لن تملكي شيئاً سوى الحياة/ ماريّا غراتسيا كالاندروني
بسبب شعاع
بعد انفصال نجمة أُمّ
يشيح الكون نظره بعيون وحشٍ بريقها أبيض
*
بسبب شعاع الشمس هذا على أواني المطبخ
والوحدة الهادئة للأشياء
وبسبب الحلول المشرق للأشياء في نفسها
نظلّ أحياء
نيسان 2014
■ ■ ■
الثمار المهجورة
بينما كنتَ تهجرُني
كان الثعلب ينشئ عَرينَه
في رسم الرأس الجميل المتأمّل
على المخدّة الهامدة
رائحة الوحش البرّية كانت تمتزج برائحة شعرك الأليفة
شكل أصهب غير قابل للتدجين
كان يعشّش في الأسود النهائيّ لشعرك
دجّنيني
كنت تقول
دجّنيني
بينما كنتَ تهجرُني
كان الوحش يلقي بوزنه الشتائيّ
هناك حيث اندلق عسلُ القبلة الأخيرة
حولنا، كانت الحديقة كلّها تتجدّد
والطيور تنقر الثمار المهجورة
ها أنذا. عدت إلى عرين الوحش
لأحافظ على بيت الفرح نظيفاً
21 /7 /2016
(من “حديقة الفرح”، قيد النشر)
■ ■ ■
لن تملكي شيئاً سوى الحياة
لم يُعثرْ على أثرٍ للحذاء
إلا أنّ الضوءَ الجنسيّ كان يطأ جسد الفتاة
المتجمّد في شهادته
بين العينين والبطن آثار مغسَل – مسار عكسيّ لتحديد أدلّة البراءة
الباب الكبير كان مقفلاً عدّة مراّت
كانت تتوهّج مثل رُقاقة خبز في المادّة الدمعيّة للمساء المتأخرّ– رأسُها عالقٌ بين الشجيرات والتكرار الشرس للدورات
لأسباب غامضة لم تتمكّن من إتمام سنوات عمرها بصرف النظر عن وظيفة كلٍّ سنة على حدة
لكن وداعاً ساكناً لجمال العالم كان يلفح الألياف الصلبة
كصيحة فرح في جسد خالٍ من الألم
(من “المفقودون”، 2016)
بطاقة
ماريّا غراتسيا كالاندروني، من مواليد ميلانو عام 1964، ومن سكان روما حالياً: شاعرة، وكاتبة مسرحيّة، وفنانة بصريّة وأدائيّة، ومذيعة في راديو “راي 3″، تكتب في “إل كورييري ديلاّ سيرا”، و”إل مانيفستو”، و”بويزيّا” (شعر). تدير ورشات شعرية في المدارس، والسجون، وكذلك مع مرضى الألزهايمر والمهاجرين، وتساهم في برامج إذاعيّة وتلفزيونيّة أدبيّة.
من مؤلّفاتها: “القرد المتشرّد” (2003 ، جائزة بازوليني للعمل الأوّل)، “الآلة المسؤولة” (2007)، “على كلّ فم” (2010)، “فعل حياة ناشئة” (2010)، “الحياة الواضحة” (2011). نشرت نصوصها في أكثر من أنطولوجيا ومجلّة أدبيّة في بلدان عدة، من بينها أنطولوجيا “شعراء إيطاليون جدد 6” (إيناودي، 2012)
* ترجمة عن الإيطاليّة: مصطفى قصقصي
العربي الجديد