لؤي صافي: قد نتسلم مقعد سوريا الأحد.. النصرة “ضبابية” وحزب الله “طائفي” ولا تبديل بقطر والسعودية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — كشف لؤي صافي، عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني السوري والناطق الرسمي باسمه، وجود اتجاه لتسليم المعارضة رسميا مقعد سوريا بالجامعة العربية خلال اجتماع وزراء الخارجية بالقاهرة الأحد، ولكنه رفض الحديث عن حصول المعارضة على “أسلحة نوعية” قبل تسلمها فعليا وإدخالها إلى المعركة.
واعتبر صافي أن النظام السوري قد يتمكن من التقدم ميدانيا في بعض المناطق على حساب المعارضة ولكنه غير قادر على الانتصار، معتبرا أن طموحه إلى الحسم العسكري قد يمد بعمر الحرب لعقد من الزمن، كما اتهم حزب الله وإيران بشن حرب طائفية في سوريا ستنتهي بالإضرار بهما وبمصالحهما، خاصة وأن السوريين “لن يستسلموا” على حد تعبيره.
أقر صافي، في مقابلة مع CNN بالعربية من مكان إقامته في العاصمة القطرية، الدوحة، بتأثر الثورة السورية بالتقلبات في الدول المتحالفة معها، وإن كان قد شدد على ثبات الموقف السعودية والقطري، ولكنه رأى أن الحاسم بما يتعلق بتسليح المعارضة مازال بيد الولايات المتحدة التي تشهد انقساما في المواقف حيال الوضع بسوريا.
وشدد صافي على أن الجيش السوري الحر هو أول من بدأ بقتال تنظيم “داعش”، الذي اتهمه بالتواطؤ مع النظام في دمشق، أما بالنسبة لجماعة “جبهة النصرة” فقد انتقد تبعيتها للقاعدة و”ضبابية” مواقفها، ولكنه لفت إلى أن المعارضة لن تبادر إلى فتح جبهة جديدة للقتال معها، ووصف تقدم النظام في معارك حلب ويبرود بـ”المرحلية” مؤكدا على استحالة تحقيقه للنصر.
وعن إمكانية إعلان دمشق عن انتخابات رئاسية الصيف المقبل رد صافي بالقول إن النظام “مجنون” وقد يقدم على خطوة مماثلة رغم تهجير نصف الشعب وخروج مناطق واسعة عن سيطرته، مضيفا أن البعض يشكك بسيطرة الأسد على الأمور، بما في ذلك مجموعات حزب الله ولواء أبوالفضل العباس، التي “تسخر” من قدرته على الإمساك بالأوضاع.
وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة:
– ما فرص انعقاد جولة ثالثة من المفاوضات في جنيف؟
هذا أمر متروك للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ولكن المعارضة بحاجة لحصول تطور واضح وأكيد من أجل الدخول إلى جلسة ثالثة، وإلا فإن النتيجة لن تكون مغايرة لما سُجل في الجولتين السابقتين.
– بين الجولتين كان هناك تطور عسكري تمثل بعزل اللواء سليم إدريس ورد الأخير فكيف يؤثر ذلك على الميدان؟
واضح بالنسبة للجبهة العسكرية وجود تشرذم كبير ومحاولات لإعادة ترتيب الجيش وإخضاعه لمعايير الجيوش النظامية المتقدمة، كي يتمكن من مواجهة جيش شرس ومعد إعدادا جيدا، هذه هي خلفية التغييرات، لكن ردة الفعل تعكس أيضا الصعوبات التي تواجهها الثورة التي مازالت تحاول ترتيب صفوفها وتوحيد جهودها والتقدم بخطة واحدة وتصور مشترك.
– هل من أمل بالفوز عسكريا على النظام؟
نحن منذ البداية لسنا من أنصار الحل العسكري، فالأزمة أزمة سياسية في الأصل وليست عسكرية والنظام هو من عسكرها. وأعتقد أنه ضمن الظروف الدولية والإقليمية القائمة فإن الحسم العسكري الكامل من جهة الثورة سيحتاج إلى وقت طويل وتضحيات كبيرة ولذلك نفضل الحسم السياسي، ولكن للأسف ليس لدينا شريك يؤمن بالحل السياسي فالنظام ذهب إلى جنيف مرغما ولم يكن يرغب بالحل السياسي.
– رئيس الائتلاف أحمد الجربا تحدث قبل أيام عن الأسلحة النوعية وهناك حديث متزايد عن ذلك فهل بدأت تصل إليكم؟
هنالك جهود مستمرة من أجل تزويد المعارضة المسلحة بأسلحة تستطيع أقله منع النظام من إلقاء براميل الموت وقصف المدن وتوفير ردع كاف لتخفيف هجوم وقصف النظام للمدن والقرى التي خرجت عن سيطرته .الآن أنا كناطق رسمي لن أتحدث عن الأسلحة النوعية حتى تستخدم فعليا, سواء وصلت أم لم تصل، فمن المبكر الحديث عنها، لكن عندما تستخدم وتكون جزءا من المعركة وقتها يمكن الحديث.
– لكن إذا لم تستخدم اليوم في الدفاع عن معاقل المعارضة في حلب والقلمون فمتى تستخدم؟
نحن كمعارضة سياسية دائما نطالب بحماية المدنيين السوريين, النظام لا يتملك خطوطا حمراء فيما يتعلق بمعاقبة الطرف الآخر و محاولة كسر إرادته، فلذلك كنا دائما نطالب بدعم الجيش الحر ومازلنا، والجهود كما قلت مستمرة لنجبر النظام على القبول بالحل السياسي، فهو يقصف ويقتل بدون أي حساب أو شعور أنه ممكن أن يتحمل مسؤولية أفعاله.
– خلال الشهادات الأخيرة لمسؤولين أمنيين وسياسيين في الكونغرس ألمح البعض إلى شحن أسلحة للمعارضة، بينما رأى البعض الآخر أن سوريا باتت خطرا على الأمن الداخلي الأمريكي، فهل من تبدل بالموقف الأمريكي حيالكم؟
الموقف داخل الإدارة الأمريكية وداخل دوائر صنع القرار منقسم بين فريقين: فريق يرفض الدعم المسلح خشية وصول هذه الأسلحة إلى منظمات تعتبرها الولايات المتحدة الامريكية إرهابية, وفريق مصر على تسليح المعارضة. لاحظنا وجود تغير في الخطاب الامريكي على أعلى المستويات. عند الرئيس باراك أوباما هناك تغير، منه الحديث عن ارتباط سوريا بالأمن القومي الامريكي، لكن بالنهاية المحك هو الفعل. وكما قلت نحن لن نتحدث عن وجود دعم حقيقي إلى أن يصل السلاح ويستخدم. كل ما استطيع أن أقوله هو تأكيد وجود جهود حثيثة للوصول لحل سياسي وإذا اضطر الأمر تسليح الجيش الحر بالسلاح الكافي للضغط على النظام للقبول بالحل السياسي فهذا ما نسعى اليه.
– ما مدى وجاهة التحذير من سقوط الأسلحة بيد متشددين وهم بالفعل أكثر تسليحا منكم في بعض المناطق؟
في الماضي حدث ووقع هذا السلاح بيد جهات خارج الجيش الحر, على سبيل المثال, وصول بعض القوى الاسلامية إلى مخازن أسلحة كانت تحت إمرة هيئة الأركان. نتيجة لذلك بات هناك مشكلة بتزويدنا بسلاح اضافي خشية ان يؤخذ كما حصل بالمرة السابقة. هذا هو بتقديري أحد الأسباب الرئيسية لتغير اللواء سليم ادريس فهو كان رئيس هيئة الاركان عندما حصل هذا. هناك مخاوف عند الغرب وعند الأمريكيين بشكل خاص, لكن الآن الجيش الحر يعد نفسه، وأثبت مؤخرا أنه قادر على مواجهة التطرف في سوريا, والجيش الحر هي أول من واجه داعش. أصبح واضحا عند الجميع أن من يحارب الإرهاب هو الجيش الحر ومن يدعم الإرهاب أو يغض الطرف عنه ليوظفه لتحقيق أهدافه هو النظام. هذه الحقائق أصبحت واضحة عند القوى المعنية بالشأن السوري. نحنى نرجو أن تؤدي هذه التغيرات الى إعادة النظر بتسليحنا بسلاح نوعي، وهناك جهود لإعداد الخطط والتصورات لضبط هذه العملية ومنع وصول هذا السلاح إلى غير الجيش الحر.
– هل صحيح أن السعودية طرحت تسليمكم أسلحة باكستانية وهل من تبدل في الموقف السعودي مع ما قيل عن انتقال الملف من الأمير بندر بن سلطان إلى الأمير محمد بن نايف؟
السعودية وقطر وتركيا ودول أخرى تساعد الثوار لأنها تدرك خطر هذا النظام. لكن في النهاية هذه جبهة واحدة، يجب أن يدرك الجميع هذا الأمر, فهذه الجبهة جزء من التحالف الأمريكي الأوروبي العربي الإقليمي في مواجهة روسيا وايران, وبالتالي لا يمكن لأي دولة وحدها ان تأخذ قرارا منفردا, يجب على الدوام وجود قرار، لذلك السعودية تريد أن تدعم، وكذلك قطر، ولكن القرار في النهاية مشترك، ولذلك فالموقف الأمريكي لا زال هو الحاسم في هذا الإطار.
السعودية تدعم بالتأكيد الائتلاف والثورة ولكن صعوبة الحالة السورية تظهر في التقلبات التي تبدو لدى الحلفاء سواء في الولايات المتحدة أو لدى الحلفاء في الإقليم، فهم ليسوا خارج إطار هذه التجاذبات بسبب تعقد الوضع السوري وتداخله، فهذا أمر مفهوم. ولكن ما نريده أن يكون واضحا هو أن هناك جهودا حقيقية تبذل وهناك ضرورة لوجود موقف حاسم تجاه النظام الذي أظهر بما لا يترك أي مجالا للشك أنه يريد حلا عسكريا ولكنه غير قادر عليه، ما سيرتب المزيد من القتلى.
– رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، تحدث من بيروت عن تبدل بالموقف القطري منكم، فهل لمستم شيئا من هذا القبيل؟
يمكنني أن أقول أن قطر دولة داعمة للثورة، بالطبع الاحتياجات أكبر بكثير من الدعم الحالي ولكن السعودية وقطر وتركيا من أكبر الدول الداعمة للشعب السوري، وهذا بتقديري لن يتغير. ما تغيّر هو التجاذبات السياسية وتغير التحالفات على الأرض والصراعات الإقليمية وهذه الأمور قد تؤدي إلى تعديلات في السياسة الخارجية أو الموقف العام، ولكننا لم نلمس أي تبدل في الموقف الرئيسي الداعم للثورة لدى الأشقاء في قطر.
– هل لديكم في الائتلاف تمييز بين داعش والنصرة؟
نحن في الائتلاف أعلنا الحرب على داعش، وهو الفصيل الوحيد الذي سلكنا معه هذا السلوك لأنه يكمل عمل النظام فيحاول السيطرة على المناطق المحررة ويستخدم نفس منطق النظام في التعامل معها، ولكننا أدنا سابقا ولاء النصرة للقاعدة فأي قوة مقاتلة في سوريا يجب أن تعلن الولاء لقيادة محلية وليس لقيادة خارجية وأن يكون الولاء فيها للوطن وليس لأي مشروع آخر، هذه الثورة ليست لتحقيق أي مشاريع إسلامية أو لمكافحة الإمبريالية وإنما تهدف إلى تحقيق الحرية والكرامة للإنسان السوري في ظل دولة القانون، وأي مشروع خارجي لا نعتقد أنه يصب في الإطار الصحيح. ولكننا لسنا بوارد فتح جبهة جديدة للقتال، فنحن نحارب على ما يكفينا من الجبهات ضد قوى رئيسية في منطقة المشرق، ولكن لدينا اعتراضات، وقد أعلنا عنها، ونطالب الجميع بالتزام بمشروع الثورة السورية، وأي محاولة للدفع بمشاريع أخرى ستؤدي إلى تأخير الانتصار في الثورة.
– البعض يرى أنكم تتعاملون بليونة مع النصرة رغم تكفير أبو محمد الجولاني للمعارضة مؤخرا؟
نحن لا نتعامل بليونة وإنما هناك فارق بين عدم فتح جبهة وبين عدم قبول طروحات، فنحن لا نقبل طروحات التكفير أو محاولة فرض طروحات الإسلام على الناس، بل نعتبر أن في ذلك سوء فهم للإسلام، ولكن بالنسبة لنا فنحن لا نقبل بأي مشروع يحاول فرض نفسه على الناس، وكلام جبهة النصرة يمكن فهمه بعدة أوجه، ففي بعض الأحيان يقول التنظيم إنه ليس بوارد فرض إرادته على الناس وأنه يقبل بصناديق الاقتراع، وأحيانا يتحدث عن خلافة إسلامية، فهناك بالتالي ضبابية في هذا الخطاب، ولكن موقفنا واضح أن مشروع الثورة ثابت منذ بدايتها وحتى قبل أن تتعسكر، وهو مشروع يقبله الجميع، العسكريون والمدنيون، فالثورة ثورة الجميع، ونحن نقدّر من حمل السلاح دفاعا عن المدن والقرى، ولكننا لا نقبل وجود مشروع غير وطني أو مشروع يفرض عقيدة أو دين على الناس.
– هل تضطركم الظروف الميدانية أحيانا للتنسيق مع النصرة؟
المعارضة لديها جناح عسكري هو الذي يقدر الوضع ولست قادرا على الدخول في تفاصيل عسكرية ولكن من التفاهمات الأساسية مع الجيش الحر التزامه باتفاقيات جنيف خاصة بما يتعلق بالأسرى، ولذلك دائما ما أدانت المعارضة عمليات قتل الأسرى من قوات النظام، رغم ما أثاره ذلك من لغط، ولكننا مصرون على وجود مبادئ قامت عليها الثورة.
– ما رأيكم في أحداث أوكرانيا والدروس المستفادة للغرب؟
الدروس التي يجب أن يتعلمها الغرب هو ضرورة احترام القانون الدولي وتطبيقه على الجميع. وما حصل في أوكرانيا من دخول القوات الروسية إلى القرم يدل على أن ادعاءات محافظة روسيا على القانون الدولي ورفض التدخل الخارجي ادعاءات غير صحيحة وأجد أن هذا التطور سيسيئ لروسيا على المدى الطويل، ومن الكلمات التي أذكرها في التاريخ هو ما قاله مارتن لوثر كينغ جونير الذي شدد على إن الظلم في أي مكان هو خطر على العدل في أي مكان، فأنت عندما تدعم نظاما ظالما تخلق فرصة لوجود فوضى في العالم.
– الأحد هناك اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية ، فما مدى صحة الحديث عن إمكانية نيلكم مقعد سوريا؟
أجل هذا صحيح، وهناك حديث حول هذا الموضوع ويبدو أن الأمر ماض في هذا الاتجاه ولكنني لا أريد استباق أي أمر، لكن يسعني التأكيد بوجود توجه مماثل.
– هناك من المراقبين من يرون أن حلفاء النظام أكثر فاعلية من حلفائكم سياسيا وعسكريا، فما رأيكم؟
صحيح، حلفاء النظام السوري أكثر التزاما بالتحالف معه ودعمه ماديا وعسكريا، ولكن الأمر سينعكس سلبيا عليهم لأنهم يدعمون نظاما ظالما معتديا يحاول فرض نفسه على الناس بالقوة، هذا الموقف يتناقض مع كل الأطروحات المقدمة من إيران وحزب الله بالوقوف مع المظلومين لأنهم ظهروا في سوريا بمظهر طائفي صرف أساء وسيسيئ أكثر إلى حزب الله والنظام العراقي وإيران، فلا يمكن لقوى طائفية أن تستمر في هذه المنطقة، فما يسمى بالتيار السني بالمقابل هو تيار يحتضن الجميع، ربما مرت عليه لحظات ضعف ولكن قوة الإسلام تتمثل في انفتاحه واحتضانه للآخرين. القوى التي تهتم بابن الطائفة ومصالحه ستفشل وتضر بنفسها. وبعيدا عن التنظير التاريخ فالشعب السوري ليس أمامه أي خيار، فهو شعب مقهور تحكمه عصابة من العنصريين والطائفيين وبعد صبر طويل انتفض وسيظل منتفضا حتى يحصل على حقوقه، وأي محاولة لإبقاء هذا النظام الفاسد على أكتاف السوريين ستبوء بالفشل، وسيتبدد كل الدعم والاستثمارات الرامية لدعم نظام ساقط أخلاقيا وسياسيا وسيكون في النهاية ساقط عسكريا.
– هل تؤمن بوجود حلف أقليات في المشرق بمواجهة السنّة؟
هناك مشروع إيران طائفي وواضح، الطائفية ليست عند الإيرانيين فقط ولكنها باتت حالة متسعة في المنطقة، وبالنسبة لسوريا فقد رفض الشعب في دستور عام 1950 محاولة فرض نظام طائفي في البلاد وظل الوضع كذلك حتى وصول (الرئيس السوري الراحل حافظ) الأسد وتسلط الطائفة على الأجهزة الأمنية والسلطة، ومحاولة إيران وحزب الله تكريس هذا التمييز الطائفي هو خطأ من قبلهما. هناك بالتأكيد مشروع لهما، ولكن هناك أيضا مشروع الثورة السورية المتمثل بإعادة الاعتبار لدولة القانون التي تحترم المواطنين بأقلياتهم الدينية وعدم فرض قيم الأكثرية عليهم.
– يبرود وحلب، ما الوضع فيهما؟
هناك تقدم مرحلي في حلب للقوات النظامية، سببه الصراع الدموي مع داعش، وانسحاب داعش من مناطق وتسليمها للنظام، وهذا أدى إلى تراجع ولكنه أولي بالنسبة لنا، فالنظام ليست لديه القدرة على الإمساك بالبلاد والتحكم بها بل وحتى استعادة الضواحي المحيطة بدمشق بعد ثلاث سنوات من القتال استخدم فيها كل أنواع الأسلحة، وبالتالي فسوريا لن تكون تحت حكم الأسد وعصابته، وقد استقوى مؤخرا بقوات أحضرها من لبنان وإيران والعراق وهذا الاستقواء يعزز موقعه مرحليا، ولكنه في النهاية سيضعفه مع حلفائه ويضعف معه كل من يريد أن يدعمه، بمن فيهم حزب الله، ولذلك فهو لن ينتصر في سوريا لأن الشعب السوري ليس لديه الخيار وهو شعب صلب وأبي ولن يقبل بالعودة للعبودية، فإما أن يقبل النظام بحل سياسي يقوم على هيئة حكم انتقالية ليس للأسد دور فيها، أو تستمر المعارك إلى عقد أو أكثر من الزمن كما حصل في لبنان، ولكن النظام لن ينتصر.
يبرود من جهتها منطقة حسمت أمرها بقرار محلي، وهي ليست القصير من حيث الحجم أو الطبيعة أو الاستعداد، وستكون معركة طويلة وصعبة ومكلفة للنظام وحزب الله، ولن يكون هناك حسم في يبرود وحتى لو تقدم النظام وكسب فهو مكسب تكتيكي لن يكون له الطابع الاستراتيجي، لأن النظام يقاتل الشعب، والتاريخ لم يعرف نظاما استبداديا تمكن من الانتصار على شعبه.
– ماذا عن ترشيح رئيس الائتلاف السابق، معاذ الخطيب، للرئاسة؟
القراءة الصحيحة هي أن هناك حالة تململ في الشارع السوري ورغبة بالوصول إلى حل سياسي والبعض أراد طرح ترشيح السيد الخطيب من هذا الباب ولكن هذا الأمر لن يكون عمليا لسبب، هو أن النظام في سوريا لا يسمح بقيام انتخابات حرة ونزيهة، فحزب البعث ألغى الحريات والعملية السياسية، ولكنه أبقى الانتخابات على شكل بيعة للرئيس الخالد المفدى، فلا مجال حاليا للانتخابات وهذا ما قاله السيد الخطيب نفسه.
– هل تعتقد أن النظام قد يتجه بالفعل نحو انتخابات؟
النظام غبي وأحيانا يستغبي الناس فكيف يمكن له إجراء انتخابات ونصف الشعب مهجر و60 إلى 70 في المائة من البلاد خارج سيطرته لذلك فنحن نعتبر ذلك نكتة سمجة، لكنه نظام مجنون، لديه حاضنة صغيرة تدعمه بالكامل وهو يخاطبها وحدها الآن ولا يخاطب الشعب أو العالم بسلوكه المثير للضحك والسخرية، فكيف يمكن إجراء انتخابات رئاسية في بلد ممزق تحكمه مليشيات، بل إن هناك شكوكا في قدرة النظام على الحكم حاليا وإعطاء أوامر يلتزم الجميع بها، فالكثير من القوى التي تقاتل اليوم مع النظام ليست في الأصل جزء منه، مثل لواء أبوالفضل العباس وحزب الله، وهم في لقاءاتهم الصغيرة يسخرون من الأسد ومن سيطرته على الأرض، وبالتالي فهذا كلام سخيف ولو كنا في عالم مختلف يدافع فيه المجتمع الدولي عن الشعب السوري وحقوقه لكان هذا النظام اليوم في السجن وليس في الموقع الذي يطلق من هذا الكلام الهزلي الذي لا يليق بسوريا في القرن 21.