ما الذي بوسع الخليجيين فعله للسوريين؟
طارق الحميد
يلتئم اجتماع خليجي وزاري، مطلع الأسبوع المقبل، لمناقشة الملف السوري بعد فشل تمرير القرار العربي بمجلس الأمن، إثر استخدام الروس والصينيين للفيتو، كما يأتي الاجتماع في وقت تشهد فيه سوريا تصعيدا دمويا على يد قوات الأسد، فما الذي بوسع الخليجيين فعله؟
مصادر خليجية، رفيعة المستوى، تقول إنه ليس بإمكان الخليج الوقوف متفرجا على ما يحدث من جرائم بسوريا؛ وزير خليجي يقول: «أشعر بالاشمئزاز، كمسؤول، وليس كمواطن. لا بد من التحرك»! مسؤول آخر يقول: «كل الخيارات على الطاولة، فمجلس الأمن ليس نهاية المطاف»، ومهم هنا التنبه لبيان مجلس الوزراء السعودي، أمس، والقائل بأن «إخفاق مجلس الأمن في استصدار قرار لدعم المبادرة العربية يجب أن لا يحول دون اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية أرواح الأبرياء ووقف نزيف الدم وجميع أعمال العنف التي تنذر بعواقب وخيمة على الشعب السوري واستقرار المنطقة»، بل إن مسؤولا سعوديا يقول: «أولا يخجل الجعفري عندما يتهكم بالأمم المتحدة على السعودية؟ نحن لا نصدر الديمقراطية، نحن قلنا كلمات بسيطة: أوقف القتل. هل هذا صعب على الفهم»؟
هذا هو المزاج الخليجي، وعلى أعلى المستويات، أما بالتفاصيل، فيقول وزير خليجي إن هناك طلبا بأن يكون الاجتماع صبيحة يوم الأحد بالقاهرة، وليس السبت، وقد تم إبلاغ الرياض بذلك، والهدف هو أن «ندلف إلى قاعة الاجتماعات كخليجيين، ونخرج بموقف موحد نطرحه على الوزراء العرب ليتخذوا خيارهم التاريخي»، مضيفا: «نريده موقفا خليجيا موحدا.. نريد التحدث بصوت واحد»! وسبق أن فعل الخليجيون ذلك في اجتماعهم الأخير بالقاهرة الذي نجم عنه طرح المبادرة العربية؛ ففي ذلك اليوم هدد وزير خارجية خليجي بأنه ما لم يكن هناك إجماع عربي فإن الخليجيين سيغادرون القاعة، وتم التصويت وقتها بالإجماع. لكن اللافت، حتى للخليجيين، هو ما قاله الدكتور نبيل العربي في مجلس الأمن، حيث بدا وكأنه يفرغ المبادرة من محتواها وهو يقول بأن العرب لا يريدون تدخلا عسكريا خارجيا، ولا حتى تنحي الأسد، وعن ذلك يقول وزير خليجي: «الجميع مستاء من نبيل العربي»! كما أن هناك استياءً من الطريقة التي عولج بها الذهاب لمجلس الأمن، حيث كانت متسرعة، وبدون «تجهيز الأرضية لنجاحها»، كما يقول مسؤول خليجي.
وعليه، وبحسب المصادر رفيعة المستوى، فإن الخيارات الخليجية سيكون من ضمنها العودة لمجلس الأمن، خصوصا بعد الاطلاع على تفاصيل الزيارة الروسية لدمشق اليوم؛ فبحسب مسؤول خليجي، فإن الفيتو الروسي كان لشراء الوقت من أجل تلك الزيارة. أما الخيار الآخر فهو استبعاد سفراء الأسد من دول الخليج، مع مراعاة أمرين: «هل نعترف بالمجلس الوطني؟ ومن سيقوم بمراعاة شؤون السوريين بالخليج»؟ والخيار الثالث، هو التشدد بالعقوبات، مع مراعاة كيفية معالجة إشكالية الأردن ولبنان، وكيفية التعامل مع ملف الغاز المصري بسوريا.
خلاصة القول، فإنه من غير المستبعد رفع السقف كثيرا، فهدف الخليجيين هو أن يكونوا بمثابة «الرافعة» للقرارات العربية، تجاه سوريا، خصوصا أن الخليجيين يقولون بأن «كل الخيارات على الطاولة، فمجلس الأمن ليس نهاية المطاف»!
الشرق الأوسط