صفحات العالم

عودة أنان على بساط يمني!


    راجح الخوري

سؤال اول: لماذا يتوارى الروس عن الانظار في ما يتعلق بالازمة السورية منذ انفجار دمشق وانشقاق رياض حجاب وعدد من كبار الضباط؟

جواب: لأنهم يبحثون الآن كما تفيد التقارير، عن مخرج لحفظ ماء الوجه يوفر عليهم البقاء مع نظام آيل الى السقوط فيخسرون سوريا ما بعد الاسد، ويعفيهم من جزء كبير من المسؤولية عن حرب اهلية ستكون لها انعكاساتها الاقليمية وما يمكن ان تطلقه من شرور التقسيم!

سؤال ثان: واين يبحث الروس عن هذا المخرج؟

جواب: في كواليس الديبلوماسية السرية وعبر اتصالات حثيثة تجريها واشنطن مع موسكو وبيجينغ للاتفاق على صيغة تسمح بالعودة الى مجلس الامن ربما لإحياء مهمة كوفي انان. وفي هذا السياق تقول هيلاري كلينتون التي تصل غداً الى تركيا “ان حدة القتال في حلب والانشقاقات في النظام تفرض ضرورة وحتمية ان نعمل معاً لوضع خطة انتقالية جيدة” ولهذا فانها لن تكتفي بالتفاهم مع الاتراك على هذا المخرج، بل ستقابل “نشطاء في الميدان” اي المعارضة المقاتلة التي باتت لها الكلمة الفصل في قبول الحل السياسي!

سؤال ثالث: وماذا تعد فرنسا لتقديمه في مجلس الامن في 30 آب الجاري، وهل هو بعيد عن مسار الديبلوماسية السرية وخصوصاً ان باريس ترى ان “مجلس الامن لا يسعه الوقوف ساكتاً امام المأساة التي تشهدها سوريا”؟

جواب: ربما تعدّ مشروع قرار جديد يطرح حلاً سورياً على الطريقة اليمنية ويشكل مخرجاً للجميع، تؤيده الجامعة العربية لأنه يعكس محتوى مبادرتها وتقبله روسيا والصين ودول الاقليم، بعدما تبين استحالة بقاء النظام بعد الدمار الزلزالي في البلاد.

سؤال رابع: ولماذا الهجمة الديبلوماسية الايرانية عشية استضافة طهران امس اجتماع الدول ذات “النظرة الواقعية” الى الازمة السورية، وهل تعكس تصريحات سعيد جليلي في بيروت وعلي اكبر صالحي في انقرة وبغداد معنى هذه “الواقعية”؟

جواب: رغم اعلانها بانها “لن تسمح بكسر سوريا” فان ايران لا تتخلى عن دقة سياسات البازار وبالتأكيد لن تندفع الآن (مع هواجسها النووية) الى حرب دفاعاً عن نظام الاسد، ولهذا يدعو محمود احمدي نجاد عشية سفره لحضور قمة مكة الى الحوار و”الحل السياسي” وهو ما يمكن ان يحفظ لطهران علاقات الحد الادنى مع سوريا ما بعد الاسد بدلاً من العداء المطلق معها؟

على حافة الانهيار الكبير بات الجميع الآن يرون القاع حيث الحروب الاهلية وبئر الافاعي، ولهذا تسرى حمّى دولية هدفها إخراج الاسد على بساط الحل اليمني!

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى