فراشة سوداء/ شاهين باوي
قنديلٌ في ريح
كان هذا الألم.
جزاءٌ لأي حلمٍ بلا نجوم
هذا الألم؟
حيث هذه القمم
تغرز الخناجـر في خاصرة الشمس.
ماذا يريد من وحدتي
الجنُّ الذي يعلقني
على مشنقة الجنون
أنا الذي ليس له
سوى قميصٍ أسود
وقنديلٍ في ريح.
ماذا يريد من وحدتي
هذا الألم؟
في الصباح أكون شيخًا
أطيرُ مع الصباح، مع الذكرى أطيرُ
هل بكت الطيور على كتفيّ؟
ما زلتُ في الذكرى
أشيخُ صباحًا
بأغاني البنفسج.
لا شيء
تفاحات يانعة
فتاةٌ من عصافيـر
في الفم الفاغر للشجرة.
لا شيء.
في
في دوران الأهداب بين الغيوم
مع بالي الأبيض
في طريق أسود
ثمة فتيان ورؤيا.
القمر الآن
أهدابٌ وطريق
ملفوفًا في موت الأسماك
بين أسنان البحر.
الفراشة سوداء
الغجر الميتون، حُمْرٌ
الغجر الميتون، زُرْقٌ
يجتمعون قرب النافذة.
أفتح عينيّ
أنا أسود، والفراشة سوداء.
الرطوبة الرمادية
تنفذ في الغيوم
تُهطلني السماء
الأغنيات، الرطوبة، الرماد
والحزنُ
فضيٌّ.
فتاة المطر
ترقص فتاة المطر
في أحلام البحر
والزنابق تجلس مع أقدامي
على كتف الريح
والبحر جاء
إلى الأحصنة.
طهران ــ الأهواز
ملتفًا في الصمت طهران طهران
العنكبوت الذي يعيدك إلى أحـمر تفاحك
نعم الكثافة الكثافة بين الأوراق نعم
الأحمر الأحمر الذي أنا
أدخّـنُ في خـرطوم الفيل
نعم في الصمت ويا له من صمت قريب قريب
طهران ــ الأهـواز طهران ــ الأهـواز
تدوخ السماء تدوخ في القصائد
تنزفُ المدينة من أظافـرك ولم تنم الأهـواز نعم الأهـواز
وتغيب عن الوعي بالصمت الملفوف القريب
مع أحـمر تفاحك.
* شاعر من مواليد مدينة الأهـواز من أبوين عربيين سنة 1966. فقد أباه في الحرب الإيرانية العراقية. كان في بداياته معلمًا ثم استقال وسافـر إلى النمسا ليدرس في الفلسفة. ثم عاد إلى الأهواز وانتقل بعدها إلى طهران. اتسمت حياته بالمآسي والفقدان. من مجموعاته “المرآة المتروكة في صوتك” عام 1998.
** ترجمة عن الفارسية: حمزة كوتي
العربي الجديد