صفحات الثقافة

‘قصيدة النثر العربية’ حسب صالح دياب

 

باريس ـ ‘القدس العربي’: يناقش الباحث و الشاعر السوري صالح دياب السبت أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه حول القصيدة النثر العربية في جامعة باريس الثامنة . و هي الأولى حول الموضوع في فرنسا . أمام لجنة مؤلفة من الأساتذة : المؤرخة جاكلين الشابي ، الشاعرة و المترجمة غابرييل ألتين ، اليزابيت فوتييه ، الشاعر و الناقد دانــييل لوفيرس ، الشـاعر ميلود غرافي.

يكتب دياب في اطروحته تاريخ القصيدة النثرية العربية ، متتبعا المراحل الأساسية التي مرت بها بدءا من مرحلة الطفولة في عشرينيات القرن ، مرورا بمرحلة تثبيت الحضور في نهاية الخمسينات و الستينات و انتهاء بالمرحلة الأخيرة في فترة الثمانينيات ، حيث تكاد تغطي على كامل المشهد الشعري العربي.

يوزع دياب المرحلة الأولى على عدة أماكن جغرافية مهجرية و عربية لعب فيها الشعراء اللبنانيون و السوريون في بيروت و حلب و الولايات المتحدة دور ا اساسيا ، في التمهيد للولادة الصعبة لهذه القصيدة حيث شكلت نصوص هؤلاء الشعراء جسرا ادى إلى الانتقال من الشعر المنثور الى القصيدة النثرية .

يتوقف الباحث عند المجلات التي لعبت دورا في هذه الفترة و يعرض مسائلا

النداءات ، و الدعوات، و الاقتراحات المبكرة التي أطلقها شعراء و نقاد عراقيون و مصريون و سوريون ولبنانيون للخروج على عمود الشعر ، و و يقصر القاء الضوء في بحثه على تلك التي ذهبت إلى إعلاء النثر و رفعه إلى مقام الشعر ، و التفريق بين الشعر و النظم ، مع ما صاحب هذه النداءات من جدل صاخب استمر حتى ستينيات القرن ، و انتهى بزحزحة صخرة العروض و القافية، بصدور مجلة شعر التي كان لها دور اساسي في مرحلة تثبيت القصيدة النثرية في المشهد الشعري العربي. ليس من خلال نشر النصوص الريادية الأولى التي يناقشها الباحث فحسب ، بل ايضا عبر نشر كم كبير من ترجمات الشعراء الغربيين نثرا . يناقش دياب هذه المرحلة و يفصلها تفصيلا دقيقا من خلال نصوص الشعراء العرب الرواد الذين كتبوا هذه القصيدة كما يدرس الترجمات و مقدماتها.

يتوقف عند الجدال الذي حول التسمية بين الشعراء العرب الفرنكوفونيين و الأنكلوفونيين حول المصطلح ، كما ما يناقش سائر المقالات الاولى حول هذه القصيدة ، و التي حاولت ان تضع قواعد و أحكام لها، مستنتجا ليس تحلل الأجيال اللاحقة و عدم تبعيتهم لهذه القواعد التي بقيت موضوعا للدراسات الجامعية فحسب ، بل تحلل أصحابها أنفسهم من طروحاتهم و قوانينهم التي ارادوا تلبيسها للقصيدة النثرية العربية ن على طريقة سرير بروكست.

يعرض دياب و يسائل الجدل الذي قام حول هذه القصيدة و نكران شعريتها من قبل شعراء التفعيلة و يتوقف عند نماذج من هذه الآراء محللا دوافعها و أسبابها. كما يناقش المرجعيات والأنساب التي أعطيت لها سواء العربية أو الغربية .

أيضا ، يسبر التأثيرات التي أحدثها شعراء غربيون، عبر ترجماتهم النثرية في المراحل الثلاث. و تغير هذه المرجعيات و الأسماء بتغيير و حركية الواقع الخارجي.

نتائج النكسة على هذه القصيدة و توقفها عن النمو كانت أيضا موضوع نقاش في الأطروحة ، فالباحث يحدد العوامل التي أدت الى سيطرة الشعر التحريضي و المقاوم على المشهد الشعري العربي قبل تستعيد قصيدة النثر العربية تطورها عبر الشعراء العراقيين الكركوكيين البعيدين عن منطقة الصراع مع اسرائيل.

ينهي دياب رسالته بالمرحلة ألأخيرة و هي فترة الثمانينات و التي ساهم في صنعها شعراء ينتمون ، خصوصا إلى بلدان العراق ، الأردن ، سوريا ، لبنان.

. يتوسل صالح دياب في اطروحته كتابة بانوراما تاريخية أدبية ، راسما سجلا عقاريا ، مفصلا و دقيقا للقصيدة النثرية ، مازجا التأريخ ، بالنقد الأدبي ، منتقلا من الخاص إلى العام ، طيلة الدراسة ، بالاستناد إلى مرجعيات كثيرة كنصوص الشعراء و أعمالهم الأولى ، و مجلاتهم، و حواراتهم ، و كتاباتهم عن بعضهم البعض في شكل أساسي ، فضلا عن حواراته الشخصية معهم .

القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى