لماذا يتجاهلنا الجميع-إلى من يهمه الأمر
قد لا يقبل الجميع ما سأقول الأن وقد يتفق معي البعض أو يختلف وقد يهاجمني الكثير أو القليل ولكن وجدت وبعد مشاورات عديده مع الأصدقاء والنشطاء أن أضع هذه المقالة بين أيدي كل شخص سيقرأها من مواطن سوري معارض أو ثائر أو ناشط أو مثقف أو سياسي ،لأننا نلوم العالم على صمته تجاه القضية السورية،ونلوم الصامتين والمنحبكجية على بقائهم على الحياد أو مع النظام،ونلوم العرب والغرب على عدم التحرك الجدي بالملف السوري،ونلوم روسيا والصين وإيران على دعمهم حتى الآن للنظام .
ولكن قبل أن نلوم الجميع وقبل أن نبكي على الأطلال أو أن ننتظر حتى توأد ثورتنا وهي الآن في شهرها الثامن أرغب بالحديث من القلب وأتوجه بحديثي للجميع إبتدائا من المجلس الوطني السوري مرورا بهيئة التنسيق والهيئة العامة للثورة ولجان التنسيق المحلية وتجمع أحرار دمشق وريفها وتنسيقيات الثورة المتنوعه وتجمعات الحراك السلمي والأسبوع السوري والنشطاء السياسيين المستقليين والثائرين وحتى أصغر طفل يخرج للشارع ليقول (الله ..سوريا…حريه وبس).
لقد إجتمعنا منذ أيام مع عدد من الأصدقاء من الناشطين والمحللين والثائرين وغيرهم وتحدثنا مطولا في الشأن السوري ووضعنا العواطف جانبا وكنا وللصراحة مجتمعين لتأسيس تجمع لإحياء المجتمع المدني.
وبعد نقاشات عدة توصلنا لقناعة سأكتبها الأن بكل شفافية راجيا من الجميع التفكير فيها قبل كتابة أي تعليق مع العلم أنني سأقبل كالعادة أي ردة فعل ولكن أتمنى أن لا يكون النص مادة للتراشق بين الأطراف المختلفه أو ضد أي طرف.
إن مشكلتنا في سوريا والتي أدت إلى إستمرار النظام ممسكا حتى الأن بأوراق اللعبه تتخلص في الأمور التالية :
1- الزعامة : لقد إنطلقت الثورة السورية بعدد من الشباب في قلب دمشق وتطورت خلال أيام لإنتفاضة شاملة في درعا وتلتها باقي المدن وكانت ثورة صافية ونقية أهدافها بسيطه تتلخص في الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي وهنا لن أخوض في ما فعل النظام فلا يختلف علية إثنان ..خلال إنطلاق الثورة بدأت تتشكل تنسيقيات ولجان تنسيق وهنا بدأت المشكلة الأولى أن التنسيقيات المختلفه وبدل من أن تنظر إلى الصورة الكبرى وهي إسقاط النظام بدأت تبحث عن الحصص والزعامة وكلمة من هي العليا وبدلا من أن يكون هناك قيادة موحده لتنظيم الحراك إعلاميا وثوريا أصبح لدينا حركات وإيديولوجيات وعلى قولة كلنا زعما وما حدى أحسن من حدى.
2-مشكلة المعارضة : وهي أكبر المشاكل فالمعارضه السورية بقيت ولا تزال متشرذمه ومشتته ومنقسمه فالمجلس يقول أنه يمثل الأغلبيه من المعارضين وهيئة التنسيق تقول أنها تشكل الأغلبية من المعارضين ولا يزال الإنقسام سيد الموقف وبدلا من وضع الإيديولوجيات جانبا والتعاون من أجل تحقيق أهداف الثورة بقيت الأمور مشتته وحتى تاريخنا هذا لم نستطيع تقديم برنامج سياسي وإقتصادي واضح يفسر كيفية (إسقاط النظام) وكيفية (إدارة الدولة مابعد إسقاط النظام). بالإضافه إلى إصرار الحركات الثورية على الأرض ( ولست في وارد أن أعمم ) على الدخول في لعبتي السياسة والمال وهم لعبتان لو دخل فيهما آرنستو تشيغيفارا لكان فشل ولم نكن قد سمعنا عنه يوما من الأيام بالاإضافة لسياسة الإقصاء المتبعة أحيانا وسياسة يلي مو معي فهو ضدي مع إنو ممكن يكون معي لو وضعنا أنا وهوه خطوط عريضه سوا نشتغل عليها.
3-مشكلة الخطاب والوضوح : لم نستطع حتى الأن تقديم خطاب واحد مطمئن للشعب السوري من القضايا الأساسية والحساسة كقضايا (الأقليات والأكراد والأرض والحدود) وبقينا بشعارات فضفاضه قد تكون غير مفهومه للبعض كموضوع (دولة مدنية تعديدية ديموقراطية) وهي مصطلحات فضفاضة لا تفسر أي شيئ من ناحية هوية الدولة وشكلها (هل هي فدراليه أم عربيه أم إسلامية أم علمانية) وللعلم الشعب السوري شعب واضح وليس لديه اللون الرمادي. وهي أمور تجعل الكثيريين ممن فاض بهم الكيل من النظام لايزالوا مترددين في أخذ القرار للنزول للشارع.
4-مشكلة الثقافة الثورية : من ناحية التنظيم والشعارات والتسميات وطرق الكفاح السلمي واللاعنفي.
ولقد تعلمت دائما أن أقول المشاكل وأقترح معها الحلول ومن هنا أقترح مايلي
أولا : أن تعود التنسيقيات لدورها في إدارة الحدث والإبتعاد حاليا عن السياسة كليا والتركيز على الحراك السوري والترتيب للعصيان المدني والإعتصام الكبير لإسقاط النظام.
ثانيا : السياسيين والمجلس الوطني السوري عليهم أن يقوموا وفورا بتقديم برنامج سياسي واضح يحدد أليات إسقاط النظام وطريقة إدارة الدولة خلال المرحلة الإنتقالية وطريقة تشكيل المجلس التأسيسي للدولة والمجلس الإنتقالي وهويته أو طريقة إنتخابة.
ثالثا : على كل المثقفين والنشطاء والشباب الناشط البدأ بوضع تصورات ومخاطبة باقي فئات الشعب السوري بهدوء وتطمين شركائنا في الوطن بأن قضيتنا واحده فهناك الكثيرين من المترددين خوفا من المجهول وهناك فهلا من غرر بهم وصدقوا نظرية المأمره وهم من يجب أن نخاطبهم في مقالاتنا وعلى الإعلام وفي حياتنا اليومية لأنهم سيقلبون المعادلة في لحظة من اللحظات.
رابعا : الإعلام وهي اللعبة التي يجب أن نكثف إستخدامها للوصول لكل السوريين وممحاربة النظام بأسلحته وهي قراراته وبياناته والتخلف الذي عمل على نشره لعقود والسرقات والنهب وعدم قدرته على الإصلاح ومواضيع المقاومة والممانعه والجولان ولواء الإسكندرون والمغيبين والأمن وغيرهم من الأمور التي يجب أن تبقى مثارة دائما بالتوازي مع الثورة وأخبارها وتحليلاتها
لن أطيل أكثر ولنا لقاءات أخرى….
*صمتنا سيقتلنا بعد اليوم …. لا رصاص الأمن
مندس شامي
http://the-syrian.com/archives/49692