مراجعات كتب

فيل كلاي: الحرب من وُجهة نظر مرتكبيها

 

 

كثيرةٌ هي الأعمال الفنية والأدبية الأميركية التي تناولت حروب أميركا في العراق وأفغانستان وغيرهما، وسلّطت الضوء على التداعيات النفسية للحرب على جنودها وآثارها على عائلاتهم. لكن كتاب “إعادة انتشار”، يكتسي خصوصيةً؛ لكون مؤلّفه أحد المشاركين فيها.

مؤلّف الكتاب، فيل كلاي (1983) هو ضابطٌ سابق في مشاة البحرية الأميركية، شارك في الحرب على العراق (في الأنبار تحديداً) بين سنتي 2007 و2008. بعد عودته إلى بلاده ومغادرته الجيش الأميركي في 2009، تلقّى دروساً في الكتابة الأدبية في جامعة نيويورك توّجها بمجموعة قصصية تسرد تجربته في العراق.

يتناول كلاي، في الكتاب الذي يضمّ 12 قصّة، ثيمة الحرب وآثارها على الجنود وعائلاتهم. ليست المجموعةُ سيرة ذاتيةً بمعناها الحرفي، لكنها كانت نتاجاً لتجربته الحربية في العراق وآثارها، من خلال وجهات نظر المقاتلين السابقين وزوجاتهم إضافةً إلى قسّ عسكري.

منذ أن صدر العام الماضي، لاقى العمل اهتماماً إعلامياً ونقدياً لافتاً في الولايات المتّحدة وبريطانيا، خصوصاً بعد فوزه بـ “الجائزة الوطنية للكتاب” (2014)، حتّى إن أوباما أثنى عليه قائلاً إنه “عملٌ سريع القراءة ومؤثّر ومؤلم عن تجارب الجنود العاديين في العراق”.

أوّل أمس، حاز الكتاب “جائزة ووريك” للكتابة، التي تمنحها “جامعة ووريك” البريطانية، كل سنتين لعمل أدبي أو فني باللغة الإنجليزية. وقد كانت “الغريزة” موضوع دورة هذا العام.

رئيسة لجنة التحكيم، الكاتبة آل كيندي، وصفت العمل بأنه “مؤثّر للغاية”، مضيفة: “أسلوب الكتابة محكم بصورة ملفتة، ويظهر الكثير من الحساسية في التعامل مع الموضوع. كما تُبرز المجموعة قدرة حقيقية على إبراز الجوانب النفسية والأصوات المختلفة”.

وبحسب آل كيندي، فإن الكاتب “عكس تجارب واسعة وترجم خبرته الشخصية إلى عمل أدبي روائي”، وأن المجموعة “تناقش بصراحة مدهشة واحدة من الحروب التي رسمت ملامح عصرنا”.

يُبرز الكتاب “أصواتاً مختلفة”، لكنها بالطبع تمثّل طرفاً واحداً من الحرب. أمّا “الصراحة المدهشة”، فلم تصل إلى حدود طرح أسئلة جوهرية عن أخلاقية الحرب وعن ضحاياها العراقيين. ما كان ذلك ليحدث بما أن الكاتب مقتنع أنه كان في مهمّة وطنية لـ “تحرير” العراق. ولو فعل، هل كان سيحظى بكلّ هذا الإطراء وتلك الجوائز؟

العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى