قصائد/ دعد حداد
-1-
الطائر والزهرة
الحبُّ طائرٌ غريبٌ
يَوَدُّ أن يعيشَ في سلامْ
لكنه في كل رحلةٍ
يجابه الضياءَ والغبار، والمطرْ
وتلمس الزهورُ دمَعهُ الحبيسْ
تمدّ عنقَها، تلامسُ الزغبْ
أريد أن أطيرَ مثلما تطيرُ
لكنْ لي في الأرض ها هنا جذورُ
تشدّني لغايتي
أود لو أطيرُ، أن أطيرَ
أن تكونَ مهنتي الخطرْ.
-2-
ستيقظوا الآن
أنا وحيدةٌ
ها هي أجراسي وتوابيتي
ها هو بساطُ رحمتي الأحمديُّ
ها هو قلبي المفتوحُ
ونوافذي مشرعةٌ
وستارتي مزَّقْتها الريحُ
سوداءُ سوداءُ بَشْرتي
وعيوني آه
وثيابي مهلهلةٌ كالدُّرِّ
وقدماي عاريتان
من قلة الخجل.
-3-
الحبُ جميلٌ هذا اليومْ
وطيورُ العالم واجفةٌ تبحث عن دفء النومْ،
وأنا وحدي
لا أملك شيئًا
لا أملك إلا الحرية
إلا قلبي قلبي العارم حبًا
اقتلني واربحْ دولاراً
لن تذكركَ طيورُ النورس، فوق سطوح الماءِ
لا اللمسات العذبة للأشياءِ
ولا الأبعاد الأسطوريةُ
فوق جبين العالم، قبرٌ أبيضْ
اقتلني واربحْ دولاراً.
-4-
الحائط باردٌ يا أمي!
والثلجُ قادمٌ
وها هو صوتي يناديكِ
من خلفِ الأحجارِ والترابِ
فلا صدًى لصوتي
الأطفالُ يتضاحكون خلف الجدارِ،
أأحمل أغنيتي إلى المتعبين مثلنا؟
إنهم سَئِموا الغناءَ!
وقد طال بهم بخْلُ الضميرِ
وهالَهمْ زمنٌ لا ينبتُ ضرعًا
ولا ثمرا.
-5- إلى دمشق
لا شيءَ سوى الليل والعيون
والأضواء المتناثرة البعيدة
والاصطدامات الرقيقة
وبحّة صوتٍ
وكلابٍ ضالةٍ وحيدةٍ
يا لصوت الأقدام تحت النوافذ
تصبحون على خيرٍ أيها الأصدقاءُ
تصبحون على خيرٍ
وفجرٌ يأتي نديًا كالعادة
وأحذيةٌ مفقوعةٌ
وانتظار.
-6-
هذا الصباحُ، اكتبوا عن الحبِّ،
هذا الصباح اكتبوا عن الفرحِ،
ليس لأن اليوم عيدٌ
أو مناسبةٌ هامةٌ
ليس لأن اليوم عطلةٌ
الغيرةُ في شبابيك الصبايا، كالورودِ
منقوشةٌ على المزهريات والأثواب والشالاتِ
الحبُّ مُسوَّدةٌ ممزقةٌ
وسلالمُ موسيقية.