قصائد لبيكاسو تحاكي لوحاته دينامية وتأويلاً
«بعد زمن طويل سيقال إنني شاعر مارست الرسم»
ترجمة وتقديم فوزي محيدلي
لا شك في أن بابلو بيكاسو هو الفنان الأكثر شهرة وتأثيراً في القرن العشرين. لكن قلائل يعلمون أنه في العام 1935، وفي عمر الثالثة والخمسين، تسببت أزمة عاطفية بإيقاف بيكاسو عن كل أنواع الفن التشكيلي وتكريس نفسه كلياً للشعر. وحتى بعد استئنافه لعمله الفني البصري، ثابر بيكاسو على الكتابة الشعرية بكثافة حتى العام 1959، تاركاً تشكيلة من قصائد النثر، مدحها كل من أندريه بروتون، بول إيلوار وميتشيل ليريس.
أثنى أندريه بروتون على القصائد، معتبراً إياها «يوميات حميمة، سواء لناحية المشاعر أو الأحاسيس، كما لم يدون قبلاً». ومن جهته، متأثراً بأصالة وجدة القصائد، كتب ميتشيل ليريس: «إذا كان علينا مقارنته، رغم خصوصيته الشرسة، بهدف إدراجه على الخارطة الأدبية، لا أرى شبيهاً له سوى جيمس جويس (الروائي)».
مع نهاية حياته، نقل عن بيكاسو قوله لصديق «إنه بعد زمن طويل من رحيله، ستحوز كتاباته الاعتراف، وستقول الانسكلوبيديات (دائرات المعارف): بيكاسو، بابلو رويز، شاعر إسباني مارس اللعب أو الهواية في الرسم، والتصوير الزيتي والنحت».
يعتبر بعضهم أن القصائد تسجل ولوج بيكاسو إلى زماننا بل عصرنا الحاضر. وبيكاسو الشاعر، هو بيكاسو جديد بالنسبة إلى معظمنا، أو بالأحرى بيكاسو متجدد: القصائد بمثابة لماحة، إيروسية، نباشة، وتجريبية في الشكل، كما اتفق على وصف فنه البصري. لكن وسط بوستراته الفارضة نفسها بكلية وجودها، و»تي شيرتاته»، ومساهماته الأخرى المشابهة، كما من المتابعين في أيامنا شعروا حقاً بمدى قوة تأثير العمل البصري لبيكاسو، كما شعر به المتابعون في النصف الأول من القرن العشرين؟ تقدم لنا القصائد «بيكاسو القرن الواحد والعشرين، خالياً من الكليشيهات»، كما يقول الشاعر والكاتب بيار جوريس. ربما ستمنحنا حتى شرارة إعادة الاهتمام في «طرطشاته».
رغم انتقاله أثناء كتابته الشعر، فترة وجيزة إلى الغناء، ومن ثم عاد إلى فنونه التشكيلية، إلا أنه تابع محاولاته الأدبية ناظماً المئات من القصائد التي ختمها قائلاً «دفن كونت أورغاس» في العام 1959.
بيكاسو وباريس والأدب
لدى وصول بيكاسو مع فجر القرن العشرين إلى باريس، سرعان ما التقى وتفاعل مع تشكيلته من كتاب الحداثة. وكان الشاعر والفنان ماكس جاكوب، من أولى الصداقات التي عقدها بيكاسو في باريس. وكان جاكوب من ساعد الشاب بيكاسو على تعلّم الفرنسية في العام 1901. بعد سنوات قلائل، سمح جاكوب لبيكاسو الذي عضه الجوع، مشاركته عرفته قبل انتقاله إلى باتو لافوار. لاحقاً رسم بيكاسو جاكوب كواحد من شخصيات لوحة «الموسيقيون الثلاثة». ومن خلال ماكس جاكوب، قابل بيكاسو واحداً من أشهر جماعة باريس الفنية، الكاتب، الشاعر، الروائي والناقد، غاليوم أبولينير الذي شجع الموجة الجديدة من الفنانين «على الإبداع بعنف». وقد شكل بيكاسو أساس أعمال أبولينير المهمة في مجال النقد الفني. مقالاته للعام 1905، حول بيكاسو أمنت للفنان التغطية المبكرة الرئيسية في الصحافة الفرنسية.
أما جامعة اللوحات وكاتبة الروايات والقصائد والمسرحيات التجريبية، الأميركية غيرترود شتاين، فكانت الراعية، النسائية، الأولى للفنان. فقد حضر بيكاسو الاجتماعات، في منزل شتاين في باريس، التي ضمت كتاباً مرموقين أمثال جيمس جويس، إرنست همنغواي وف. سكوت فيتزجيرالد.
وكان الشاعر والناقد أندريه سالمون من الأسماء التي اقترنت بصحبة بيكاسو. فقد نظم سالمون معرضاً عام 1916 حيث عرضت، للمرة الأولى، لوحة «آنسات أفينيون». كما تعاون الفنان مع الشاعر بيار ريفاردي، لوضع ديوان «أغنية الموتى»، كرد على بربرية الحرب، كما تعاون مع الروائي والشاعر بلايز سندراس (قال عنه همنغواي «حين يكون مستلقياً، يكون أكثر إثارة للاهتمام من الكثير ممن يتلون قصة عن حق). وامتد تعاون بيكاسو أيضاً إلى جان كوكتو الذي كتب السيناريو لباليه «الموكب» التي وضع لها بيكاسو الديكور وكذلك صمم لها الملابس في العام 1917.
يقول المصور الفوتوغرافي براساي الذي جمعته صداقة وطيدة بيكاسو، أن أحداً لم يشاهد الفنان مع كتاب في يده. بعض الذين عرفوه قالوا إن «الفنان ما كان يقرأ إلا بعد حلول الظلام»، مع أن الناقد والكاتب جون غولدينغ، يرى أنه من المرجح أن بيكاسو «كان يتمثل بل يهضم المعلومات مستمعاً إلى أصدقائه الكتّاب وغيرهم من المفكرين». لا شك أن بيكاسو اهتم بقوة بإعطاء فنه الكثير من الأعمال الأدبية، فهو زود أكثر من خمسين كتاباً أدبياً بالرسوم وأكثر من مئة بأغلفة.
البواكير
في العام 1935، أقدمت زوجة بيكاسو، أولغا كوكلوفا على تركه. في ذلك الصيف، بدلاً من مغادرة باريس كعادته، التزم بيكاسو المنزل معتزلاً في شاتو دي بو اسغلوب، حتى خلال الخريف. تبعاً لما قاله صديقه وكاتب السيرة رولاند بنروز، بداية «لم يرد بيكاسو أن يعلم أحداً ما كان يدونه في مفكرته التي سرعان ما كان يخبئها مع مجيء أي كان». وقد كتب هذا الدارس والمدون سيرة الفنان قائلاً: بعض من استكشافات بيكاسو الشعرية انطوت على تطبيق تبقعات لونية أو ما يشبه الطرطشات الملونة لتجسيد الأشياء. ما لبث أن تخلى عن هذه المقاربة ليركز على الكلمات. ووظفت محاولاته المبكّرة استعمالاً قوياً للصور البصرية وعلى طريقته الخاصة، باستعمال قواطع (-) بأطوال مختلفة لكسر النص. وسرعان ما تخلى بيكاسو عن أدوات الوصل والفصل، موضحاً لصديقه الرسام براك: «أدوات الوصل والفصل، عبارة عن ساتر العورة الذي يخبئ الأعضاء الحميمية للأدب».
في العام 1935، أرسلت والدة بيكاسو لابنها رسالة تقول فيها: «… يقولون لي أنك تكتب هذه الأيام. أصدق أنك قادر على ذلك. إذا بلغني، ذات يوم، أنك تقوم بتلاوة القداس، أصدق هذا أيضاً». في العام نفسه، كتب الشاعر أندريه بروتون عن بيكاسو للمجلة الفنية والأدبية «دفاتر الفن» متعجباً «كامل صفحات تبدو بتدرجات لونية مرقشة ساطعة كما ريش الببغاء». يصف كاتب سيرة بيكاسو، بنروز، في القطعة التالية «الكلمات استعملت كما لدى الرسام المستخدم الألوان من ريشته»:
«أصغي في طفولتك إلى الساعة التي يجاور فيها الأبيض في الذاكرة الزرقاء، الأبيض داخل عينيها الزرقاوين وقطعة من الأزرق النيلي للسماء الفضية تجاور الأبيض الأبيض الموشح بالكوبالت الفضي لبياض الورقة، إلى حد أن الحبر الأزرق يمزق إلى نتف زرقاء، لونه اللازوردي الأصول، ما يجعل الأبيض يستمتع برقاد أزرق يثيره خضار الجدار العميق الذي يكتب مسرّته مطراً شاحب الخضار يسبح أخضر مصفر اللون» (مقطع من قصيدة مبكرة لبيكاسو).
على مدار ستة أسابيع من ربيع العام 1936، أرسل بيكاسو سلسلة من الرسائل إلى «صديقه الأوثق والأكثر أهلاً لثقته، الشاعر والفنان جايم سابارتيس. وقد لاحظ بينروز أن كتابة رسائل متواترة على هذا النحو، كانت أمراً غير عادي، وعلامة على القلق». وفي 23 نيسان، كتب بيكاسو إلى سبارتيس معلناً «من هذا المساء، سأتخلى عن الرسم، النحت، النقش والشعر لأكرس نفسي كلياً إلى الغناء». مهما يكن، بعد أيام أربعة فقط كتب بيكاسو: «أتابع العمل رغم الغناء وما شابه».
كما الحال مع اللوحات، يمكن قراءة شعر بيكاسو وتأويله بطرق مختلفة، معظم قصائده غير معنونة، وهو يسقط ذكر تاريخ كتابة القصيدة. ويتحدث سابارتيس متذكراً: «لطالما قال لي أن ما يريده ليس مجرد إخبار قصص أو وصف أحاسيس، بل خلقها مع صوت الكلمات، ليس استعمالها كوسائل للتعبير بل تركها تتحدث عن نفسها كما يفعل هو مع الألوان».
مقتطفات له في الشعر والفن
من كتاب «الحياة مع بيكاسو» بقلم فرانسواز جيلو وكارلتون لايك، الكلمة التالية بقلم بيكاسو:
«لماذا قال أفلاطون أنه يجب طرد الشعراء من الجمهورية؟ بالتحديد لأن كل شاعر وكل فنان هو كائن أرستقراطي. هو ليس كذلك لأنه يريد ذلك. لا يمكنه أن يكون غير ذلك… وإذا كان حقاً فناناً، ففي طبعه عدم الرغبة بأن يصار إلى الاعتراف به، لأنه لو جرى الاعتراف به ليس معنى ذلك سوى أنه يبدع شيئاً مفهوماً، ومعترفاً به، ولا قيمة له كالقبعة العتيقة… الحق بالتعبير الحر هو أمر على المرء القبض عليه بجهده، وليس شيئاً يعطى له… وإذا انوجد هذا الحق فإنه ينوجد لاستعماله ضد السائد بل ضد النظام السائد… ثمة معارضة مطلقة بين الفنان والدولة.
ثمة نهج أو تكتيك واحد للدولة: أقتل المتنبئين. لا بد من إرفاق ذلك المقطع لتعذر الحصول على تعليقات لبيكاسو عن الشعر بكلام له عن الفن:
[ كلنا نعلم أن الفن ليس الحقيقة. الفن كذبة تجعلنا ندرك الحقيقة. على الأقل، الحقيقة التي أعطيت لنا لنفهم. على الفنان أن يكون ملماً بالطريقة التي تتيح له إقناع الآخرين بأكذوباته. إذا اقتصر ما يعرضه في عمله على أنه بحث وإعادة البحث على طريقته لإخفاء الأكاذيب، فإنه لن ينجز شيئاً ابداً.
[ «كل ما يمكنك تخيله هو حقيقي».
[ «الفن هو الكذبة التي تتيح لنا ادراك الحقيقة»
[ «يكنس الفن من الروح غبار الحياة اليومية».
[ أواه، يا للذوق الحسن، يا له من أمر مريع. الذوق هو عدو الابداع».
[ لا يوجد فن تجريدي. عليك دائما الانطلاق من شيء ما. بعدها يمكنك ازالة آثار الحقيقة.
[ لا نفع لأجهزة الكومبيوتر. لا تستطيع إعطاء سوى الأجوبة.
[ يظن الكثيرون ان التكعيبية هي فن انتقالي، تجربة يفترض ان تجلب النتائج القصوى. من يفكرون كذلك لم يفهموها. التكعيبية لا هي بذرة ولا جنين، بل فن يتعامل بشكل اساسي بالأشكال وحين يدرك الشكل، فانه ينوجد ليعيش حياته الخاصة. انها مادة معدنية لها تشكيل هندسي، لم تعمل هكذا لأغراض انتقالية بل لتبقى على ما هي عليه وسيكون لها دائماً شكلها الخاص.
[ التكعيبية لا تختلف عن اية مدرسة اخرى للرسم. ذات المبادئ ونفس العناصر مشتركة للجميع. حقيقة انه لزمن طويل لم يصر الى فهم التكعيبية، وانه حتى اليوم ثمة من لا يستطيعون رؤية شيء بداخلها لا يعني شيئاً هو الآخر («الفنانون السيئون ينسخون، الجيدون يسرقون».
[ ماذا تعتقد طبيعة الفنان؟… انه كائن سياسي، على المام، دائماً، بانكسارات القلوب، بالأشياء الملوعة وكذلك المسرة التي تحصل في العالم، ليعمل تالياً على صياغة نفسه كلياً تبعاً لصورتها. لم يخلق الفن لتزيين الشفق وانما هو اداة حرب.
في ما يلي مجموعة من قصائد الفنان تشي بنفس الدينامية والتأويل المتعدد الذي تعتمره لوحته.
وداعاً
قذف بي صوب النجوم المجهولة لأتدبر امري بنفسي.
لكن ليس من نور هناك. وعدتني ان الابدية لن تفرق بيننا.
لكن ها انا ذا، مهمل اردت مشاركة وجودي معك. لكن مرة بعد مرة رفضتني. ربما احتجتك بشدة ربما شكلت طوق نجاتي.
لا أدري لماذا لم أزل أريدك.
نور البدر باهت، لعدم وجود وجهك في الهناك ليؤكد حضور نوره. وهج الشمس ذوى، لعدم وجودك لتعكسيه تقولين انها فقط مسألة وقت، أسأل ما الوقت؟ ما المعنى في هذا العالم الآن.
أواه الوحدة، تعالي ها هنا، أنا صديقك الوحيد. دعينا نترافق في مشيتنا لأن كلاً منا وحيد رفضتني لم تذكري السبب.
ياهّ! يا لغبائي بالافتراض انني المحظوظ الأكبر. ضمة قوية هي كل ما احتاجه، هكذا بدا الأمر لي.
صبرت متحملاً المعاناة من شيء لم يكن لي بلحمه ودمه انت!
حفرت شوقاً في داخلي أعمق من ان ينمحي.
حين أراك
لطالما سرت الدرب، غير مريد شيئاً أكثر
مما حصلت عليه. لم أكن احتاج شيئاً ابداً
دأبت على الهزء بكل من كان يقول ان حياتي ناقصة.
كان ذلك حتى قابلتك. كنت الوحيدة التي حركت
اقتلاع الوحدة من داخلي. الوحيدة التي جعلتني ادرك
ان حياتي كانت دائماً ناقصة، ولطالما كانت كذلك.
لطالما خفق فؤادي مرفرفاً لمجرد رؤيتك. حركت
الرغبة في مذاقات لم ادرك وجودها قبلا. كياني بأكمله
استسلم لك ولرغباتك منذ اول لقاء بيننا. ويا لفؤادي، يتوقف
عن الخفقان حين يتأكد من عدم حضورك.
كنت مستعداً للذهاب الى آخر الدنيا اذا عنى ذلك ضمك ها هنا
بين ذراعي، داخل فؤادي، الى ان ينقضي الأزل.
أتمنى لو انك هنا يا حبيبتي لأنني احن اليك.. اقبل ترك المسرات كلها
خلفني اذا ما عنى ذلك امكانية حضورك ها هنا، لتبادليني الحديث. انفاسك،
اثناء الحكي هي ما يجذبني اكثر من الكلمات.
من يكون الناس في هذه المعادلة؟ لا ارى سواك، وأنا ومعنا الحب
السرمدي في الأفق. يهب الهواء عبر يديّ الخاويتين، تؤلمانني
مع حدة الريح. ساقاي لا تعرفان الألم. يداي لا تعرفان
الوجع لأنها كلها بانتظارك دائماً، بانتظارك وحدك فقط..
شطآن الفرح
يتحرك شاطئ الحبور عبر الجسور، بعيداً عن القبضة يتسلل
فائق النعومة واللطافة. لا يتوقف عن السعي
أليف هو للساعين، ويجده السعداء عابثاً.
يمد اليد الى المنتحبين، ويحول بينك وبين العواء
إنه شاسع مترام، صاف، مفتوح، ليس هيولياً
إنه شاطئ الفرح، درب منمنمة خجولة
لكنها تقفز عليك، محولة اياك الى عبدها
جاعلة اياك تتمنى بقاءها الدائم في كهفك
كمحيط في حالة راحة يكمن، منتظراً الوقت المناسب
لترى ماهيتها الحقيقية، الى ان تحين اللحظة المناسبة.
حزن؟ لا غم
حدث الأمر حين كل شيء كان سعيداً، فغطست داخل امواج الفرح
حين بدت لي هذه الحياة غير حاملة المزيد لي في هذه الحياة… بدأ الأمر حين
اعتقدت ان هذا كل ما يخطر ببالي طلبه.
خيّل لي انك موجودة من أجلي في الهناك حتى النهاية
وفي النهاية، اخذت الحياة درباً أخرى، تاركة اياي بلا درب
الآن غطست في متاهة الأسى، في أعماق لا قعر لها من الحزن.
قلبي الذي في الهنا ناداك، فيما تركتني انا ها هنا. بيشعر قلبي الان لا حول له
ولا قوة. مع ذلك لم تقدمي لي عوناً. الآن غدت الولادة والموت بلا معنى لي.
إلى ذلك، ما الداعي الى التأمل في المعاني الآن مع ضياع كل شيء؟ أرجوك، لماذا
اتت بك الحياة الى حياضها؟ هل تكسر الآن الهدف من ولادتك؟ لماذا غدوت
غير ما املت به انا؟ لماذا انا على خطأ الآن؟ لماذا؟
أعتقد لم اكن ابداً خيارك الصحيح، اعتقد كان ثمة آخر افضل مني
لك في هذه الحياة. لماذا أنزعج رغم اني لم اعد في حياتك؟
ربما كتب علي ان اكون احتياطياً كما كنت دائماً!
لماذا امتلأت حياتي بأسئلة لم تستطيعي الاجابة عنها؟
لماذا امتلأت بأشياء أنكرتها؟ أكان يجب ان تكون هكذا، ربما،
لكني لم أتذمر ابداً.
أتعلم أني هناك؟ أشك
أنت الجمال مجسداً، السحر وقد أخذ شكلاً
دونك، يا حبيبتي، الليل بلا قمر. سأقصد نهاية الدنيا بشجار او دونه باحثاً عنك الى الابد. هل يهم اذا تهاوت السرمديات؟
هل يهم اذا تمزق العالم ارباً؟ أنت المخلوق الوحيد المهم لي، يا حبيبتي.
كياني كله يشعر بك ويستجيب لحضورك. أعلم متى تدنين، بمقدوري
رغم البعد الاحساس بملامسة خديك لشفتي. اما شعرك
فهو غابة نشوتي.
خفقان قلبك الصوت الوحيد الذي اترك كل شيء من أجله، يا حبي،
كل مرة تلتقي عيوننا يتسارع ضجيج فؤادي، ويا ليت قلبينا يلتقيان ايضاً.
من ذا الذي قال ان الغيرة خضراء؟ انها حمراء دخانية|. كل مرة المحك
ترمين نظرة عرضية عليّ، يقوم قلبي بضخ الحزن في عروقي.
اندم على عدم قدرتي على التكلم اليك. كيف لي اذن شرح حبي لك؟
كل يوم اقف بعيداً، آملاً تحول المسافة بيننا الى رابط.
محياك يجرحني. لماذا انا على هذا النحو من الثقل؟ اواه
الصحيح انني احمل كائناً آخر في داخلي، قلبي الذي يخصك انتِ.
ذوى حبي
سرت في ليال غابت عنها النجوم غير مكترث بما يهم العالم.
وسط آهات اليأس والسخط، جبت الانحاء، فقط من اجلك.
لطالما كنتِ اشبه بندى الفجر،
لكن ايضا كشهد النحل
ناديتكِ في الليالي المتطاولة الخالية النجوم
اواه، يا حبيبتيّ! أين انتِ. انتظرتك طويلا
متمنياً ومتمنياً حضورك
تداعت الجبال،
تلاشت الرياح،
وذوى حبي
لكن لست ممن يستسلمون
أواه، يا حبيبتي! أدركني التعب من كثرة مناداتك..
قدماي تؤلمانني، ساقايّ تتألمان، وصوتي يتلعثم
لكن لن استسلم.
مهما يحدث، سيبقى حبي لكِ
قائماً لا يرف له جفن
وأنا لن استسلم ابداً..
المستقبل