لا للعنف، لا للطائفية، لا للتدخل الخارجي!
غسان المفلح
هذه الشعارات الثلاث اندمجت في شعار واحد، وعنوان واحد يتردد في بيانات كثيرة للمعارضة السورية والنشطاء المستقل منهم والمنتمي، هذه اللاءات الثلاث، تكثف توجهات قوى معارضة تقليدية، طالما تغنت فيها منذ عقدين من الزمن، وخاصة بعد التحول الذي جرى على مستوى العالم جراء سقوط سلطات المعسكر الشرقي، والملاحظ أن هذه اللاءات الثلاث باتت الآن تتكرر بشكل لحظي الآن بسورية بفضل، الثورة الشبابية السورية، هذه الثورة التي رفعت شعار واحد: الحرية، والحرية تعني بالنسبة لهذه الثورة الشبابية” أسقاط النظام” النظام بما يعنيه: من فساد ومن قمع ودموية واضعاف الدولة السورية، وتحويلها إلى مزرعة عائلية، الشاب السوري الآن يريد حريته من الجميع، من النظام ومن المعارضة التي طالما سرعته بقضية الاصلاح واللاعنف واللاتدخل الخارجي، والشباب يرى دمه في الشارع، هذا الدم الذي يفرز نسقه الايديولوجي المتحمور حول مطلبه الواضح وهو” الحرية” ولكن ملاحظتي في هذه المقالة، تتعلق أن هذه الشعارات بدأت تستخدم لخدمة نظام القتل، والمعارضة بطيب نواياها، والشعب السوري الذي هتف بها منذ البداية لم يعد يحتاج إلى مثل هذه الشعارات من أناس أيا يكن موقعهم في اتحافه وهو يقدم دمه، لكي يقولوا له لا للعنف ولا للطائفية ولا للتدخل الخارجي، إنها مزايدة لخمة نظام القمع، لأن الشعارات المطلوبة في هذه المرحلة هي الشعارات التي التي تفضح ممارسات النظام على الارض. هل يعقل أن تقول لشعب حمص أو درعا، انتبه لا للنف وللطائفية ولا للتدخل الخارجي، وتتركه يواجه الرصاص الحي بصدره العاري من النظام، وأجهزته وعصاباته، هل تنقصه هذه الثقافة؟ أظهرت الثورة السورية وأظهر شبابها أنها لم تتجاوز هذا النظام فقط، بل تجاوزت كل هذه النخب المتواطئة مع نظام قاتل، وآخر هذه النماذج هو فراس سواح، فراس سواح الباحث السوري في شؤون الاسطورة، الذي يحاول ان يستفيد من ذخيرته هذه وسمعته هذه من أجل أن يدافع عن قتل المواطن السوري من قبل النظام ويدافع عن النظام فيما يمارسه بحق شعبنا تحت يافطة أنه علماني وديمقراطي وضد التدخل الخارجي!! أعتقد أنني لولا اهتمام بعض النشطاء بماضي فراس سواح كباحث ما كنت أكتب هذه العجالة وهذه الملاحظة..موقف فراس لم يكن مفاجئا لمن يعرف ماضي مواقف فراس سواح السياسية…صحيح الرجل له ابداعات مهمة على صعيد قراءة الاسطوريات السورية، لكن سياسيا لم يكن فراس سواح معارضا في أي يوم من الأيام…
لهذا لم يعد الشعب السوري ينتظر من هذا النوع من النخب أن يقول له، لا للعنف لاللطائفية ولا للتدخل الخارجي، فالشعب السوري وأقله على هذا المستوى تجاوز نخبه..ولم يتجاوزها بشعارات بل تجاوزها بثقافة مدنية ومطلب الحرية بدمه ودم شبابه وشهداءه وآلاف معتقليه. هذه النغمة سنعود لمناقشتها في سياقات أخرى.
غسان المفلح
ايلاف