صفحات الرأي

ماذا يقول كبار الفلاسفة والمفكرين والاقتصاديين العالميين في الديموقراطيات الراهنة؟

دكتاتورية حوّلت الإرث الفكري الى بضاعة استهلاكية

                                            هل ذهب البرج العالمي للأفكار مع ذهاب أساتذة عقد الستينات؟ وكيف يواجه الاجتماع الحديث إشكالياته المتعددة؟ ماذا عن الديموقراطية الصحيحة أهي ممكنة، أم مستحيلة؟، عالم من دون أفكار، يتندّر على عقد ازدهرت فيه الأفكار والثقافات في الستينات.

امرأة تتقدم الى المنصة وتتجه نحو الميكروفون وتتحدث بجرأة: “يا إلهي أين تقيم الأفكار؟ أعطوني فكرة تمحو أحلامي، باسم الرب اعطوني فكرة وسريعاً!”.

“أين هم الناس المولجون بحقل الأفكار؟ ماذا أخطأنا بحق الإله، لنقضي وقتاً بحك الرأس، ولماذا؟.

كان ذلك في مهرجان افينيون 2010 في عرض مسرحي للمخرج جويل يوميرا ما يجسّد بقوة تعبير لهذا الوصف من الخواء الفكري في زمننا.

مع التماس المفكرين تحققت الثورة الصناعية في المجتمعات ما بعد الصناعية. لكن الطلب يتزايد على الأفكار والنظريات الفلسفية. نعم جرت إدارة تحليلات مهمة ومعيّنة، ونظرات ورؤى شكّلت عالماً مفتوحاً للمفكرين وعنصر حماس مهم بالنسبة إليهم. ولكننا في حلبة خيبة، الأفكار تتسرب من بين أيدينا وأصابعنا مثل حبات الرمل، تنزل بسرعة هائلة والمسؤولن عن الأفكار صامتون إزاء صرخاتنا. وهذا موت للأفكار؟.

ملف شامل وباعترافات مهمة أجرت معه مجلة “لونوفيل أوبسرفاتور” الفرنسية مسحاً شاملاً للأفكار السائدة والمفكرين الذين يمكن إحصاؤهم في العالم اليوم.

ملف صحافي وثقافي وسياسي في آن أجري مع أكثر من 50 باحثاً وباحثة ومع محللين ورجال صحافة وإعلاميين على الشاشات التلفزيونية في جدالية فكرية مهمة صاخبة وصدامية، وفي كمّ كبير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات وأحياناً تكتفي بطرح تأملات مهمة قد يكون الفكر موجوداً في كل مكان، وليس لفكر الستينات كبنية وصلت لأمكنة واسعة تجادلية في الثنائيات والنظريات المتناقضة والايديولوجيات والمفاهيم والمقولات وإن في مقاييس صارت قديمة ونصوص صارت مفككة الآن.

اليوم، لا أفكار ولا بنية تخلق اللغة حتى بالشكل، وغابت المدارس الخاصة والعالم يسير من دون أفكار ومن دون نظريات، وكان هذا ليكون جيداً كحالة مثاقفة جديدة مع أفكار جديدة وحريات جديدة لو كانت ترتكز فعلاً الى الفكر والإدراك والفلسفة والآداب.

اليوم، أولئك الذين يعملون يومياً، ويفجرون المراحل ويناقشون ويحاولون ويتجلون ثقافياً وإبداعياً ويتألقون فُقدوا والعملية الفكرية نفسها انحسرت الى عدد محدود جداً من “المفكرين” الذين ذهبوا من اليمين الى أقصى اليسار.

وبالمحصلة، نحن علينا أن نختار أفكاراً لا تقود الى أي مكان..

المف ضم 25 مثقفاً بمعزل عن انتماءاتهم السياسة أو الايديولوجية.

ومن زوايا العالم الأربع من كاليفورنيا جوديث بوكلير من كبار مؤرخي “النوع” ومن أوستراليا بيتر سينغر الى باحثين من ايرلندا، ألمانيا، الهند.. ولكل أسلوبه ولغته وموسيقاه..

الغالبية هم من الفلاسفة، الى جانب عدد من المؤرخين وعلماء الاجتماع والاقتصاد. لبعضهم مؤلفات مهمة جداً، من أمهات الكتب العالمية ومستمرون في الكتابة. البعض الآخر يطرح حلولاً ونظريات عميقة، الى الذين يستحضرون الأسئلة القديمة: الديموقراطية، الفرد والمعرفة، وأولئك الذي يعالجون مسائل مثل السينما والروبوت، وسؤال ما بعد الاستعمار. هنا نجد تعددية فلسفية من الموروث القديم للأفكار النقدية التي تغيّرت من أفكار ديريدا الى فوكو، والى الفلسفة الانكلوساكسونية، والمدرسة المناهضة للتوتاليتارية، والمدرسة الماركسية.

لكن كل هؤلاء يقفون على قاسم مشترك وقناعة مشتركة من أن النظرية تساعد الإنسان على التفكير نحو التطور.

صوت الأشياء

المحور الرئيس في الملف والذي طرحه المخرج جويل يوميرا يتركز على الأفكار التي نفقدها ولكن أيضاً عن هؤلاء الذين يحملوها والمثقفين الكبار اليوم، وأين موقعهم. الى السؤال الأكثر أهمية عن مفكري وفلاسفة الأمس، وأين هم: أين هو سارتر ولاكان وبارتيس وفوكو وديريدا؟.

في العام 1966 صدر كتاب “صوت الأشياء”، الكتاب التجريدي بالمطلق، الذين اشتروا الكتاب بلغوا عشرين ألفاً، وصلوا الى مئة ألف في غضون عشرين عاماً. في ذلك الوقت كان اسم فوكو في المكتبات الى جانب سي دي بول كلي.. كان الموحي هو وجود نظام من الأفكار والنظريات الشاملة عن الإنسان، والمشاريع العالمية بالنسبة لموقعه.

ذلك العصر كان عصراً ثورياً، والنوستالجي كبيرة جداً وبخاصة في الخارج أكثر من فرنسا نفسها.

الصيف الماضي قدم الفيلسوف الشاب فريدريك كرو المسؤول عن نشر مؤلفات فوكو في “لابلياد” سلسلة ندوات في المراكز الثقافية في الصين واليابان وتايوان انظروا ماذا قال في ندواته:

“الجمهور في هذه اللقاءات يريد بالمطلق معرفة من هم الكتّاب الكبار الفرنسيون المشهورون حالياً.

بالنسبة إليهم فولتير، زولا، سارتر، وفوكو يبقون أفضل من يجسّد فكرة العالمية”. حديثاً كتبت سيلفي لوران مقالة في مجلة “سجالات” (“Debat”) تستعرض فيها الكتب الجديدة التي صدرت في الولايات المتحدة الأميركية في السنوات الأخيرة وذلك لكي ترثي نهاية المفكّرين الكبار الأميركيين. من بيركلي الى تايباي (De Berkeley à Taipei) هل جاء زمن وداع المفكّرين؟

في الواقع المفكر الكبير، كما السياسي الكبير هو نتيجة تراكم ظروف تاريخية هي التي أسهمت في ظهور مالرو وسارتر وكامو. هذه الظروف التاريخية جيد أنها صارت وراءنا وتمثلت حينها بصعود الفاشية والحرب الباردة، والاستعمار… في سنوات الستينات (1960) وحتى فلاسفة كبار ومن الصعب بمكان قراءاتهم مثل ريتش أو ماركوز سجلوا حضوراً كبيراً وكان لأعمالهم صدى بسبب نظرياتهم المتقدمة حول الحرية الجنسية، أو أنها دخلت في تجادلية حول التحرر الجنسي. هذا الأمر حصل. ولكن ليس أمراً عادياً أن ينخفض عدد المهتمين من القراء اليوم. الأمر نفسه مع فوكو أو دولوز في استراتيجيتهم النظرية ضد البنيات السلطوية، مهمة الفلاسفة إظهار سيئات وأخطاء الاجتماع تمهيداً للثورة عليه وتصحيحه عبر تقديم أفكار نقدية تأسيسية لحالات اجتماعية أو تحولات جديدة.

الاتجاه المعاكس

بمقياس ما يتقدم الفيلسوف كنبي يحمل رؤيا. اليوم تبدو الأمور بالاتجاه المعاكس، والزمن بالمقلوب وصار الزمن الفكري والفلسفي في الستينات من النوستالجيا اللذيذة. الفكرة النقدية التي نجحت في هدم الكثير من العمارات الاجتماعية والسياسية سابقاً تبقى هي الترياق الضروري في مواجهة نزعة الامتثالية المتطورة. لكن لم تعد الأفكار على النحو الذي يؤدي خدمات كبيرة في دلالات الأشياء نحو المستقبل أو الإرشاد نحو المستقبل.

قلّة عدد أساتذة الفكر من جهة وتكاثر العدد العالمي للجامعات والنشاطات التأليفية والنشرية يقول أستاذ علم الألسنية بيار أونكيريفه والذي واكب نهضة السبعينات.. هذا ليس عنواناً لفراغ وتخفيفاً في الأفكار، بل عنوان تضخم في الأفكار، مع تسجيل عدم الحاجة الى الكبار من مفكرين وكتّاب ورسامين ومحللين نفسيين…

في العالم الحاضر، يبدو أن مكان هؤلاء الى اضمحلال.. الأمر نفسه ينطبق على العسكر، قبل اليوم كنا نعرف أسماء جنرالات الحرب.. لكن اليوم ما يهمنا أكثر هو أن نعرف اسم زعيم المعارضة في “مالي” أو اسم زعيم التدخل في “مالي”. زمن الأبطال الخارقين في الفكر قد تطور أو جرى تجاوزه، ولا يوجد مكان للندم أو للاسترجاع أو للحسرة.

يمكن الولوج إذاً الى خلاصة بأن الفكرة هي التي تختفي… هذا هو اللغم الذي يسود حالياً الوسط الفكري والثقافي. لندساي أون المسؤول عن مكتب العلوم الإنسانية في جامعة هارفرد نشر العام 2007 مادة بحثية عن الحياة الثقافية في أميركا مثل حقل من الخراب والفوضى. والتضخم في الخصوصية، وهوس الصعود والكراهية في النظرية. (“النقد الأكثر تدميراً وخراباً الذي يواجه الباحث هو وجود أفكار كبيرة” يكتب أون). وباللغة العادية يُعبر عنه بالتعثر بالأفكار منذ عقود ثلاثة “وما تتعب راسك”. كانت مجلة “Pitote” في العام 1960، المجلة التي تسلي في التفكير، اليوم النظري متقدّم لكل شحنة من عقاب جزائي وتفضل أن تترك للاختصاصيين.

فقط رجل في العام 2013 هو من يحتاج الى الفكر والى التفكير قياساً على العام 1970 وبالتجربة؟ التلفزيون تحت تأثير تحريض فريدريك تاديثي أعاد مواكبة الحدث الفلسفي عبر “مجلة الفلسفة” (Philosophie magazine) في واحدة من النجاحات النادرة الحديثة في الصحافة المكتوبة والبرامج الفلسفية على قناة فرانس ثقافة وفي أثر مهم على الشاشة ودور النشر الجديدة.

هيسيل

وحده ستيفان هيسيل باع ثلاثة ملايين نسخة من كتاب صغير جداً قد لا يُعد حتى كتاباً فلسفياً بمعنى الكتاب الجامع والشامل، فقط لأنه عكس صرخة فلسفية احتجاجية في مواجهة خراب وفوضى الأفكار النيورأسمالية السائدة وفي محاولة هيكلة أفكار جديدة للخروج من الأزمة المالية العالمية وتداعياتها عبر حلول ليبرالية أخرى.

“لا يوجد فعل المحاولة والمتابعة والتناوب” قالت مارغريت تاتشر (“الأمل الذي نحمله في الفكرة هو بعض الأشياء الجديدة التي تظهر وتجد الكلمات لكتابتها. أن نختار النظرية، يعني أن نختار شكل الحياة، أو حتى شكل الموت، أو نختار الحياة ضد الموت” يقول ليندساي اون”).

أن تقدم أفكاراً جديدة، اذاً هي البوصلة التي توجه الملف، الجديد لا يتوتر مطلقاً.. الحياة تطبيقها تقديمها، ليس بمعنى التطور أي الانتقال من حال الى حال بل بمعنى الجديد الذي نحمله. بمعنى آخر علينا ألا ندّعي في أي لحظة الشمولية. والصحيح أيضاً ينطبق على اللحظوية. السؤال في علم البيئة أو علم الأحياء والطبيعة حاضر، والأمر نفسه “المسلك الجديد ما بين التراث الماركسي، النظرية السياسية، والأسئلة الاجتماعية والتاريخ” ذلك وفقاً لجيروم فيدال مؤسس منشورات امستردام. لكن يمكن أن نذهب أبعد بعد أشهر عدة، بعد سنوات عدة. لأن الأفكار تؤخذ عندما تكون حسية جاهزة، ونستطيع أن نثمن بقدر واحد في انتقائنا بأن يصير هذا الانتقاء أو الاختيار مهملاً ومهجوراً وبالسرعة الممكنة.

تشارلز تايلور

الفيلسوف الكندي تشارلز تايلور رأى أن الأيديولوجيات تمنع رؤية الواقع واليوم لا توجد معارف جزئية، وما يجري هو التوسع الى الأقصى في انعكاس الأفكار.

[“لونوفيل اوبسرفاتور” هل يوجد وجوه كبيرة في الأجيال الفكرية راهناً؟.

– نعم، وأستطيع أن أعدّد بالدرجة الأولى بيار روزانفالون الذي نشر “مجتمع المساواة”، والكتاب برهن أن الديموقراطية تحتاج الى صورة المساواة. واليوم المجتمعات الحديثة مقسومة بين أغنياء وفقراء. أشير أيضاً الى تيار من الأفكار مثال هارتموت روزا والى تيارات ليبرالية على غرار تيار جيمس تولي وهناك أيضاً ميخائيل سانديل في كتابه الأخير “ماذا يمكن أن تشتري الأموال” والاقتصاديان الاثنان جوزف ستيغلير وبول غروغمان اللذان يمثلان أفكاراً اقتصادية مهمة يسارية الطابع تناقض النيوليبرالية المتوحشة.

[في السبعينات جرى الكلام عن نهاية الروائيين الكبار، هل هذا ما زال صحيحاً؟

– بالواقع زمن الرؤية الكبرى ما زال قائماً، بالعكس متقدّماً على ما سواه. ثم النقاشات الكبرى اليوم في الأمم المتحدة تتركز حول الديموقراطية وحقوق الإنسان والمرأة. هناك عودة الى الوراء الى الماركسية التي قيل إنها انتهت في السبعينات، اليوم الأفكار الماركسية عادت الى الواجهة تشغل المجتمعات الغربية، والمسألة الاشكالية بالنسبة لليمين واليسار تتعلق بطرح أجوبة سهلة، وعلى المفكرين اليوم إسقاط النظريات الايديولوجية الجاهزة والتقليدية التي تمنع رؤية الواقع.

[لفترات طويلة، كان السجال الفكري قائماً بفضل وجوه نقدية قاومت الأنظمة القائمة؟ ماركس، فرويد، سارتر، لاكان، دولوز، فوكو، لا أحد يحلّ محل هؤلاء؟

– نهاية الحرب العالمية الثانية أعطت الانطباع بغد غنائي. الإنسانية مشت خطواتها، الخطوة تلوَ الأخرى والواحدة بعد الأخرى. لكن السؤال كان معرفة خارطة الطريق الصحيحة: ماركس، فرويد، مدرسة فرانكفورت؟ فكان الايمان بتلك الأفكار الكبرى يتجه للايمان اللامتناهي بتقدم الإنسانية. لكن المستقبل ليس معادلة رياضية وحين يقفل المستقبل، إمكانية أن يكون نظرة شمولية تختفي أيضاً.

اليوم لا أحد يستطيع أن يرى الصورة الكبرى، لا أحد يفهم كل شيء، ولا أحد يستطيع أن يرسم خارطة طريق. المفكرون المعاصرون ليس لديهم سوى نظرات جزئية، ولكنها أفكار مهمة للتأثير العام.

[.. والمفكر الأميركي الكبير ليندساي واترز كتب العام 2008 متسائلاً هل ماتت الأفكار الكبيرة؟ ما رأيك؟

– هو صديق لي، ولكن لا أشاركه نظرته التشاؤمية تلك. يمكن التخلي عن فكرة وجود حلول لكل المشاكل القائمة، حلول شاملة لكل المشاكل.. المشكلة برأيي هي من الجهاز العالمي نفسه، وبالمغامرة الفكرية السائدة خارج أفكار الاختصاصات. تجد فيلسوفاً يتحدث في الفن، عالم اجتماع يهتم بالعلوم، عالماً اقتصادياً يفكر بالتحيل بالسيكولوجي. هذا هو علم منطق الحدود.

[أن يجيب الباحث في اختصاصه، هذا يسمى بالخبير. هل بقي هناك مكان لفيلسوف الذي يحب المعرفة على نحو شمولي؟

– من الطبيعي أن يتمتع المفكر بمؤهلات خاصة وفي الوقت ذاته يوسع أفكاره الى الأقصى. للرد على سؤال “ما هي الديموقراطية”، يجب أن نجمع العلم السياسي والتاريخ وعلم الاجتماع والأنتروبولوجيا، ولكن أيضاً معرفة عامة للشرط الإنساني.

هذا ما نسمّيه الفيلسوف أو الفلسفة. لكن يجب أن نميّز ما بين الاختصاصات التي يدرّبها الأساتذة الجامعيون وبين الفلسفة وهي حدود فاصلة ضيقة جداً.

جوديث بوكلير: ما بعد النوع

ما نشهده هو اضطراب في النوع الفكري، وفي فرنسا هناك الذوبان في النوع الفكري أو في نوع الدراسات وخير دليل على ذلك النتيجة والأثر على حقوق النساء والمثليين..

غاياتري شاكرا فروتي سييفاك

ما بعد الكولونيالية

تناقش سؤال ما بعد الكولونيالية في الولايات المتحدة الأميركية والهند وعلى كل الكوكب الأرضي. هذا السؤال بدأت دراسته في فرنسا من العام 2005 والأمر يتعلق بسؤال تقدم موضوع العالم الثالث في الخطاب الغربي.

ما بعد الكولونيالية الذي دارت حوله سييفاك ترجم الى الفرنسية في العام 2006، قبل أشهر من إنشاء وزارة الهوية الوطنية في فرنسا.

هارتموت وزا

ناقش سرعة ايقاع ما بعد الحداثة، وأطلق روزا الألماني (47 سنة) فلسفة النقد الاجتماعي للوقت، ليس فقط الكومبيوتر والآلات الحاسبة بل أيضاً الوجبات السريعة والنوم القليل، تغيير الإقامة، السيارة عالم غير محدود من الاستهلاك.

التقدم التقني أدى الى ربح عامل الوقت والى خسارته في آن. ان نجري أو نموت..

جوان ترونتو (الولايات المتحدة الأميركية)

في العام 1968 صنع الرجال الثورة في وقت اهتمت النساء بالأطفال. اليوم المرأة تذهب الى العمل مثلها مثل الرجال والسؤال من يهتم بالأطفال؟.

وهو سؤال يحمل بعداً سياسياً بطرح مسألة العناية والسؤال مطروح اليوم في الولايات المتحدة الأميركية حول المساواة بين الجنسين بالعناية بالأطفال.

ريكمونت باومان (انكلترا)

إذا كانت الحياة، كما الصحة، كما الحب هي أمور عارضة ودقيقة، ماذا يخرج العمل عن هذه القاعدة؟

باومان يكتب عالماً مساوياً (شاملاً)، عالم العولمة، ذوبان المؤسسات الصلبة، زوال الحدود، أي خلق إنسان من دون مرجعيات وخارج الأزمنة والأمكنة. هذه المابعد حداثية هي عالم تحوّلي، كما إعادة تدوير الأشياء أو بقايا الأشياء، وبقايا النفايات، والناس دخلت في حلقة مجنونة من الاستهلاك، والتسويق والتشييئ والتسليع. هذا يطرح مسألة المسؤولية الإنسانية المشتركة، للمحافظة على القيمة الإنسانية المشتركة ووحدتها.

اكسيل هونيث (ألمانيا)

الإنسان ليس ذئباً بالنسبة الى الأنسان الآخر، لكنه في المقابل حيوان أخلاقي.

هونيث يستعيد أفكار ميكيافيلي وهوبس وبالنسبة إليه، الكائنات لا تؤخذ بالاعتبار من خلال الاكتفاء في تأمين مصالحها، ولكن برغبة إقامة علاقات معرفية بين بعضها البعض، وهذا يتطلب تحقيق جهد وعناء وأفقاً من التفكر العالمي وقراءة عميقة لعدم التكافؤ الاقتصادي ومشكلة عدم المساواة في توزيع الثروات العالمية (…).

جاك رامتيسير (فرنسا)

العالم مقسوم الى فريقين من جهة الديموقراطيات والانتخابات والأفكار والطبقة الوسطى، والمؤهلات الإنسانية ومن جهة أخرى فئات تهدد الديموقراطيات من العالم، والجرائم، والمخدرات والإرهاب والتشرد.. وبالواقع التهديد للديموقراطية لا يأتي من الطبقات الاجتماعية الدنيا بل من الأعلى من تلك الأوليغارشيه السلطوية الحاكمة (…).

فيليب ميسيتي (ايرلندا)

الحرية من دون الليبرالية المفرطة، وتجادلية تناقضات من نوع إلزامية حزام الأمان في قيادة السيارة أو إطاعة معلمي المدرسة، وهذا يقود الى تعريف الحرية: كل شيء لا يتعارض مع أفعال الإنسان ومع قيمه وحتى مع إيمانه وشرط عدم الهيمنة أو السيطرة المطلقة.

والصوت المقترع والانتخابي عامل أساس في تلك العلاقة التجادلية بين الحرية والسلطة أو الحكم (…).

بيار روزافالون

إرادة الإصلاح وعدم حصر الديموقراطية بالعملية الانتخابية وأنها استدعاء أشكال أخرى غير العملية الاقتراعية تعطي المعارضة السلطة كما الحكم (…).

جورجيو اغامبين

ولادة الديموقراطية هي فاكهة الثورة، نهاية حرب، انقلاب عسكري (…) هذا ليس ديموقراطية الديموقراطية هي في الدور الاستثنائي حيث يعطى المواطن كل حقوقه (…).

مارسيل غوشيه

ما بعد الدين

القاعدة الأشهر عند مارسيل غوشيه تعلن أن المسيحية “هي الدين الذي يخرج من الدين”. أي الآلهة من الخارج الذي لا تحتاج أن يبقى لكي تعيش. لكن المجتمعات تبقى مشغولة برغبة أن الوحدة والديموقراطية هي التي تمثل الآمال المنتقاة. وحين تعصف البرلمانات، يجري البحث عن رمز ما من الرئاسة من الحزب أو العرق، واليوم من الاقتصاد المحدود.

ميخائل سانديل

أخلاقية السوق

خلال ثلاثة عقود السوق العالمية هي التي تحكم حيوات الإنسان بخلاف الماضي. ويرى هناك جهازاً آخر من الانتاج والتوزيع يقدم تلك المواءمة حيث تعوّل السوق نفسها شروطها ونسب النمو(…) سانديل ضد الرأسمالية تماماً. هو فيلسوف محافظ وينتمي في أصوله الى عائلة اشتراكية ويتبعه دراسياً من الصين واليابان أكثر من 15000 طالب وطالبة له كتاب حول “العدالة” باع نحو مليون نسخة (…).

ايزابيل ستيغز

وتسمى غايا (Gaia)، ولمواجهة الصعاب التي تهدد العالم تقول غايا بت”مجموع العلاقات ما بين الكائنات الحية، وبين المحيطات والفضاء والمناخ والأرض”، أي الخروج من سحر المدنية العلمية (…).

امارتيا سين (الهند)

هي فكرة العدالة واقتصاد النمو، والحرية والمساواة والأهلية وأي اجتماع حديث يعرّف بمفهومه الحرية، وخلال عقود أربعة كان العالم الانكلو-ساكسوني مأخوذاً بعلاقته مع نظرية المفكر الأميركي جون راويلز في بداية السبعينات: “العدالة الاجتماعية هي عقد أساسي لعلاقات اجتماعية ايجابية ثم إعطاء الأفراد الحق المجرد من العدالة الاجتماعية والصحة والغذاء، والقدرة/الحياة المشتركة (…).

جان بيار دوبوي:

ميتولوجيا الاقتصاد وعناصر عديدة وأشكال مختلفة ليبني الإنسان عشه في العالم في الألفية الثالثة: التقنيات، العلوم والاقتصاد وأيضاً الدين، السياسة، حقوق الإنسان والمشاعر (…).

طوني نيغري

في مواجهة امبراطورية السوق المالية الضخمة والتجار الأحياء السياسيين: الأفكار، التأثيرات، الأسرار، المعارف، المعلومات، الصور وبالتأكيد ليست جماعة البروليتاريا هي من يصنع السوق وإنما العمال المنتجون، فالمنتج هو منتج ثقافي ومعرفي وتقني (…).

آلان ياديو

من عالم يحيل الإنسان الى جسد، ومن عالم تحول فيه الحدث الى أثر، وحقيقة يؤكد باديو أن الإنسان هو بالأول حامل لحقائق ما والانطولوجيا هنا هي فرع من الفلسفة ومن أيام ارسطو الى الآن وتعريف الكائن قائم والإنسان ليس سوى تراكم مكثف وجامع للفراغ (…).

ستانلي كافيل

أذهب الى أين، اذاً أنا موجود، والحداثة تعرف بموت الإله، ونهاية الميتافيزيقية وكل التجربة الإنسانية مهددة بالشك، وبالنسبة الى ستانلي كافيل، السينما تحمل معها حلولاً مشهدية، صوراً تتوالد، في أمومة طازجة، وجوداً مشهدياً، ليس واقعياً، تجربة انطولوجية، من ظلمة معلنة (…).

سلافوج زيزيك

من السبيعينات ما بعد البنوية أعلنت نهاية الفكر الديكارتي. الحر، الواعي والانسان صار تعددياً، متناقضاً، مأخوذاً بالشرط الاجمالي والتدفقات الجنسية، بمعنى آخر هو زمن “موت الموضوع”، والرأسمالية ذهبت تبحث عن عدد حقيقي، مثل “الروبوت” في التيرمينتور” (…).

ترجمة وتقديم: يقظان التقي

المستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى