.. ما وراء الدعوة القطرية
منذ أن نادى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بضرورة التدخل العسكري العربي لإنهاء الأزمة في سورية، والأسئلة حول كيفية وشكل التدخل المنتظر لم تتوقف.
وعلى الرغم من أهمية الدعوة القطرية من الناحية الميدانية، إلا أن شكوكا تحوم حول مدى إمكانية أن تحسم المعركة على الأرض، وخصوصا أن مثل هذه الخطوة من الممكن أن تنجم عنها حرب مفتوحة بين العرب من ناحية والإيرانيين ووكلائهم من ناحية أخرى، مما سيزيد الوضع في سورية تعقيدا.
كلام أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي أمس من أن المقترح القطري لا يتضمن إرسال قوات عربية إلى سورية، زاد من ضبابية الموقف إزاء الدعوة القطرية، وأثار تساؤلا عريضا؛ هو: كيف يكون التدخل العسكري من دون إرسال للقوات؟
المقترح القطري سيكون على طاولة النقاش في الجامعة العربية الأسبوع المقبل، وحتى يتبلور الموقف من كافة أبعاده، فإنه من الواضح أن العرب وخصوصا الدول الخليجية تسعى من خلال إثارة موضوع التدخل العسكري فرض مناطق آمنة في الداخل السوري ابتداء، إذ إن الأزمة الإنسانية على حدود ذلك البلد تتفاقم في ظل عجز دول الجوار عن استيعاب الأعداد الكبيرة من النازحين السوريين مما قد تنشأ عنه مشاكل لا حصر لها كما حدث مؤخرا في الأردن على سبيل المثال، كما أن تلكؤ تركيا حتى اللحظة من فرض مناطق عازلة لحماية المدنيين رغم تأييدها للخطوة قد يكون دافعا من وراء الإعلان الذي جاء على لسان أمير قطر.
ومن المؤكد أن الظروف التي أحاطت بما عاناه لبنان عام 1976 والتي استدعت تدخل قوات الردع العربية لإنهاء الحرب الأهلية، مختلفة تماما عما تعيشه سورية منذ عام 2011، إذ إن ما تعيشه الأخيرة ليس إلا عبارة عن رغبة شعبية قليلة الحيلة تحاول بصدورها العارية وإمكاناتها المتواضعة أن تسقط نظاما مدعوما من دولتين في مجلس الأمن ومن خلفهما إيران ووكلاؤها، وهو ما يعني أنه لا صوت يعلو فوق صوت السلاح، مما يستدعي العودة إلى ما كانت تلح عليه المملكة في كافة المحافل السياسية بضرورة تسليح المعارضة.
الوطن السعودية