مامعنى لاءات مؤتمر هيئة التنسيق الوطنية
نصر حسن
(1)
بداية ً لابد من التأشير أن الحاضنة الاستبدادية التي أنتجها النظام الشمولي وفرضها على الحياة العامة لنصف قرن ،قد أرخت ذيولها على المجتمع بشكل عام وعلى العمل السياسي بشكل خاص وعلى الحراك المعارض بشكل أخص ،أدى ذلك إلى إجهاض دور المجتمع المدني والعمل المعارض عبر معاملة ناعمة حينا ً وخشنة في معظم الأحيان ، من السجون لفترات مفتوحة إلى التصفيات إلى الهجرة ،إلى بقاء بعض الأطراف ذوي القراءة الخاصة للعمل الوطني داخل سورية ومرافقة النظام طمعا ً في معجزة ما نحو التغيير!، أو جزرة موعودة ما يرميها النظام ، أعياهم الخداع والانتظار والقصور ،وبالتالي انكمش دورهم ( الداخل ) بحكم الزمن والتهميش واستهلاك حيوية الفكر والعمل واستطاع النظام رصفهم بالنتيجة كأحزمة احتياطية محاذية له ، استفاد النظام من هكذا وضع هلامي متراخي بعناوين فضفاضة ساهمت بدورها بشكل ما في تسطيح العمل الوطني وتذييله وربطه كليا ً بإرادة النظام الأمني وزكزاكية الحاجة للنفخ والتلميع والوعود وبعض العنف المهذب إن تطلب الأمر ، تكيفت في وجود هزيل وتمثيل مرتهن لأجهزة الأمن على هامش نصاب الجبهة الوطنية التقدمية المؤجل إلى ما شاء النظام ، لكن عمليا ً مارست دورها كشريك زور مزمن مع النظام ضد الشعب السوري وخياراته في مسيرة طويلة مليئة بالعنف والهمجية ، عاصفة دامية على المستوى الداخلي والعربي ، مساومة مسمسرة بكل شيء على المستوى الإقليمي والدولي .
وجاءت ثورة الحرية والكرامة مباغتة للنظام مفاجئة للجميع، ومنهم أطراف العمل الوطني وفي الداخل على وجه التحديد ،لأنهم يعيشون الحالة المباشرة للنظام والشعب وليست نظرية كما هو حال أطراف المعارضة في الخارج ، ورغم أن سياقات التغيير في سورية قبل آذار 2011 كانت من المستحيلات ، أو الممكنات المشروطة بالتدخل الخارجي ، استفاد النظام من هذا الوضع الشاذ واشتغل عليه لتوليد حالات الخوف من التغيير، لكن خلافا لكل الموجود جاء التغيير داخليا ً سلميا ً مدنيا ً ديمقراطياً , نقل سورية بسرعة من حالة الإحباط واليأس وانسداد الأفق إلى الأمل الفعلي بالتغيير الديمقراطي ،وبدأت الثورة تعبر عن نفسها وعن أفكارها وعن نظرتها لسورية المستقبل عبر شعارات بسيطة مختصرة من الإصلاح إلى التغيير، إلى إسقاط النظام ،إلى إسقاط النظام ومحاسبته ،وتفكيك الدولة الوراثية الأمنية كلها والقطع مع محدداتها، والبدء بعملية بناء سورية الجديدة وإعادة هيكلة الدولة ومؤسساتها والحراك السياسي وتنوعه والشعب وطموحاته على أسس الدولة المدنية الديمقراطية التعددية.
على أن الخطير في الموضوع هو أن النظام اختار منذ البداية المواجهة الدموية كحل وحيد لاشريك له وأبعد كل الخيارات السياسية ، ردت عليه الثورة بسرعة ووضوح بالتمسك بالخيار السلمي والاستمرارية رغم الوحشية والهمجية، وأطراف المعارضة كلها التي تفاجأت بالثورة ،لم تبد ذلك الرد العملي السريع بالتناغم مع الثورة بالمستوى المطلوب ،وفرضت عليها سياقات اللحظة التمايز بين داخلية وخارجية واللجوء إلى العمل الاستعراضي عبر تكاثر المؤتمرات هنا وهناك ودون التفاعل المطلوب مع اللحظة في التحالف السريع ضمن إطار موحد ، تسلل النظام بإمكاناته الهائلة إلى هذا الخرق وبدأ يعمل على شق المعارضة هادفاً إلى ضرب الإجماع الوطني الموحد خلف الثورة ناقلاً المعركة إلى أطرافها بدل أن تكون ضده ، ساعده بعض أطراف المعارضة الداخلية ،، الممانعة ،، التي تصول وتجول داخل سورية وخارجها بموافقة النظام وتسهيل حضورها لمؤتمرات الخارج في استانبول والدوحة لنقل عدوى فيروس النظام إلى ساحة المعارضة وتمزيقها لحرفها عن هدفها وإضعاف ثقة الثورة بها وبالتوازي استمرار العنف الهمجي ضد شباب الثورة والشعب على أمل إجهاضها أخيرا ً.
على أن استمرار الثورة لشهرها السابع وتصاعد وتيرتها واتساع دائرتها لتشمل الوطن كله ،وعناد النظام الغبي على التمسك بخيار القتل والترويع وهتك الأعراض بشكل منفلت ليس له مثيل في التاريخ، تلخصه الرؤوس والأطراف المقطوعة كما جثة الشهيدة زينب الحصني التي سلمت إلى أهلها بعد شهرين من الاعتقال في حمص مقطعة أوصالاً في كيس أسود ، رغم كل ذلك تستمر الثورة إلى لحظتها الراهنة التي حشرت النظام في طريق مسدود ،يراوح في الدائرة المستحيلة دائرة القتل والحصار والترويع والكذب ، أردفه بخطة إسعافية لمحاصرة الثورة عبر تمزيق المعارضة تحت لافتة الحوار ومؤتمرات الحوار في دمشق لبعض قوى المعارضة التائهة تحت سقفه الأمني القمعي ،كان آخرها مؤتمر اللاءات الثلاث الذي عقد في الدريج قرب دمشق لدق اسفين بين أطراف المعارضة، وأيضا ً بينها وبين الثورة ،وتوجيه رسالة ثانية بعد رسالة الإصلاح الدموي الذي أنجزه في سورية !، فحواها أن النظام يريد الحوار! وأن الحوار مع مايسمى المعارضة قد أفرز حلا ً يفرضه باسمها على الثورة والشعب ،ويلطف سمعته في الخارج الذي سئم كذب النظام ومراوغة بعض الأطراف المحسوبة على المعارضة والثورة ، تلك الأطراف التي قدمت خدمات كبيرة للنظام أغرته في الغوص في مستنقع العنف والقتل والأمل في إجهاض الثورة ، باختصار عمم عليها خبراته في التدليس والمراوغة واللعب على الكلمات والألفاظ والمعاني لإشاعة جو من الشك واللبس والتيه على الساحة الوطنية .
(2)
نأتي إلى بيت القصيد إلى البيان الختامي لمؤتمر هيئة التنسيق الوطنية ، بقراءة أولية نرى أن الجوهري في سياق اللحظة هو الذي لخصه شعار الثورة ،، الشعب يريد إسقاط النظام ،، قد تم التحايل عليه بوصفه ،، انتقال سلمي إلى الديمقراطية،، وكأن الرؤوس والأطراف المقطعة والدماء التي تسيل في الشوارع والمدن المستباحة وآلاف الشهداء والمعتقلين والمشردين وكل هذا الخراب لاتعني لهؤلاء الرهط المعارض شيئاً ، ووقعت في شراك النظام بخلخلة الدليل النظري السياسي التي تهتدي به الثورة( اسقاط النظام – سلمية الثورة- الدولة المدنية الديمقراطية ) وتلك أساسيات عبرت عنها الثورة باختصار ووضوح ، هنا بالضبط يلعب النظام على إشاعة الشقاق والفوضى وخلط الأمور ،وللأسف انساقت معه الأطراف تلك وخلطت الأساسيات وخربطت الأمور لتشويه الدليل النظري الذي يحرك الثورة كمقدمة لإجهاضها منتظرين بلهفة لحظة توزيع غنائم الدماء ،ونسوا أن الشعب السوري الذي يضحي يوميا ًينتظر من هكذا مؤتمرات اشتقاق رؤى جديدة وبرامج وحلول وليس للهذيان النظري وفرض حالة التيه على الشعب كله ، بمعنى آخر عملت على فرض عناوين فضفاضة بدل التحديد الذي تتطلبه ظروف الثورة الحالية ، مثال ذلك الفرق بين شعارالثورة ،، الشعب يريد إسقاط النظام ،، وشعار هيئة التنسيق المطاط (( التغيير الوطني الديمقراطي وإسقاط النظام الأمني )) , شعار الثورة واضح لالبس فيه ،استبدله المؤتمرون بمقولة ملتبسة مبهمة مثل شعار النظام بالممانعة وملحقاتها ، كان على المؤتمرين إذا كانوا عاجزين عن تقديم صياغة نظرية واضحة أن يرفعوا شعار الثورة بوضوح وفي حالة عدم الموافقة عليه ،يجب اعتماد النزاهة وعدم الفبركة والافتراء على الثورة والشعب .
خرج المؤتمر بتبني لاءات ثلاث شهيرة ,الأمر الذي يذكرنا بلاءات الخرطوم في الستينات حول القضية الفلسطينة وأين أوصلت تلك اللاءات فلسطين والعرب جميعا! ،لاءات هيئة التنسيق ( لا للتدخل العسكري – لا للطائفية – لا للعنف )) كان عليهم ان يكونوا أكثر دقة وووضوح وشفافية وصدق وجرأة في هذه اللحظات الخطيرة ،وعدم تبني شعارات قابلة للجدل والاستبطان والتمويه , الثورة لم ترفع هكذا شعار،وليس هناك طرفا ً في المعارضة قد رفع شعار التدخل العسكري ،وليس هناك في سلوك الثورة أي بعد طائفي وهي سلمية لاتملك سوى الصدور العارية والحناجر التي تنادي بالحرية ،فلماذا حشرتم أجندة وشعارات النظام الكاذبة المضللة ،وهو يستعين بإيران علنا ًويفصح عن سياق طائفي كريه في التعامل مع الشعب وأشرطة اليوتيوب المنشورة على صفحات النت, توضح لهجة القتلة التي يخرجها النظام عن قصد بهذا الشكل المقيت لزرع الخوف والتحريض على الفتنة ،هذا عمل أخرق وسياق أرعن مخيف يتبعه النظام لدفع الأمور إلى الحرب الأهلية , وأيضا ً نسأل حضراتكم ،من من الأطراف الداخلية مارس ويمارس العنف ؟!،لماذا هذا العمى والتهافت والافتراء؟!،وتكريم العصابة بوضعها بميزان واحد مع شباب الثورة،بما يوحي أن هناك أطرافاً في الثورة تمارس العنف!،المساواة بين القتلة والمتظاهرين السلميين هي نظرة مشوة مبتورة وليست خطوة باتجاه الحل وعمل خطير يشبه سكب البنزين على النار؟!.
أكثر من ذلك إن صياغة البيان كله تشي بغزل مضحك مهين مع القتلة والمجرمين الذين يوصفون مجازا ً أنهم نظام !وعبارة عدم تجاهل ،،العمل السياسي،، التي وردت في البيان تفضح ذلك . لماذا لم يتم مقاربة الموضوع بصدق وجرأة وتثبيت ذلك بصراحة في البيان ؟!على أن الطرف الذي يرفض الحل السياسي هو النظام وعصاباته وشبيحته وجيشه وأبواقه المعتوهة، بكلمات مختصرة النظام الأمني لايمكن أن يكون سياسياً بطبيعته ، قالها النظام بصراحة ويمارسها بكل فجور ووحشية في كل سورية ،ويصر لستة أشهر على الحل الوحيد وهو القتل والترويع والتخريب ،وعمل مخابراتي موازي لفبركة الأمور وتشكيل هياكل تحسب على المعارضة تأتمر بأجهزته وترفع لافتاته لمساعدته على فرض حالة اليأس مع استمرار العنف المروع أملاً في إحهاض الثورة, الحل السياسي في تكثيفه اللغوي هو قبول الحوار بين طرفين مختلفين ضمن شروط متكافئة ،وممكن إذا وفقط إذا توفرت النية والإرادة والمصلحة في التوصل إلى حل , تأسيسا ً على ذلك لايمكن أن يكون سوى ضحك على الشعب عندما يحاول المؤتمر أن يكون ملكا ً أكثر من الملك ،أي عندما يصف النظام بعكس طبيعته وسلوكه وإصراره على الحل العسكري الأمني وفرض شروطه على الشعب ، وتقولون سياسي !.
بشكل مباشر وصريح ،وقع المؤتمر في شراك النظام في شق صفوف المعارضة بتعويم خطاب تمزيقي ، مثل تمايز الداخل والخارج، والشرعية للداخل، وفبركة تنسيقيات موازية في الداخل والخارج جاهزة لتأييد هذا المؤتمر وشتم ذاك المجلس ،وخلط الأمور بمجالس وهمية وفرض مايريده النظام مشفوعا ببرقيات تأييد من تشكيلات فطرية لإصباغ الشرعية على مايريده النظام فقط !، وحتى لايتهمنا البعض المحتار في أمره أو المختار كواجهة للثورة هنا وهناك ،نقول لماذا هذا الحرص على (( عدم التدخل الخارجي )) رغم أنها غير مطروحة؟! باختصار ومباشرة هذا هو شعار النظام يريد تثبيته في خطاب المعارضة وجعله مقياسا ً للوطنية وهوكاذب ، لأنه يريد أن يطمئن على أن المعارضة لن تطلب الحماية للمدنيين حتى يستمر في ذبح الشعب السوري بكل رادع ، هذا باختصار هو لب الموضوع وكافي لف ودوران وكذب على الشعب ,ودليل على ذلك أن الثورة رفعت شعار الحماية الدولية ، فلماذا لم يتخذه المؤتمر أساسا ً شرعياً للبحث عن وسيلة لحماية المدنيين وهو أولى الأولويات السياسية والإنسانية اليوم !
موضوع آخر في جدول أعمام المؤتمر وبيانه العتيد ،هو ماأظهره المؤتمرون من حرص على توحيد المعارضة ، ويعلم الجميع أن من ساهم في شق إعلان دمشق واليوم يعمل على تمزيق المعارضة بوضع معايير مرتبطة كلها بالداخل (بهم ) من سجن ؟ومن ضحى؟ وكأننا في سباق تقاسم غنائم الدماء !, الصحيح أن الجميع قدم وضحى مايستطيع وهناك من قدم من التضحيات فوق طاقته ، لافرق بين الداخل والخارج سوى بالنظام والظروف التي أفرزت هذا الاختلاف الجغرافي , والتلاعب الذي يجري بالإصرار المشبوه على أن الثورة ثورة شباب مرة ،وأن الداخل هو الذي يعطي الشرعية مرة أخرى , وأن التمثيل يحدده الداخل مرارت ومرات ، إن تبني هذا الخطاب القاصر هو الكارثة بعينها ،وهو الفعل الذي يمزق العمل الوطني ،ويساعد النظام بالمحصلة على التفرد بالساحة واستمرار العنف والقتل دون وجود جسم وطني شرعي واحد قادر على اتخاذ القرار في القوت المناسب وتبني مطالب الثورة والشعب ويؤطرها بشكل مشروع سياسي للحل .
(3)
أخيرا ً لاشك أن من واجب كل مؤتمر أو لقاء بين أطراف المعارضة أن يقدم رسائل لكل مكونات الشعب السوري والمحيط العربي والدولي ،توضح شعار الثورة ووسيلتها ومستقبل سورية ،ويطمئن الشعب ،وخاصة البعث والجيش والطائفة العلوية الكريمة ،لأنهم الركيزة الاجتماعية والسياسية التي تعطي النظام قوته ويستمد منها مشروعيته بأنه لانتقام ولااجتثاث ولاتهميش ولاتعميم وأن القانون والعدالة وكرامة الشعب السوري ووحدته ومستقبله هي فوق الجميع , وأن ضمان الوحدة الوطنية لايتم بالمصالحة مع القتلة والمجرمين ، بل بالعمل على فك الإرتباط بين المغررين أو الخائفين والنظام وانخراط الجميع في صف الثورة ،عندها يمكن أن يكون الحديث عن المصالحة والمسامحة مقبولا ً وممكناً ومطلوباً بشدة وإيجابياً حفظا ً على التعايش والمستقبل .
بقي أن نقول : إن الثورة واضحة في خياراتها وفي أهدافها ووسائلها وأثبتت بكفاءة وحرص رغم ذلك المستوى من الوحشية والهمجية والإهانة الذي لايوصف , وأن خيارها وطني مدني ديمقراطي حقيقي ،تدفع ثمنه يوميا ً شهداء وعذاب ومعاناة إنسانية ليس لها حدود ، وهي ماضية في طريقها حتى القضاء على النظام الشمولي بكل تعبيراته على مستوى الدولة والمجتمع والحياة العامة ، وأن اختيار الوسيلة تقرره الثورة بواجهاتها الشرعية الموجودة على الأرض، وأن الحفاظ على سلمية الثورة يفرض على الجميع الاستقلالية عن برامج النظام الخبيثة والعمل بصدق على دعم الثورة بكل الوسائل السلمية الممكنة لتقوية موازين القوى على الأرض عندها فقط يمكن الحديث عن الحلول ولايمكن إلا أن تكون سياسية في نهاية المطاف.
وليكن واضحاً للنظام وأهله أن ثورة الحرية والكرامة التي دخلت شهرها السابع وقدمت آلاف الشهداء وعشرات آلاف المعوقين والمعتقلين ، وتجابه سلميا ً أعتى عصابة مدججة بكل أصناف السلاح والحقد والكراهية , وأكثرها همجية ووحشية وغباء ولاإنسانية ، وتمارس القتل الفردي والجماعي المكشوف بالصوت والصورة، وتهين كرامة الوطن والمواطنين ، الثورة التي دفعت وتدفع تلك الفاتورة الدموية الرهيبة هي لحرية وكرامة السوريين وللقضاء على الدولة البوليسية الوراثية بكل تعبيراتها وبناء سورية الحرة الديمقراطية التعددية ، وليس لتجديد طاقم الجبهة الوطنية والسماح للقتلة بالتجدد وإعادة إنتاج الاستبداد مرة ً أخرى .
حري بأهل مؤتمر اللاءات الثلاث أن يضيفوا لاء رابعة للتميز والوضوح واختصار الدماء وهي (( لا لإسقاط النظام )) !!!، أوحتى نكون منصفين كان عليهم أن يستمدوا شعارهم من الثورة باختصار ويعقدوا مؤتمرهم العتيد تحت شعار لاء واحدة لا للحوار مع القتلة والمجرمين ، وهذا مجرد رأي في وقت يُراد أن يُفترى عليه وعلى الثورة وعلى المعارضة وعلى حاضر سورية ومستقبلها .