ما الذي حدث فعلا في القابون؟
رزان زيتونة
ما الذي حدث ويحدث في القابون الدمشقي؟ ومن لديه الأجوبة عن عشرات الأسئلة الضائعة وسط الشائعات والخلافات بين الكتائب والمقاتلين.
كانت القابون المنفذ الوحيد المتبقي في خضم حصار خانق على جميع المناطق الثائرة حولها وخلفها. فضلا عن آلاف النازحين من المدنيين في القابون.
ثم بدأت الأخبار تتوالى عن هدنة هنا وانسحاب هناك. والاتهامات يجري تبادلها بين الكتائب. ويستمر في الأثناء سقوط الشهداء من جميع الأطراف، مقاتلين ومدنيين وإعلاميين، وتشتد الهجمة على الحي حتى يتقدم النظام ويستعيد السيطرة على نقاط حساسة منه.
وبدلا من أن تجلس الكتائب سوية لدراسة أسباب الكارثة التي حصلت، يستمر توجيه الاتهامات يمنة وشمالا.. وتبقى الأسئلة نفسها من دون أية أجوبة شافية. ويبقى مصير المنطقة مجهولا في ظل عدم معرفة أسباب ما حصل. هل فعلا خذلت بعض الكتائب المنطقة؟ هل كانت هناك انسحابات خاطئة؟ من المسؤول؟؟ وماذا عن المستقبل؟؟ وكيف سيواجه الجيش الحر ما حصل؟ وبأية استراتجية؟
في كل مرة يحدث فيها شيئ مشابه، نعود لنقطة الصفر في الحديث عن غياب التنسيق وغياب القيادة العسكرية الموحدة حتى على مستوى المنطقة الواحدة. وبدلا من أن نستفيد من أخطائنا نعيد تكرارها مرة تلو الأخرى.
اليوم، جميع القيادات العسكرية خاصة في منطقة القابون ومدينة دوما وغيرها من المناطق التي شاركت كتائب مقاتلة منها في الدفاع عن القابون، مطالبة بالجلوس سوية للوصول إلى حقيقة ما حصل وتفاديه في المستقبل، وجميع الفعاليات المدنية مطالبة بالضغط على تلك القيادات لتحقيق هذا الهدف.
من الواضح أن أحدا لا ولن يكترث بما يحصل في سوريا، ولنا في حمص أفضل وأكثر الأمثلة إيلاما وإثارة لمشاعر الخذلان. فعلى الأقل، أن لا نخذل نحن أنفسنا. على الأقل، والحرب كر وفر، في حال حصلت تراجعات أن لا تكون بسبب خلافاتنا وعنادنا.
طلعنا عالحرية / جريدة لجان التنسيق المحلية