مثلَ كلب على طريقٍ باردة/ فينسنت
ترجَمة: غادة الأغزاوي
الحُبّ هو أنْ نموتَ وأفضِّلُ الهاردْ روكْ
الصَّراصيرُ سَتَبْقى، بَعْدي، عَلى قَيْدِ الحَياةِ
المُوسيقى الكْلاسيكِيَّةُ كَذلك
وإلڤيسْ پْريسْلي سَيَبْقى.
الكُتّابُ الكِبار سَيَبْقَونَ،
أمّا المَلاعِين، فَسَيَسْتَمرُّونَ في الصّراخِ
على حِيطانِ المُدُنِ،
وبالوعاتِ المَصَانِعِ
عِندَما تُجَنُّ الأيّامُ الرمَادِيَّة.
ثُمَ الأمَلُ سَيكونُ دائِماً تِلكَ اليَدَ التي تُمْسِكُ بشَفْرَةِ الحِلاقَةِ،
بالحَبْلِ،
أوِ الإِصْبُعَ الذي يَضْغَطُ عَلى زِنادِ المُسَدَّسِ، الذي يُفكِّرُ مليارات الأبْريَاءِ في وَضْعِهِ عَلى صدْغِهِم.
ثُمَّ الأمَلُ سَيَعيشُ داخِلَ أرْواحِ المَجانينِ
وسَيَسْتَعْملهُ الثَّوريُّونَ مِنْ أجْلِ تَغْييرِ العَالمِ،
لكِنَّهُم لَنْ يُغَيِّروا قُلوبَ الرِّجالِ.
سَيَقولُ لَكَ المُتَدَيِّنونَ: عَلَيكَ أنْ تُؤْمِنَ بالجَنَّةِ،
بَيْنما سَيُتابِعُ الرَبُّ تَدْخينَ سَيجارَةِ الحَشيشِ، وَهُوَ يَضْحَكُ على نَجْمةٍ مَهْجورَةٍ.
(الرَبُّ هَرَبَ مُنْذُ وقْتٍ طَويلٍ، أخَذَ مَعهُ الڤودْكا وأجْمَلَ رَاقِصات السْتريپْتيزْ، ورَغمَ ذلِكَ لا أحْقدُ عَليْهِ.. لو كُنتُ مَكانَهُ، لفَعْلتُ الشَّيءَ نَفْسَهُ)
الصّراصيرُ ستبقى، لأنَّها ستَتزاوجُ خلالَ شتاءٍ نوويٍّ.
في الوقتِ الذي سَيَأكلُ فيهِ الجِنْسُ البَشَريُّ الهندباء الإشْعاعِيّة النّشاط مِنْ جُذُورِها.
المُوسيقى الكلاسِيكيَّةُ سَتبْقى ولا يهمُّني إلفيسْ پْريسْلي،
أَعرفُ أنّهُ سَيَأتي يَومٌ، أتَوقَّفُ فِيهِ عْنْ حَكِّ خِصْيَتَيَّ وأنا مُمَدَّدٌ فوقَ أَريكَتي الصَّفْراء،
أتَساءَلُ لماذا قدْ تَأتي إليَّ تلكَ النّساءُ جَميعهُنّ
بضحكاتِهنَّ،
بأجسادهِنَّ السّاخنةِ والحارِقَةِ
عوضَ أنْ يَنمْنَ، الآنَ تحْديداً
في أحضانِ رِجالٍ أقلَّ مرحاً وأقلَّ جُنوناً منِّي
رجالٍ تَوَقَّفْنَ عن حُبِّهِم مُنذُ أمَدٍ مِنْ دُونِ أنْ يَجِدْنَ الشّجاعَةَ لكسْر سلسلةٍ واحدةٍ منْ سَلاسل الحديدِ التي صنعْنَها.
ثم أكلتِ الصَّراصيرُ بشراهةٍ جثَّة إلڤِيسْ پْريسْلي.
والمُوسيقى الكْلاسِيكيَّة تَجْعَلُني أفَكِّرُ في بزاقَةٍ ورديَّةٍ
وسأعطي أيَّ شيءٍ، هذا المساء
مِنْ أجلِ فتاةٍ جميلَةٍ بِمُؤَخِّرةٍ صَغيرةٍ
داخِلَ سْترِينْچ
أحْمَر
أو أزْرَق
أو أسْوَد،
وعينينِ خضْراوَيْن مُمتلئتينِ بنيرانٍ تقول:
الحبُّ هُوَ أنْ نَموتْ.
لا تتركيني أبداً
لا تتركيني أبداً
أثقبُ سَعادتَك
أُمَزّقُ شغفك
أتبوّلُ في فمِ حبِّك.
أنا من أولئك الذين،
يكسرون كل شيء
خوفاً
من أن يخسروا
كل شيء.
لا تتركيني أبداً.
أجري بعيداً عنك
أهرب
ألوذُ بالفرار
وإذا كان عليَ أن أصرخ
غَطِّي فمي، إذن، بيديك الناعمتين.
أنا من أولئك الذين،
يمرون بَعيدينَ عن كل شيء
خوفاً من الاحتراق
إذا ما اقتربوا أكثر.
مثلَ كلب على طريقٍ باردةٍ
تعرف الطرقَات الباردة
والشتاء الذي لا نهاية له.
مثل كتلة من حجر، متشبثةٍ بقدميكَ،
تمنعكَ الوحدةُ منَ العومِ.
تريدُ أن تصرخ
لكنّ رئتيكَ غرقتا.
مرَّ وقتٌ والموت يقترب بخطى سريعةٍ.
كل هذا الدم المتدفق على الطريق
كلّ هذه الكلمات
كل هذا الصراخ
كل تلك المرات، التي أردت فيها أن تَعُضَّ
تحني رأسكَ ثم تنتظر
لابدّ وأنْ تحيا من جديد، بداخلكَ
تلك الرّغبة،
تلك الحاجةُ
لأنْ تخْدشَ حتّى الدمِ
وجهَ حياتِك.
روتين
مرت ليلتي بشكل جيد. وقعتُ في حبّ فتاةٍ بشعر جَعْدٍ ثم جعلت فتاة أخرى تُغرَمُ بي، الفتاة نفسُها كانت قبل شهور تكرهني. بينما، الأخرى، ذات العينين السّوداوين، أخبرتني بأنها منحرفة وتحبني. لم تكن تبدو لي، مطلقاً، بهذه الدرجة الكبيرة منَ الانحراف، فقدْ عرفت أسوأ من ذلك في حياتي. أنا مغناطيس للمجنونات.. ثم دقّت ساعةُ العودة إلى البيت، وعدتُ، وحدي مرّة أخرى، كان كلبي يرقص وهو ينتظرني، فتحت له الباب، تركتهُ في الخارج، يجري لبضع دقائق. بعدها دخلنا ثم ذهبت للنوم. لابدّ وأنني شخرت.
* شاعر فرنسي
كلمات
العدد ٢٨٨٥ السبت ١٤ أيار ٢٠١٦
(ملحق كلمات) العدد ٢٨٨٥ السبت ١٤ أيار ٢٠١٦