صفحات العالم

كلينتون تختبئ وراء الظواهري؟!


راجح الخوري

لم يكن الصراخ “الله اكبر… الله اكبر” الذي يسمعه الناس منذ اشهر مترافقاً مع سقوط قذائف الجيش السوري على الاحياء السكنية ليشكل مبرراً يدفع هيلاري كلينتون الى طرح سؤالها المعيب قبل يومين: “يريدوننا ان نقوم بالتسليح لكننا في الحقيقة لا نعلم من هي الجهة التي نسلحها، هل ندعم القاعدة في سوريا وهل نسلح حماس التي باتت الآن تدعم المعارضة”؟!

جاء هذا بعد يومين على بيان ايمن الظواهري، الذي قدم الخدمات ووفر الذرائع للكثيرين وفي مقدمهم اميركا، التي تتعامل مع الازمة السورية منذ بدايتها بسياسة خشبية فيها من الرياء ما يجعل من باراك اوباما مجرد صوت يعبر عن مصالح اسرائيل، التي كررت دائماً انها تخشى ان يحمل التغيير في سوريا نظاماً ينهي الهدوء السائد في الجولان منذ عام 1967.

لم يكن في وسع واشنطن ولندن وباريس ايجاد الاقنعة التي تستر عورة الاكتفاء بالمواكبة الكلامية للمذبحة المتصاعدة في سوريا، فجاء بيان الظواهري ليوفر لها ما تفترض انه يبرر الاستمرار في موقف المتفرج، وخصوصاً بعد بروز الملامح الاولى للتغيير الذي يرسم الآن صورة محبطة في تونس التي تتجه الى دفن “البورقيبية” المنفتحة وحقوق المرأة، وفي مصر حيث تشتبك الحكومة مع اميركا حول مساعدات قليلة قدمت الى الهيئات الاهلية في حين كانت الدولة تحصل على المليارات مساعدة من واشنطن !

وإذا كانت روسيا هي الاكثر سعادة ببيان الظواهري لانه يوفّر لها حجة لتبرير وقوفها ضد الشعب السوري واستعمالها “الفيتو” في مجلس الامن، فان سعادة النظام السوري به تتقدم كل سعادة، لأنه سارع منذ البداية الى اتهام المعارضين بأنهم من “الارهابيين والعصابات المسلحة”. اما ايران التي تدعم النظام السوري وتسلحه ويقال انها تقاتل الى جانبه فليست اقل سعادة من كل هذه الجهات!

ولكن ما الذي اتاح للظواهري ان يخرج من مغارته ليقتحم المشهد ويدعو “القاعدة” الى القتال ضد النظام بعد مرور سنة على بداية المذابح وحمامات الدم؟

اولاً: عدم ظهور معارضة موحدة تقدم للعالم خطاباً واضحاً وخريطة طريق مقنعة، للوصول الى الدولة الديموقراطية التي تعد بها، بل على العكس اتسع الانقسام بين المعارضين وحتى بين المنشقين من العسكريين، وهو ما ساعد في تقاعس الدول العربية اولاً ثم الغربية، عن تقديم دعم جدي للمعارضة.

ثانياً: لقد تحرك المعارضون في مواجهة جيش النظام منذ سنة ولم يدخل الظواهري المشهد إلا قبل ايام، فهل يجوز لاميركا والدول الاخرى الاختباء وراء اصبعه لتبرير التقاعس عن دعم المعارضة، في وقت يبدو ان “القاعدة” تحاول الافادة من طوفان العنف الذي يضرب سوريا ويدفعها الى الحرب الاهلية

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى