غسان المفلح: لا لحكومة منفى والتنسيقيات في الداخل هي من يحدد مستقبل سوريا
حوار مع راديو وموقع دويتش فيلله
يرى الإعلامي والمعارض السوري غسان المفلح أن المكتب التنفيذي للهيئة الاستشارية لمؤتمر انطاليا يأتي مكملاً لدور التنسيقيات في الداخل من أجل رفع الغطاء عن نظام الأسد، مؤكداً أن المكتب ليس حكومة منفى كما تناقلت وسائل الإعلام.
أعلنت المعارضة السورية في الخارج عن انتخاب أعضاء الهيئة الاستشارية المنبثقة عن مؤتمر انطاليا مكتب تنفيذي مكون من تسعة أعضاء. عن دور هذا المكتب وعلاقته بتحركات التنسيقيات في الداخل والشخصيات المشاركة فيه حاورت دويتشه فيله الإعلامي والمعارض السوري غسان المفلح:
دويتشه فيله: هل يمكن القول إن هذا المكتب هو “حكومة منفى”، كما تناقلت وسائل الإعلام، أم إنه يحاول الاضطلاع بدور مماثل لدور المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية؟
غسان المفلح: في البدء يجب أن أوضح أن المكتب ليس “حكومة منفى” ولا “مجلس انتقالي”، كما جاء في بعض وسائل الإعلام. إن المكتب التنفيذي هو لجنة مصغرة لدعم الثورة السورية. وهي لجنة متفرغة لهذا العمل بشكل يومي وعلى الصعيدين الدولي والإعلامي. ومسألة “حكومة المنفى” لم تُطرح في السابق لا في مؤتمر انطاليا، ولا في الهيئة الاستشارية، ولا حتى داخل المكتب التنفيذي أيضاً. وأنا كمعارض أرفض هذه التسمية لأنها غير مطروحة بالمرة داخل قوى المعارضة السورية.
كيف ستكون علاقة المجلس مع الداخل، ومع التنسيقيات بشكل خاص، هل يطمح المجلس إلى أن يكون بديلاً عنها أم القيام بدور مكمل لها؟
دور المكتب التنفيذي سيكون مكملاً وداعماً لنشاط التنسيقيات في الداخل. والهيئة الاستشارية لمؤتمر انطاليا وقعت على البرنامج السياسي الذي طرحته التنسيقيات في الداخل كإطار عمل لكل المعارضة السورية. وفي ضوء هذا هناك رؤية تقول إن تنسيقيات الداخل هي من يحدد مستقبل سوريا. ولذلك لا يوجد أي تصور لجعل المكتب التنفيذي بديلاً عنها.
وجه البعض انتقادات لطريقة اختيار أعضاء المجلس، فقد تم استبعاد أسماء مهمة في حركة المعارضة السورية مثل رضوان زيادة وبرهان غليون، بماذا تردون على هذه الانتقادات؟
غسان المفلح، كاتب وناشط سياسي معارض مقيم في سويسرا
بحسب معلوماتي فإن برهان غليون لم يشارك في المؤتمر حتى يتم انتخابه، ورضوان زيادة لم يحضر الانتخابات أو يعلن عن رغبته في الترشح لعضوية المكتب التنفيذي. كما أن موضوع الترشيح يأتي من قدرة المرشحين على التفرغ اليومي للقيام بالمهام المناطة بالمكتب. والقوى الرئيسية المشاركة ارتأت ترشيح هذه الشخصيات لتمثيلها في المكتب وبالتالي تتحمل هي وحدها مسؤولية اختيارها. لكن يمكن القول إن الإخوان المسلمين تقدموا بمرشح والحركة الكردية المشاركة في المؤتمر والعشائر كان لديهما أيضاً مرشحين.
كيف سيتحرك المكتب لدعم التحركات الشعبية السورية؟
إن مهمة المكتب الرئيسية تكمن في محاولة استقطاب الرأي العام الدولي لدعم الثورة من جهة، ورفع الغطاء عن نظام بشار الأسد من جهة أخرى. كما يأخذ المكتب على عاتقه مهمة التواصل مع الداخل وتأمين ما يمكن تأمينه من دعم للثورة في الداخل. واعتقد أننا سنرى خلال الأيام القادمة كيف سيترجم المكتب الإستراتيجية التي خرج بها مؤتمر انطاليا على أرض الواقع.
دور المعارضة في الخارج هو دور داعم يقوم في الأساس على إسماع صوت الشعب السوري للرأي العام الدولي”
هل سيكون سيناريو الحصول على الدعم الخارجي على غرار ما حصل في ليبيا من خلال البحث عن غطاء لقرار من مجلس الأمن للتمهيد لعملة مشابهة مستقبلاً؟
نحن نبحث عن أفضل السبل لرفع الغطاء السياسي الدولي عن نظام بشار الأسد، ومن غير المطروح أن يكون ذلك على غرار السيناريو الليبي. وكل المعارضة في الخارج ترفض لعب هذا الدور، لأن الفارق بين التجربتين الليبية والسورية يتمثل في أن الكتلة الأساسية في المعارضة هي في الداخل. كما أن شباب التنسيقيات في الثورة استطاعوا أن يقدموا برنامجاً سياسياً حتى للمرحلة الانتقالية، أي مرحلة ما بعد بشار الأسد. وبالتالي فإن دور المعارضة في الخارج هو دور داعم يقوم في الأساس على إسماع صوت الشعب السوري للرأي العام الدولي.
تناقلت وسائل الإعلام العالمية تشكيل “مجلس وطني” لمواجهة نظام دمشق، كما أعلنت مجموعة من المعارضين، ما هي معلوماتكم عن المجلس؟
لا توجد لدي أي معلومات حول هذا المجلس، وبحسب الأنباء الواردة فإن من المفروض أن يكون سهير الاتاسي وهيثم المالح وعارف دليله في عضوية المجلس، لكن سهير الاتاسي، على حد معلوماتي شبه المؤكدة، ليس لها علاقة بهذا المجلس ولم تعرف بالأمر.
أجرى الحوار: عماد غانم
مراجعة: عبده جميل الخلافي