مؤتمرات المعارضة السورية في المهجر
محمد زهير الخطيب
تُجمع المعارضة السورية في المهجر على انها لا تقود الثورة في سورية انما تؤيدها وتدعمها بما تستطيع، واهم اوجه الدعم بأن توحد جهودها وتساهم في شرح اوضاع الثورة للمجتمع الدولي.
ولتحقيق ذلك ظهرت مبادرات ودعوات ومؤتمرات، منها مبادرة قدمها الدكتور رضوان زيادة الاكاديمي المقيم في واشنطن، واهم نقاطها اقناع الجيش السوري بان يقود مرحلة الانتقال السياسي بامان كما حدث في تونس ومصر، ثم مبادرة الدكتور برهان غليون التي تعتمد على شخصيات مؤثرة من الداخل ومن المهجر، واعتذر الدكتور غليون عن المشاركة في مؤتمرات ومبادرات اخرى لتركيز جهده على انجاح مبادرته. وكذلك اللجنة الوطنية لدعم الثورة السورية وكان منسقها الاستاذ على صدر الدين البيانوني.
ثم عقد اول مؤتمر للمعارضة السورية بعد الثورة في استانبول برعاية جمعية تركية تمثل 400 منظمة مجتمع مدني تركية بالتعاون مع شخصيات من المعارضة السورية منهم منسق المؤتمر المهندس ملهم الدروبي، وكان اسمه (لقاء استانبول من اجل سورية) وحضر المؤتمر قرابة مائة مشارك نصفهم اتراك ونصفهم سوريون، وكان بين السوريين اسلاميون وأكراد وعشائر ونساء وتركمان واطياف اخرى، وكان المؤتمر ناجحا بحيث لفت انظار الاعلام التركي الى الثورة السورية واستحضر تعاطف منظمات المجتمع المدني التركي مع المتظاهرين السوريين المسالمين المطالبين بالحرية، وبقيت اجهزة الاعلام التركية تتحدث عدة ايام عن هذا الحدث الذي اثار حفيظة النظام في سورية.
على هامش مؤتمر استنبول تشكل ائتلاف توجه لاعداد مؤتمر آخر بطيف اوسع وبرنامج عمل يخدم الثورة في الداخل والذي سمي فيما بعد مؤتمر بروكسل.
بدأت في هذا الوقت كذلك الدعوة الى عقد مؤتمر في انطاليا واراد المنظمون ان يكون اعلان دمشق هو الداعي لهذا المؤتمر، غير أن آلية استخراج قرار نظامي من الاعلان بتبني المؤتمر مرت بتأخيرات حالت دون ذلك الى ان تبين ان الاعلان يريد ان يشارك كمراقب وليس كداعي او مشارك، وكذلك تعثر التفاهم مع مجموعة الائتلاف ثم استطاع ملهم الدروبي من طرف الاخوان ان يجد صيغة مقبولة ضمت الاخوان كمشاركين في الاعداد لمؤتمر انطاليا، غير ان مجموعة الائتلاف كانت قد قطعت اشواطاً في الترتيب لمؤتمرها في بروكسل فمضت في الاعداد له على ان يكون مكملا لمؤتمر انطاليا وليس بديلا عنه. وكانت اغلب الآراء تميل الى تأجيله ولكن ترتيبات الحجز منعت من ذلك.
عقد مؤتمر انطاليا بحضور اكثر من 400 شخص وبمشاركة موسعة من اطياف كثيرة، فكان فيه مستقلون ويساريون واخوان وعلويون واكراد وعشائر وشباب وممثلون عن الشباب والنساء والداخل والجولان…
وقد أثار المؤتمر حفظة النظام السوري وارسل شبيحته الى مطار انطاليا ومكان المؤتمر للتشويش والاساءة الى المؤتمر واتهم الاعلام السوري النظام التركي بدعم المعارضة السورية، وقد اجاب وزير الخارجية اغلو على هذا الاتهام بان تركيا دولة ديمقراطية تعقد فيها المؤتمرات بشكل طبيعي دون حاجة الى اذن من المخابرات، وعن احتمال ان يكون هناك ارهابيون بين المشاركين في المؤتمر قال بان مسائل الارهاب هي من اختصاص الانتربول ونحن لم نسمع اي ادعاء منهم على المشاركين في المؤتمر.
وكان من اهم مظاهر نجاح المؤتمر التغطية الاعلامية الموسعة التي رافقته، والتمويل السوري الواضح له من آل سنقر وغسان عبود، والعدد الكبير من المشاركين فيه، والنسب المتوازنة للجهات المشاركة فيه بحيث لم تطغ فئة على فئة، فكانت مشاركة الاخوان في لجنة ال31 مثلا لا تتجاوز اربعة اعضاء، وقد تم الاتفاق على لجنة متابعة مؤلفة من 31 شخص هم:
1. سليم منعم
2. سالم عبد العزيز المسلط
3. رضوان باديني
4. ملهم الدروبي
5. عمرو العضم
6. عمر المقداد
7. خولة يوسف
8. أكثم بركات
9. د. حمدي عثمان
10. محمد صادق شيخ ديب
11. أحمد فهد الإبراهيم
12. د. محمد رشيد
13. د. نجيب الغضبان
14. محمد منصور
15. وجدي مصطفى
16. عبد الرحمن جليلاتي
17. معتصم الحريري
18. أمير مشرف الرندك
19. د. وليد شيخو
20. سندس سليمان
21. معاذ السباعي
22. تامر العوام
23. نور المصري
24. حسين عبد الهادي
25. رضوان زيادة
26. محمد كركوكلي
27. محمد مراد الخزنوي
28. مصعب صالح الطحان
29. رياض غنام
30. غسان المفلح
31. وهيب أيوب
ويفترض ان تقوم هذه اللجنة باختيار تسعة اشخاص أتوقع ان يكونوا (تكنوقراط) قادرين على تمثيل المؤتمر وإجراء اتصالات ولقاءات مع منظمات المجتمع الدولي لشرح القضية السورية واحاطة العالم بالجرائم ضد الانسانية التي يمارسها النظام الفاقد للشرعية الذي يقتل شعبه في سورية. ويمكن ان يكون هؤلاء الاشخاص من خارج لجنة ال31 . وحسب معلوماتي ان عليهم ان يتعهدوا بان لا يشاركوا في أي منصب رئيسي في سوريا بعد نجاح الثورة لمدة دورة انتخابية واحدة على الاقل.
كما انبثق عن المؤتمر تحالف للعشائر وتحالف آخر للقوى والاحزاب العلمانية اعلن عنها بمؤتمر صحفي مناسب.
ومن الملاحظات على المؤتمر ان الاعداد له كان فيه ثغرات كثيرة وانه استثنى كثيرا من الشخصيات المهمة عن غير قصد او لضيق الوقت. ومن وجهة نظري فان تعارف الحاضرين ونقاشاتهم الجانبية قد تكون اكبر منجزات المؤتمر حيث انهم جاؤوا من عشرات الدول المتناثرة في القارات الخمس.
إن العيون اليوم تتطلع الى اللجنة التساعية القادمة والتي ستعطي انطباعا بان السوريين في المهجر قادرون على توحيد صفوفهم وترتيب اولوياتهم وشرح قضيتهم وكسب ثقة المجتمع الدولي لنصرة الثورة السورية في الداخل. ولا شك ان هذه اللجنة لا تقدم نفسها على انها تمثل الثورة السورية بل هي تمثل مؤتمر انتاليا وهي خطوة قد تتبعها خطوات في توحيد الجهود ورص الصفوف، ولا يزال العمل كثير والدرب طويل والزاد قليل، ونأمل من الجميع ان يوقدوا شموعا بدل أن يلعنوا الظلام.
الحوار المتمدن