محمد بدرا “مصوّر العام”: أوثّق حاضر سوريا لأنه تاريخها
منحت مجلة “تايم” الأميركية لقب مصور العام 2016، للمصور السوري محمد بدرا، المقيم تحت الحصار في مدينة دوما بريف دمشق، والذي يعمل لصالح وكالة الصور الأوروبية “EPA”.
وقالت المجلة في بيان لها أنها منحت اللقب السنوي المخصص لمصوري وكالات الأنباء، لبدرا (26 عاماً) بسبب أهمية وعاطفية العمل الذي يقوم به، إضافة لمهاراته والتزامه الذي لا يتزعزع في مواجهة المصاعب، بما في ذلك صعوبات التنقل نحو مناطق المعارضة القريبة، حيث قضى العام الفائت مع عائلته التي فرّقتها الحرب، كشاهد على الفظائع المروعة وتأثير الحرب اليومية على المجتمعات المحلية.
وأضافت “تايم” أن الاختيار جاء ضمن سعي المجلة إلى لفت الأنظار للمصورين السوريين الذين يعملون ليلاً ونهاراً لتوثيق الصراع السوري العسير، في ظروف خطيرة وخسائر شخصية يومية، موجهين عدساتهم لالتقاط المشاهد المروعة التي تأتي وتذهب في دائرة الأخبار العالمية، معتبرة عمل أولئك المصورين تاريخياً خاصة أن صورهم تعتبر أدلة وشواهد على ما يجري في البلاد.
وكان بدرا طالباً في السنة الثالثة بكلية الهندسة المعمارية بجامعة دمشق، عندما انطلقت الثورة السورية العام 2011، وشاهد الكثير من أصدقائه يُعتقلون من دون سبب، واضطر لترك دراسته مع تحول الثورة إلى صراع مسلح، وبدأ العام 2012 بالتقاط الصور بموازاة نشاطه في الفرع المحلي للهلال الأحمر، سواء في المباني المدمرة أو في الأسواق المحلية وفي المراكز الطبية وخلال عمليات الإنقاذ أيضاً، قبل أن يعمل لصالح وكالة “رويترز”.
وعن مهتنه الجديدة كمصور، قال بدرا لـ”تايم” إن التصوير ربطه بماضيه من جديد، معتبراً التصوير الفوتوغرافي وجهاً من وجوه الهندسة المعمارية، “شعرت أني على قيد الحياة مرة أخرى، الكاميرا ستكون قلمي”، مضيفاً: “أحتاج إلى تسجيل وتوثيق حاضر البلاد لأنه سيصبح تاريخها يوماً ما، سأستمر في العمل حتى لو يكن ذلك مفيداً في الماضي، أتمنى أن يساعد عملي في المستقبل، حين تكون السماء صافية والأسلحة صامتة، عندما ينتهي الحصار وتبدأ إعادة الإعمار، عندما تجتمع العائلات معاً من جديد”.
النقلة النوعية في عمل بدرا حصلت عندما ترك العمل مع “رويترز” لصالح وكالة الصور الأوروبية، التي وجهته للتركيز على البعد الإنساني في الصراع السوري، وكيف تؤثر الحرب في حياة المدنيين، بدلاً من نقل صور الحرب والدمار والإصابات المجردة، والتي تملأ وسائل الإعلام بشكل عام، وركز العام الماضي بشكل واضح على صور الأطفال في الغوطة الشرق
المدن