مجزرة مدرسة المدفعية ومرض الوالدة
رفيق حلو
هو معارض?..و انت معارض?بهذه الكلمات عرفتني صديقة عزيزة على كتاباته . اذهلتني كمية السم الفائحة من صفحة هذا الرجل
كل الطوائف بما فيها السنة, كل الاحزاب بمن فيها الاخوان, كل اخذ نصيبه من تجريح الاستاذ مقداد. اما تجريح المعارضين فهو مصدر متعة خاصة لديه, من تجاعيد هيثم المالح الى غرور غليون مرورا بغباء وسذاجة عارف دليلة و ميشيل كيلو و انتهاأ بجبن لؤي حسين و فشل البيانوني. كل المؤتمرات التي دعي إليها هي جيدة مثل انطاليا و باريس و كل تلك التي لم يدعى إليها كسميراميس و اسطانبول هي فاسدة, وهي طريقة تشبيحية لفرض نفسه على كل المؤتمرت القادمة. كدت ان اتوقف عن القراءة لو لم اشعر ان في كلامه نهج معين مبرمج للإساءة للمعارضة ,حسب أوامر تلقاها من جهة ,جهة أمنية كي أكون واضحا
..
يقوم المقداد بهجوم سافر على الاقليات فيعتبر صمتها (المزعوم طبعا) هو مشاركة في القتل. بينما يحمل الكنيسة الاورثوذكسية السورية مسؤولية الفيتو الروسي لا اكثر و لا اقل. و يتسائل كيف يمكن ان يطمئن المسيحيين, اذ انهم لن يصدقوه حتى لو حلف لهم بالقرآن انه لن يكون هناك اقرار لقانون الجزية. لا يعرف المقداد ان ما ينتظره المسيحيون و غيرهم ليس القسم بالمصحف الشريف و انما الاعلان بشكل واضح عن فصل الدين عن الدولة في مصلحة المواطنة الكاملة للجميع
..
اما كراهيته للدروز فلا حدود لها.فوجودهم الحقيقي في سورية, يرجع الى حرب١٨٦٠ حين استقبال السوريين لهم, و هو ما ينطبق على الشيعة ايضا. سلطان باشا حشر حشرا على الثورة السورية و هم اليوم ينتظرون ليخطفوا الثورة كما حدث من قبل. هذا الكره يجد جذوره في عقدة نفسية عانى منها المقداد مراهقا اذ تربى في بيئة درزية اذ يقول و بالحرف انه اكتشف (ان الصبايا ليسوا كلهم مشروع حب او علاقة..) ثم يقول بغصة (ان بعض جميلات درعا كانو بعيدين المنال..بسبب ديانتهن التي ولدن لها) . لا يعرف المقداد انه ربما لم يرفض لدينه بل لبشاعته و بشاعة اخلاقه…فمن يسأل عن دين الأفعى
??
اما الطائفة العلوية فلها حصة الأسد طبعا اذ يقول:(لقد فقد الإدعاء أن الطائفة العلوية هي ليست “كلها” وراء النظام اي معنى له).(الحرب المخزية التي يقوم بها النظام برجال من لون واحد وبدعم كامل وشامل من طائفته). (وصمت كل رجال الطائفة على ذبح حمزة الخطيب الذي لا مبرر له الا حقد طائفي عميق كريه). طبعا المقداد يذكر الطفل حمزة الخطيب في كل مقالاته تقريبا, اذ يبدو انه لا يعرف اسم شهيد آخر, بل لا يعرف حمزة, فمرة سماه فواز الخطيب و في مقال ثالث سماه بحازم الخطيب. هذا حال من لقن تلقينا, اما المعارض الصادق فقد حفر في ذاكرته حمزة الى الابد و منذ اليوم الاول.يستأنف المقداد بخ سمومه : (وقفة “معارضيي”النظام” العلوييون اقتصرت على ايجاد مخرج لهذه العصابات من مأزقهم العميق بإيجاد اي سيناريو..يحافظ على الهيمنة الطائفية القذرة) (المعارضين العلويين الذين لا يتجاوزون عدد اصابع اليد الواحدة).الى أن قال ما لا يمكن ألا أتوقف عنده:(طائفية من طرف واحد.. ) (قائمة في شوارع سورية منذ خمسين سنة.. ) (مورست ضدهم) و يقصد السنة (ابشع أشكال الطائفية القذرة طوال خمسين سنة)
..
لو كنت طائفيا كما يتمنى المقداد و موجهه ان أكون, لقلت له أن السنة هم من بدؤوا القتل الطائفي. ولكن بما أني لست كذلك فأقول: القتل الطائفي بدأ مع مدرسية المدفعية بيد الطليعة المقاتلة للاخوان المسلمين وربما قبل ذلك بقتل الادمغة السورية مثل الفاضل و شحادة و الصايغ. تنظيم الاخوان انكر مسؤوليته و شجب المجزرة فيما بعد, و لكنه ربما لم يفعل بالقدر الكافي
..
مدرسة المدفعية, اسم يزلزل كل كياني, جريمة لا يبررها شيء في العالم, شرخ في تاريخ سورية قسمه الى ما بعد و ما قبل المجزرة. و هي ما سمح للنظام ان يسجن بين خيوطه ابناء من الطائفة العلوية فتصبح الطائفية احدى دبابات النظام وليست الوحيدة, اذ تبقى دبابة الفاسديين المنتفعين اكبر دباباته و تحمل من السنة اضعاف ما حملت من العلويين
..
كانت والدتي ام جبارة ربت وحدها ثمان اطفال اصغرهم, و هو انا, له من العمر اسبوعا حين وفاة الوالد. لم تبك أمي الا نادرا, إذ لم يبكها اعتقال أخي و لا ابكتها الحرب مع اسرائيل , ولم تكن تتابع السياسة.. ولكنها ضربت على رأسها يوم مدرسة المدفعية حين علمت بطلاب الضباط الذين قتلوا على الهوية, ثم بكت اياما..وقالت لي مرة: ويلي..الله يصبر امهاتهم.. كام أم من الجرد بتكون مفجوعة اليوم
??
كنا نطلق اسم الجرد على الجبل المقابل للمشتى, و هو مليء بالقرى العلوية التي لم تكن قد وصلتها الكهرباء , كانت الشمس تغيب خلف الجبل فيسقط الظلام مرة واحدة على تلك القرى. بالكاد كنا نميز ضؤ مصباح كاز او مصباحين يذكران بالحياة التي تستمر تحت الظلمة. ارتبط الجرد باللبن و بالسواعد الوردية. لبن البائعات اللواتي يجلبنه مع الفجر الى قريتنا, و السواعد الوردية لرجال يعيدون بناء حائط كسارتنا المهدود في يوم واحد. كانت امي تبعث لهم الشاي معي. كانوا يتركوني اراقبهم. يتكلمون و هم يعملون فتنفتح امام عيني حياة قراهم بقصصها الرائعة. كان احدهم يقلب بين يديه حجرا يزن نصف وزني قبل ان يجد له المكان الذي كان عليه قبل سقوط الجدار,بينما اراقبه بذهول و إعجاب. ذلك كان الجرد الذي بكته أمي
..
حدثت مجازر اخرى, لكن امي لم تتحسن منذ يوم مدرسة المدفعية, ثم بدأت تهذي مع نوبات الحمى التي كانت تصيبها فصارت تتخيل وجود الشيطان في كل مكان. لم تنفعها ادويه الاطباء الذين لم يعرفوا سبب مرضها. كنت اعيش معها في حلب وحدنا, اذ كان اخوتي قد غادروا او تزوجوا. في لحظات الوعي النادرة كانت تطلب منا اعادتها الى المشتى اذ لم تعد تطيق العيش في حلب. تعافت والدتي تماما و بدون ادوية بعد عودتها الى المشتى
..
يقول المقداد ان من ارتكب الجرائم بحق الاقليات هو المستعمر و ليس نحن. طبعا هو يضع نفسه ناطقا باسم” الاكثرية “اي السنة تبعا له. ينسى المقداد أن التهميش الذي تعرض له العلويون هو اصعب من القتل و ان الحياة تحت الاقطاع قد تساوي الموت
..
تبدو مجزرة مدرسة المدفعية صغيرة اذا ما قورنت بما ارتكبه النظام من مجازر. لكن المجازر لا تقاس فقط بعدد من ماتوا, بل بحجم ما اولدته في نفوس من بقيوا من خوف. خوف من مجزرة لم تحصل بعد
اليوم وقد مر سنة على الثورة المباركة أقول لك أن ما يحدث في سوريا هو احتلال و ظلم للطائفة السنية على يد الطائفة العلوية بمباركة من الطائفة الدرزية فلا يخفى على أحد
الكم الهائل من الدروز في الجيش…أما عن مجزرة المدفعية فالذي قام بها هم العلويون و ألحقوها بالأخوان و قد نفى الأخوان تورطهم في هذه المجزرة…و أن كان المتكلم يعتمد على مذكرات أيمن الشربجي فأقول هذه المذكرات ظهرت في 13/5/2012 و هي مفبركة و محورة و أول من نشرها هو سايت سوريون نت و لو كان صاحب العلاقة على قيد الحياة لبصق بوجه من كتب و لفق على لسانه هذه الأكاذيب و الحاقها بالأخوان
و ليعلم الجميع أن أهل السنة و الجماعة من عقيدتهم عدم قتل التفس ألا بالحق و هذا في ديننا بعكس كتب العلويين و الشيعة التي تعتبر قتل المسلم السني قربة الى الله
ما هو تبرير قصف حمص دون استثناء فيما عدا أحياء العلويين فيها ما هو تبرير سلامة القرداحة الى الأن ما هو تبرير سلامة السويداتء الى الأن اليس المنطق يقول أن ما يفعله النظام تحت لواء طائفته و دعمهم انما هو قتل ممنهج لأناس يقولون لا اله ألا الله من السنة و الجماعة….لماذا لا يخرجوا الدروز أو العلويون في مظاهرات و حتى المسحيين لم يخرج منهم ألا بعدد الأصابع…أبعد كل هذا تقولون ليست طائفية و للمعلومية أيمن الشربجي لم يكن يوما قائدا لطليعة الجهاد في دمشق…