على خلفية موقف أدونيس من التظاهرات في سوريا
المتظاهرون ليسوا من لون ديني واحد
نضال بشارة
أخذ الشاعر أدونيس في حديثه لبرنامج «روافد» عبر فضائية «العربية» على التظاهرات السورية خروجها من الجوامع قائلاً: «لا يمكنني أن أنضم الى تظاهرة سياسية تخرج من الجامع، لكن لا يمكن بالمقابل أيضاً أن تقابل هذه التظاهرات بالعنف والقتل». ورغم تقديرنا لما جاء في حديث الشاعر الكبير أدونيس، فإنه بدا بعيداً بعض الشيء عن حركة الشارع السوري. فقوله لا ينطبق سوى على تظاهرات يوم الجمعة، في بدء حركة التظاهرات، لأنه عندما بدأ حاجز الخوف ينكسر رويداً رويداً شهدنا تظاهرات في جامعتي دمشق وحلب، دون أن ننسى أن أول وقفة احتجاجية كانت في سوق الحريقة في دمشق، رغم قلة عدد المتظاهرين، قبل أن تنطلق التظاهرات في مدينة درعا، ثم اللاذقية، وبانياس وجبلة، وبقية محافظات الشمال السوري.
وصحيح أن بعض التظاهرات في حمص مثلاً، خرجت من الجوامع لكنها اتجهت الى التجمع وسط المدينة في ساحة جمال عبد الناصر (الساعة الجديدة)، وتم تفريقها على الطريقة التي اعترض عليها أدونيس. ولكننا نؤكد أيضاً أن الذين اعتصموا في الساحة نفسها مساء الاثنين 18 الجاري، لم ينطلقوا من الجوامع، بل توجهوا إليها فوراً، حسب النموذج المصري والتونسي. لكن بما أن وسائل الإعلام لا تزال ممنوعة من تغطية التظاهرات في كل المدن السورية، كيف يمكن أحداً أن يبتّ في أن التظاهرات تخرج من الجوامع، لا سيما أن الذين يخرجون فيها ليسوا من لون ديني واحد، ويشارك فيها الذكور والإناث؟ ولعل أهم ما في ذلك ما أكد عليه معد ومقدم البرنامج الزميل أحمد الزين عندما قال «إنهم لم يرفعوا شعارات دينية، أو طائفية». ونضيف نحن بأن شعاراتهم تناصر الوحدة الوطنية، وتطالب بالحرية.
ونلفت نظر الشاعر أدونيس الى أن كل المهرجانات الثقافية ألغيت في سوريا كيلا يتوافر لأحد فرصة التظاهر من مسرح أو هيئة ثقافية. فمثلاً في مدينة الرقة (شمال سوريا) ألغيت الدورة السابعة من مهرجان الشعر العربي الذي يستضيف شعراء عربا ومن تركيا وإسبانيا، والذي يعقد في النصف الثاني من نيسان، وهو المهرجان الذي استضافه في دورته الثالثة. كما اقتصرت احتفالية «اليوم العالمي للمسرح» على مدينة دمشق التي لم تكتب عنها وسيلة إعلامية واحدة، ما يرجح ربما عدم إقامتها أساساً. كما تم إلغاء نشاطات ثقافية أخرى. فمن أين يخرج الشعب للتظاهر، ولم نبن دولتنا المدنية بعد، وفق إشارتك؟