صفحات سورية

عن أي بديل يتكلم كيلو؟

 

الطاهر إبرهيم

مقال ميشال كيلو الذي نشرته جريدة “السفير” في 13 كانون الاول الجاري تحت عنوان “البديل الإسلامي لن يكون ديموقراطياً” لم يوضح لنا البديل الذي يراه مناسبا لحكم سوريا بعد خمسين سنة من الاستبداد والقهر.  

يقول كيلو: “بعد بدء عمليات الجيش الحر والمقاومة… تقدم إلى الساحة بديل معاد للديموقراطية هو البديل الإسلامي الذي يصعب تعيين حدوده أو طابعه، بسبب تنوع وتضارب أنماط واستراتيجيات القوى الإسلامية، وخاصة المسلحة منها، التي تعدنا بكل شيء غير السلم الأهلي والوحدة الوطنية والبديل الديموقراطي، … وترفض فكرة المساواة بين المواطنين ومعها مبدأ العدالة”.

ابتداء نسأل ميشال كيلو: كيف يستقيم عنده الهجوم على الإسلام في مقاله مع دفاعه عنه في رسالته إلى البابا التي نشرتها “السفير” في15 أيلول الماضي تحت عنوان: “ميشال كيلو يقول للبابا: مدّ يدك، بسم الله الرحمن الرحيم! جاء فيها: “وإلا ما الذي يفسر بقاء المسيحية في الشرق بعد الحروب الصليبية، التي أسماها المسلمون حروب الفرنجة كي لا يدنس ذكرها اسم الصليب؟ ومن حمى المسيحية والمسيحيين بعد هزيمة الفرنجة الساحقة على يد جيوشٍ مسلمة شارك المسيحيون فيها؟”. هؤلاء الذين تذمهم يا أستاذ كيلو أليسوا أحفاد أولئك الذين حموا المسيحيين بعد هزيمة الفرنجة؟

ويتنقل كيلو بين قضايا لا رابط بينها فيتساءل في مقاله فيقول: “هل كل من يريد إسقاط النظام هو ثوري؟ وهل هو بالضرورة .. شريك للثوريين في نضالهم، إن كانت الثورة تعني حصرا الحرية والكرامة والعدالة والمساواة… وليس الانتقام والتمييز الطائفي والعنف الارعن؟”.

كان واضحا أن كيلو – لأسباب تخصه – أراد أن يستفيد من إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما وضع “جبهة النصرة” على قائمة الإرهاب. فقد عمم كيلو موقف أوباما على تيارات إسلامية مثل الإخوان المسلمين السوريين. ونسي أن الإخوان ليسوا السوريين الوحيدين الذين استنكروا وضع “جبهة النصرة” على قائمة الإرهاب عندما كتبوا في تصريحهم: “الإرهاب سلوك وليس هوية”. لقد اتسع الشجب من وضع “جبهة النصرة” على قائمة الإرهاب ليشمل كل مكونات الثورة السورية، وليس الإخوان وحدهم.

يبقى أن نقول أن سيرة الإخوان المسلمين في السنوات العشر الماضية تكذب اتهام كيلو لهم:

فقد أصدر الإخوان في أيار من عام 2001 “ميثاق الشرف” حددوا فيه رؤيتهم بحيث يكون الحكم في سوريا ديموقراطيا تعدديا تداوليا من طريق صناديق الاقتراع. كما أصدر الإخوان وثيقة “عهد وميثاق” في مؤتمر صحافي عقد في اسطنبول في 27 آذار من العام الجاري، حازت على إعجاب كثير من المراقبين والساسة العرب والأجانب. ولم يكن كيلو بعيدا عن كل ذلك ابتداء من ميثاق الشرف وانتهاء بوثيقة “العهد والميثاق”، وكانت تربطه بالمراقب العام السابق للإخوان المحامي علي صدر الدين بيانوني علاقة مودة، “فما عدا مما بدا” حتى ينقلب كيلو على عقبيه في علاقته مع الإخوان؟

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى