صفحات الثقافة

في تأييد بشار الأسد لنفسه


روجيه عوطة

في فيديو نشره أحد المؤيدين للعصابة الأسدية على موقع اليوتيوب، رجل عجوز يستقبل بشار الأسد في إحدى المناطق السورية، محاولاً رفعه احتفاءاً بزيارته وفرحاً بوصوله. الفرق الفيزيقي بين الرجلين، يحتم على المشاهد أن يتساءل عن صعوبة المهمة التي قرر العجوز تنفيذها، خصوصاً أنه قصير القامة، بينما الأسد طويل القد، فضلاً عن التفاوت في السن بين الإثنين. ورغم الفوارق الجسدية والزمنية، رفع العجوز بشار الأسد، الذي ضحك بشدة، قائلاً لحامله أن ينتظر قليلاً كي يأتي بأولاده من السيارة، «بس لناخد الولاد طول بالك». وبحسب تعليقات المشاهدين المؤيدين للأسد، كان رئيسهم يضحك من غرابة الموقف، ولأنه غير معتاد على أن يُحمل، فهو الذي «رفع سوريا إلى القمة»، من المؤكد أن يتفاجأ برفعه من قبل أحد المواطنين، الذي اقترب مسرعاً من السيارة كي يضع الأسد بين يديه ويجول به ثم ينزله أرضاً، من جراء التعب ووزن الطاغية.

بث المؤيد هذا الفيديو كي يشير إلى تواضع بشار الأسد، وقربه من الشعب، فالمسافة بين الرئيس والمواطنين غائبة، والطرفان يحتكان ويتلامسان ضمن علاقة غير قاسية بتراتبيتها. فلا الأسد مكث في صوره الضخمة، المعلقة في الساحات وفي الدوائر الرسمية، ولا المواطن ظل واقفاً تحت هذه الصور، ولا يجرؤ على رفع رأسه نحوها. على العكس من المسافة الديكتاتورية، يظن صاحب الفيديو أنه أتى بالصورة القاطعة التي تبرهن على الديموقراطية الحاضرة بين المواطن والقائد، فبشار الأسد خرج من صورته وساق سيارته وذهب إلى المواطن، الذي ما أن وصلت السيارة حتى تقدم منها، ورفع رأسه وحدق في وجه رئيسه، وحمله. بالنسبة لمؤيدي تواضع الأسد، انتهت العلاقة العمودية بين الرأس والجسد، وأصبح الرئيس إلى جانب المواطن، أي أن العلاقة صارت أفقية، فالرأس وجسده يسيران جنباً إلى جنب، حتى أن الطرف الثاني، الضعيف سابقاً، قرر أن يرفع الرأس داخل هذا الأفق الديموقراطي، محدداً عموديته المتواضعة بنفسه، من دون أن تفرض عليه أو تُنتزع منه. حاول الفيديو إثبات أن الجسد هو الذي اختار رأسه، حمله بفرح وجال به بلا أي تعب وعناء، وأنه هو المسؤول عن عموديته. ففي حال وقع الرأس أو انفصل عنه، سيدفع وحده ثمن رجوعه إلى الأفقية المرعبة، إلى فتنة السير جنباً إلى جنب مع رأس يزأر ويقمع ويقتل لأن الجسد فضل أفقية المشقة على عمودية الشلل، وتوجه إلى حقيقة التكبر الدموي بدل الخضوع لـ»تواضع» الديكتاتور.

لكنما مؤيدو الفيديو نسوا أن ثمة فارق جذري، حاضر في عنوان «عجوز يحمل الرئيس بشار الأسد»، الذي أعطي للمقطع المصوّر، أي التباين في السن بين الجسد والرأس، بحيث أن الحامل، رجل عجوز، رفع الرأس الديكتاتوري الشاب، على طول أربعين عام، حتى هزل وهرم، وفقد القدرة على حمل الطاغية مسافة طويلة، بل اكتفى برفعه متراً أو مترين على أبعد تقدير، وبطريقة دائرية كي لا تزداد معاناته ويخفف من ثقل الرأس الذي فرض عليه رفعه وتحمل وزنه داخل معادلة أثقال غير متوازنة البتة. فالديكتاتورية تعني أن يرفع الجسد الضعيف رأساً ثقيلاً في أفقية مفزعة، وإذا اختار الجسد أن ينفصل عن الثقل، يجد نفسه مقصوفاً ومرمياً بلا رأس أو وجه، مثل جسد الطفلة فاطمة مغلاج، التي قطع الصاروخ الأسدي رأسها، ورماها بعيداً بين الركام. ما أن يفضل الجسد الضعيف الانفصال عن ثقله حتى يعود شاباً، طفلاً، ويتعرض للقصف وبتر الأعضاء، فالرجل العجوز الذي حمل الأسد مسافة قصيرة هو البعد الديكتاتوري، العمودي المتواضع، لجسد فاطمة، الذي يشكل البعد الأول والأصلي لمعادلة الأوزان الساحقة المفروضة على الشعب السوري.

بين البعدين، الأصلي والإيديولوجي، أنتجت الثورة علاقة جديدة، سمتها الوضوح في الموقف الإنساني والسياسي، بحيث لا تبقى معادلة الأثقال مخفية أو مخففة بالصورة والدعاية، بل تصبح معروفة ومكشوفة إزاء فرض الثقل وتحمله. فمن الجلي أن الأجساد الضعيفة أعادت النظر خلال ثورتها في أساليب المعارضة القديمة المتعثرة أو الجديدة التي ظهرت مؤخراً، غير أن الثورة فضحت أدوات الولاء للرأس وكشفت عن إعوجاجها المنطقي في الإعلام المخادع والمحاجة السياسية الملتوية والمقولة الإرهابية. بهذه الطرق التأييدية ووسائلها المتنوعة، من الصفحات الإلكترونية حتى غرف التعذيب والصواريخ، يصنع النظام الاستخباراتي مؤيديه، ويحدد مهامهم قبل أن يؤيدوا الأسد وبعد الخضوع له، علماً أن المهمة الأساسية لكل مؤيد أن يتظاهر بالغبطة عندما يحمل الرأس الثقيل، مثل العجوز، ويجول به في مسافة واحدة، مقهورة، مدمرة، أطلق الحكم البعثي إسم «سوريا الأسد» عليها. وبالتأييد، يستحيل السؤال عن كيفية رفع العجوز بشار الأسد إلى السؤال عن كيفية تسلق بشار الأسد جسد البلد العجوز خلال الثورة، رغم مجازره ومذابحه المفضوحة.

السوبر مقتول

قدم الإعلام الرسمي نموذج للمواطن السوري المؤيد في شخصية صهيب شعيب، الشبيح المتعدد المواهب، الذي يحضر في كل المناسبات الوطنية، المفرحة والمحزنة، بعد أن ينتحل شخصية محددة. فمرة يمثل دور المواطن المتواضع المسكين، العائد من عمله، وفجأة تعترضه كاميرا القناة الرسمية كي تجري مقابلة معه وتقف على رأيه في وضع البلد، كمواطن عادي. ومرة تستضيفه قناة الدنيا كمحلل سياسي، يبرع في تحليل ما آلت إليه المؤامرة على النظام السوري ويتحدث عن التضليل الإعلامي، ضارباً مثل عن مرافقته أحد الوفود البريطانية الذي زار سوريا لتقصي حقيقة الأحداث التي تجري فيها، فلم يجد ما يثير القلق في الداخل السوري. كما أنه يمثل دور الشاعر الوطني، الذي تلتقيه الكاميرا في إحدى التظاهرات المؤيدة العفوية فيلقي أمامها قصيدة يمدح فيها بشار الأسد ويذم المتآمرين عليه. بعد فترة، سيقف شعيب نفسه على منصة الاحتفال المؤيد الذي نُظم في إحدى ساحات دمشق، وحضره عدد من الفنانين والمحللين الإستراتجيين، وكل واحد منهم نفذ مهمته على أكمل وجه، أكان بالغناء أو بالتحليل السياسي، وبالطبع كان شعيب واحداً من المصفقين على المنصة. وعندما تقرر قناة الدنيا أن تخصص برنامجاً تثير فيه قضايا الناس، تستضيف الشبيح نفسه ممثلاً المواطنين العاديين كي يعبر عن هواجسهم المتعلقة بمشكلة السكن، وخلال حديثه يرسل بتحية إلى «مسيرة التحديث والإصلاح التي يقودها بشار حافظ الأسد» منذ توليه الحكم.

أحصت المجموعات الإعلامية المعارضة الشخصيات التي ينتحلها صهيب شعيب والمواهب التي يبرع فيها. ووصلت حتى الآن إلى حوالي عشرين شخصية وموهبة متعددة ومتنوعة، بدءاً من المواطن المسكين حتى الصحافي والإعلامي المذعور من التعرض للحقيقة. فبالنسبة للقنوات التلفزيونية الأسدية، صهيب شعيب، وشخصياته المختلفة، هو النموذج والصورة الأصلية للمواطن السوري الذي ما أن تلتقيه الكاميرا الرسمية حتى يتحول فجأة من شخصية إلى أخرى، يصب كلامها كله في تأييد بشار الأسد. فمهما يكن المركز أو الدور الذي يلعبه المرء إجتماعياً وإعلامياً، عليه أن يصبح صهيب شعيب سريعاً كي يُظهر للسلطة البعثية أنه مواطن صالح ومؤيد للأسد في كل الميادين، وأنه لا يخرج من صورة المؤيد الذي ينفذ كل ما طُلب منه على الشاشة وفي الواقع. فإذا فرض عليه أن يمثل دور المواطن الذي خسر أولاده في هجوم إرهابي مسلح، يرضخ للدور مباشرةً، وفي حال وجب عليه أن يتحول إلى إرهابي، كان يحضر لعملية تفجير ضخمة في وسط دمشق، لن يتردد في الخضوع للواجب، وإلا سيُحاكم على إرهابه المفترض من قبل الإعلام، وتخرج جثته للعلن انطلاقاً من هذه التهمة الدعائية.

المطلوب من المواطن في سوريا أن يصبح صهيب شعيب، مؤيد متناسخ، متكرر، متتابع في كل الأمكنة والمواقف والمناسبات. ويتحول كلامه من الحديث اليومي إلى الشعر الكلاسيكي ثم التحليل السياسي، ويخدم، بكل تحولاته الشكلية، تأييد بشار الأسد أوتوماتيكياً، وحشر طباع الرئيس في كل خبر أو حادثة حتى لو كانت غير منسجمة مع تذكر الأسد. والإقحام الكلامي التأييدي هو الوجه الآخر للشخصيات التمثيلية التي ينتحلها شعيب حاشراً جسده بين المواطنين في الشارع، كما لو أنه يتبع الكاميرا الرسمية ويختار إبداء رأيه عفوياً أمامها. كل مرة يظهر شعيب على الشاشة في مناسبة مختلفة، يبدو كأن الإعلام الرسمي يرغب في القضاء على شخصيته الأولى، غير المعروفة بالنسبة للمشاهدين، أي أن يقضي على صهيب شعيب، المواطن قبل التأييد، وتحتفظ به بعد الرضوخ لصورته الصانعة لنموذج المؤيد المتناسخ، مثل سلطته، في كل مكان. إذاً، شعيب، «السوبر شبيح»، بحسب الإسم الذي أطلقه عليه الإعلام الثوري، ليس موجوداً، فهو مجرد صورة، نموذج تأييدي، لا شخصية ثابتة له، لأنه ممثل مستمر، هلامي الشكل والدور الإجتماعي والسياسي. أما مضمونه، فليس به تطور أو حركة، بل جامد، خصوصاً بعد القضاء عليه كشخص حاضر بمعزل عن النظام، والإحتفاظ بصورته فقط. فالنتيجة الأولى لتأييد نظام ديكتاتوري دموي مثل النظام الأسدي هو أن يخسر المرء شخصه ويصبح مثل صهيب شعيب، متعدد الشخصيات لكنه غائب أو مفقود، كأنه جسد فارغ أعطته الآلة الإعلامية شكل رأس وهمي لا وجود له.

تحت صواريخ اللغو

كي تصل السلطة الأسدية إلى مبتغاها من تحويل المواطنين إلى مؤيدين لها، تقضي على كلامهم وانسجامه المنطقي وتوازنه الأخلاقي، وتصيّره نوع من اللغو والتكرار، الذي يشتهر بشار الأسد به خلال مقابلاته الإعلامية، كأن يُسأل عن تقييمه لموضوع إنشقاق المسؤولين عن نظامه، فيرد بأن الإنشقاق لا يعني الفرار. مارست الدعاية النظامية أقسى أنواع القصف الكلامي من خلال تطبيقها قواعد بشار الأسد الخطابية على الحديث السياسي الذي طُلب من المؤيدين أن يخوضوه فجأة. فقبل الثورة، كان الأسد هو الذي يتكلم فقط، والباقي مجرد لغو شعبي، وهو الذي يحدد المواضيع ويعرف المفاهيم، وفي لقائه الأخير مع قناة الدنيا، بدأ أغلب إجاباته بتعريف المصطلح الذي يُسأل عنه. لكن عندما اندلعت الثورة، قررت السلطة أن تفلت ألسنة المؤيدين من دون علمهم، فقد خدعت الدعاية المؤيدين ومكرت بهم، إذ سلمتهم لماكينة الكلام بلا أن تجهزهم بمحاجة منطقية أو بأدوات النقاش السياسي البديهية، كالحجة والبرهان والمثل، بل استبدلتهم بالشتم والحيلة والتزييف. ومثلما تركتهم تحت صواريخها، التي لا تميز بين مؤيد ومعارض، أبقتهم على التوائهم المنطقي تحت ضربات اللغو الأسدي، محاسبة إياهم كصور، في حال ماتوا، هم غير موجودين، وإذا استمروا على قيد الصورة، ينطقون بكلام أسدي، صنعته لهم باللغو الذي لا فائدة له سوى تأييد الرأس المتكلم.

بسبب اللغو الأسدي، تتسم المواقع والصفحات الإلكترونية المؤيدة للعصابة البعثية بجملة صفات تدل على الأدراك المأسوية التي أوصل النظام المؤيدين إليها، أخطرها الهذر الإرهابي، المصنوع من حظوة الأسد العنيفة والانكسار أمامها من جهة، والخلو الكلامي والاستسلام له من جهة أخرى. ويتمثل بالتناقضات الفظيعة التي يرتكبها المؤيدين في تعليقاتهم السياسية الشفهية أو المكتوبة، إذ يقاربوا الموضوع المطروح من خلال قياسه إيديولوجياً بلغو الرئيس ومنطقه المتبدل باستمرار بحسب التطورات العسكرية والإقليمية والدولية، وليس غريباً أن تتناقض التعليقات وتتضارب قطعاً وجذرياً.

على صعيد الحوار السياسي، من الممكن أن يعلق المؤيد على وضع النظام قائلاً أن «بشار الأسد هو المعارض الأول» على طريقة أحد أعضاء مجلس الشعب، الذي كان يتغنى في مقابلة معه بوطنية الأسد وعروبته ومقاومته، ومعارضته لنظامه أيضاً. وقد يصر البعض على الحسم العسكري لصالح النظام، محدداً نهاراً معيناً لانتهاء «الأزمة» السورية، على عادة ميشال عون، الذي ردد في أكثر من تصريح صحافي له أن الثورة ستنتهي يوم الثلاثاء المقبل، وتعود العصابة الأسدية إلى السلطة أقوى من قبل. وتصريح «الثلاثاء المقبل»، الذي يمتاز به عون، يتناقض بوضوح تام مع إعلان بشار الأسد أن الحسم يحتاج إلى وقت وصبر طويلين. التضارب نفسه بين المقولتين، يحضر في حديث أحد المحللين السياسين المؤيدين، الذي اعتبر أن الأمن لا يعتقل الشباب بل يأخذهم إلى مكان آمن، حفاظاً على سلامتهم من المجموعات الإرهابية المسلحة، وهو نفسه وجد أن التظاهرات التي تخرج في الشارع تتألف من المواطنين الذين حرر بحقهم مخالفات مرورية. كما كتب أحد الصحافيين، في بداية الثورة، أن سكان درعا خرجوا في تظاهرات رداً على اعتقال التلاميذ بسبب أن معظمهم يعمل في الخليج، ومن أجل انتقاد هذه المقولة الهاذرة، ردت إحدى المدونات السورية، أن لو كان أهل درعا يعملون في أوروبا لكانوا ارتضوا تعذيب أولادهم وقبلوا بعقابهم الإرهابي. ومن الهذر الكلامي، حديث بشار الأسد عن لقائه بأسرة الطفل حمزة الخطيب، بينما كان أحد الأبواق الاعلامية على قناة الجزيرة، يصر أن الخطيب ليس طفلاً، بل إرهابي خرج في تظاهرة لـ»سبي النساء». ويستمر الهذر في دعوة الأسد إلى تدمير البلد وسحق الثورة حفاظاً على نفسه، لأنها «لو كانت ثورة حقيقية لكان بشار الأسد أول من أيدها». وتصميماً على الدفاع عن الأسد، وبسبب الإفتقار لشخصية تاريخية معروفة بوقوفها إلى جانب البعث، ظهر الفيلسوف اليوناني سقراط من جديد في صورة رقمية، ومن فمه خرجت جملة «من لم يكن سورياً وقائده البطل بشار، فليذهب ويطم رأسه في التراب»، كأنها واحدة من أقواله التاريخية، وقد علق أحد المؤيدين عليها «الله محيي أصلك».

فخامة متسلق الجثث

تتضارب هذه التعليقات والتبدلات التي تحكم خطاب بشار الأسد بين فترة وأخرى، لذا يظل مضمونها خالياً من أي دلالة منطقية خارج لحظة النقاش بين المؤيد والمعارض. وغالباً ما تنقلب اللحظة الحوارية إلى وقت طويل من الشتم والسب واللعن المتواصل، أو إلى شجار بالأيدي يحازي القتل بالرصاص في الشارع. فالسلطة الأسدية لم تعطِ للمؤيدين الكلام الكافي لكنها وفرت لهم صور وحكايات كثيرة عن القمع الدموي الذي تمارسه بحق معارضيها، وعندما يعجز المؤيد عن التعبير باللغو الأسدي يستخدم القمع اللفظي والفيزيقي، مع العلم أن المؤيد لا يرغب في إقناع محاوره على الإطلاق، إنما هدفه هو إرضاء الرأس الذي يلتهم جسده بالهذر الإرهابي. فالغاية من التأييد هي رؤية الرأس فوق جسده، بعد أن كان يحتويه، وملامسة الرئيس والإقتراب منه للإطمئنان إلى الاكتمال الفيزيقي الذاتي، لذا سميّت إحدى الصفحات المؤيدة بـ»أمنيتي الوحيدة أن ألتقي بقائد سورية الحبيبة». والولاء إلى بشار الأسد عبر هذه الصفحة أو غيرها، يحول الشخص المؤيد إلى واحد من «الأسود السوريين»، فالعلاقة بين الرأس والجسد تماثلية، ولا يمكن لغير «الأسد» أن يؤيد «زعيمنا، ملهمنا، قاهر العدوان، القائد، الرئيس، سيد العرين والبلدان» بحسب ما كُتب على إحدى الصور التي نشرتها صفحة «زئير الأسود في سوريا الأسد». وفي المحصلة، وحده «الأسد» يؤيد الأسد، فغاية التأييد الأساس هي أن يؤيد بشار الأسد نفسه، وأن يبقى الرأس فارضاً قيوده على الجسد السوري الضعيف. بعد ذلك، بالتناسخ الصوري، يتسلق الأسد جسد المواطن المُسن في فيديو «رجل عجوز يحمل الرئيس بشار الأسد». وباللغو العنيف، يعتبر أحد المؤيدين أن «الحرية هي أن تعيش في بلد قائدها بشار الأسد».

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى