صفحات سورية

كفى….

 


Yaser Khoja‏

غريب ما يحدث في شرقنا الأوسط هذه الأيام, والأغرب هي مواقفنا, فلننظر إلى هذه الأحداث المضحكة:

السعودية تساعد ثوار ليبيا, والسعودية ترسل قواتها لإخماد ثورة البحرين.

قطر تضرب بقبضتها من أجل الثورة في تونس ومصر وليبيا واليمن, ولا تحمل على عاتقها ما يحدث في البحرين وسورية.

ايران تنتفض من أجل ثورة البحرين, وتقمع ثورة شعوبها المطالبة بالتغيير.

سورية تصف قوات الدعم الخليجي في البحرين بأنها مشروعة, وحزب الله الإيراني ( حليف سورية الأول) يصفه بالعمل العدواني, ( العصا والجزرة )

أميركا ترسل طائراتها لضرب كتائب القذافي, وتعلن أن التدخل الخليجي في ثورة البحرين مشروع.

نسمع عن احتجاجات في موريتانيا من أجل اعتقال صحفي تابع للجزيرة, ولا نسمع شيئاً من موريتانيا عن مئات القتلى والجرحى في ليبيا واليمن.

قناة الجزيرة القطرية تؤجج الثورات العربية وتغض الطرف عن ثورات عربية أخرى مرتقبة.

قناة العربية السعودية تشجب ما حدث ضد متظاهرين درعا, وتبارك للملك عبد الله خطوته لانقاذ عروش الجوار من ثورة (الخونة).

القنوات السورية ليس مع وليست ضد, لكنها تنجح في قتل القتيل وإرسال ورقة النعي لأهله.

إلى الآن قوات النيتو لم تتلق أوامر بضرب مراكز إدارة المجرم معمر القذافي, بل تكتفي بتهديده بضرب بعض جيوب كتائبه.

منذ أكثر من عامين لم يكن في وسائل الأعلام أخبار عاجلة كالتي حدثت منذ مطلع الشهر الأول من هذا العام.

 

و فجأة يستيقظ الزعماء العرب ليتقو الصفعات من شعوبهم فيرمون لشعوبهم نتفاً من اللحم ( مع ضرب منية إعلامية هي تبع خدوا يا عرصات يا شعوب, هي عم نطعميكم).

كل حاكم عربي يعتقد البلد التي يحكمها أنها بلد أهله, وكل حاكم عربي يصدق نفسه هذا انه بطل ثورة وبطل قضية وصاحب موقف ومبادىء, بينما تفضحهم ثرواتهم في الخارج لتقضي على ثوراتهم الخلبية. حيث تسائل أحد البلهاء هذا أنه إذا تم الكشف عن أرصدة ثلاثة حكام عرب في الخارج, فهذا يعني أن كل الحكام العرب لهم أرصدة خاصة في بنوك أوروبا وأميركا, لكن ماذا تفعل ثرواتهم هناك…؟

 

سورية :

وأصبحت المشكلة في سورية هي مشكلة بعض الملثمين المشاغبين في مدينة درعا, أما عن مطالب الشعب السوري فهي مطالب مشروعة ومباركة, لأنها مطالب فعلاً تضطر الشعب السوري للاحتجاج, كتغيير مركز الأمن في درعا, ومنع المدارس المختلطة  في بانياس, ولهذا ومن هذا المنطلق أثق بقدرة النظام السوري على تحقيق هذه المطالب, لأن الشعب السوري والحمد لله مكتفي تماماً, ولا ينقصه إلا رضا الله ورضا القائد الضرورة حامي سورية وعرينها.

لم الثورة ولم المظاهرات ونحن والحمد لله أصبح عندنا في دمشق وحدها خمسة مراكز تسوق ضخمة والتي يستفيد منها أقل من عشرة بالمئة من سكان دمشق وحدها (بحسب آخر احصائية )

لم الثورة والإثارة والبنوك الخاصة تملىء خزائنها وتخدم زبائنها من سارقي هذا الشعب اللئيم.

لم الاحتجاجات و البحث عن الانتصارات, وعندنا الأمن والآمان, الأمان الذي لا نجده في أي مكان في العالم, فطالما المواطن السوري أرنب فهو آمن, طالما المواطن السوري أخرس وأعمى وأطرش فهو آمن, طالما المواطن السوري مسروق, محبط, وحيد, معزول, خائف, تافه, جاهل, نائم, فاسد, فهو آمن, طالما المواطن السوري ميت..فهو آمن.

ولم التجمعات والتكتلات, فبرعاية سيرتيل ورعاية اللوحات الإعلانية يتم توجيه المواطن السوري الوسخ .. القذر لتنظيف بلده وتنظيف بيته, وربما لتنظيف مؤخرته فيما بعد.

 

لا أجد من هذا كله إلا أن أقول كفى..

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى