صفحات الرأي

فرنسا تحتفل بمئوية رولان بارت (1915 ـ 1980): من «موت المؤلف» إلى تحرير النص من سلطة التاريخ/ كوليت مرشليان

 

 

تحتفل فرنسا هذا العام بمئوية ولادة الفيلسوف والمفكر والناقد الفرنسي الكبير رولان بارت (12 تشرين الثاني 1915 25 آذار 1980) وإذا أردنا أن نضيف بضعة ألقاب أخرى تعرّف أكثر بالرجل المبدع فهو أيضاً «السيميولوجي» أحد روّاد علم العلامات والمنظّر الاجتماعي والكاتب في أيامه الأخيرة حيث دوّن مذكراته ويومياته وتنوّعت أعماله الكتابية لتشمل اتجاهات فكرية وفلسفية وأدبية ولغوية عديدة، فترك أثره في تطوّر مدارس فكرية ونظريات متنوعة في البنيوية وما بعد البنيوية وفي علم العلامات وفي نظريات اجتماعية وسياسية أبرزها الماركسية وفلسفية وفي طليعتها الوجودية: ومن أجل كل هذا واستناداً إلى مرحلة طويلة من القرن العشرين طبعها الرجل بنظرياته وكتبه تقرر في فرنسا أن يكون العام 2015 «عام رولان بارت» انطلاقاً من تنظيم «المكتبة الوطنية الفرنسية» في باريس نشاطات تتعلق بالحدث أولها المعرض الضخم المخصص له ما بين شهريّ أيار وتموز: «بانوراما عن كتابات بارت» خصوصاً أن هذه المكتبة هي المؤتمنة على أوراقه وأرشيفه الشخصي ما قبل رحيله ويتضمن مخطوطاته إلى جانب رسائله وأوراقه الشخصية وصوره الفوتوغرافية والرسوم التي أنجزها في اهتماماته الأخيرة. وتستمر طوال العام النشاطات الاحتفالية بالذكرى عبر لقاءات وندوات أهمها: «قرن عنوانه رولان بارت» حيث يكرّم بارت كواحد من أعلام القرن العشرين المميزين في فرنسا إلى جانب ميشال فوكو وجاك دريدا خاصة في التيار الفكري المعروف بما بعد الحداثة، وستصدر كتب عديدة عنه وعن أعماله خلال هذا العام أهمها كتاب سيرته الذي وضعه تيفان ساميوت، كذلك سيُفتتح مهرجان أفلام تحت عنوان «بارت في خمسين فيلماً» وذلك من 30 أيلول إلى 13 تشرين الأول.

إزاء تعددية مواهب رولان بارت واتساع أفق أبحاثه وكتاباته، تبقى صورته الأساسية المستمدة من لقب «سيد النقد الفرنسي» حيث أنه وانطلاقاً من مفهومه الخاص للنص ومنهجية اللغة وتحليله للأسلوب الأدبي أطلق جملة مفاهيم شكّلت نظريات حديثة في حينه يمكن أن نسميها اليوم «ثلاثية الأبعاد» حيث أنه ركّز نقده على مفهوم النص ومفهوم الكتابة وأخيراً مفهوم القارئ أو المتلقي الذي لخّصه بنظرية «موت الكاتب أو المؤلف» غير أن العنصر الثالث هنا أي القارئ حسب مفهوم بارت يجب أن يكون مثقفاً بالمعنى المتداول للكلمة لأنه سيصبح في هذه اللعبة هو المنتج والعنصر الفعّال الجديد للنص. أما موت المؤلف فهو عملية تحرير النصوص من سلطة المؤلف وفي هذا الإطار أصدر أولى دراساته «الكتابة في درجة الصفر» وكان ذلك عام 1953 وشكل صدور هذا الكتاب نقطة أساسية في تاريخ النقد الأدبي في فرنسا والعالم، كذلك كان وقع مؤلفات ودراسات نقدية أخرى له مثل «لذّة النص» و»خطاب عاشق» و»هسهسة اللغة» و»أساطير» و»عناصر سيميولوجية» و»نقد وحقيقة» و»إمبراطورية الحواس» و»أجزاء من خطاب عاطفي» و»المغامرة السيميولوجية»… وصولاً إلى أكثر من أربعين كتاباً وكانت المواضيع المتنوعة في المؤلفات الأخيرة تشير إلى اهتماماته ليس فقط بالأدب والفلسفة واللغة ولكن أيضاً بالمسرح والموسيقى والرسم… لم يكن صدور كتاب لرولان بارت منذ منتصف القرن العشرين وحتى العام 1980 ليمرّ سهلاً بل على عكس ذلك، كانت مؤلفاته تثير جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والفكرية لأنها كانت وبكل بساطة تهدم هنا وتبني هناك، ترفض هنا وتقترح هناك… فواجهته عاصفة بل عواصف هائلة من النقد المضاد لمؤلفاته، فكان أن كتب مؤلفه الشهير «رولان بارت بقلم رولان بارت» وبكل بساطة شرح فيه مجمل نظرياته التي وصفها البعض بالتجربة «الشيطانية الهائلة حول التوتاليتارية» بانتقاله في المؤلَف «من دراسة الجزء إلى الكل»… وكان ذلك عام 1975 أي قبل خمسة أعوام على رحيله. وحول فكرته قال بارت: «ما يجذبني في نيتشيه ليس كتابه هذا أو ذاك، إنما وبكل بساطة سحر أجزاء معيّنة لديه متطايرة هنا وهناك في كل أعماله. و»رولان بارت بقلم رولان بارت» هو سيرة ذاتية بعيدة كل البعد عن المفهوم التقليدي للسيرة الذاتية: فهنا علينا أن ننسى كل السير التقليدية التي كتبها عديدون من قبله، فلا مجال لسردية «مذكرات ما بعد الموت» لشاتوبريان مثلاً أو لسيرة أندريه جيد «لو أن الحبة لا تموت» أو «الكلمات» لجان بول سارتر، بل أنه كتبها عبر شذرات فككت المفهوم التقليدي للذات فكتب: «في مجال الذات، لا مكان للمرجعية التقليدية»… وكانت هذه الاستراتيجية المضادة للسيرة حيث يلعب التخيّل جزءاً كبيراً لدى القارئ للإحساس بالواقع. وفي نص السيرة لا يوجد كرونولوجيا تقليدية للأحداث والتواريخ بل شذرات يبني عليها نصّه مثل أحداث مهمة في طفولته ومرحلة الشباب: صورة من ذكريات مؤثرة في المدرسة، منزل الطفولة، مرض ألمّ به وكيف تعافى منه، بداية الكتابة، مواجهة النقّاد له وغيرها من التفاصيل التي تؤلف سيرته حيث وبالدرجة الأولى يلغي فيها التطابق الثلاثي التقليدي في السيرة المتعارف عليه ما بين «السارد والشخصية والكاتب» وبذلك فهو ينفي عن النص طبيعته المرجعية ليضيف إليه مفهوم «المتخيّل». فكل نص عند بارت «يقوم على نسيج لغوي وعلى مظهرين»، فالمظهر الأول واضح ومباشر وتدل إليه الحروف والألفاظ والعبارات ومظهر مجرّد أو متصوّر أو متخيّل في ذهن القارئ يحرّر النص من سلطة المؤلف. كذلك عمل بارت على تحرير النص من سلطة التاريخ والنزعة الكلاسيكية في المرجعية، وفي هذا الإطار، دعا إلى إقامة تاريخ أدب تراجعي يقلب هذا الأداء المتعارف عليه رأساً على عقب من دون الاستغناء عن هذا التمركز إنما استبداله بآخر «ينير فيه الحاضر الماضي» أي «عوضاً عن النظر في تاريخ الأدب مثلاً من خلال منظور تكويني مغلوط ومتعارف عليه ينبغي أن نكون نحن أنفسنا مركز التاريخ فننطلق من القطيعة المعاصرة ونجعل التاريخ ينتظم استناداً لهذه القطيعة»(…) وهكذا نستطيع أن نتحدث عن الأدب الماضي «انطلاقاً من مفهوم الحاضر ولغة الحاضر، بل انطلاقاً من الواقع اليوم ولسان حاله»… وهكذا تصبح النظرة إلى التاريخ نظرة انتقادية تخلخل التقليد «فننظر إلى الأصول ليس باعتبارها جامدة ومقدسة بل أحداث وتحولات تعمل إلى «تجديد» التأسيس(…)» وتمددت اهتمامات بارت الناقد والباحث اللغوي والفيلسوف إلى مجالات أخرى متنوّعة يصعب تحديدها جميعها مثل المسرح والموسيقى والرسم ولكن في كل تفسيراته ونظرياته كانت اللغة هي المحور الأساسي لشرحه الأعمال الفنية المتنوعة. كما دافع بارت عن الاتجاهات الحديثة في الكتابة خاصة في الرواية الجديدة. ولم يبتعد عن مجموعة مفكرّي الغرب من كارل ماركس إلى فرويد إلى كلود ليفي شتراوس وغيرهم بل هو عمّق مفاهيمهم في سياق رؤيته الخاصة، وكان إصراره على صوغ رؤية أوضح وأكثر ثباتاً بين الحياة والنص. وفي خضمّ التفاصيل التي بحثها رولان بارت في مؤلفاته وأمام واقع أثره في الحركة الفكرية والنقدية في عصره قد نتساءل: من كان هذا الرجل؟ وكيف كانت حياة هذا المفكر العبقري الذي انتهى في لحظة قدرية هزيلة عام 1980 حين دهسته شاحنة صغيرة وهو يجتاز الطريق ليدخل إلى «الكوليج دو فرانس» حيث كان أستاذاً محاضراً منذ العام 1978 وحيث كان يستقطب حضوراً كثيفاً لمحاضراته التي صارت متعة لعدد شغوف من متتبعيه؟

[ سيرة

ولد رولان بارت عام 1915 خلال الحرب العالمية الأولى في منطقة شيربورغ. فقد والده باكراً وتفرّدت والدته بتربيته وكان متعلقاً بها إلى حدّ لا يوصف حتى أنه في أيامه الأخيرة كرّس سنوات من وقته لكتابة مذكراته معها وحين ماتت عام 1977 اعتبر أن الحدث كان بمثابة موته الأول. وفي طفولته درس في «ليسيه مونتانيي» لينتقل بعدها إلى جامعة باريس حيث تخصص في «الآداب الكلاسيكية» وأسس في سنوات دراسته الجامعية «فرقة المسرح القديمة في السوربون» لينال بعدها شهادة في الدراسات العليا حول «التراجيديا اليونانية». أصيب عام 1941 بعد تخرجه بمرض السلّ فدخل مصحّاً خاصاً للعلاج لفترة طويلة قرأ خلالها كل أعمال المفكرين والفلاسفة ونشط في تدوين أولى نصوصه في مجلة «كومبّا» الفرنسية وسيتشكل منها كتابه المعروف «الكتابة في درجة الصفر» الذي اعتبر في حينه بياناً لنقد جديد.

بدأت شهرت بارت تتسع مع حصوله على منحة من «المركز الوطني للبحث العلمي» في باريس فعيّن بعدها مديراً للأعمال في المدرسة التطبيقية للدراسات العليا وسرعان ما اشتهر بمحاضراته بعد ان بدأ التعليم في «الكوليج دوفرانس» حيث شغل رئاسة قسم السيميولوجيا حتى وفاته عام 1980 وسافر الى دول عدة لمشاركات في مؤتمرات عالمية بين جنيف والرباط وبوخارست والاسكندرية والصين واليابان.. ومؤلفات بارت التي تعد بالعشرات اشتملت على دراسة كل أنواع الكتابات والفنون نذكر منها أيضاً: «مبادئ في علم الدلالة»، (1965) و«امبراطورية العلامات» (1970)، «شذرات من خطاب عاشق»، (1977)، «الغرفة المضيئة» (1980)، «المغامرة السيميولوجية«، «نظام الموضة»، (1967)، «لذة النص»، (1973)، و«النقد والحقيقة» وغيرها..

وكانت لبارت علاقة مميزة مع العالم العربي وقد تعدت شهرته فرنسا واوروبا وترجمت اعماله الى العربية بمعظمها والمعروف انه عاش في المغرب فترة زمنية.. عام 1962، تعين في لجنة مجلة «نقد» الفرنسية الشهيرة الى جانب ميشال فوكو وميشال دوغي وكان يرأسها جان بيال بعد رحيل جورج باتاي.. وفي سنواته الأخيرة، اتجه الى تأليف كتب اكثر حميمية واقرب إلى أحاسيسه التي يقول بأنه لم يعرف ان يضعها يوماً في رواية مع ان محاولاته الاخيرة قبل رحيله كانت في هذا الاتجاه. وفي كتاب له عن الصورة الفوتوغرافية ورموزها تطرق فيه الى موت والدته، الحدث الذي ترك اثراً عميقاً وجرحاً كبيراً في نفسه وبحث علاقة الحاضر بالماضي، اي الحاضر من دون والدته والماضي معها، وانتقل الى صور فوتوغرافية لها ليطرح مسألة فلسفية وهي عدسة المصور والوقت العابر واللحظة التي تلتقطها الكاميرا، فهذه اللحظة تضيع بشكل نهائي فور الانتهاء من التصوير وتتأكد لنا في برهة الحقيقة المرة وهي ان الوجه الذي كان لحظة التقاط الصورة لن يبقى على ما هو بل هو تغير في ثانية، فكل صورة هي ذكرى انسان أو ذكرى صورته التي اختفت.. كل افكار بارت ونظرياته كانت غريبة بعض الشيء عن كل ما سبقه من نظريات، غير ان الجيل الذي عاصره وبعده من تبعه اخذوا نظرياته فصدر منذ تلك السنوات المشعة من القرن العشرين العديد من الدراسات حول شخصية رولان بارت وافكاره واعماله. واشهر من كتب عنه هو تزيفتان تودوروف الذي اصدر عام 1984 كتابه «نقد النقد» تناول فيه اهم نظريات الأخير» «ان الكتابة في الحقيقة ليست شيئاً سوى البقايا الفقيرة والهزيلة للأشياء الرائعة والجميلة الموجودة في داخلنا».. وحيث يتعذر الانتقال بالتفصيل الى ما بناه بارت في النقد والفكر الفلسفي واللغوي والسياسي خاصة في الماركسية لمقاربة صحيفة مقتضبة يبقى ان نكتفي «بالشذرات» أو «بالجزء» تماماً كالفكرة التي تحدث عنها في التفكيك والبنيوية وتماماً كما وصفها بنفسه على انها على الطريقة البروستية اذ ان الروائي مارسيل بروست امضى نصف حياته يكتفي بكتابة الشذرات والآراء وفجأة قرر البدء بعمله الضخم «البحث عن الزمن الضائع» الذي وضع فيه كل ما دونه مسبقا فجاء العمل متدفقاً كالطوفان، وبارت تناول هذا الموضوع في بعده الفلسفي حيث اعتبر انه ما من رواية يمكن ان تختصر كل شيء بل اجزاء من كل شيء وبذلك اعتبر انه «لا يمكن ان نحصر المرويات او المحكيات لأنها حاضرة في التاريخ والاساطير والحكايات الخرافية والملاحم الشعرية والمسرح وايضاً في اللوحة والسينما… وفي كل مرة تتم محادثة بين اثنين إذ برأيه «لا يوجد شعب من دون حكاية«.. ولا يمكن الاحساس بعالم رولان بارت الغني والمعقد والممتع في آن سوى لدى قراءة بعض مقتطفات ما كتبه والخيار هنا من كتابه: «شذرات من خطاب عاشق: «يتخذ الغياب في الحب منحى» واحداً ولا يملك ان يعبر عن نفسه الا في المقيم، لا عبر المرتحِل».. «في كل ما يتصل بقلق الحب: هي الخشية من حداد سبق وقوعه منذ اصل الحب«.. «هل انا احب، أجل لأنني انتظر».. «وإن دفع الناس الى الانتظار، اي تمضية وقت البشرية منذ آلاف السنين، هو امتياز دائم لكل سلطة»…. وأخيراً: «إن هي الا مقدرة اللغة: بلغتي استطيع ان افعل اي شيء: حتى اني، بخاصة، يمكن ان اصمت».

ليس سهلا الغوص في عالم رولان بارت المتعدد المواهب والمتفوق الذكاء الى حد تفرده بالقدرة على ربط كل وسائل التعبير الانساني بعضها ببعض واستخراج أو استنباط نظريات اعتبرت في وقتها غرائبية ومتطرفة ولكن سرعان ما استوعب النقاد في العالم ان كل ما طرحه بارت كان سابقا لزمنه وقد اسس له فأثار حفيظة معاصريه ولكن مع تسارع التطور التكنولوجي وتداخل الفنون وكل انواع الكتابات واللغات بعضها بالبعض الآخر فقد انفتح عالم بارت على قدرة استيعاب جديدة له في ضوء نظريات التفاعل القائمة بين الكتابة بشكل عام والتكنولوجيا اذ يبدو جليا اليوم تأثر معظم الباحثين في اميركا واوروبا والعالم الذين بدأوا منذ اوائل القرن الواحد والعشرين بدراسة افق العولمة وبالتالي الجزء الاهم هنا وهو النص الالكتروني الذي يوصف حاليا بالشامل فهم يأتون بمعظمهم على القول بأنهم تأثروا بجملة من افكار ما بعد الحداثة التي وضعها رولان بارت الى جانب آخرين وابرزهم جاك دريدا، خاصة فيما يتعلق بفكرة «النص المفتوح» وانتشار المعنى بلا حدود له وخاصة دور القارئ في «قتل المؤلف» (بالمعنى المجازي) وإنتاجه للنص بشكل متجدد، حتى ان اهمية بارت ونحن نكتب عنه اليوم في العام 2015 اي في ذكرى مئوية ولادته لا يشبه مطلقاً ما كان يمكن ان نكتب عنه في الثمانينات من القرن الماضي أيّ عند رحيله مثلا. فرولان بارت تحدث عن «النص الادبي» أو اي نص فلسفي او سياسي أو فكري واراد أن يحرره من التاريخ وإن يجعله يخترق الزمن والحدود: اليس حلم بارت في القرن العشرين هو ما يتحقق اليوم عبر التطوّر التكنولوجي؟ لكن ماهية «اختراق» النص الذي تحدث عنه بارت مفتوحة ايضا ولا نعرف الى اين قد تؤدي.. وقد نطرح السؤال التالي: اليس ما يصوّره اليوم النص التكنولوجي بعضاً من جواب على ما سمي في القرن العشرين: «ما بعد الحداثة»؟

المستقبل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى