صفحات سوريةعلي الأمين السويد

كيف نفذ النظام السوري استراتيجيات تشومسكي العشر


علي الأمين السويد

بعد التفكر في استراتيجيات العالم نعوم  تشومسكي العشر للتحكم في الشعوب والتي سطع نورها هذه الأيام بسبب الربيع العربي، ينتاب المواطن السوري – أنا في هذه الحالة  شعوراً بأن هذا العبقري ربما كان من لقن النظام السوري هذه الإستراتيجيات، و أن أفكاره كانت سبباً في تدجين الشعب السوري طيلة القرون الأربعة الماضية إلى أن بزغ يوم الـ 15 عشر من آذار 2011 حين ثبت أن لكل داء دواء، و أن دواء الاستبداد هو كيّ طبائع الاستبداد للعلامة العربي عبد الرحمن الكواكبي، حيث كان توصيفه للمستبد عبارة معاينة دقيقة للمريض و سراجاً ينير درب التخلص من هذا الوباء المستبد.

فهذه الإستراتيجيات العشر تتحدث عن الكيفيات التي تسيطر فيها وسائل الإعلام على أدمغة الشعوب والتحكم بأحلامها و أفعالها.و الإعلام في بلادنا يعتبر صولاجان الحاكم  و سوطه الذي يضرب به من يشاء بغير حساب.

ففي حالتنا السورية، انصهر الإعلام، و التعليم، و الاقتصاد، و التقدم، و الازدهار، ووصل الكهرباء إلى القرى، و فتح صالات البيع الاستهلاكية، وتعبيد الطرق، وفتح مراكز للمعلوماتية (تحولت إلى إسطبلات فيما بعد)، و جمال الطبيعة السورية، و لطف الطقس السوري كل ذلك ذاب في شخص سيادة القائد الأب الرمز حافظ الأسد بداية و من ثم انتقل هذا الإرث الحضاري إلى ابنه بشار الأسد بقدرة قادر.

لقد وظف النظام كل الطاقات المفيدة و غير المفيدة، القريبة و البعيدة لتوطيد أركانه من خلال أكبر عملية غسل أدمغة في التاريخ أجراها هذا النظام على الشعب السوري.

فمنذ بداية اليوم الدراسي في المدارس يصطف التلاميذ ليهتفوا  بصوت يشق السماء:

“أمة عربية واحدة- ذات رسالة خالدة – وحدة – حرية – اشتراكية”

 وفي المسيرات الإجبارية كانت الشعارات تتراوح بين

“بالروح بالدم نفديك يا حافظ – حافظ أسد رمز الأمة العربية”  حتى صار ترديد هذه الشعارات من لازمات المسيرات و المؤتمرات التي يحضرها شبيحة حزب البعث أو أتباعهم أو أتباع أتباعهم إلى يومنا هذا.

لقد تمت برمجة الجمل العصبية لمعظم الشعب السوري على سماع و هتاف مثل هذه الشعارات الفارغة إلا من الكذب و التدجيل بشكل آلي، أو بشكل فعل انعكاسي طبيعي. وعلى سبيل التجربة الشخصية أنه حدث بالأمس القريب أن خرجت مظاهرة في إحدى المدن، و كان من شعاراتها “حافظ أسد (كلمة لم أستطع ان أميزها حقاً) الأمة العربية” لم اصدق ما اسمع هل كان المتظاهرون يقولون  كلمة “رمز” بدل الكلمة التي لم أميزها في الجملة المقتبسة؟ لقد خانتني جملتي العصبية؟ وأذني فانا لم استطع أن اسمع سوى “رمز” لاني لم أتعود في حياتي على سماع غير “حافظ أسد رمز الأمة العربية” فاستنجدت بولدي و سألته عما يقولون بالضبط فقال بكل ثقة: “بابا أنهم يقولون حافظ أسد كلب الأمة العربية”. نعم التقطها و لدي  وفهمها لأنه لم يسمع غيرها و الحمد لله.

وفيما يلي عرض لاستراتيجيات نعوم تشومسكي ومن ثم إسقاط لهذه الاستراتيجيات على الوضع السوري

إستراتيجية تشومسكي الأولى:

استراتيجيّة الإلهاء: هذه الاستراتيجيّة عنصر أساسي في التحكّم بالمجتمعات، وهي تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة، ويتمّ ذلك عبر وابل متواصل من الإلهاءات والمعلومات التافهة. استراتيجيّة الإلهاء ضروريّة أيضا لمنع العامة من الإهتمام بالمعارف الضروريّة في ميادين مثل العلوم، الاقتصاد، علم النفس، بيولوجيا الأعصاب وعلم الحواسيب. “حافظ على تشتّت اهتمامات العامة، بعيدا عن المشاكل الاجتماعية الحقيقية، واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقيّة. اجعل الشعب منشغلا، منشغلا، منشغلا، دون أن يكون له أي وقت للتفكير، وحتى يعود للضيعة مع بقيّة الحيوانات.” (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة) انتهت الإستراتيجية الأولى.

الإلهاء نوعان؛ ترفيهي و درامي. أما الترفيهي فيكون باستخدام الوفرة المالية لإلهاء الشعب عن مطالب الحرية و الديمقراطية. و الإلهاء الدرامي وهو بحبس مصادر الوفرة المالية و جعل المواطن يجري طوال عمره مثل بغل الطاحون دون أن يصل إلى شيء. و يدخل هذان النوعان في ما يعرف بسياستين اثنتين ؛ الأولى تقول: شبّع شعبك يتبعك، والثانية: جوّع شعبك يتبعك. و قد كنت قد تطرقت إلى هاتين السياستين في مقال “جوع أم شبع شعبك، يتبعك؟”*

لقد كان اختيار النظام السوري لسياسة الإلهاء كارثياً حيث قامت هذه السياسة الخرقاء على جعل المواطن السوري يعمل عملين على الأقل حتى يعيش. فعلى سبيل المثال المواطن السوري إبراهيم* وهو كردي يبلغ من العمر 35 عاما و قد تزوج حديثاً يعمل من الساعة 8 صباحاً الى الواحدة و النصف من بعد الظهر كمستخدم في جامعة حلب، و من الساعة 4 عصراً الى الساعة 8 يعمل بويجياً عند القلعة ، ومن الساعة الـ 11 مساءا إلى ال 7 صباحاً يعمل ستيوارت (منظف صحون) في فندق شهباء الشام. وإن سألت ابراهيماً عن أحواله، يقول لك أنها رائعة. هل يستطيع أحد من القراء الأعزاء أن يخمن ما يفعله إبراهيم خارج أوقات دوامه؟

إستراتيجية تشومسكي الثانية:

 ابتكر المشاكل… ثم قدّم الحلول: هذه الطريقة تسمّى أيضا “المشكل – ردّة الفعل – الحل”. في الأول نبتكر مشكلا أو “موقفا” متوقــَعا لنثير ردّة فعل معيّنة من قبل الشعب، وحتى يطالب هذاالأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها. مثلا: ترك العنف الحضري يتنامى، أو تنظيم تفجيرات دامية، حتى يطالب الشعب بقوانين أمنية على حساب حرّيته، أو: ابتكار أزمة مالية حتى يتمّ تقبّل التراجع على مستوى الحقوق الإجتماعية وتردّي الخدمات العمومية كشرّ لا بدّ منه. انتهت الاستراتيجية الثانية.

هذا البند الذي يتحدث عن ابتكار ثم حل المشاكل أجاد في استخدامه النظام السوري على طريقة “من دهنو سقيلو” أي سياسة تحريك المصائب من مواقعها لكن لتبقى على راس المواطن. فترى المواطن يرتاح من دفع فاتورة الكهرباء ليدفع ما ارتاح من دفعه في فاتورة الماء والكل مصدره تلك الدريهمات في محفظته المهترئة.

إستراتيجية تشومسكي الثالثة:

  استراتيجيّة التدرّج: لكي يتم قبول اجراء غير مقبول، يكفي أن يتمّ تطبيقه بصفة تدريجيّة، مثل أطياف اللون الواحد (من الفاتح إلى الغامق)، على فترة تدوم 10 سنوات. وقد تم اعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو-اقتصاديّة الجديدة بين الثمانينات والتسعينات من القرن السابق: بطالة شاملة، هشاشة، مرونة، تعاقد خارجي ورواتب لا تضمن العيش الكريم، وهي تغييرات كانت ستؤدّي إلى ثورة لو تمّ تطبيقها دفعة واحدة. انتهت الإستراتيجية الثالثة.

 يبدو أن بشار الأسد قد رضع هذه الإستراتيجية قبل حليب أمه حيث كان خطاب القسم الصوري الذي تفلسف به يوم استولى على السلطة أول الغيث والذي وعد به بأن تصبح سورية سويسرا الثانية أو ربما الولايات المتحدة العربية أو ربما قدوة العالم. لقد وضع سياسة اسماها سياسة “السرعة لا التسرع”  بدلاً من اسم “إستراتيجية التدرج.”

إستراتيجية تشومسكي الرابعة:

استراتيجيّة المؤجّــَـل: وهي طريقة أخرى يتم الإلتجاء إليها من أجل اكساب القرارات المكروهة القبول وحتّى يتمّ تقديمها كدواء “مؤلم ولكنّه ضروري”، ويكون ذلك بكسب موافقة الشعب في الحاضر على تطبيق شيء ما في المستقبل. قبول تضحية مستقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينيّة. أوّلا لأن المجهود لن يتم بذله في الحين، وثانيا لأن الشعب له دائما ميل لأن يأمل بسذاجة أن “كل شيء سيكون أفضل في الغد”، وأنّه سيكون بإمكانه تفادي التّضحية المطلوبة في المستقبل. وأخيرا، يترك كلّ هذا الوقت للشعب حتى يتعوّد على فكرة التغيير ويقبلها باستسلام عندما يحين أوانها. انتهت الإستراتيجية الرابعة.

اعتلى بشار ظهر مجلس الشعب السوري كما ظهر الشعب السوري و أدلى  بخطاب قسم يشبه إلى حد كبير خطاب نابليون بونابرت حين دخل القاهرة ، ذلك الخطاب الذي راح  يدغدغ كل أجزاء الجسم التي تحب الدغدغة، وصار جواب المواطن على “شو رايك ببشار؟” يكون: “والله بشار كويس وبدو يعمل إصلاحات” و عندما تسأل متى سيعمل هذه الإصلاحات يجيبك وقد تقمص دور المحللين السياسيين بالقول “يا أخي اسرئيل تضغط على سورية، و أمريكا تحاربها ، و مشكلة العراق تؤرق سيادة الرئيس و معركة السلام جارية، و غلاء النفط ينذر بالمشاكل، و القضية الفلسطينية لم تحل، و أمور أخرى معقدة لا يمكنك أن تفهمها” وعندما تسأل هذا المسكين: “ولكن ما علاقة كل هذه الأمور بالإصلاحات؟” يجيبك بالقول: ” عندما تنتهي هذه الأمور سيقوم سيادة الرئيس بعمل هذه  الإصلاحات بالتأكيد”. وإن قلت له معلقاً:”إيه عيش يا كديش* حتى ينبت الحشيش” يجبك وهو يقسم بالله بان بشاراً سيقوم بالإصلاحات المعنية، ولكن المسألة مسالة وقت ليس إلا.

من أين أتى هذا المواطن بهذا اليقين ولماذا لم يشعر بأنه مخطئ بعد مضي اثنتي عشر سنة على استيلاء الأسد على السلطة؟ الإجابة كان ذلك  بسبب عملية غسيل الأدمغة المدعومة بسياسة جوع شعبك يتبعك التي اتبعها النظام ليرهق الشعب منذ أكثر من أربعين عاماَ فكانت تلك السياسة كفيلة بأن ليس فقط أن يدافع ذلك المواطن المسكين عن النظام فحسب، بل و أن يهاجم المتظاهرين بكل أنواع الشتائم القاسية على طريقة أبواق النظام السوري.

إستراتيجية تشومسكي الخامسة:

 مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال صغار: تستعمل غالبية الإعلانات الموجّهة لعامّة الشعب خطابا وحججا وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي، وكثيرا ما تقترب من مستوى التخلّف الذهني، وكأن المشاهد طفل صغير أو معوّق ذهنيّا. كلّما حاولنا مغالطة المشاهد، كلما زاد اعتمادنا على تلك النبرة. لماذا؟ “إذا خاطبنا شخصا كما لو كان طفلا في سن الثانية عشر، فستكون لدى هذا الشخص إجابة أو ردّة فعل مجرّدة من الحسّ النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردّة فعل أو إجابة الطفل ذي الإثني عشر عاما.” (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)  انتهت الإستراتيجية الخامسة

هنا مثال واضح على ما كان يحدث في سورية فحافظ الأسد كان يطلق على نفسه اسم الأب القائد للشعب السوري الذي مهما عظم شأن أبناءه فلن يكونوا سوى أطفالا في نظر أبيهم الذي يجب أن يعتبروه قدوتهم في كل شيء، فظهرت أوصاف مثل:” المعلم الأول، و الجندي الأول، و الفلاح الأول، ولا أدري ماذا بعد الأول” فكان هو الأول و كل الشعب السوري يليه ولكن بفرق شاسع ، حيث انه ربما يكون اقرب معلم بعده – أي المعلم الثاني  يحتاج سنة ضوئية ليصل إلى مكانة حافظ الأسد في مهنة التعليم.

بالغ الإعلام السوري كثيراً في ذكر أبوية حافظ الأسد للسوريين حتى أجرى السوريون نكاتاً بهذا الشأن، ومن هذه النكات أن احدهم سأل لماذا الرئيس غني وهو موظف مسكين مثلنا؟ فيجيبه الثاني: انت تأخذ 25 ليرة سورية عن كل طفل لديك شهرياً، وحافظ أسد كذلك، ولكن الفرق أن حافظ الأسد هو الأب القائد لذلك يقبض 25 ليرة سورية عن كل سوري.!!!

 بكلمة أخرى كل الشعب السوري ناقص أمام قدرات الأب الكامل و الذي من فرط كماله نادى بعض منحبكجيته به رباً بدلا من الله تعالى حين هتفوا “حلك يا الله حلك، خلي حافظ أسد يقعد محلك”

إستراتيجية تشومسكي السادسة:

 استثارة العاطفة بدل الفكر: استثارة العاطفة هي تقنية كلاسيكية تُستعمل لتعطيل التّحليل المنطقي، وبالتالي الحسّ النقدي للأشخاص. كما أنّ استعمال المفردات العاطفيّة يسمح بالمرور للاّوعي حتّى يتمّ زرعه بأفكار، رغبات، مخاوف، نزعات، أو سلوكيّات. انتهت الإستراتيجية السادسة.

كل ما كان يفعله النظام الأسدي هو اللعب على أوتار حب الوطن، و التضحية بالروح والدم من أجل الوطن، ورويدا رويدا صار الوطن يعني حافظ أسد وبشار الأسد من بعده، فخرجت مقولة “سورية الله حاميها” مترافقة مع صورة بشار الأسد لتدغدغ أفئدة المتدينين و الوطنيين على حد سواء فلعبت هذه المقولة ما تلعبه الخمرة في رؤوس عشاقها. فأذهبت عقولهم وصاروا دمى في مسرح العرائس.

إستراتيجية تشومسكي السابعة :

 إبقاء الشّعب في حالة جهل وحماقة: العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر على استيعاب التكنولوجيات والطّرق المستعملة للتحكّم به واستعباده. “يجب أن تكون نوعيّة التّعليم المقدّم للطبقات السّفلى هي النوعيّة الأفقر، بطريقة تبقى إثرها الهوّة المعرفيّة التي تعزل الطّبقات السّفلى عن العليا غير مفهومة من قبل الطّبقات السّفلى” (مقتطف من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة)

إستراتيجية تشومسكي الثامنة:

تشجيع الشّعب على استحسان الرّداءة: تشجيع الشّعب على أن يجد أنّه من “الرّائع” أن يكون غبيّا، همجيّا وجاهلا. انتهت الإستراتيجية الثامنة.

وفي هذا المضمار استطاعت سورية “الأسد” أن تبقى بكل إصرار وتحدٍ في عهود العصور الوسطى بالنسبة للتكنولوجيا و العصرنة الإدارية. فلم تنتشر الصحون اللاقطة للبث الفضائي إلا بعد استطاعة الغرب التخلص من تلك الصحون باعتبارها مظهرا غير حضاري و الاستعاضة عنها بطرق أكثر حضارية. ولم يدخل الهاتف المحمول إلى سورية حتى دخل  قبلها الصومال و لن أقول بنغلادش، ولم يعرف السوريون آلة السحب الآلي في البنوك حتى قارب العالم أن يحط  بسفرائه على كوكب المشتري. أما البورصة فهذه مازالت تنتظر لجنة من لجان بشار الأسد للتفعيل.

اما الانترنت فلولا الفخ الوطني الذي أوقع فيه الشباب السوري بشار الأسد شخصياً لما استطاع الشعب السوري أن يحصل على الفيسبوك ولا على التويتر، وعلى كل حال سقط بشار في هذا الفخ ولا يبدو انه سينجو منه إن شاء الله.

ومع ذلك يخرج عليك البعض ليقول:”والله بشار كويس (جيد)، لقد رفع الرواتب الشهرية، و أعطى المنح، و دعم حزب الله وحماس (الماء و النار) فهذه الأمور تشفع لبشار الأسد وتنجيه من التقصير فهو بشر عند النهاية” .

إستراتيجية تشومسكي التاسعة:

 تعويض التمرّد بالإحساس بالذنب: جعل الفرد يظنّ أنّه المسؤول الوحيد عن تعاسته، وأن سبب مسؤوليّته تلك هو نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته. وهكذا، عوض أن يثور على النّظام الإقتصادي، يقوم بامتهان نفسه ويحس بالذنب، وهو ما يولّد دولة اكتئابيّة يكون أحد آثارها الإنغلاق وتعطيل التحرّك. ودون تحرّك لا وجود للثورة

إستراتيجية تشومسكي العاشرة:

 معرفة الأفراد أكثر ممّا يعرفون أنفسهم: خلال الخمسين سنة الفارطة، حفرت التطوّرات العلميّة المذهلة هوّة لا تزال تتّسع بين المعارف العامّة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النّخب الحاكمة. فبفضل علوم الأحياء، بيولوجيا الأعصاب وعلم النّفس التّطبيقي، توصّل “النّظام” إلى معرفة متقدّمة للكائن البشري، على الصّعيدين الفيزيائي والنّفسي. أصبح هذا “النّظام” قادرا على معرفة الفرد المتوسّط أكثر ممّا يعرف نفسه، وهذا يعني أنّ النظام – في أغلب الحالات – يملك سلطة على الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها على أنفسهم. انتهت الاستراتيجية العاشرة.

وعندما يقوم أحدهم بجمع الأدلة و البراهين على أن بشار هو أسوء حاكم على وجه الأرض، يخرج عليك الذي تحاوره وقد صار شيخ مشايخ سورية إذ يقول:” يا أخي مثلما تكونوا يولىّ عليكم، فهذا ليس ذنب بشار و انما ذنبك ايها المواطن المجرم ، المجرم لأنك مواطن سوري، فالله يعرفك أكثر من نفسك ويعرف ما يصلح لك، و الرئيس أيضا يعلم أنه لو كان في الربوع رجال لما انتهك حرمة النساء.”

إذاً،  تعود  كرة الذم والقدح والشتيمة  إلى مربع الذات باعتبارها دون المعايير المطلوبة والتي لا تتوفر إلا في بشار الأسد،  و باعتبار أن القوى الخارقة هي من اختارت أن يكون المواطن السوري على هذه الشاكلة، و إن قال احدهم – لا ، فسيكون أحمقاً، أخرقاً غير مسئول لأنه يعاند الله في ملكوته.

إلا أن آل الأسد نسوا أن الحق لا يغيب و أن ساعة حسابهم قد اقتربت و أن الشعب السوري ليس كما يشتهون و إنما شعب أراد الحياة و صار حرا كريما مرة أخرى و أن الأحرار الكرماء لا يحكمهم إلا حر كريم حسب ما يقال “مثلما تكونوا يولى عليكم” فهنيئاً للشعب السوري صحوته وهنيئاً له ثورته المباركة.

أسلحة صامتة لحروب هادئة- نعوم تشومسكي

الاستراتيجيات العشر منشورة في عدة مواقع ومنها: http://arkotob.com/indexcat-92.html

جوع أم شبع شعبك، يتبعك؟ – علي الأمين السويد http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=248238

ابراهيم شخصية حقيقية وهو قائم على راس أعماله حتى اللحظة

“كديش” اسم آخر للبغل.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أحنا في الجزائر طبقت سياسة الأرض المحروقة سياسة فرنسية بحتة بالإضافة إلى ذلك الإستراتيجيات العشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى