كردستان والحرب الإيرانية التركية!
راجح الخوري
عشية زيارة وليد المعلم لطهران ثم بغداد، كان الجنرال مسعود جزائري نائب رئيس الأركان الايراني يعلن: “سنقرر كيف سنساعد اصدقاءنا والمقاومة في المنطقة ولن نسمح للعدو بالتقدم في سوريا”. في غضون ذلك كانت أرتال من المدرعات التركية تتقدم مدعّمة بمنظومات صاروخية الى الحدود الشمالية الشرقية السورية في مقابل نهر الخابور الذي يشكل نقطة التقاء بين الاراضي العراقية والتركية والسورية.
للوهلة الاولى بدا الاجراء التركي رداً سريعاً على قيام النظام السوري بسحب قواته وتسليم اربع محافظات كردية الى “حزب العمال الكردستاني” بهدف زكزكة انقرة رداً على دعمها المتزايد للثورة السورية، لكن سرعان ما تبين ان المثلث الحدودي العراقي – السوري – التركي قد يتحول ساحة لنقل النار المشتعلة في سوريا الى نطاق اقليمي [ لا ندري اذا كان تبادل النار على الحدود السورية – الاردنية امس يقع في هذا السياق]!
ثم جاءت تصريحات وليد المعلم ونده الايراني عن ان “سوريا تتعرض لحرب كونية” في وقت نزل احمد داود اوغلو في اربيل وأجرى محادثات “دقيقة وحارة” مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني، انتهت بالاعلان “ان الوضع في سوريا خطير وكارثي وان تصرفات النظام السوري وإثارته الصراع الطائفي والعرقي، يمثلان تهديدا للاستقرار والامن الاقليميين وهو وضع غير مقبول بكل المقاييس”!
وبرزت خطورة ما يجري في المثلث الحدودي بعد قرار نوري المالكي [الموحى به ايرانياً وبرضى ضمني من جلال طالباني كما تشيع انقرة] تحريك قطع من الجيش العراقي من البصرة في الجنوب الى المنطقة الشمالية المشرفة على معبر ابرهيم عند تخوم مدينة زاخو، التي يمكن ان تشكل ممراً للقوات الايرانية الى الاراضي السورية، اذا قررت طهران ان تقرن قول الجنرال جزائري بالفعل، فتتقدم “لمنع العدو من التقدم في سوريا”، لكن بارزاني سارع الى الاعلان انه امر قوات البيشماركة الكردية المرابطة عند الحدود السورية – العراقية بالتصدي للقوات العراقية القادمة من البصرة في ما بدا انه ينذر بمعركة قد تنزلق اليها ايران وتركيا والاكراد المنقسمين، وتشكل منطلقاً لحرب اقليمية كبيرة قد تنجر اليها قوى دولية، فتركيا عضو في حلف الاطلسي وروسيا لن تترك زلزال الانهيار يجرف سوريا ويعيد ايران الى جزيرتها الفارسية!
من خلال كل هذه التطورات الدراماتيكية الخطيرة ومع الانهيار النهائي لكل مساعي التسوية السلمية في سوريا، يجب التوقف ملياً امام الموقف الاميركي القوي ضد بشار الاسد امس، وهو ما يرى البعض انه قد يكون مقدمة للاسراع باسقاط الاسد قبل ان يتمكن مع حلفائه الايرانيين من اشعال حرب اقليمية كبيرة!