في قطار الغزاليّ/ فِرِشته درويشْوَند
…
رأيتُ الغزاليّ في القطار
كان يشبه الجميع
ــ هل تقصدين الرجل الذي
كان يتكلَّم بلسانٍ خشبيّ
ــ لا.
ــ من إذن؟
عندما تنعكسُ صورتُه في زجاج النافذة
يصير الغزاليَّ
والجميع يصيرون الغزاليّ.
إنَّه ليس قطارًا
بل قافلة تحمل اعترافات الغزاليِّ
وهو سائرٌ في قطارٍ من بغالٍ هرمة
القطار غائبٌ وأنا غائبةٌ أيضًا.
لكنني حلمتُ برجُلٍ له عمامةٌ بيضاء
واقفٍ تجاه الأفق
ويشيرُ إلى رجلٍ آخر
والغزاليُّ كان ذلك الرجل.
■ ■ ■
…
ــ من أيِّ وجهةٍ تأتين أيَّتها الريح
ولكِ رائحةُ الحصان؟
ــ من صحراء أبعد من تلك القبيلة.
ــ هل هناك نارٌ لا تبرد حقّا؟
ما من إجابةٍ
والمرأة مستلقيةٌ
على سريرٍ خشبيٍّ
ولم تدر بعدها إلى اليمين.
كانت قد انعكست
صورة الريح في المرآة.
■ ■ ■
…
ــ لماذا اللّيلُ ليلٌ؟
(هسهسةٌ في زحام الغاب)
هناك امرأة تسقي ضفائرَها ماءً
وتكلِّمُ الشجر والطائر والنهر:
لا يؤدي الزلزالُ إلى دمار
لكنه كالفاتح في الأعالي
يشاهد السقوط.
من لم يكن له بعد
ليس له قبل.
بلسانِها المُزرقِّ
تلعق نفسها.
ــ لماذا اللّيلُ ليلٌ؟
(صرخةٌ في زحام الغاب)
البدءُ تحبيلٌ للهدوء
والأحجار تصل
واحدة تلو الأخرى
وينتهي الجبل
ومن لم يكن له بعد
ليس له قبل.
من أيِّ نافذةٍ ينظرون
وهم لا يرون قدمَيَّ تبرُكان في الوحول
( تحدث المرأةُ نفسَها)
* شاعرة ومترجمة إيرانية من مواليد 1985، تترجم من اللغتين التركية والفرنسية. ترجمت عن اللغتين قصائد لبول إيلوار وناظم حكمت وأورخان ولي وجاك بريفير وغيوم أبولينير وجمال ثريا وآخرين.
** ترجمة عن الفارسية: حمزة كوتي
العربي الجديد