صفحات المستقبل

لقد كان يوما حزينا


قهر ما بعرف شلون بدي ابدأ ولكن اللي بعرفو انو الحياة ما عاد الها طعم بعد هداك اليوم .

حتى لو سقط بشار وحتى لو نلنا الحرية .. يا ترى الفرحة بسقوطه والفرحة بالحرية رح تخليني انسى حزن هداك اليوم ؟؟ ما بعتقد ..

اللي اندفع كتير يا اخوان والثمن كان كتير غالي .. كتير مو شوي ..

اول ما بدأت الثورة كنت قول لحالي .. يا سلام لما رح يسقط بشار شو رح نحتفل بالساحات وشو رح نهيص ونطبل ونزمر وشو وشو وشو ….

اما اليوم فلا … صار بدي ياه يسقط بس .. ما بدي هبص واحتفل وطبل وزمر بالساحات ..

بالعكس … بدي ابكي كتييير وبدي اعتزل الناس ببيتي لايام واسابيع … بتعرفو ليش ؟؟

لاني كنت عم قول لحالي انو لما رح يسقط بشار … رح ننزل عساحة الحرية بحمص انا ورفقات الحارة مازن وغسان وايهم ورح نعمل العمايل ونخلي البشرية تتفرج على فرحة انتصارنا ….

اما هلا فلا …. الموضوع اختلف كتيييير .. كتير مو شوي .

مازن رفيق عمري وحياتي و اللي كنا ناوين نحتفل سوا .. راح .. استشهد .. ما عاد في مازن .

وغسان اخي وحبيبي و اللي كنا ناوين نحتفل سوا .. استشهد ابوه تحت التعذيب وما خلونا نشوفو قبل دفنو من فظاعة المنظر .

وايهم ابضاي الحارة و اللي كنا ناوين نحتفل سوا … انهد بيتو وما ضل عندو بيت وهلا متشرد هون وهنيك عم يشحد حسنة من هاد وهاد تسكنو وتؤويه ببيت صغير يسترو مع والدو ووالدتو واخواتو الخمسة ….

نحتفل بسقوط بشار ؟؟ خليه يسقط وما بدي احتفل وما بدي سوي شي..

بدي ابكي على مازن اكتر مما بكيت عليه يوم استشهد .

وبدي وقف مع غسان اكتر مما وقفت معو لما استشهد ابوه .

وبدي ساعد ايهم اكتر مما ساعدتو لما انهدم بيتو .

بدي اقعد ببيتي وابكي كتييير على اللي راحو وهن عم يحلمو يشوفو هاليوم وما شافوه … لا تقولولي دموع الفرح .. لا .. رح ابكي دموع الحزن عليهم .. ومو غريبة ابكي عليهم دماء الحزن ومو بس الدموع ..

انا ما عم قول يا ريتنا ضلينا ساكتين وما عملنا هالثورة ولا دفعنا اللي دفعناه .. انا ما قلت هيك .

التضحيات بدها تندفع اولا واخيرا … اذا مو هاي السنة فبعد عشر سنين .. لكن رح تندفع ..

لكن اسمها تضحيات ورح يبقى اسمها تضحيات … والتضحيات هي انك تدفع اشياء غالية كتيييير على قلبك لتنال اشياء اغلى واحلى ..

بيجوز رح عيش ايام وبيجوز اسابيع وبيجوز سنين بعد سقوط بشار .. ورح يجيني اولاد وسميهم مازن وغسان وايهم وووو ..

ولما رح يسألوني اولادي : بابا اوصف لنا فرحتكم يوم سقوط بشار  ..

بتعرفو شو رح جاوبهم ؟؟

رح قلن ….. لقد كان يوما حزينا ..

الكاتب هشام موسى.

**********

أرسل لي شخص لا أعرفه هذه الخاطرة على إميل المدونة منذ فترة ولابتعادي عن التدوين/المدونة، لم أفتح الإميل سوى اليوم . . آلمتني ووجدتها تستحق النشر.

نعم، لقد كان يوما حزينا وطويلا منذ ما يزيد عن السنة والنصف، ولا ندري متى سيطول بعد . . الأكيد أنه سينتهي، عندها سيكون لدينا متسع من الوقت لندفن أحبابنا ونبكيهم بما يليق وحزننا عليهم . . الحزن دين مؤجل, سيحين سداده بعد سقوط الطاغية.

http://www.3bdulsalam.com/

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى