عن اللاجئين السوريين –مقالات مختارة-
عن دوافع هجرة السوريين إلى الغرب/ أكرم البني
ثلاثة أسباب مستجدة يمكنها تفسير التدفق المحموم للمهاجرين السوريين طلباً للجوء الإنساني في بلدان أوروبا الغربية، وهؤلاء لا يتحدرون فقط من أفواج الهاربين من أتون العنف، وإنما من أسر لا تزال حياتها آمنة نسبياً.
أول الأسباب شيوع إحساس عام لدى السوريين بانسداد الأفق وانعدام الأمل بخلاص قريب، أو على الأقل بتحسن الوضع الأمني واستعادة حياة عامة تهتكت مقوماتها. فكيف الحال وثمة يقين عند غالبيتهم بأن القادم سيكون أسوأ، إن بالعجز عن توفير أبسط مستلزمات العيش، كالغذاء والكساء، وإن بصعوبة التكيف مع شح الماء والكهرباء، وإن بتراجع الخدمات التعليمية والصحية وفقدان فرص العمل؟! وكيف الحال وقد بات هاجس معظم الشباب الهروب من العنف والاقتتال، بينما يتنامى لدى الجامعيين منهم إحساس بعدم جدوى تحصيلهم العلمي مع غياب الإمكانات المرجوة لممارسة اختصاصاتهم عملياً. والأهم شيوع حالة قلق وخوف عامة من انحسار شروط الأمن والسلامة، حيث غدا حامل السلاح هو الآمر الناهي ويمكنه من دون مساءلة تقرير كل ما يتعلق بمصير الناس وحيواتهم وممتلكاتكم، وتتواتر يومياً الحكايات عن حجم تعديات المسلحين وتنوع تجاوزاتهم، إن كانوا مع النظام أو المعارضة، وعن مواطنين أبرياء، يتعرضون ولأسباب تافهة، للإذلال والابتزاز والأذى والقتل، من دون أن يطاول المرتكبين أي حساب أو عقاب؟! فأي خيار يبقى، حين تقتل فتاة لمجرد أنها زجرت مسلحاً حاول استمالتها، وحين تعجز عائلة عن تأمين فدية لاسترداد ابنها المخطوف، وعندما يرى شاب زميله يفارق الحياة في الحرم الجامعي جراء شظايا قذائف الهاون العشوائية؟!.
صحيح أن أسباب نزوح السوريين كثيرة، وأساسها تصاعد العنف المفرط ضد المدنيين، إن بالإمعان السلطوي في الفتك والتنكيل وإن بما تمارسه جماعات إسلاموية متشددة، لكن الصحيح أيضاً أن العنف كان أشد أحياناً، ولم يخلق موجة واسعة من الهجرة إلى أوروبا كالتي نراها الآن، ربما لأن الصراع الدموي قد طاول وأرهق الناس ودمر ما تبقى من مقومات عيشهم، وربما لأن ما كان محتملاً كمحنة موقتة لم يعد يحتمل على المدى البعيد!
في ضوء ما سبق يمكن فهم هذا التنوع الغريب لطالبي اللجوء، من شباب يرغبون في إكمال دراستهم الجامعية ويخشون الالتحاق بالخدمة العسكرية أو بالتعبئة الإجبارية للجماعات الجهادية، إلى أسر كاملة تريد تجنيب أطفالها الصغار الأذى ولتضمن لهم مستقبلاً آمناً ومستقراً، الى بعض الشرائح الميسورة التي أنفقت مدخراتها ولم يعد من خيار أمامها للعيش سوى اللجوء الإنساني، إلى العديد من أصحاب الكفاءات العلمية الذين يبحثون عن فرص، بمن فيهم من يعملون في الخارج ويتحسبون من العودة الى البلاد مع نهاية عقودهم وانتهاء صلاحية وثائقهم، ناهيكم عن ناشطين مدنيين وسياسيين ضاقت بهم السبل مع سيطرة لغة السلاح وباتوا مهددين من قبل كل الأطراف!
السبب الثاني، يتعلق بالمتغيرات التي طاولت حياة اللاجئين القدامى في بلدان الجوار، فقد شكل الأكراد السوريون أكثرية اللاجئين الى العراق، لكنهم لم يحطوا الرحال طويلاً، وتشير المعلومات إلى نجاح معظمهم في الوصول إلى ألمانيا، تطلعاً لشروط حياة أفضل! بينما اتخذ لاجئو الطبقات الوسطى من لبنان، محطة تضعهم على قوائم الهجرة التابعة للأمم المتحدة، وينسحب الأمر نفسه على اللاجئين الذي يعيشون في الأردن خارج المخيمات، بخاصة مع تضييق كلا البلدين على شروط منحهم الإقامة وفرص العمل!
والأهم اللاجئون في تركيا، حيث بدأوا يتحسسون رؤوسهم وتتحرك عندهم نوازع الهجرة من المخيمات أو المدن التركية نحو أوروبا، ليس فقط جراء تراجع فرص العيش والتعليم والصحة مع تراجع المعونات المقدمة من منظمات الإغاثة الدولية بل خشية من مستجدات سياسية أثارتها نتائج الانتخابات التركية وأظهرت تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية! فلماذا لا يتخوف اللاجئون السوريون من هزيمة أردوغان ويتحسبون من قدوم حكومة لا تتعاطف معهم بل تعتبرهم أحد مسببات مشاكل تركيا، بخاصة أن مرارة التجربة التي عاشها أقرانهم في مصر بعد سقوط مرسي لا تزال تحت اللسان حين تصاعدت المضايقات ومظاهر التمييز والإذلال ضدهم ما دفع الكثيرين للهجرة نحو بلدان أخرى كان لأوروبا منهم حصة وافرة؟!
وثالث الأسباب يتعلق بالترحيب اللافت الذي يلقاها اللاجئون السوريين في أهم بلدان أوروبا الغربية وبخاصة في ألمانيا، وتالياً التسهيلات السريعة والمباشرة التي تمنح لهم، وتفضيلهم عن غيرهم من طالبي اللجوء، والسبب ربما تعويض أوروبي عن موقف سلبي ومتخاذل من المحنة السورية، وربما استجابة لضغط شعبي أخلاقي أظهرته الحشود الأهلية المرحبة باللاجئين السوريين في غير مدينة غربية!
وكالعادة، لا يضيع العقل التآمري هذه الظاهرة، فيطل برأسه، مرة، لتحميل الحكومة التركية مسؤولية تسهيل هذه التدفقات المتواترة من طالبي اللجوء السوريين، إما رداً على تمنع الغرب من منحها ضوء أخضر لإقامة منطقة عازلة، وإما رداً على سحب الأطلسي منظومة الباتريوت من أراضيها، وإما رداً على تخفيض المعونات الدولية المقدمة لإغاثة هؤلاء اللاجئين! ومرة ثانية، للطعن بالترحيب الغربي على أنه خطة خبيثة غرضها سرقة الكفاءات والكوادر السورية، وتسهيل التغيير الديموغرافي في البلاد، وتلبية حاجة أوروبا العجوز وألمانيا الهرمة لتجديد دمائها بالشباب السوري! هي فترة قصيرة وتبرد حمى هجرة السوريين إلى الغرب، وبلا شك سوف تتراجع فرص القبول وتكتفي البلدان الأوروبية بمن وصلوا إليها لاستيعابهم ودمجهم بمجتمعاتها، لكن ما أثارته هذه الهجرة وبخاصة مشاهد الموت الجماعي غرقاً، زاد من إلحاح الحاجة لإطفاء بؤرة التوتر السورية ومعالجة جذور الصراع الدائر بما يلبي تطلعات الناس وحقوقهم، ليس فقط للحفاظ على من تبقى من السوريين في بلدهم، بل لتوفير أهم الشروط الأمنية والسياسية المشجعة لعودة الجميع كمشاركين في إعادة بناء وطنهم حراً وكريماً!
* كاتب سوري
الحياة
هجرة أبناء المجتمع المدني والطبقة الوسطى السورية/ ماريلين بومار
ليس كل المهاجرين السوريين مهندسين أو معارضين لبشار الأسد، ولا يجمع كلهم بين الصفتين في آن. ولكن «ما يجمع بين مئات من السوريين الذين استلمتهم فرنسا من ألمانيا مطلع أيلول (سبتمبر) 2015 هو مستوى تعليمهم العالي»، يقول مراد ديرباك، مسؤول الشعبة الأوروبية والشرق أوسطية في مكتب حماية النازحين والمنفيين. «صادفت بينهم كثراً من حملة شهادات في الهندسة مطلعون على تطورات القطاع النفطي. وبينهم كذلك حرفيون وتجار تخلوا عن كل شيء ليفروا من الحرب». ويخلص مسؤول شؤون الهجرة هذا إلى أن العالم يشهد هجرة المجتمع المدني السوري. وغلبة أصحاب الشهادات الجامعية العليا على المهاجرين مردها إلى ارتفاع كلفة رحلة الهجرة- وهذه الكلفة تفوق قدرات من ليس من أبناء الطبقات الوسطى والعالية -، وإيلاء المجتمع السوري مكانة مرتفعة للتعليم.
وتقدر الباحثة إليزابيث لوغنيس من المعهد الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى في بيروت أن نسبة الجامعيين ممن هم في سن التعليم الجامعي في سورية كانت 21 في المئة في 1990. ومنذ الستينات، كانت عملية تأهيل الأطباء والمهندسين متطورة للنزول على الحاجات المجتمعية وميل المجتمع السوري إلى تقدير أصحاب الكفاءات الطبية والهندسية.
وتشير المعطيات الإحصائية في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن 21 في المئة من السوريين الذين بلغوا أوروبا بين كانون الثاني (يناير) 2013 وأيلول (سبتمبر) 2014، جامعيون. وغلبة الجامعيين على الهجرة السورية ليست وليدة اليوم. «بدأنا منذ العام 2000 مساعدة ضحايا قمع حافظ الأسد، واستقبلنا معارضين سجنوا عشرين عاماً أو ثلاثين عاماً»، يقول ميشال مورزيير، الرئيس الشرفي لجمعية «روفيفر» لمساعدة السوريين. وائتلفت موجة طالبي اللجوء الأولى من معارضين سياسيين عرفوا القمع في عهد والد بشار الأسد. ومنذ 2011 وبدء الحرب في سورية إلى اليوم، ينضم إليهم مدونون شباب قمعهم الابن. ومذذاك، وإثر موجة المدونين الإلكترونيين، كرت سبحة المهاجرين من الفنانين والمثقفين والأدباء والممثلين المسرحيين والممثلين.
وفي 2011، كان عدد طالبي اللجوء من السوريين إلى فرنسا ضئيلاً ونسبتهم لم تتجاوز 0.02 في المئة من طلبات اللجوء في هذا البلد. وحل السوريون في المرتبة 42 من لائحة اللاجئين. ولكن سيل تدفق السوريين على فرنسا يرتفع، على رغم أن هذا السيل متواضع ولم يبلغ مبلغه في ألمانيا. واليوم، يبلغ عدد السوريين الذين يدخلون فرنسا شهرياً 300 شخص. ومنذ 2011، منحت فرنسا اللجوء إلى 7 آلاف سوري. «وعديد الفرنسيين – السوريين هو حوالى 20 ألف شخص». وفي إحصاء 2012، صار حوالى 17 ألفاً من المولودين في سورية مقيمين في فرنسا: ثلثا الرجال هم من أصحاب الشهادات الجامعية، شهادة إجازة على الأقل، وهذا شأن نصف عدد النساء. وإحصاء مجمل عدد اللاجئين السوريين عسير. فهم اندمجوا في المجتمع الفرنسي وحازوا الجنسية، ولم يعد في الإمكان أن ترصدهم الجهات الإدارية.
والتزم الرئيس الفرنسي استقبال 30 ألف طالب لجوء إلى فرنسا، وشطر غالب منهم هم سوريون. وإثر هذا القرار، قد تتنوع مصادر هؤلاء الاجتماعية، إذ إن اللجوء يتيح لم شمل العائلة. واللاجئون الذين استقبلهم «مكتب حماية اللاجئين والمنفيين» OFPA الفرنسي هم في معظمهم من الرجال والشباب. ولم يرغب المتزوجون في اصطحاب أسرهم في مغامرة الهجرة. وينتظر عدد من النساء والأطفال السوريين اللجوء إلى فرنسا في مخيمات تركية وغيرها من الدول. وقصد «مكتب حماية اللاجئين والمنفيين» لبنان والأردن ومصر لاصطحاب 450 شخصاً ترى وكالة الأمم المتحدة للاجئين أنهم يعيشون في ظروف «هشة» وأنهم «الحلقة الأضعف». وهؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى عناية صحية، وبعضهم مصاب أو يعاني أمراضاً مزمنة واضطر إلى وقف العلاج. وتختلف أحوال هؤلاء اللاجئين «الضعفاء» عن أحوال اللاجئين بمفردهم.
* صحافية، عن «لوموند» الفرنسية، 27-28/9/2015، إعداد منال نحاس.
الحياة
اللاجئون السوريون بين عبقرية ميركل ونظرية المؤامرة/ اسمهان شريح ()
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بتداول مقولة تم نسبها إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مفاده: «غداً سنخبر أطفالنا أن اللاجئين السوريين هربوا من بلادهم إلى بلادنا، وكانت مكة أقرب إليهم«.
ولدى تقصي الأمر تبين أن عدم صحة هذا القول للمستشارة الألمانية، ما يدلل على حجم الخيبة والإحباط التي يعانيها السوريون من تنكر من هم بمثابة «بني جلدتهم« لهم.
وخلافاً للرأي الشائع بأن اللاجئين فضلوا أوروبا على الدول العربية، فإن الوقائع تؤكد أن السوريين كانوا قد لجأوا في البداية إلى دور الجوار من عربية وغيرها وإلى البلدان العربية الأبعد، بدءاً من لبنان والأردن والعراق، مروراً بمصر والسودان وليبيا وتونس وصولاً إلى المغرب، حيث أمكنهم ذلك. إلا أنهم تعرضوا لمعاملة قاسية ومهينة، وصلت حد التنكيل والسجن، ناهيك عن ندرة فرص العمل، ما دفعهم لركوب المخاطر للبحث عن الأمان وتوفير حياة كريمة لأبنائهم، وحفظاً لما تبقى من آدميتهم.
بالمقابل، أنكر لاجئون سابقون من سوريا إلى دول غرب أوروبا، ما يبديه المسؤولون فيها من تعاطف مع اللاجئين، وإقرار بحقوقهم. واستهجنت أسمى العطاونة المقيمة في فرنسا، في مقال كتبته في صحيفة «القدس العربي، حديث كل من مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بقلب «عطوف وحنون« عن استقبال المهاجرين الذين «يعانون الويلات«، وعن مساندتهم ومساعدتهم في التأقلم داخل المجتمع الأوروبي الجديد.
ذلك أن فالس وحكومته يسير على نهج ساركوزي في «استقبال الأجانب« الذي يخضع للتصنيف العرقي والديني. كما يتم استقبال «الرؤوس« أي من هم ذوو ثقافة عالية (كتاب، صحافيون، أطباء، مهندسون)، أناس لا يحتاجون لدعم فرنسا المادي، «هجرة حماية« غير اقتصادية، فيما يتم طرد كل من هم «فقراء« أو تحويل وجهتهم إلى دول أخرى، حتى لو كانوا محتاجين بحق لطلب الحماية. هذا في وقت، تضيف العطاونة، أعلنت فيه فرنسا بوضوح، أنها ترحب بـ«مسيحيي الشرق«، فيما تقدم نفسها كرائدة في محاربة الطائفية والتمييز الديني أو العرقي.
لم تلبث بعض الحقائق أن بدأت تطل برأسها، رغم كل محاولات إخفاءها، للإجابة على تساؤل العطاونة. حيث رأى البعض أنه مع اقتراب إقرار الاتفاق على صفقة النووي الإيراني، بدأت تتكشف ملامح البنود السرية للاتفاق، وجلسة استجواب وزير الخارجية الأميركي كيري، في الكونغرس، لاتزال ماثلة للعيان، حيث سأل بعض الأعضاء كيري عن البنود السرية في الاتفاق، دون أن يحصلوا على إجابة مقنعة من وزير خارجيتهم. تلك الصفقة التي شفت، كما رأى كثير من المحللين، عن وجود اتفاق بشأن سورية، يحقق للإيرانيين مصالحهم فيها، عن طريق إنشاء كيان طائفي تحت سيطرتها، بعدما تعذر عليهم السيطرة على كامل سوريا. ما يتطلب إجراء «تطهير عرقي« للمكوّن الأساس للشعب السوري.
وعليه لا بد من استيعاب هذا المكوّن، الذي يطرده النظام، من قبل الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق، تحت يافطات وعناوين من قبيل التعاطف الإنساني، تطبيق المعايير الأوروبية لحقوق الإنسان.
هذه الحقيقة تطل برأسها رغم الحجب الكثيفة التي تحاول التعمية عليها، من خلال حقيقة بسيطة تتمثل بأن الأوروبيين والأميركيين لو كانوا جادين في تعاطفهم مع محنة الشعب السوري، لعالجوا لب المشكلة المتمثلة ببقاء رأس النظام السوري لممارسة مهامه بقتل السوريين ومسح بيوتهم ومدنهم وقراهم عن الوجود، بهدف القضاء على إمكانية عودتهم إليها، في مشهد أعاد إلى الذاكرة ما ارتكبه الصهيونيون في فلسطين بحق سكانها الأصليين، عندما اقترفوا المجازر بهدف تخويف الفلسطينيين وتشريدهم. وعندما تم لهم ذلك، عمدوا إلى نسف البيوت للقضاء على إمكانية عودتهم. وهو ما عبر عنه رئيس الائتلاف الوطني السوري السابق برهان غليون بمقارنة ما يرتبه النظام السوري من حملة تطهير عرقي، بحملة التطهير العرقي التي ارتكبها الصهيونيون في فلسطين.
رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، رفع القناع عن حقيقة الموقف الأوروبي من اللاجئين، عندما قال: «إن تدفق اللاجئين الى أوروبا يهدد الجذور المسيحية للقارة، وإن الحكومات يجب أن تضبط حدودها قبل أن تقرر عدد طالبي اللجوء الذين يمكنها استقبالهم«. وأضاف في مقال بصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج الألمانية، إن شعوب أوروبا تختلف فى الرأي مع معظم الحكومات بشأن أزمة اللاجئين. كما أكد أوربان أن بلاده سيكون لديها بحلول 15 سبتمبر حزمة قواعد لمواجهة تدفق المهاجرين من بينها إقامة الحواجز، لافتاً بعد اجتماع مع رئيس البرلمان الأوروبى مارتن شفالتس فى بروكسل «نحن المجريين يعترينا الخوف… الناس في أوروبا يملأهم الخوف لأنهم يرون الزعماء الأوروبيين ومن بينهم رؤساء الوزراء عاجزين عن السيطرة على الوضع.
وأضاف أوربان «جئت إلى هنا لإبلاغ الرئيس أن المجر فعلت كل ما هو ممكن للحفاظ على القواعد. نعد حاليا فى البرلمان المجرى حزمة قواعد جديدة ونقيم الحواجز وكل هذا يمكن أن يخلق وضعا جديدا فى المجر وأوروبا اعتبارا من 15 سبتمبر. أمامنا الآن أسبوع واحد من الوقت للتحضير بخصوص التعاطف الألماني، غير المسبوق، مع قضية اللاجئين السوريين، والتي تصدرت المشهد فيه السيدة ميركل، فغدت بمثابة «الأم تيريزا« لهم، وبعيداً عن نظرية المؤامرة القائلة بحاجة الاقتصاد والمجتمع الألمانيين لمهاجرين، يمكن الزعم بأن السيدة ميركل عبّرت عن عبقرية كامنة، تجلت في التقاط هذه اللحظة التاريخية لمحو ما لحق ببلدها في الماضي من سمعة يعرفها القاصي والداني.
() كاتبة من سوريا
المستقبل
سورية وطناً للنساء… ومنقار الصقر «يداعب» عنق الشهيد/ هيفاء بيطار
حديث العالم وشاغله هجرة مئات آلاف السوريين إلى دول أوروبية، وخصوصاً الشبان الذين يفرون من الموت خوفاً من الخدمة الإلزامية في الجيش التي تعني أن يتحولوا إلى ورقة نعي، من دون أن يختاروا حمل البندقية وفعل القتل. وبدأت قرى بأكملها تهجّر شبابها تهريباً عبر الحدود التركية. أعرف قرية صغيرة في ريف اللاذقية، فر في يوم واحد 150 شاباً من شبابها!
الهروب من سورية مهما كانت الأخطار.
صحيح أن عائلات من أم وأب وأبناء هاجروا، لكن نسبتهم قليلة بالنسبة إلى هجرة الشباب، لا يمر أسبوع إلا وترى القوارب محملة فوق طاقتها بمئات الشبان السوريين. تحدثتُ إلى أحدهم وتربطني به معرفة سألته: ألا تخاف من السفر في هذه القوارب المطاطية؟ ألم تسمع عن غرق الآلاف الذين صاروا طعاماً للأسماك، حتى أن أحد رسامي الكاريكاتور رسم علبة طون مكتوب عليها «لحم سوري». أجابني انه خائف بالطبع، لكنه ضحك بسخرية وقال: احتمال أن أنجو من قوارب النفخ 20 في المئة أما بقائي في سورية فيعني احتمال موتي مئة في المئة لأنني سأتحول إلى ورقة نعي. لقد مات مئة وسته وعشرون شاباً من زملائي في الجندية، فكيف سأبقى في بلد الموت. سافر الشاب وتحقق احتمال نجاته 20 في المئة. ولكني بقيت لأسابيع أعيش حالة ذهول مما يشبه مسرح اللامعقول: كيف يمكن لشاب في الثانية والعشرين من عمره أن يستوعب أو يتحمل موت 126 شاباً من زملائه في الجندية! كيف لم يجن؟ كيف لم ينتحر؟ هل يستطيع بعد الآن أن يستحضر ذكرياته معهم كأحياء! أم أنهم كلهم تحولوا إلى الشهداء الأبطال في أوراق نعي، وما حال أسر هؤلاء الشبان: الأمهات الثكالى اللاتي سيحملن جرحهن العميق حتى القبر، وحال الصبايا العاشقات اللاتي كن على علاقات حب مع الشبان الذين ماتوا.
ومن يدري فقد تحدث صعوبات كثيرة في عملية لمّ الشمل لأسر المهاجرين، فأعرف عائلات انتظرت أكثر من ثلاث سنوات ولم تتلق الموافقة على لمّ شمل بل طُلب منهم إجراء فحوص «دي إن أي» للتأكد من صلتهم بالأب المهاجر. ولا أستبعد هنا أن يبتكر المهاجرون وسيلة كالتي ابتكرها السجناء الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، بما أن الحاجة أم الاختراع. يضطر الزوج السجين لإرسال حيواناته المنوية لزوجته كي يتم الإلقاح ويولد الأطفال كما لو أن معملاً يفبركهم. وأستحضر هنا مسرحية لامعقول لتوفيق الحكيم يتخيل فيها مستقبل البشرية بأن الإنجاب الطبيعي سوف يبطل وسوف يبتكر العقل البشري مصانع لإنتاج الأطفال. من البديهي أن الحفاظ على حياة الشبان السوريين أولوية وواجب وخيار الهجرة لا مأخذ عليه ولا يُمكن أن يلام صاحبه، لكن، من جهة أخرى، سورية نزفت شبابـــها وطـــاقة البناء والإعمار فيها. سورية خسرت مستقـــبلها الذي يمثله مئات الآلاف من الشبان، والمؤلم أكثر أنهم خرجوا كارهين لوطنهم واضطر بعضهم أن يرسب في امتحانات الجــــامعة كي لا ينجح ويُسحب إلى الجندية. انعكست المفاهيم صار النجــــاح كارثة: لدرجة أن الآباء يوصون أولادهم بالرسوب أو بتعمُّد الرسوب، كل الفضائيات ترينا آلاف النازحين وأغلبهم من الشبان، ولن يبقى في سورية سوى الأمهات الثكالى والشابات اللاتي شخن من الحزن والعنوسة، وأتخيل أن ثمة مقاهي بسيطة سوف تنشئها نساء سورية قريبة من المقابر كي يكنّ قرب أولادهن. سيجلسن يمضغن حديث الحزن مكسورات الجناح والقلب، وسيدخّنَّ الأركيلة عسى نفخ الدخان يساعد على خروج الحزن المُختمر في القلوب.
ولا أعرف إن كانت ورقة النعي هذه ابتكاراً، فقد شاهدت أوراق نعي لشبان في عمر الورود، بينهم من لم ينبت شارباه بعد في ثيابه العسكرية، وإلى يمينه صورة الرئيس كما لو أنه يبارك شهادته، وإلى يساره صقر مُخيف بمنقار معقوف متجه مباشرة إلى عنق الشهيد تحديداً، منطقة الوريد الوداجي، كما لو أنه سيمص له دمه، وفي عيني الصقر قسوة وشراهة للدماء. الصورة فجّرت غضباً في صدري، فما المغزى منها، ما المغزى من صورة صقر ومنقاره غير بعيد من عنق الشهيد الذي نزف دماءه سلفاً! وماذا يعني الصقر؟ أهو تأكيد للموت؟ والله تذكرت كل أفلام مصاصي الدماء. صدقاً أتمنى أن أعرف أيه عقلية وضعت صورة الصقر لصق وجه الشهيد بحيث تشعر أنه للحظة سوف ينقر وريده الوداجي ويمص دمه للمرة الثانية. المرة الأولى لما استشهد في معركة لا تخصه وباركه الرئيس، والمرة الثانية بمنقار صقر مفترس.
ما نفع الندم طالما أن ملايين الشبان السوريين سافروا، لتبقى سورية وطن النساء الثكالى.
الحياة
براميل الأسد سبب هجرة السوريين لأوروبا/ خالد شمت-برلين
كشف أول استطلاع ميداني للرأي -أجري بين اللاجئين السوريين القادمين مؤخرا إلى ألمانيا- أن السبب الرئيسي لمغادرتهم بلدهم هو البراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات جيش النظام وليس “عنف” تنظيم الدولة الإسلامية، وتمنى أكثرهم العودة لبلادهم بمجرد رحيل الرئيس بشار الأسد.
وأجرت الاستطلاع منظمة “تبنوا الثورة” المكونة من ناشطين ألمانيين وسوريين، وأشرف على الاستطلاع مركز “برلين للبحوث الاجتماعية”، وشمل تسعمئة لاجئ تم اختيارهم عشوائيا من القادمين حديثا إلى مراكز الاستقبال الأولية بخمس ولايات ألمانية.
وقال 95% من المشاركين في الاستطلاع -الذي تم عرض نتائجه الأربعاء بمقر المؤتمرات الصحفية للحكومة الألمانية في العاصمة برلين- إنهم فروا من بلادهم بسبب الاضطرابات الدامية المستمرة.
وحمل 70% من المستطلعين الأسد مسؤولية هذه الاضطرابات بينما ألقى 32% بالمسؤولية على تنظيم الدولة و18% على الجيش السوري الحر، و16% على تنظيم القاعدة وجبهة النصرة، و8% على المسلحين الأكراد.
الاعتقال والبراميل
وأرجع 86% من المستطلعين السبب الثاني لمغادرتهم سوريا إلى خوفهم من الاعتقال، من النظام وتنظيم الدولة.
وذكر 73% من الذين شملهم الاستطلاع أن حياتهم كانت مهددة من البراميل المتفجرة التي يواصل جيش النظام قصف المدن المختلفة بها، وأوضح الاستطلاع أن 58% من هذه النسبة كان يمكنهم البقاء ببلادهم لو توقف قصف هذه البراميل المتفجرة بإقامة منطقة آمنة يحظر على جيش الأسد التحليق فيها، في حين اعتبر 24% أن تقديم مساعدات إنسانية أكثر للسوريين في مدنهم المضطربة كان سيساعدهم على البقاء فيها.
وقال 52% من المستطلعين إنهم سيعودون لبلادهم إذا رحل الأسد، بينما أوضح 8% أنهم يفضلون البقاء في ألمانيا، لكن نحو النصف ممن عبروا عن الرأي الأخير رأوا أن إزاحة الأسد من السلطة تمثل مفتاحا لعودة السوريين لبلادهم.
واعتبر إلياس بيرابو -مؤسس منظمة “تبنوا الثورة” التي أجرت الاستطلاع- أن أبرز نتيجة أظهرها هذا الاستطلاع بوضوح هي رغبة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين وصلوا موخرا لألمانيا في العودة لسوريا دون الأسد.
رحيل الأسد
وقال بيرابو -في تصريح للجزيرة نت- إن نتيجة استطلاع الرأي جاءت مخالفة للتصور السائد لدى الرأي العام الألماني من أن “إجرام تنظيم الدولة وراء لجوء السوريين إلى أوروبا، حيث أظهرت بوضوح أن أكثرية السوريين سلكت طريق اللجوء الطويل للدول الأوروبية خوفا على حياتها من براميل الأسد المتفجرة وليس من عنف التنظيم”.
وأضاف أنه “إذا أردنا الحديث عن سوريا فلا ينبغي التركيز فقط على تنظيم الدولة كما يحدث الآن، لأن المطلوب قبل أي شيء هو حل سياسي أساسه رحيل الأسد حتى تتجه الأوضاع للاستقرار”، ورأى “أن الحملة الجارية ضد تنظيم الدولة لن تحقق شيئا طالما ظل رئيس النظام السوري بالسلطة”.
وخلص إلى أن اللاجئين يرون أن مخرج بلادهم من أزمتها يكمن في تدخل عاجل من المجتمع الدولي لإقامة منطقة آمنة من القصف بالبراميل المتفجرة فوق الأراضي السورية.
في السياق يشير حايد حايد -عضو منظمة “بدائل لتحقيق السلام في سوريا” إحدى المنظمات المشاركة في استطلاع الرأي- إلى أن “السوريين يرون في الأسد عدوهم الأول، ويأتي تنظيم الدولة في المرتبة الثانية”، وتابع “أن اللاجئين طالبوا بحل سياسي عادل وشامل يقضي برحيل الأسد ومحاسبة القتلة”.
ونقل حايد عن اللاجئين أن هاجس السوريين المتواجدين في الداخل هو في البراميل المتفجرة التي تلقيها قوات النظام.
وفي سياق النتيجة التي كشف عنها استطلاع الرأي بين اللاجئين السوريين، دعا جيم أوزدمير -رئيس حزب الخضر الألماني المعارض- حكومة المستشارة أنجيلا ميركل إلى “إدراك أن السبب الرئيسي للجوء السوريين هو الأسد وبراميله المتفجرة.
وقال أوزدمير -في تصريحات صحفية ببرلين- إن “إيقاف إرهاب تنظيم الدولة مطلوب لكن السلام في سوريا لا يمكن تحقيقه بوجود بشار الأسد”.
الجزيرة نت
الاتحاد الأوروبي يقرر إعادتهم: اللاجئون السوريون يستنجدون من حدود النمسا/ بهية مارديني
عبّر ناشطون سوريون عن مخاوفهم من الاستبعاد والترحيل إثر الإتفاق بين ألمانيا والنمسا والتشيك وسلوفاكيا على إغلاق كامل الحدود النمساوية في وجه المهاجرين المتوجهين إليها إعتبارًا من يوم الأحد المقبل، وتحويل كل العالقين على حدود كرواتيا إلى جمهورية التشيك وسلوفاكيا.
اعتبر المعارض السوري شادي الخش أن هذا تطور خطير لأزمة اللاجئين في دول تنادي بحقوق الإنسان، ويؤثر سلبًا على آلالاف السوريين الهاربين من الحرب والويلات، وليس لتحسين ظروفهم الاقتصادية، معتبرًا أن هذا ليس هو الحل لوقف تدفقهم.
وأضاف “تم منذ أيام عدة عمليات إخلاء للكامب، الذي يقع على حدود التشيك مع النمسا، والمعروف باسم (زاستافكا أوبرانا)، ووصلت آخر دفعة منه، وتقدر بحوالى السبعين لاجئ بين نساء وأطفال ورجال، إلى معتقل (بيلا جيزوفا) وسط التشيك، بغية الاستعداد لاحتواء تدفق اللاجئين القادمين من كرواتيا ضمن “كامبات” مغلقة أقرب إلى السجون، لا يسمح فيها بالحركة خارجها مطلقًا”.
وقال “أبلغنا مسؤول في الصليب الأحمر بتلقي أوامر سريعة لبناء مخيمات تستوعب في المرحلة الأولى 5000 خمسة آلاف لاجئ في التشيك، ومثلها في سلوفاكيا، الأمر الذي يضع اللاجئين تحت مطرقة قوانين التشيك وسلوفاكيا، التي ترفض استقبال اي لاجئ على اراضيها، وتحتجزهم، بغية اعادتهم الى الدول التي جاؤوا منها”.
نزلاء فنادق!
وأشار الى أنه “قد تطول فترة الإحتجاز حتى الشهرين قبل اعادتهم، وهذا يكلف اللاجئ كل ما يملك من مال، واية ممتلكات اخرى، لان التشيك وسلوفاكيا تعتبر اللاجئين الذين تحتجزهم نزلاء فنادق، وتقوم بخصم يومي لتكاليف إقامتهم ضمن سجونها، والبالغة 12 يورو يوميا على الشخص، حتى الأطفال، وبعدها تقوم بإعادتهم مفلسين الى الدول التي جاؤوا منها”.
وكان الخش قد تحدث عن لاجئين سوريين يتحدثون من مخيمات اللجوء “بأصوات مشحونة بالخوف والرعب وأصوات بكاء أطفال ارعبهم مشهد البنادق ووجوه الشرطة المتجهمة سمعناهم عبر الهاتف يصرخون لا نعرف أين نحن، ولا نعرف لماذا نحن هنا، لقد اخبرنا موظف شباك التذاكر في النمسا اننا نريد الذهاب الى هامبورغ في المانيا بدون العبور بأي دولة، وهم اعطونا التذاكر على هذا الأساس، ونحن الان في قطار عابر، لن ننزل منه في دولتكم، ليأتي الرد، لانكم تسللتم الى جمهورية التشيك بدون اذن بالعبور، ويجب إعتقالكم وإعادتكم من حيث اتيتم، صوت هرج ومرج وقرقعة اسلحة وعويل اطفال ونساء، وبعدها يسود الصمت عبر الهاتف لإنقطاع الخط، محاولات مستمرة لإعادة الإتصال من دون جدوى”.
معاملة مهينة
ووصف المكان الذين وضعوهم به بـ”مركز للحجر الصحي ينطبق عليه اي شي الا ان يكون مكان يليق بوضع البشر العاديين فيه، فهو سجن حقيقي، يتم فصل الأطفال عن أمهاتهم، وتعرية البشر بدون اي التفات لخصوصيتهم الدينية او العرقية، ويتم وضعهم في غرف ضيقة، ممنوع عليهم مغادرتها، لا تفتح الا للتحقيق او لرمي الطعام لهم، ويتم إجبارهم على التوقيع على اوراق لا يفهموا منها شيئا وتبصيمهم، والذي يرفض تتم إهانته، ويصل الأمر في بعض الأحيان الى الضرب والتهديد بالحرمان من رؤية الأطفال، وبعد ان يتم توقيعهم على الأوراق وتبصيمهم وهذا الإجراء يستمر عادة من ثلاثة الى خمسة ايام، يتم تحويلهم بعدها الى مركز للإعتقال في منطقة اخرى، يعتبرها المحتجزون هناك افضل بألف مرة من المكان، الذي تم حجزهم فيه، حيث انه يسمح لهم بالتنفس في حديقة المكان لمدة ساعة يوميا، مع التهديد المستمر بمنعهم من ساعة التنفس هذه في حال ورود اي ملاحظة عليهم او بقرار من إدارة المعتقل”.
وقال “في كل يوم هناك تداهم المكان قوة حفظ النظام مدججة بالأسلحة لتحصي عدد الناس، وتتأكد من وجودهم هناك، رغم ان المكان محصن تماما، وعليه حراسة مشددة بالشرطة والكلاب البوليسية ونوافذ وأبواب حديدية مغلقة، وهناك يتم ارسال ضبط الشرطة الذي تمت كتابته اثناء التحقيق معهم الى الدول التي جاؤوا منها، لتتم اعادتهم اليها ويطول الإنتظار وتطول المعاناة، حيث ان بعض المتواجدين هناك طال بقاؤهم حتى الشهرين الى الان”.
مصادرة أموال
واعتبر أن “المفاجأة أن الإقامة في هذا السجن كارثية، فمنذ لحظة القاء القبض على اللاجئين، يتم الإستيلاء على كل ممتلكاتهم البسيطة وأموالهم وهواتفهم واي موجودات معهم وتعتبر الأموال التي بحوزتهم هي رصيد مالي يتم اقتطاع تكلفة إحتجازهم منه كل يوم، وهذا حسب الأوراق التي يتم توزيعها على اللاجئين لافهامهم هذا الأمر”.
وكان قد أعطى مجلس الأمن الدولي، الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر لضبط ومداهمة السفن التي تقل مهاجرين غير شرعيين من ليبيا باتجاه أوروبا. وتم تبني القرار بغالبية 14 دولة من أصل 15، فيما امتنعت فنزويلا عن التصويت. وسيسمح قرار مجلس الأمن لمدة عام للأوروبيين بأن “يفتشوا في عرض البحر السفن التي يشتبهون جديًا في أنها تستخدم” من قبل مهربين لنقل مهاجرين من ليبيا. وفي حال تأكيد الشبهات، يمكن تدمير السفن أو جعلها غير قابلة للاستخدام، وسينقل المهاجرون إلى ايطاليا ويحاكم المهربون في إيطاليا أيضا.
توسيع مطاردة
ووسع الأوروبيون الاربعاء عمليتهم البحرية لمكافحة المهربين في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا. وأصبح بإمكان السفن الحربية للاتحاد الأوروبي اعتراض وتفتيش ومصادرة وتدمير القوارب التي يستخدمها المهرّبون لمحاولة الحد من التدفق المستمر للاجئين. وليبيا مقسومة بين حكومتين وبرلمانين متنافسين. ولهذه المسألة حساسية خاصة في ايطاليا، حيث يشكل السوريون والاريتريون والعراقيون، الذين خصوا وحدهم ببرنامج اعادة الاسكان الأوروبي، بالكاد، ثلث المهاجرين الـ132 الفا، الذين وصلوا منذ مطلع العام.
ووعد الاتحاد الاوروبي باجراء “فرز” أول بين المهاجرين، الذين ليست حياتهم مهددة في بلدانهم، والذين يحق لهم طلب وضع لاجئ، لكن ذلك يتعارض مع القانون الايطالي الذي يوفر حماية كبيرة لطالبي اللجوء. وتشير احصاءات المفوضية إلى أن الاريتريين يمثلون 26% من 132 ألف مهاجر، وصلوا إلى ايطاليا هذا العام بعد انقاذهم في المتوسط.
مساعدات وتعاون
لكن محاولات العبور، بحسب وكالات أنباء، أدت إلى مصرع 3080 شخصا على الأقل، بين رجال ونساء وأطفال، معظمهم قبالة سواحل ليبيا، ووصل أكثر من 500 ألف مهاجر ولاجئ، خصوصا من السوريين، إلى أوروبا منذ بداية العام.. وكان الاتحاد الأوربي قد تعهد بمساعدة كل من دول غرب البلقان والبلدان المجاورة لسوريا التي يصلها آلاف اللاجئين السوريين يوميًا.
الاتحاد الأوروبي، بحسب البيان الختامي لاجتماعه الاخير، سيقدم المزيد من المساعدات المالية، ويساعد بإقامة المزيد من مراكز تسجيل اللاجئين. وقالت فيديريكا موغيريني وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي “أعتقد أن رسالة بلدان البلقان، سواء الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أو غير الأعضاء، تتمثل في الرغبة في التعاون بشكل أفضل. من الواضح أن هذا أمر يشجعه الاتحاد الأوروبي جداً ويرحّب به بشدة”.
ايلاف