لمحة توضيحيه عن وضع الحزب ( حزب العمل الشيوعي في سوريا ) في مرحلة الازمة السورية (1)
حزب العمل الشيوعي ((الوطني)) في سوريا
مقدمة لابد منها…….
أدت حالة القمع والملاحقات الأمنية والاعتقالات التعسفيه تحت ظل قانون الطواريء البغيض , الى ضرب الحزب تنظيميا ، وتم الزج بجسد الحزب من رفاق ,ووسطه الصداقي , ورهائن من عائلات الرفاق الملاحقين ،لسنوات طويله ، امتدت الى العشرين عاماً لرفاقنا في بعض الحالات ، وكانت سياسة القمع المتبعه من قبل النظام الدكتاتوري أيام حكم الراحل حافظ الأسد ، تتبع القمع لأي حراك سياسي مهما كان حجمه بسيط ، وهذا ما أدى الى افراغ الساحة السوريه من أحزاب معارضه صحيه وديمقراطية ، وتم افراغ الحياة السياسيه من أي حراك سياسي لشباب الوطن ، وهذا ما دأبنا نشير اليه ونحذر من عواقبه الوخيمة ، الى أن وصل الوطن وشبابه الى كارثه حقيقيه ، ونتسائل هنا: أليس قمع النظام وافراغ الوطن من أي حراك سياسي هو أحد الأسباب التي أوصلت الوطن الى ما نحن عليه؟؟ وخلق جيل من شباب الوطن يحمل سلاح العدو ليصوبه باتجاه الوطن ، وتهميش المعارضه وافسادها وتحويلها الى منظمات انتقاميه تسعى الى اثبات وجودها ،ووجود ظاهره فريده من نوعها في سوريا أن يحل الشخص المعارض باسمه بدل حزب يحمل برنامج سياسي ، هل ان صحة نظرية المؤامرة كانت ستنجح لو كانت الأحزاب السياسيه تلعب دورها في تنظيم الشباب وممارسة العمل السياسي الديمقراطي ، أليس هذا الدور الحقيقي للاحزاب ؟ ومن المسؤول عن تدمير هذه الاحزاب ، من المسؤول عن دماء شهداء الحزب من رفاقنا الذين استشهدوا تحت التعذيب على يد ( مظهر فارس ) رئيس فرع فلسطين ، وهل كان النضال من أجل الغاء قانون الطواريء والأحكام العرفيه ، والمطالبه بالديمقراطيه ، واعطاء حرية العمل السياسي تستوجب فقدان رفاق لنا حياتهم تحت التعذيب ، والزج برفاقنا لتمضية نصف عمرهم وراء القضبان ، وحرمانهم من عملهم وأغلبهم من اطباء ومهندسين وتحويلهم الى عاطلين عن العمل ،أو مهجرين في المنفى الطوعي ، هل أخذ الزوجه او الأخت رهينه لاجبار المناضلين على تسليم أنفسهم , ممارسه تعلمتها المعارضة السورية الا من النظام وتراكم قمعه ، ان القمع لا يولد الا القمع، هل التعذيب والاعدامات والمحاكم اللاشرعية التي تقيمها المجموعات الارهابيه الا هي تطبيق للدروس التي تعلمها شباب الوطن من المعتقلات السوريه للنظام ، ومن محكمة أمن الدولة العليا ،ان النظام زرع والوطن يحصد ،ونحن هنا نعول على وعي شعبنا الفطري ، والى رجالات وطنيه رغم سكوتهم عن القمع في مرحلة امتدت بحقبة الراحل حاقظ الاسد ، الا أنهم يتمتعون بالحس الوطني ، ويحاولون لعب دور العطار الذين يصلحون ما أفسده النظام ، ونتمنى أن يصلح العطار ما أفسده القمع والحكم الدكتاتوري في الحقبة الممتده في مرحلة الراحل الأسد الاب.
خرج رفاقنا من معتقلات النظام ، وكانت الظروف الموضوعيه قد تغيرت ان كان في سوريا ،أو المنطقة العربيه ، أو العالم ، فمنهم من استكان وترك العمل السياسي ومنهم من حمل حقد في قلبه على كل شيء ، ومنهم من رأى بالرئيس الشاب الدكتور بشار الأسد ووعوده بالاصلاح مخرجاً لإصلاح ما يمكن
إصلاحه ، ونعلم علم اليقين أن الرئيس بشار الأسد أمام مهام كبيرة وخطيره، فقد ورث ملفات مخيفه من فساد امتد في الوطن أفقياً وعامودياً وطال الوطن بكافة شرائحه ، كما ورث ملفات القمع ، والسجون وسجانين لم يتدربوا الا على التعذيب ، وإن عملية الإصلاح تستوجب الشفافية والتضحية والإعتراف بأخطاء الحقبة السابقه وإنصاف من تضرر ، وفي ما سبق تحدثنا بلمحة سريعه وموجزه ، كرؤوس أقلام عن مرحلة الراحل حافظ الأسد ، ودور رجالات النظام في الداخل السوري ، ولا بد من الإشارة الى أن المرحلة أيضاً شهدت بناء الدولة السورية ، وجيش وطني عظيم وسياسة خارجية وطنية بامتياز ،ودعم المقاومة بوجه العدو الاسرائيلي ومطامع أمريكا في المنطقة بشكل عام وسوريا بشكل خاص ، فهل الراحل حافظ الأسد كان على علم أن فكره ومشروعه بتطوير الوطن في الداخل يستوجب جيل جديد ، يحمل فكر اصلاح وتحصين الوطن من الداخل ليكون منيعاً ….. يتبع
مجموعة الاصلاح في حزب العمل الشيوعي ((الوطني)) في سوريا