صفحات الحوار

محي الدين شيخ آلي لـ «الراي»: صعب أن تعترف تركيا بتورط أوساط لها في دعم أعمال القتل والخطف ضد الأكراد في سورية

                      رأى أن إيران ستشعر بمزيد من الحرج حيال تقدم مشروع السلام الكردي – التركي

|بيروت – من ريتا فرج|

أكد سكرتير عام حزب الوحـدة الديموقراطي الكردي في سورية «يكيتي» محي الدين شيخ آلي أن أكراد سورية «في موقع الدفاع عن النفس» وليس لديهم مشروعات انفصالية، مشيراً الى أن «عدم وقوف حكومة أنقرة على مسافة واحدة من مكونات الشعب السوري وانحيازها الى جانب جماعات الاسلام السياسي يثير الكثير من الشكوك».

ولفت عضو الأمانة العامة للمجلس الوطني الكردي في سورية الى أن «الحدود البرية التي تجمع سورية مع كل من تركيا والعراق والأردن ولبنان طويلة ورخوة»، مؤكداً وجود جهات «تضخ المال السياسي وتقوم بتدريب عناصر انتحارية من جنسيات متعددة».

وانتقد شيخ آلي موقف الائتلاف الوطني السوري كونه «لم يعلن عن أي موقف يدين الحصار الذي تتعرض له منطقة عفرين منذ ثلاثة أشهر»، معتبراً أن التمثيل الكردي الحقيقي داخل الائتلاف لا يكون بمعزل عن «الارادة المشتركة لكل من المجلسين الكرديين، الوطني الكردي في سورية ومجلس الشعب في غرب كردستان».

وعما اذا كان الاكراد بدأوا بتطبيق الحكم الذاتي وسط الحديث الدائر عن اتفاق تم بينهم وبين النظام السوري بدعوى التفاهم بين الطرفين على عدم فتح جبهة كردية قال: «منذ قرابة عام ونيف ثمة فراغ في المناطق الكردية تركه النظام لتركيز قواته العسكرية والأمنية في العاصمة وحولها ومناطق الداخل»، مشدداً على أن المناطق الكردية تحتاج الى ادارة مدنية موقتة «من شأنها تسيير ذاتي لأمور وقضايا الحياة اليومية للمواطنين».

«الراي» اتصلت بـ محيي الدين شيخ آلي وأجرت معه الحوار الآتي:

• مؤشرات عدم وقوف حكومة أنقرة على مسافة واحدة من مكونات الشعب السوري وانحيازها إلى جانب جماعات الإسلام السياسي تثير الكثير من الشكوك

• هجمات ظالمة تشنها ضد المناطق الكردية شمال سورية جبهات وكتائب معروفة بولائها لـ «القاعدة» والمتناغمين معها من أوساط «الجيش الحر»

• وجود مكون كردي ممثل في الائتلاف الوطني لا يتعدى كونه خياراً شخصياً ويصلح لأن يكون لبوساً كردياً للقوى الفعلية المتحكمة بالائتلاف

• النظام السوري له خبرة في تصوير الأكراد بأنهم انفصاليون وساعده في ذلك ولايزال موقف جماعات الإسلام السياسي

• الخيار الأفضل لدى الكرد السوريين هو خيار سلمي وهم لا يشكلون خطراً على الجانب التركي

• ينبغي فك الحصار فوراً عن عفرين وإرسال مساعدات إنسانية عاجلة

• جماعة الإخوان المسلمين وتنظيماتها «الرديفة» من أسباب الفظائع التي تحدث في سورية

• ثمة متغيرات وبوادر إلى إمكان أن تعيد حكومة أنقرة النظر بسياستها إزاء الكرد ونتمنى أن تكون جدية وحقيقية

• ثابت تدفق آلاف الجهاديين التكفيريين إلى الداخل السوري لصالح «جبهة النصرة»

• بعد دخول الأكراد في الصراع المسلح مع جبهة «النصرة» ما الجهات التي دفعت باتجاه هذا الصراع؟

– أكراد سورية بالأمس واليوم في موقع الدفاع عن النفس لا أكثر ولا أقل. انهم يتمتعون بحضور فاعل ونشط في مجال الدفاع عن السلم الأهلي كونهم ينبذون التزمت الديني والتمييز المذهبي والاستعلاء القومي، الا أنهم في الوقت ذاته متمسكون بالدفاع عن حقوقهم القومية المهضومة ومناطقهم التاريخية المهمشة، وهذا يتعارض مع منهجية وسياسات نظام البعث وحكوماته المتعاقبة على سدة الحكم في دمشق منذ عام 1963، هذا النظام الذي له خبرة وباع طويل في تصوير أكراد سورية على أنهم انفصاليون، ساعده في ذلك ولا يزال موقف جماعات الاسلام السياسي وغيرها من النخب والفعاليات في مجتمعنا السوري الذي يشهد اليوم فظائع ومأساة رهيبة يتحمل مسؤوليتها بالأساس النظام الأمني الاستبدادي بشكل أساسي، والنهج المغامر للعديد من أطراف المعارضة السورية وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين، وتنظيماتهم الرديفة بأسمائها الأخرى، المتهافتة وراء غنيمة السلطة بأي ثمن.

ومشهد وعمليات فرض الحصار وشن هجمات عسكرية ظالمة ضد المناطق الكردية في شمال سورية تحت يافطة مكافحة نفوذ حزب العمال الكردستاني والذي تقوم بها جبهات وكتائب معروفة بولائها لشبكات تنظيم «القاعدة» والمتناغمين معها من أوساط «الجيش الحر» والمعارضة المسلحة وما يتلقونه من تسهيلات ودعم لوجستي من لدن أوساط في الجوار التركي يثلج صدور جهات عديدة لا يزال يصعب عليها كثيراً تفهم عدالة ومشروعية حق الأكراد في توحيد صفوفهم والدفاع عن أنفسهم.

• هل صحيح أن تعثر الاتفاق بين أكراد أوجلان وتركيا بسبب عدم الترحيب الايراني به شجع أنقرة على دفع المتشددين الاسلاميين الى الاشتباك مع الأكراد في سورية؟

– مشروع الحل السلمي للقضية الكردية في تركيا له مراحل ومناخات، وقد يتعرض لعثرات وأفخاخ. وبصرف النظر عن تصريحات تركية مناسباتية، فان المشروع يحظى باهتمام ومتابعة من لدن الجميع نظراً لانعكاسه المباشر على لوحة التوازنات في الداخل التركي وكذلك لما له من صدى وتداعيات على الصعيد الاقليمي وقوى دولية أبرزها حلف الناتو. وما اقدام برلمان الاتحاد الأوروبي على رفع صفة الارهاب عن حزب العمال الكردستاني وتشجيع الولايات المتحدة لمشروع السلام التركي – الكردي هذا الا مؤشر على هذا المنحى، ما يقودنا الى القول ان ايران ستشعر بمزيد من الاحراج حيال تقدم مشروع السلام الكردي – التركي أو أن تبادر هي أيضاً لاطلاق مشروع سلام مع أكرادها البالغ تعدادهم أكثر من 13 مليون نسمة وتفتح صفحة جديدة بعيداً عن لغة القمع والاضطهاد والاغتيالات بحق القادة والمناضلين الكرد في ايران.

ان تركيا دولة مؤسسات بامتياز ولها التزامات في مجاليْ الأمن الأوروبي الاقليمي والدولي وكذلك حيال معايير كوبنهاغن لحقوق الانسان، ومن الصعوبة بمكان أن تعترف بتورط بعض أوساطها في رعاية ودعم أعمال القتل والخطف ضد الأكراد أو المسيحيين وغيرهم في سورية، الا أن مؤشرات عدم وقوف حكومة أنقرة على مسافة واحدة من مكونات الشعب السوري وانحيازها الى جانب جماعات الاسلام السياسي تثير الكثير من الشكوك.

• هدد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البرزاني بالتدخل عسكرياً من أجل حماية الأكراد في سورية في حال تم التأكد من تعرضهم لهجمات ارهابية. ما دلالات تصريح البرزاني؟

– دستورياً، اقليم كردستان العراق يتبع بغداد في ما يتعلق بالسياستين الخارجية والدفاعية، وكل ما فعله السيد مسعود البارزاني، رئيس اقليم كردستان العراق، ليس تهديداً كما وصف، بل هو مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق لايفادها الى المناطق الكردية – السورية بغية الاطلاع على مدى صحة وقائع القتل والخطف والحصار ضد الكرد هناك، على ان تقدم تقريرها الى المؤتمر القومي الكردي المزمع انعقاده في كردستان العراق قريباً والى حكومة ورئيس الاقليم ليتم درسه وفي ضوئه اعتماد ما هو ممكن للتخفيف من وطأة المعاناة الانسانية التي يقاسيها الكرد في سورية الذين لا يجدون غير أشقائهم في كردستان العراق يقدمون لهم يد العون والاغاثة.

• ما المعابر أو المنافذ التي يدخل منها الاسلاميون المتشددون الى سورية ومنها الى المناطق الكردية؟

– الحدود البرية التي تجمع سورية مع كل من تركيا والعراق والأردن ولبنان طويلة ورخوة وشبه سائبة، وثمة تجار حروب وجهات تضخ المال السياسي والهواتف الذكية وتقوم بتدريب عناصر انتحارية من جنسيات متعددة والتشبيك بينها للتوجه الى بلاد الشام لأداء «فريضة الجهاد» بموجب فتاوى دينية تغذيها عواصم وجهات سياسية الى جانب قوى دينية ورجال دين متطرفون من بلدان عديدة في العالم العربي والاسلامي.

ومن نافل القول ان شبكات الجهاديين، ومَن يقف وراءهم من عواصم وجهات، ليس لهم أي علاقة بالمطالب المحقة التي ضحى من أجلها خيرة شباب سورية الحالمين بالديموقراطية والحرية والكرامة لبلادهم ومواطنيهم. على العكس تماماً، فالمشروع الجهادي في سورية هو على النقيض تماماً من المشروع الوطني الديموقراطي التعددي المنشود، وهو مدمر لحاضر ومستقبل سورية. ومن المؤسف أن هذا المشروع الجهادي حظي، ولا يزال، بغطاء وتبريرات دائمة من العديد من أوساط المعارضة.

• يبدو أن النظام السوري سلم الأحزاب الكردية قيادة المعارك العسكرية في المناطق الشمالية ضد مجموعات المعارضة المسلحة ومن ضمنها المتشددون. ألا يؤدي ذلك الى اعطاء الاتراك الذرائع من أجل التدخل بشكل أكثر فاعلية بدعوى الخطر الكردي على حدوده؟

– الخيار الأفضل والمعتمد لدى الكرد السوريين هو خيار سلمي بامتياز وهم لا يشكلون خطراً على الجانب التركي، وان كان هذا الأخير يبقى متوجساً وله هواجس وتوهمات مزمنة. ان حسن الجوار والاحترام المتبادل من المفترض أن يكون هو الأساس في التعامل بين جميع مكونات وشعوب المنطقة.

• يؤكد الأتراك أنهم لا يقبلون بوجود «جبهة النصرة» وأن هذه الجبهة خطرة عليهم بقدر ما هي خطرة على الأكراد. ما رأيكم في ذلك؟

– خطوة عملية ايجابية من جانب الأتراك خير من قنطار تصريحات. وكي يقترن القول بالعمل، نترقب من السلطات المعنية في تركيا، كأضعف الايمان، افساح المجال أمام منظمات المجتمع المدني ومنظمات الاغاثة الانسانية الدولية لايصال المواد الغذائية والأدوية الى مناطق عفرين وعين العرب (كوباني) والجزيرة (رأس العين، القامشلي، وديريك…) أسوة بالمناطق الأخرى من الشمال السوري.

• ما رأيكم في أداء المكون الكردي الممثل في الائتلاف الوطني السوري؟

– من العبث تمثيل المكون الكردي – السوري لدى أي محفل أو ائتلاف سياسي معارض بمعزل عن الارادة المشتركة لكل من المجلسين الكرديين، الوطني الكردي في سورية ومجلس الشعب لغرب كردستان، المتجسدة بالهيئة الكردية العليا. وان ما أشرتم اليه من وجود مكون كردي ممثل في الائتلاف الوطني لا يتعدى كونه خياراً شخصياً ويصلح لأن يكون لبوساً كردياً للقوى الفعلية المتحكمة بالائتلاف.

وعلى سبيل المثال لم يصدر حتى الآن أي موقف واضح من الائتلاف والمجلس الوطني السوري لادانة الحصار الخانق والمُحكم المستمر منذ ثلاثة أشهر على منطقة عفرين – شمال حلب، من قبل فصائل عسكرية منضوية تحت راية «الجيش الحر» وأخرى خارجه. ينبغي فك الحصار فوراً وارسال مساعدات انسانية واغاثية عاجلة لهذه المنطقة التي يقطنها ما يقارب مليون مواطن – انسان بينهم عشرات الآلاف من الاخوة العرب النازحين من حلب وريفها يعيشون بسلم وأمان مع اخوتهم الكرد، ويعانون ظروفاً قاسية جداً بسبب الحصار من قبل قوات المعارضة وتلك المحسوبة على الثورة.

• هل صحيح أن بعض الأحزاب الكردية تتفاوض لبحث الانضمام الى الائتلاف؟

– ثمة تواصل ولقاءات أهمها تلك التي جرت في اسطنبول بين لجنة العلاقات الخارجية المنبثقة عن المجلس الوطني الكردي من جهة وقيادة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من جهة أخرى، والهدف هو ارساء أسس تعامل ايجابي وبناء على قاعدة العمل المشترك وتفهم عدالة القضية القومية للشعب الكردي وتجنب اقحام المناطق الكردية وتحويلها الى ساحات حرب، كون هذه المناطق تحتضن عشرات الآلاف من النازحين من المناطق السورية الأخرى ولها مكوناتها المتآخية وخصوصيتها، وليس من الحكمة التسبب في تهجير ما تبقى من سكانها الأصليين وافراغها لصالح عمليات قتالية.

• هل بدأتم في تطبيق الحكم الذاتي وسط الحديث الدائر عن اتفاق تم بين الأكراد والنظام السوري بدعوى التفاهم بين الطرفين على عدم فتح جبهة كردية؟

– اليوم ومنذ قرابة عام ونيف ثمة فراغ وشلل قانوني في المناطق الكردية التي تركها النظام لتركيز قواته العسكرية والأمنية في العاصمة وحولها ومناطق الداخل، الا أن الأكراد استطاعوا أن يحافظوا على سلامة مباني المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة دون أن تتعرض لأعمال التخريب والحرق كما حصل، مع الأسف، في مناطق أخرى مجاورة. كما حقق الأكراد نجاحهم في تشكيل لجان ومجالس حماية السلم الأهلي والعيش المشترك للكرد والعرب، مسيحيين ومسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم سواء في معظم مدن وقرى محافظة الحسكة (الجزيرة) أو مناطق عين العرب (كوباني) وعفرين (جبل الأكراد) من محافظة حلب، وذلك بفضل الوعي السياسي العام والثقافة السائدة لدى مختلف النخب والفعاليات السياسية والمجتمعية في الوسط الكردي وتآلفه ووحدة صفوفه وان شابتها شوائب ونزعات مرضية وحوادث مُدانَة بغرض الهيمنة الحزبية من جهة، وأصابع خارجية سعى أصحابها لضرب هذا التآلف الكردي – الكردي والكردي – العربي تحت يافطة وصخب مزاعم وشعارات براقة وأعلام ورايات كثيرة من جهة أخرى.

نحن في حزب الوحدة الديموقراطي الكردي في سورية – يكيتي، مطلب الادارة الذاتية ليس جديداً بالنسبة الينا، وليس استغلالاً لظرف آني. منذ التسعينات، أي منذ قرابة العقدين، أجمعنا في مؤتمر عام للحزب على مبدأ وصيغة الادارة الذاتية للمناطق الكردية في اطار حماية وحدة سورية أرضاً وشعباً، سورية الديموقراطية التعددية. وبالامكان مراجعة وثائق الحزب منذ ذلك الوقت.

نسعى لبلورة مشروع دستور جديد لسورية ديموقراطية برلمانية تعددية لا مركزية. والضرورة اليوم في المناطق الكردية تتطلب وجود ادارة مدنية موقتة تعتمد حزمة قوانين لهكذا مرحلة انتقالية من شأنها تسيير ذاتي لأمور وقضايا الحياة اليومية للمواطنين بدءاً بتنظيم السير وتنظيف الشوارع وحماية الحقول والغابات، مروراً بنقاط الاسعاف والمراكز الصحية وشؤون التعليم وحماية الأسرة وتأمين رغيف الخبز والمياه ومكافحة المخدرات وزراعة نبات الحشيش، وصولاً الى أمن وسلامة الطرق العامة وتوفير مستلزمات الدفاع لصد هجمات جماعات مسلحة لطالما تتكرر اعتداءاتها المبرمجة ضد السكان المدنيين، وانتهاءً بنشر ثقافة اللاعنف ومبدأ السلم والتعايش وحسن الجوار… كل ذلك في اطار من الشفافية والعمل المشترك مع بقية المكونات العربية والسريان كلدو آشور وغيرها التي تعيش معاً دون استعلاء ومنازعات. وان الضرورة هذه، أي مشروع تطبيق ادارة موقتة، يستحق المزيد من النقاش والتحضير دون تسرع.

• أكد حجي أحمد، قائد جبهة الأكراد السورية الموالية لمنظمة حزب العمال الكردستاني أن شخصين من جهاز المخابرات التركية لقيا مصرعهما في اشتباكات عنيفة دارت حول ضواحي مدينة حلب السورية. ماذا يعني ذلك بالنسبة لكم؟

– لست على اطلاع كافٍ على هذا الملف الخاص، الا أن الثابت لدينا هو تدفق الآلاف من العناصر الجهادية التكفيرية المتشددة من الشيشان والصوماليين والليبيين والسودانيين واليمنيين وغيرهم الى الداخل السوري لصالح الاسلام السياسي وبعض الجماعات المسلحة وخاصة «جبهة النصرة» و«الدولة الاسلامية في العراق والشام» المواليتين لتنظيم «القاعدة» العالمي. هذا من جهة، ومن جهة أخرى دخول مقاتلي «حزب الله» اللبناني وميليشيات عراقية الى جانب قوات النظام في الداخل السوري، وذلك ضمن الاستراتيجية الاقليمية الايرانية.

سورية أصبحت ساحة تصفية حسابات بين أطراف عديدة، وأجندات خاصة، وتدخلات استخباراتية من العديد من الدول والقوى، وكل ذلك على حساب الدم السوري، والحياة اليومية للمواطن السوري ومصيره.

• هل تركيا بصدد تغيير سياساتها تجاه الأحزاب الكردية في سورية، وفي أي سياق تضعون زيارات زعيم حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري صالح مسلم الى تركيا؟

– ثمة متغيرات وبوادر تشير الى امكان أن تعيد حكومة أنقرة النظر في سياستها ازاء الكرد بوجه عام، ونتمنى أن تكون جدية وحقيقية. كما أن هناك مخاوف كثيرة باتت تستشعر بها الأوساط الرسمية التركية، بسبب تورطها المتزايد في ما بات يسمى بـ«المستنقع السوري»، وبسبب خطورة الأوضاع الأمنية والعسكرية على الحدود التركية – السورية وتأثيرها على الجانب التركي الآن ومستقبلاً. وهناك قلق كبير في تركيا، تعكسه الصحافة التركية يومياً، حول مخاطر الحرب السورية على أمن تركيا ومصالحها واقتصادها والتوترات الطائفية المتزايدة في المجتمع التركي. أما سياسة «صفر مشاكل» الشهيرة المزعومة فقد انهارت هي الأخرى، وأصبح «النموذج التركي» بحد ذاته مهدداً من الداخل والخارج، بسبب الحرب السورية بشكل خاص.

الجدير بالذكر أن «مجموعة الأزمات الدولية»، ذات الكلمة المسموعة في العديد من الأوساط الديبلوماسية والسياسية الدولية، كانت أوصت الحكومة التركية، في تقرير لها (نشر بالانكليزية والتركية) عن مخاطر انتشار الحرب السورية الى تركيا، بعدم محاربة كرد سورية ما داموا لا يحاربون الحكومة التركية، وبالاستمرار في عملية السلام التركي – الكردي كي تتجنب الدولة التركية عواقب هذا الصراع الدامي الطويل مع مفاعيل الأزمة السورية والحرب الدائرة فيها. وفي تقرير ثانٍ لها بعنوان «أكراد سورية: صراع داخل الصراع»، أوصت المجموعة نفسها بالآتي:

الى الحكومة التركية:

• الاستمرار في الامتناع عن التدخل المباشر في المناطق الكردية من سورية، ومضاعفة جهودها في تسوية المسألة الكردية في تركيا سلمياً.

• التفكير باجراء محادثات مع حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، ربما برعاية الهيئة الكردية العليا، تهدف بشكل أساسي الى ايجاد آلية للاتصال والتنسيق في ما يتعلق بأمن الحدود.

• تشجيع المعارضة السورية غير الكردية على ضم مجموعات المعارضة الكردية على أساس رؤية تستند الى نظام سياسي ديموقراطي يتمتع فيه جميع المواطنين بحقوق متساوية.

أما بالنسبة لاستجابة الأخ صالح مسلم لدعوة الحكومة التركية فهو أمر طبيعي ومحق، حيث تبقى طريقة ولغة الحوار والتفاوض عبر لقاءات مباشرة واحترام متبادل هي الخيار الأفضل والأجدى وذلك بدل لغة الاتهامات والأحكام المسبقة. ونحن نفضل أن تتم اللقاءات مع جميع القوى السياسية أو الدول والحكومات بوفد كردي تمثيلي من المجلسين الكرديين والهيئة الكردية العليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى