كتابان لميشال بوتور
بحوث في الرواية الجديدة من الرابط التالي:
بحوث في الرواية الجديدة/ ميشال بوتور
رحيل الفرنسي ميشال بوتور: “كل كلمة هي انتصارٌ على الموت” /اسكندر حبش
من الصعب اختصار الكاتب الفرنسي ميشال بوتور ـ الذي رحل صباح الأربعاء الماضي عن 89 عاماً ـ في نوع أدبي معين، إذ حاول جميع الأنواع الأدبية، وبرع فيها، ليحفر اسمه كواحد من كبار كتّاب هذا العصر. مسيرته الحياتية، بدورها، من الصعب اختصارها، فهو أيضاً واحد من كبار «الكتّاب – المسافرين» الذين جابوا الكثير من البلدان، وألّف العشرات من الكتب عن رحلاته، لكنه في كلّ مرة كان يعود «لينزوي» في قريته الصغيرة الوادعة في منطقة «الهوت ـ سافوا» (مع أنها في فرنسا فهي لا تبعد كثيراً عن جنيف السويسرية) مبتعداً عن الحياة الباريسية الصاخبة التي «طلّقها» وهو بعد في مقتبل شبابه.
قد تكون هناك «طلاقات» كثيرة، أبرمها بوتور طيلة مسيرته الأدبية الحافلة. فبعد أن بدأ روائياً لينشر «Passage de Milan» و«L’Emploi du temps» و«La Modification» (جميعها عن منشورات «مينوي»، وقد حازت هذه الأخيرة «جائزة رونودو» العام 1957)، وبعد أن لمع اسمه كواحد من أبرز ممثلي «تيّار الرواية الجديدة» في منتصف خمسينيات القرن الماضي، مؤسساً لما عُرف نقدياً باسم «مدرسة النظرة»، قرّر التخلي عن كتابة الرواية (مع العلم أنه كان من أبرز روائيي تلك الفترة)، ومغادرة هذه المجموعة، ليتّجه صوب النصوص المفتوحة التي قادته إلى كتابة الشعر، مثلما قادته إلى ترك دور النشر الكبيرة («مينوي»، «غاليمار»، وغيرهما) ليتجه أكثر إلى دور «صغيرة»، وكأن ذلك كان يتيح له حرية أكثر في التعبير، بمعنى الابتعاد عن المتطلبات «الاجتماعية» لهذه الدور الكبيرة، مفضلاً عدم إضاعة الوقت، في «ترهات» منصرفاً إلى الكتابة ولا شيء غير الكتابة.
يمكن القول، إن ميشال بوتور عاش فقط للكتابة.. غادر مهنة التدريس ليتفرّغ إلى ما يرغب فيه. كتبه تُعَدّ بالمئات. نصوصه التي رافقت «كاتالوغات» الفنانين والمصوّرين الفوتوغرافيين تُحصَى بالآلاف.. لم يترك نوعاً لم يجرّبه. لهذا تنبغي أيضاً الإشارة إلى دراساته وأبحاثه. صحيح أنه كتب عن معاصريه، إلا أنه غالباً ما كان يعود إلى الكتابة عن الكلاسيكيين، كان يقول إن عودته إلى الماضي بمثابة البحث عن أرض ثابتة تحت قدميه، ما أوقعه على خلاف مع باقي أفراد «الرواية الجديدة» ولا سيما ألان روب غرييه، وكلود سيمون، مع العلم أن هذين الأخيرين بالإضافة إلى ناتالي ساروت ورولان بارت لم يخفوا يوماً إعجابهم بهذا الطريق المتفرّد الذي اتخذه بوتور في الكتابة.
هذا التنوّع الكتابي، عند بوتور، مردّه إلى رغبته «في فهم العالم» الذي حوله. كان يخشى السقوط لا في التكرار فقط، بل في الوقوف عند حدود معينة في الكتابة، لهذا وجد في تنوّع الأنواع، تنوعاً حياتياً بالدرجة الأولى، فالكتابة عنده ـ أولاً وأخيراً ـ هي حياة بأسرها، والحياة كلها، ليست سوى عبارة عن كلمات منسوجة بحب وشغف إلى أقصى الدرجات.
أتاحت لي هذه الحياة، أن ألتقيه مرتين. الأولى كانت في مارسيليا العام 2001. كنت قرأت أعماله (المطلوبة منّا) على مقاعد الدراسة. لهذا كان يشكل جزءاً من هذه الأسطورة التي ننسجها عن الكتّاب. كان واحداً من أفراد تلك الكوكبة التي علّمتنا الكثير من دون أن نلتقيهم. أولى الدروس التي لا بدّ أن تتعلّمها منه، هذا التواضع الذي يُدهشك. ببساطة شديدة بدأ الحديث بيننا. لم أنس أبداً من هو. ولكنه، هو، تخلّى من زمن عمّا وصل إليه، أي لم تكن تلك «المكانة» تعني له شيئاً. تحدّثنا عن الأدب بالطبع، عن الفن وعن.. بيروت التي زارها في الماضي والتي لم يرغب في العودة إليها بعد الحرب كي لا ينكسر هذا الحلم الجميل الذي كوّنه عنها، من دون أن ينسى تعداد أصدقائه اللبنانيين.
المرة الثانية كانت العام 2006 في «لوسينج» قريته الهادئة. كان لا يزال هو نفسه. بل ربما زاد تواضعه. خلال أيام لم يتحدّث مرة عن نفسه. بل كان يسأل ويسأل ويترك الآخرين يتحدثون عمّا يريدون. كان يتحدّث عمّا قرأه من أعمال زملائه، مشيراً إلى «روعة هذا» و «أهمية ذاك». درس حقيقي في احترام الكتابة. ألم يقُل مرة: «كلّ كلمة كُتِبَت هي انتصارٌ على الموت». هل لهذا كتب كلّ ما كتبه؟ ربما. لكن المؤكد أنه كان واحداً من كبار كتّاب القرن العشرين..
رواية التحول/ ميشال بوتور
تعتبر هذه الرواية التي نشرها ميشيل بوتور – أحد مؤسسي “الرواية الجديدة” – في عام 1957، واحدة من أهم روايات القرن العشرين لما أحدثته من تغيير في بنية الرواية وأسلوب تناول الشخصيات. تدخل أجواء هذا الكتاب حال قراءتك لجمله الأولى؛ هذا الكتاب الذي تكتبه أنت أيها القارئ، وتقرؤه وتنهيه ثم تلتقطه من على مصطبة القطار الذي أقلك من باريس إلى روما، مع كل التوقفات والانعطافات. استقبل النقاد هذه الرواية الثالثة لبوتور في 1957، وهي السنة نفسها التي ظهرت فيها رواية “الغيرة” لألان روب غرييه و”الريح” لكلود سيمون و”الانتحاء” لناتالي ساروت – استقبالاً استثنائياً؛ فحصلت على جائزة “بنودو”، وترجمت إلى عشرين لغة، ولا تزال إلى يومنا هذا الأكثر قراءة من بين أعمال “الرواية الجديدة”.
ميشال بوتور: رحيل قبيل التسعين/ باريس – عبد الإله الصالحي
يُعد ميشال بوتور (1926 – 2016) من آخر وجوه تيار “الرواية الجديدة” في فرنسا وأكثرها غزارة وتنوّعاً وتفرّداً. أمس، رحل الروائي الفرنسي بينما كان يستعدّ للاحتفال بعيد ميلاده التسعين في 14 أيلول/ سبتمبر المقبل.
صاحب “التحوّل”، الذي تفوق مؤلّفاته مئتي عنوان بين الرواية والسرد والشعر والنقد، حياته للتجريب الجذري والسعي إلى تجديد الأشكال التعبيرية من أجل إغناء علاقة الكتابة بالعالم. ورغم أن اسمه ارتبط بتيار الرواية الجديدة منذ منتصف الخمسينيات، إلّا أنه كان يستخف بهذا التوصيف المدرسي الذي ظلّ يلاحقه خلال حياته الطويلة، هو الذي بدأ مشواره الأدبي بكتابة الرواية وأنهاه شاعراً بالأساس.
غير أن الإصرار الأكاديمي على تنميطه له ما يبرّره أيضاً؛ إذ أنه أحدث ضجّة كبرى في المشهد الروائي الفرنسي بسبب غرابة أسلوبه، وأثار بلبلة بين النقّاد والمتابعين عبر أربع روايات فقط. كانت أولاها “ممرّ ميلانو” (1954) ثم “جدول زمني” (1956) و”التحوّل” (1957) و”درجات” (1960)، وكلّها صادرة عن “دار مينوي” التي كانت حاضنة لكُتّاب الرواية الجديدة، وعلى رأسهم: بوتور وآلان روب غرييه وكلود سيمون.
غدت “التحوّل”، التي حازت “جائزة رونودو للرواية”، أيقونة روائية مؤسّسة لبنية سردية مغايرة، وما زالت تلهم الكثير من الكُتّاب الفرنسيين، حتى أن كاتباً فرنسياً آخر من كبار المجدّدين في الأدب، هو جورج بيريك صاحب الرواية البارزة “الحياة: طريقة الاستخدام”، أقرّ بتأثير هذه الرواية الحاسم عليه وعلى مجمل أعماله.
استعمل بوتور ضمير المخاطَب بصيغة المثنّى في هذه الرواية التي يواجه فيها السارد نفسه وأحلامه وخياناته على شكل مونولوغ محموم خلال رحلة قطار بين باريس وروما؛ حيث سيلتقي عشيقته.
وإذا كانت “التحوّل” فتحت باب التجديد على مستوى البنية والرؤية السردية فإن “ممرّ ميلانو” أسّست لخيار الوصف الدقيق والنظرة التشريحية للأشياء، بدل الحبكة وبناء الشخصيات؛ حيث تسرد الرواية حياة عمارة ابتداءاً من السادسة مساءً حتى الصباح.
أمّا “جدول زمني”، فأسّست هي الأخرى لخاصية أساسية لدى كُتّاب الرواية الجديدة، وهي كتابة الضجر؛ حيث يتمحور السرد حول حياة موظّف بنكي فرنسي في مدينة إنكليزية رتيبة وباردة. وتُعتبر الرواية توصيفاً فائق الدقّة للوجود المخترَق بعدوى الملل المُرعب.
بعد هذه الروايات، ومنذ عام 1962 سيذرع بوتور العالم متجوّلاً عبر مصر، التي درّس لبضع سنوات في إحدى منها؛ المنيا، وأيضاً نحو اليابان والهند واليونان والولايات المتّحدة.
سيعتزل الرواية مبكّراً ليهتم بالنقد التشكيلي والدراسات والشعر والمقالات التأمّلية، وكان يسخر في حواراته من “الرواية الجديدة” ويتذمّر من كون النقّاد يختزلون منجزه المتنوّع والغزير في سبع سنوات قضاها في كتابة رواياته الأربع ويتجاهلون الباقي.
في السنوات الأخيرة، أطلّ بوتور على قرّاءه عبر موقعه الشخصي على الإنترنت، وظلّ يكتب وينشر فيه قصيدة كل يوم فيما يشبه التحدّي، وفاءً لمقولته: “الكتابة هي فن تحطيم الحواجز”.
لتحميل الرواية من أحد الروابط التالية:
الرابط الأول
الرابط الثاني
الرابط الثالث
صفحات سورية ليست مسؤولة عن هذا الملف، وليست الجهة التي قامت برفعه، اننا فقط نوفر معلومات لمتصفحي موقعنا حول أفضل الكتب الموجودة على الأنترنت
كتب عربية، روايات عربية، تنزيل كتب، تحميل كتب، تحميل كتب عربية.