صفحات العالم

متصلون بفريق أنان يعكسون ثباته


المسار السياسي قبل نهاية حزيران؟

    روزانا بومنصف

على رغم التعثر الذي تواجهه خطة المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان حول الوضع السوري نتيجة استمرار العنف على رغم مرور ثلاثة اسابيع على التزام النظام السوري وقفا للنار، فان معطيات ينقلها متصلون بفريقه تفيد انه يستمر متشجعا بامكان الخطو الى الامام ولو لم يتوقف العنف نهائيا او لا يتوقع ان يحصل ذلك على النحو المطلوب. وهو لا يبدو متأثرا جدا بالحملة التي شنها النظام عليه اخيرا كونه لا يتبنى الروايات او النظريات التي يسوقها النظام عن رؤيته للتطورات. اذ ان وزير الخارجية وليد المعلم يبعث اليه برسائل يومية يفيد فيها ان النظام يلتزم الخطة وهو سحب الاسلحة الثقيلة والدبابات لكن انان لا يعتمد على هذه التقارير وحدها ويفضل اعتماد تقارير المراقبين وسواها. وهو يبلغ روسيا بها على نحو يومي من اجل ابقاء المسؤولين الروس على اطلاع وثيق على ما يجري تعويلا منه على ما يبدو في ان تساعده روسيا في الضغط على النظام من اجل وقف العنف او ربما تساعد ايضا في اعتماد قرار اقوى في مجلس الامن من اجل وقف العنف. ففي هذا الاطار يبدو ان روسيا التقطت الطعم لجهة انها وحدها من يمكن ان يؤثر على النظام من اجل التفاوض على حل سياسي او ان تدفع به من اجل التزام وقف النار. ويعول انان على روسيا كثيرا في هذا الاطار من خلال تحميلها مسؤولية معنوية كبيرة خصوصا ان ما تتحمله روسيا على المستوى الدولي والعربي نتيجة حمايتها للنظام في مجلس الامن والاستمرار في الدفاع عنه يلزمها منع النظام من خربطة هذه الخطة او نسفها.

أما مبررات تشجعه بامكان ان تشهد خطته تنفيذا على رغم الاستحالة التي تبدو عليها المؤشرات اليومية على الارض فمبنية على جملة امور قد يكون أبرزها:

أولا: ان هذه الخطة وفق ما تفيد هذه المعطيات تشكل العامل المتاح في الوقت الحالي ولا شيء سواها او اي بدائل بحيث يتعين على كل المعنيين بالوضع السوري المساعدة من أجل تنفيذ الخطة وبذل ما يمكن للمساعدة حتى اتضاح البديل او اثبات الفشل. وهذا الاقتناع يقول المتصلون بفريق انان يسري على النطاق الخارجي والعربي على حد سواء كما بات ايضا قويا لدى المعارضة السورية على اختلاف توجهاتها نتيجة خلاصات عدة قد يكون ابرزها بلورة بعض المواقف على نحو غير متوقع كما هي الحال بالنسبة الى تركيا مثلا التي تراجع الرهان على اي دور يمكن ان تقوم به على اكثر من صعيد نتيجة اعتبارات وعوامل عدة بحيث بات التعويل على الدور التركي مثلا هامشيا الى حد كبير في الازمة السورية. وهو أمر شأنه شأن بعض العوامل الاخرى التي كانت مؤثرة قبل بعض الوقت يمكن ان تحفز المعارضة على اعطاء فرصة اكبر لخطة انان وفق ما يعتقد فريقه على الاقل انطلاقا من ان انان اجتمع بكل اطياف المعارضة في الداخل والخارج وبرجال الاعمال السوريين وسعى الى اقناعهم بصوابية دعم خطته.

ثانيا: يعتزم انان في المرحلة القريبة العمل على تزخيم خطته اولا على صعيد المراقبين وزيادة عددهم بحيث لن يقتصر هذا العدد على ما اتفق عليه بل ان يدفع بالامور من اجل زيادة عددهم من أجل مراقبة الوضع وفرض الهدوء على ان يساهم نجاحه في ذلك في اطلاق المنحى السياسي في خطته في مدة لا تتخطى نهاية حزيران المقبل حيث تفيد المعلومات انه سيدعو الى اجتماع حوار وطني بين النظام والمعارضة بحيث تضم طاولة مستديرة كل المعنيين الداخليين بالشأن السوري على صعيد التمثيل الطوائفي والسياسي وكل القوى في الداخل والخارج. ويحدوه الامل وفقا لذلك في ان يتبع هذه الخطوة تأليف حكومة جديدة يتم التوافق عليها بين الجميع وتقوم هذه الحكومة بالدعوة الى انتخابات نيابية جديدة في غضون اشهر على الا تتعدى نهاية السنة الحالية بحيث يظل مرجحا بقوة رعاية المراقبين انفسهم للانتخابات نظرا الى الذرائع الكثيرة التي يوفرها ضعف الدولة السورية وعدم الثقة بها وامكان الطعن باي مسؤولية لها عن اجراء انتخابات يمكن ان تشوبها ملاحظات كثيرة.

ثالثا: يبدو من مسار هذه الروزنامة وضع انان موضوع تنحي الرئيس السوري على الرف بحيث لا يتم البحث فيه على طاولة الحوار على رغم ان مفهوم الدول العربية لخطة انان انه ينفذ المبادرة العربية التي طالبت فيه الدول العربية بتسليم الرئيس السوري صلاحياته الى نائبه في حين ترى الدول الغربية خطته ايلة الى انتقال سلمي للسلطة في سوريا اي من دون وجود الرئيس السوري في السلطة. لكن انان لا يتحدث في موضوع تنحي الاسد وهو على اي حال الامر الذي دفع بهذا الاخير للقبول بالمبادرة في الاصل ولو كلاميا حتى الان.

هذه المعطيات قد تبدو مغالية في التفاؤل حول سير الامور الا ان المتصلين انفسهم ينقلون عن فريق انان عدم اسقاطهم من الاعتبار كل الاحتمالات بما فيها احتمالات الفشل التي تظل مرتفعة جدا. لكن ما دامت الخطة الوحيدة القائمة فيتم التعامل معها على هذا الاساس وحتمية انجاحها خصوصا ان انان يخطط لاجتماعات مكثفة تعقد في جنيف قريبا تشارك فيها ايضا الجامعة العربية من أجل المساعدة في تنسيق المواقف ودفع الامور قدما.

النهار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى