قصائد ثيثيليا كيليث
(إسبانيا، 1965)
ترجمة أحمد يماني
ألبسني ملابس طويلة
هذه الكذبة الحلوة جائعة دائماً
أنا لا أتحصل على أيّ شيء في المقابل.
أغمض عينيَّ.
أخرج إلى الحياة من دون تفاح وماء
كحركة مرور ملزمة.
كلبي يفهم هذا على نحو أفضل.
أسير في الشوارع نفسها كل صباح
وأرى رجلاً أعمى يسير بسرعة كبيرة.
عيناي مفتوحتان والألم يذهب إليهما.
الدموع خانعة تقع على الرصيف.
هناك بركة صغيرة من الأسئلة.
كلبي يبول عليها،
أفهم أن هذه هي الحياة.
أغمض عينيَّ.
لا أزال أبحث عن بعض الإحسان في الجمال،
أبحث في القلق الذي غمره الجوع.
الأعمى أبطأ السير اليوم ومسّ جفنيَّ:
ترك تفاحةً تسقط.
¶¶¶
اليوم الرابع. السر الفرح
لتغفري لي يا شفاهي فأنا لا أنتمي إليك،
هذه الصلاة يمليه عليها مكانها الأجوف
يدي تقودني إلى أماكن محظورة،
عاقدة الملاءة، تفكر فيك على انفراد
ككلب دليل مدرّب تدريباً جيداً.
لأن من شدة هذه الحرقة
يأثم فمي لكونه لا يزال بكراً
ويأتي لساني في كل مرة أقبّلك.
آه، مرارة صمتك البعيد واللانهائي
جعلني عذراء مدنّسة.
¶¶¶
حمض سيئ. معجزة الأسماك
تدخل الغرفة، وليس الظلال.
الظل هو أنت.
ألقي بك في لحمي كما حينذاك،
في ذلك اللحاف الذي بدا عناقاً آخر.
تقترب مني بوصيّة في لسانك
ورمح في صدرك.
صلّينا تحت الشموع الذائبة،
حتى الفجر الذي تدوَّن فيه المعجزات
وكل شيء يولد من مجموع اللاشيء.
كنا أنا وأنت، هذيان الحلم المسلَّم به،
في عالم آخر مع بحيرتين غاضبتين
وسمكتين على استعداد للإبادة.
أفكر الآن في تلك الليالي
حيث يغمى على البوم الصيّاح
على إفريز تلك الظلال.
اصرخْ وكرِّر عليَّ هذا الابتهال
أنك حقا
تتذكر ذلك كلّه.
¶¶¶
العطش
لقد مرّت الجيوش
بجانب شجرتي الخفية، بجانب الأحلام،
وأنا محمية
في السرير الصغير.
لم ترني الجيوش ولا هذه المرة
وأنا جاثمة على قمة شجرة التين
مصونة في شراب الفاكهة.
لقد مرّت الجيوش ولاحظت على البعد
السوط الذي لا هوادة فيه على كفل الوحوش،
الفرسان الهائجين،
الحجارة المكسورة في الوادي.
لقد لدغت غبارها
ولم يلحظ أحد شيئاً.
فمي مليء بالملح.
كثرٌ تم استدعاؤهم
لمعجزة الماء،
وهنا فقط
بقي العطش.
¶¶¶
منظر مثالي
تطل غرفتي على فناء
حيث أسمع أصواتاً
من موضعي على السرير.
من قبل، كان ذلك من قبل،
كنت أبحث خلف النافذة
عن أثر غابة ما
وعن أشجار في البعيد
مصنوعة من الذاكرة.
وكنت أحلم
من دون أن أغمض عينيَّ
وأنام وأنا أحلم أنني أعيش…
اليوم، أريد أن تغنّي لي
أوراق الكستناء،
وأن تدخل عبر شرفتي
وأن تجعل مني أثراً
يغطّيني بالنسيان.
¶¶¶
أرتميس
يمكنك أن تكوني الإلهة المطلقة للحروب
تصارعين كصيادة كي تحصلي على الفرائس.
لكنني سأتصنّع العمى:
سوف أكون فقط النمس
الذي يصيد الثعابين في أي وقت،
كي أخيط لنفسي في البيت
معطفاً على الموضة.
¶¶¶
أوج المدّ
سيكون في إمكانك الإفراج عن هذا الصمت
فيما تتمشى راقصاً مع الموجات
على هذا الشاطئ.
أنا سأجمع القواقع:
لا أريد جثة أكثر
لغريق آخر.
¶¶¶
تهويدة
نرسيس من الشوكولاتة
ساخن، مستوٍ،
ينزع طيّاتك
الصلبة والعالية،
هكذا الرحيق يشطر الساق.
أعيدي الى الرجل
عناقه العذب
واجعلي له مهداً
من بتلات ليّنة.