صفحات الرأي

ماذا يعني شعار -الاسلام هو الحل-؟!


رزاق عبود

يرفع الاسلاميون، على مختلف مذاهبهم، واحزابهم، شعار “الاسلام هو الحل” ولكن ماذا سيحل الاسلاميون ياترى اذا استلموا الحكم؟! ماهو الحل السحري الذي يوهمون به بسطاء الناس؟ لقد استلموا الحكم في افغانستان بمساعدة المخابرات المركزية الامريكية، وربيبتها المخابرات الباكستانية، فماذا جرى ياترى؟ نصبوا المشانق، والمقاصل في كل شارع. حولوا الملاعب الرياضية الى ساحات اعدام، ورجم. اجبروا الناس على مشاهدة قسرية لبربرية الحل الاسلامي بالرجم، والجلد، وتقطيع الاطراف. اغلقوا المدارس، والاعمال، وسدوا كل ابواب الحياة بوجه البنات، والنساء، واقتصروها على الاولاد، والرجال، واختزلت مدارس الاولاد الى كتاتيب يعلم فيها ملالي،لا يعرفون العربية، اصعب كتاب عربي: القرآن. حرموا المرأة من كل حقوقها، وباعوا بنات الافغان في اسواق النخاسة، لمن يدفع اكثر داخل وخارج الحدود. حجبوا النساء في بيوتهن، وعزلوهن عن المحيط بقطعة قماش تغطيها من قمة راسها حتى اخمص قديها، وكانها خيمة متحركة. حطموا الزراعة النامية، ونشروا زراعة المخدرات، وعملوا على توزيعها، وانتشارها، واصبحت اهم مصدر للدخل القومي. حطموا الكنوز الحضارية الافغانية، ونسفوا اكبر تمثالين لبوذا على الارض، وحرموا سكان المنطقة من السياحة، ومردودها. منعوا الموسيقى، والغناء، بل حتى الحلاقة. سدوا كل ابواب الثقافة الحرة. انقسموا على انفسهم، وقسموا الشعب الافغاني، الى شيع، وقبائل، وزعامات، وعصابات، ومجموعات متحاربة. اثاروا الفتن، والصراعات المحلية، واصدروا فتاوى باراقة دماء الالاف من الابرياء. استخدموا الاطفال للقتال، واستغلوا اجسادهم قنابل موقوتة. حاربوا العالم كله، واحتضنوا كل ارهابيي العالم. حتى صار اسم المسلم الافغاني يعني الارهابي. وضعوا لوحة على الحدود الافغانية، وكتبوا: معمل الارهاب العالمي. فقر، وجوع، وتخلف، وامية، وانحطاط، وحروب، وتشتت، وتشرد، وغربة، ودمار، وذبح يومي للبشر. لم يحلوا اي مشكلة في البلد، بل حلوا الدولة، والمجتمع. تلاميذهم في الصومال مثل اساتذتهم دمروا البنية التحتية على بساطتها، وقاموا بتهديد السلم الاهلي، والعالمي، وشنوا حروب التفكيك، والقرصنة، وقتل الابرياء في الاسواق، والمدارس، والمستشفيات. الاسلاميون الحاكمون في السودان قسموا البلاد، وشطروا العباد، بعد حروب اهلية طاحنة، واستعباد شرس للشعوب غير العربية في السودان. باعوا الافارقة عبيدا، وجواري داخل، وخارج السودان. وحولوا البلد الى ساحات حروب، وشقاق، ونزاع، وفتنة. في ايران نفس الخراب، والدمار، والبطالة، وامتهان حقوق الانسان. السعودية تدعي الاسلام، وتحكم باسمه. ورغم انها الدولة النفطية الاولى في العالم فلا زالت الامية، والفقر، والامراض منتشرة في مملكة البدو. تمييز طائفي، واحتقار للمرأة، وصل حد الافتاء بمنعها من الجلوس على كرسي، او اظهار فتنة عينيها. ناهيك عن قيادة السيارة، او السفر. اولياء امرها اطفال قاصرون، حتى لو كانت عالمة ذرة. فالحل الاسلامي اذن هو حل المجتمع، وتخريب الاخلاق، وتمزيق الاواصر الاجتماعية، وتفتيت الروابط الوطنية، وجعل المسلم يحتقر “الذمي”، ويستعبد “الكافر” ويقتل “المرتد” ويقيم الحدود على الشباب، اذا تهندموا، وتانقوا، وواكبوا ركب الحضارة البشرية. تقاتل المذاهب، والطوائف الاسلامية بحيث يحلل دم الشيعي”الرافضي”، ويجاز قتل السني”الناكر للولاية”، كما حاصل في العراق. نشروا فكرا ظلاميا، واقاموا حكما طائفيا، يقتل فيه الاخ اخيه، ويستباح فيه مال الجار، وعرضه. ولا يامن فيها المرا على نفسه، وماله. في العراق، كما في افغانستان جاء الاسلاميون الى السلطة بمساعدة الامريكان. الغريب انه رغم الامثلة السيئة، والنماذج المخيفة، والنتائج الفظيعة لحكم الاسلاميين في العالم، قديما وحديثا، فان الحركات الاسلامية تطالب “بالحل الاسلامي” واوله اضطهاد المرأة، كما يحصل الان في العراق، وايران، والسودان، وجنوب لبنان، واندونيسيا، وليبيا، وستلحقهم تونس، ومصر، واليمن، والاردن، والمغرب رغم دعاوى الاعتدال، والوسطية الكاذبة. فقندهار هي النوذج المثالي، والمتبع في كل الدول التي ابتلت بحكم الاسلاميين، او نفوذهم الواسع! فتاوى بالخلع، وسفك، واهدار الدماء، كما في مصر. قد تختلف في الاشكال، والنسب حسب الظروف، والضرورات. لكن الصورة نفسها: تفكيك، وحل اللحمة الاجتماعية لكل مجتمع يقوده سوء حظه الى قيادة الاسلاميين له. اي خلق مشاكل جديدة مستعصية للمجتمع، واعادته الى ظلام القرون الوسطى. ولا تحدثني عن تركيا فاسلاميو تركيا اعلنوها منذ اعادة اجازة حزبهم، واستلام السلطة، تخليهم عن تطبيق احكام الشريعة الاسلامية، وامنوا بفصل الدين عن الدولة، و تعهدهم القبول بالحكم العلماني، الذي يعني الدين لله والوطن للجميع. تخلوا عن “الحاكمية لله” وارتضوا بحكم الشعب، وصندوق الاقتراع. فان تخلوا عن هذه الاختيارات سيرفضهم الشعب التركي في اول انتخابات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى