صفحات الناس

لاجىء سورى يوزع الطعام على فقراء ألمانيا/ رضا علام

 

 

أشعلت صورة لاجىء سوري تطوع لتوزيع الطعام على المشردين في ألمانيا مواقع التواصل الاجتماعي. وتحول الشاب من مجرد لاجىء في إلمانيا، إلى اسم متدوال على هذه المواقع، بعدما حصدت صورته أكتر من 2.7 مليون مشاهدة حول العالم، بحسب شبكة «سكاي نيوز ارابيا» الأخبارية.

وتُظهر الصورة الشاب السوري اليكس العسلي، وهو يقدم الطعام إلى فقراء في أحد شوارع برلين، على رغم أنه لا يجيد اللغة الألمانية، فضلاً عن أنه لا يزال يبحث عن وظيفه منذ أن وصل إلى البلد الاوروبي قبل عام ونصف العام.

وقال العسلي في مداخلة تلفزيونيه إن «الفكرة وردت في خاطري عندما رأيت الدعم المادي والمعنوي الذي يقدمه الألمان ليس لي فحسب، بل للسوريين كافة»، مؤكداً أنه رأى «مواقف عدة تقشعر لها الابدان، ولهذه الاسباب قررت أن ارد الجميل بطريقة صحيحة». وتابع: «لم أجد أحق من الفقراء الذين ينامون في الشوارع لمساعدتهم».

وأضاف الشاب: «أنا بالنسبه لهم (المحتاجين) مفاجأة تدهشهم، إذ أنني مجرد لاجىء، فكيف أفعل ذلك. لكن في الوقت نفسه، يعانقونني ويقدمو الشكر بأسلوب لطيف، وهذا الشيىء يلمسني من الداخل ولا استطيع أن أصفه، انه شعور لا يوصف».

وروى العسلي رحلة خروجة من بلاده، وقال: «خرجت من سورية عام 2006، ومن خلال لبنان وقبرص ومصر، فالسودان استطعت الوصول إلى ليبيا عام 2007» من دون أن يتطرق إلى تفاصيل، إلا أنه وصف الرحلة بـ«المتعبه جداً» لأنه لم يكن يملك جواز سفر.

وأوضح اللاجىء السوري أن «الأمور كانت تسير على ما يرام في ليبيا، وكنت أعمل موظفاً في إحدى الجامعات حتى قامت الثورة الليبية. وعلى رغم أنني من مؤيديها، إلا أن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وضعوني في السجن لمدة ثلاثة أشهر، لكنهم أفرجوا عني مقابل التنازل عن سيارتي ومنزلي عام 2014».

وتابع حديثه: «تكمنت من الفرار عبر قوارب الموت، وبالفعل غرق القارب في حقل البورى في ليبيا، لكن افراد البحرية الإيطالية تمكنوا من إنقاذنا».

وفي ألمانيا، ذكر العسلي أنه «يحصل على 450 يورو شهرياً من مركز جوب الحكومي، يخصص منهم 100 يورو لمساعدة الفقراء». متمنياً أن ينجح في «إخراجهم من الظلام حتى يصبحوا فاعلين في المجتمع». وأكد أنه «استطاع تأمين وظيفة لشاب روسي عمره 18 عاماً في احدى شركات النظافة من طريق هذه المبادرة البسيطة»، من دون أن يذكر تفاصيل.

واختتم حديثه قائلاً: «عرضت منظمات حقوقيه أوروبية والمانية وأميركية دعماً مادياً للمشروع»، وأشار إلى أنه «تلقى عرض للسفر إلى أميركا». لكنه لفت إلى أنه رفض العرض «بشدة»، مبرراً ذلك بأنه يريد أن «يصبح المشروع عربياً فقط». وناشد العسلي المجمتع العربي تقديم الدعم لمشروعه، لانه يعتقد أن ذلك المشروع له أبعاد أكبر بكثير من مجرد إطعام المحتاجين.

وتواجه أوروبا أكبر موجة هجرة إلى أراضيها منذ عقود طويلة، وتعد ألمانيا البلد الأوروبي الاكثر استقبالاً للاجئين في الأونة الاخيرة.

الحياة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى