صفحات الناس

قصة المواطن السوري الوحيد الذي حضر مؤتمر فيينا..وكان نادلاً/ هزار الحرك

 

 

أن تخلو القاعة التي أعدت للمباحثات المحمومة حول مستقبل سورية، من أي حزب أو فصيل أو مؤسسة تمثل السوريين أو فئة منهم على الأقل، لهو بؤس عالمي أقبل عليه السوريون المتناثرون في أصقاع المعمورة، وأشبعوه سخرية وتنديداً طيلة يوم مؤتمر فيينا.

وما هي إلا أيام معدودة على انتهائه، حتى أقدم موقع der postillon الألماني، على فبركة قصة ساخرة، عن مصادفة لا يد للإنسان فيها، حصلت في عقر مباحثات فيينا، مضيفاً لسخرية السوريين المريرة، لذعة حارقة.

موقع der postillon الألماني، والذي يعرف نفسه بأنه موقع ساخر ينشر أخباراً كاذبة هدفها السخرية من الواقع، لفّق خبراً قد يبدو لغير السوريين طرفة مثيرة للضحك، عن لقاء افتراضي أجراه الموقع مع الشخصية الافتراضية، الشاب نزار خوري، المواطن السوري الوحيد، الذي حضر مؤتمر فيينا.

رفقة صورة مفبركة، لنادل يحمل طبقاً من المقبلات، داخل قاعة المؤتمرات في فندق إمبريال، أشار الموقع إلى أنه في الوقت الذي كان فيه كبار الدبلوماسيين من مختلف أنحاء العالم، يناقشون في فيينا “المخرج السياسي الآمن للأزمة السورية” اقتصر الوجود السوري الوحيد هناك على نادل سوري، كان يقدم المقبلات والمشروبات لهم.

وزيادة في مصداقية القصة، منح الموقع الألماني، نزار خوري، الشخصية الافتراضية، لساناً سخر فيه من محادثات فيينا، إذ قال: “قبل المؤتمر شعرت بالفضول لمعرفة من سيحضر من الأطراف السورية المتصارعة إلى هنا، للبحث عن قواسم مشتركة فيما بينهم، ومن ثَمَّ مع المجتمع الدولي لإيجاد وسيلة للخروج من هذه الحرب الرهيبة، ثم تبين أني كنت الطرف السوري الوحيد في مؤتمر من أجل السوريين”.

وأضاف الموقع الساخر على لسان خوري مبدياً رأيه بعدم حضور أي من مواطنيه، بينما حضر هذا العدد الكبير من الدول المشاركة قائلاً: “هنا ممثلون من الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين والمملكة العربية السعودية وتركيا ومصر والعراق وإيران والإمارات العربية المتحدة وقطر وعمان ولبنان والأردن والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والأمم المتحدة. كيف لكل هذا العدد الكبير من الضيوف أن يجتمع، ثم ينسون دعوة ممثلين من سورية!”

ورغم أن حضوره الفيزيولوجي داخل القاعة لم يخوله إبداء الرأي بشأن وطنه وما يجري أو يخطط له، كان خوري سعيداً بالإصغاء إلى كل هذه القوى المختلفة حول مصير بلده، فأضاف الموقع على لسانه، ساخراً من هذا التدبير السياسي المغرق في المراهقة السياسية: “رغم أن الضيوف جلسوا أحياناً في أماكن غير مخصصة لهم، ورغم أن ممثلي المملكة العربية السعودية وممثلي إيران، التزموا مقاعدهم بحيث لا يمكنهم النظر في أعين بعضهم بعضاً، لكنني قرأت في الصحف في اليوم التالي أن المحادثات كانت جيدة”.

وقبل أن تنشر صفحة: “خاين يللي بشغل مخه – لا للفبركة” توضيحاً بالقصة المفبركة، وطبيعة الصحيفة التي نشرتها. تناقل السوريون قصة نزار من دون تشكيك فيها، فقد باتوا مسلّمين بصدق كل ما قد يحدث لهم اليوم، حتى لو كان إعلاناً عن غزو فضائي لبلادهم، فأي حدث بعد خمسة أعوام، سواء جاء مدبراً أو مقدراً، مفرطاً في الواقعية أو الخيال، هو أمر يمكن أن يحدث للسوريين.

العربي الجديد

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى