، واستفسروا عن الرأي السليم القائل إن الديموقراطيات القائمة فعلياً تحول العنف إلى تسلية محضة بتأثير السينما والتلفزيون. التاسعة: كرمى للديموقراطية احشدوا الدعم في كل مكان من أجل الفضائل المدنية التي يعد التواضع أعظمها. أما القاعدة الأخيرة لتخليص العالم من العنف الفائض، فإنه يتعين على الديموقراطيين تحاشي الشعور بالذنب، والاستعداد لفضيلة الاعتراف بخطأ عار العنف المرتكب في الصراعات المنصرمة والراهنة أيضاً للدفاع عن الديموقراطية.

* كاتب سوري مقيم في السويد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى